الاثنين، سبتمبر 15، 2008

الوصف المختصر لمشروع ممر التعمير

وصف عالم الفضاء المصري الدكتور فاروق الباز (مشروع ممر التعمير) بالصحراء المصرية غربي نهر النيل بأنه مشروع القرن الحادي والعشرين الذي يقضي على تكدس المدن ونحر الارض الزراعية وغيرها من المشكلات التي تهدد مستقبل البلاد
.وأضاف في ندوة نظمتها دار الاوبرا المصرية مساء أمس الاثنين أن المشروع الذي يمتد من مدينة الاسكندرية على ساحل البحر المتوسط شمالا حتى الحدود السودانية جنوبا سيوفر بمجرد البدء به 500 ألف فرصة عمل كما سيؤدي الى خلخلة الكتلة السكانية حول وادي النيل
مضيفا أن عدد سكان مصر سيبلغ مئة مليون بعد 30 عاما في ظل استمرار مشكلات تجعل مستقبل البلاد "أسود".وأشار الباز الذي يشغل منصب مدير مركز تطبيقات الاستشعار عن بعد في جامعة بوسطن بالولايات المتحدة الى أن طول الممر يبلغ 1200 كيلومتر ويقطعه عرضيا 12 طريقا طولها بين عشرة كيلومترات و80 كيلومترا لربط الممر المقترح بالمدن المصرية.
وأضاف أن الممر المقترح سيرتبط عضويا بالمدن المصرية كالقاهرة وطنطا والمنيا والاقصر التي قال ان بها "هضبة ممتازة يمكن استثمارها في اقامة فندق يطل على أكبر موقع للاثار في العالم... ستكون المنطقة أفضل من مدينة صغيرة مثل دبي التي يأتي اليها مليونا سائح سنويا وهي تخلو من بيت قديم ولا يوجد فيها شيء يستحق الرؤية
."ويقدر باحثون أن سكان مصر يتركزون في نحو خمسة بالمئة من مساحتها البالغة مليون كليومتر مربع.وقال الباز ان المشروع لاقى استحسان نخبة من أساتذة الجيولوجيا بعدد من الجامعات المصرية حين طرحه للنقاش نهاية العام الماضي في كلية العلوم بجامعة الاسكندرية كما ناقشه مع رئيس الوزراء المصري أحمد نظيف في حضور عدد من الوزراء تمهيدا لدراسة عائده تمهيدا للبدء في تنفيذه.
وأشار الى أن الحكومة المصرية قررت خلال شهر الاعلان عن مسابقات لتقديم دراسات جدوى للمشروع الذي يستغرق من خمس الى عشر سنوات "وفقا للتمويل".وأضاف أن المشروع سيتم امداده بالكهرباء والمياه عن طريق أنابيب مياه يبلغ قطر كل منها 1.6 متر فقط من توشكى جنوبا الى العاملين على الممر مشددا على أنه مشروع استثماري يجب أن يشارك فيه الناس.
وقال ان مشروع توشكى أنجزته "الحكومة على الساكت... ونحن نطرح الفكرة على المتخصصين حتى يكون مشروعا قوميا يشارك فيه كل المصريين."وسبق أن حذر عالم الجيولوجيا المصري البارز الدكتور رشدي سعيد من المشروع مذكرا بمشروع توشكى جنوبي البلاد والذي لا تزال الاتهامات توجه الى الحكومة بسبب ما أهدر فيه من أموال قبل دراسة العائد منه
فعلى سبيل المثال نشرت صحيفة الوفد يوم الثلاثاء أن أحد أعضاء مجلس الشعب المصري طلب ادراج استجواب حول مشروع توشكى مشيرا الى أن دراسات الجدوي الخاصة به أعدت بعد مرور 17 شهرا من بدء تنفيذه. وتساءل النائب "نريد معرفة كيفية انفاق 3.6 مليار جنيه من أموال الشعب على هذا المشروع الخاسر."وأشارت الصحيفة الى رفض رئيس المجلس مناقشة الاستجواب بحجة أن الحكومة الحالية ليست مسؤولة عن دراسات الجدوى التي أعدتها الحكومات السابقة عن المشروع.
ونشر سعيد رأيه في مشروع الباز في الاونة الاخيرة في صحيفة الاهرام الرسمية قائلا انه ليس بالامكان ضخ عشرة مليارات من الامتار المكعبة من المياه الجوفية سنويا لري مليون فدان مقترحة في المشروع الجديد‏
.‏وسألت رويترز صاحب المشروع عن مدى جدوى خلخلة سكان وادي النيل ما لم يتم توطينهم توطينا كاملا في تجمعات تنشأ على جانبي ممر التعمير المقترح وعما اذا كان هذا التوطين سيواجه مشكلة المياه اللازمة للزراعة أو المرافق والخدمات الاخرى التي تلزم أي مجتمع مستقر.
وقال الباز ان بعض مناطق الممر تتوفر فيها مياه جوفية كما يمكن امداد مناطق أخرى بمياه النيل مشيرا الى أن في مصر أقدم وزارة للاشغال المائية.
وخلال حديثه في الندوة التي أقيمت بمسرح معهد الموسيقى العربية بالقاهرة قال الباز "الناس لا يبتسمون فلا توجد افاق جديدة ولا امال بعيدة وهذا يدفع لوجود فكر يغير الواقع بعيدا عن الوادي الضيق والتكدس في المدن
منقول عن الدكتور خالد حجاب وجروب حتى نجنب مصر مستقبلا اسود

ليست هناك تعليقات: