الاثنين، سبتمبر 15، 2008

الوصف التفصيلى لمشروع الممر-2

الجزء الثانى من مشروع الدكتور فاروق
‏3‏ ـ السكة الحديدية
يشتمل ممر التعمير المقترح علي شريط سكة حديدية للنقل السريع بموازاة الطريق الرئيسي تؤهل هذه الوسيلة نقل الناس والبضائع والمنتجات من جنوب مصر حتي ساحل البحر المتوسط لاسيما وأن السكة الحديدية تعاني من الكهولة‏.‏ كما لا يصح إنشاء سكة حديدية جديدة داخل وادي النيل لأن في ذلك تعديا علي الأراضي الزراعيةتؤهل السكة الحديدية للنقل السريع شحن الأسماك من بحيرة ناصر التي تذخر بالثروة السمكية إلي مواقع التكدس السكاني في شمال وادي النيل‏.‏ كذلك تمكن الوسيلة من الاستخدام الأمثل في الصناعات العديدة كصناعة الألمومنيوم في نجع حمادي‏.‏ فتوجود السكة الحديدية الجديدة سوف يجعل النقل من الميناء إلي المصنع ثم المنتج من المصنع إلي السوق يتم في سهولة ويسر وبتكلفة أقل‏,‏ هذا بالإضافة إلي الحد من الزحام الناتج عن حركة الشاحنات علي الطريق الزراعي الحالي‏.‏‏
4‏ ـ أنبوب الماء
يلزم توفير الماء الصالح للشرب بطول الممر المقترح فوق هضبة الصحراء الغربية يفضل نقل الماء من بحيرة ناصر أو قناة توشكي داخل أنبوب لمنع البخر أو تسرب الماء في الصخور ويشمل التخطيط لمشاريع التنمية المختلفة علي طول الممر استخدام المياه الجوفية في الزراعة والصناعة‏,‏ ولكن الحاجة الي الماء للاستخدامات البشرية خلال المراحل الأولي للمشروع يتطلب توفير الأنبوب المذكورربما يلزم المشروع خلال تلك المرحلة أنبوب قطره متر أو متر ونصف وهذا ليس بكثير لأن ليبيا قد أقامت النهر الصناعي العظيم لنقل الماء العذب من أبار صحرائها في الجنوب الي مدنها علي ساحل البحر المتوسط في أنبوب قطره أربعة أمتار وبطول‏2000‏ كيلو متر‏.‏ وكما هو الحال في ليبيا‏,‏ بعد ضخ الماء الي مستوي الهضبة يتم نقله من الجنوب الي الشمال بالميل الطبيعي لسطح شمال إفريقيا‏
5‏ ـ خط الكهرباء
يلزم للمقترح إنشاء خط كهرباء للإنارة والتبريد علي طول الطريق الرئيسي‏,‏ وخاصة لأن مسار الطريق يمر في منطقة صحراوية لاتوجد فيها متطلبات التنمية الأساسية‏,‏ خلال المراحل الأولي للمشروع في نفس الوقت يجب تشجيع مشروعات التنمية العمرانية والزراعية والصناعية والسياحية المنظمة واستخدام مصادر الطاقة المستدامة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح‏.
‏مزايا المشروع
يلزم لأي مقترح لمشروع تنموي دراسة الآثار الجانبية له وخاصة من الناحية البيئية‏,‏ ولأن المشروع المقترح يقلل من تدهور البيئة في وادي النيل فهذا يعتبر إحدي مزاياه العديدة‏.‏
الجانب الأساسي الذي يجب دراسته هو الجدوي الاقتصادية للمشروع‏,‏ أي مدي نجاحه المؤكد من ناحية الاستثمار‏,‏ وهذا يتم من خلال دراسة جدوي يجريها المختصون بناء علي بيانات حقيقية ومنطقية‏.‏
أما المزايا والمنافع المنتظرة للمشروع فعديدة نوجز منها مايلي‏:‏‏
*‏ الحد من التعدي علي الأراضي الزراعية داخل وادي النيل من قبل القطاع الخاص والحكومي معا‏.‏‏
*‏ فتح مجالات جديدة للعمران بالقرب من أماكن التكدس السكاني‏.‏‏
*‏ إعداد عدة مناطق لاستصلاح الأراضي غرب الدلتا ووادي النيل‏.
‏‏*‏ توفير مئات الآلاف من فرص العمل في مجالات الزراعة والصناعة والتجارة والاعمار‏.
‏‏*‏ تنمية مواقع جديدة للسياحة والاستجمام في الصحراء الغربية بالشريط المتاخم للنيل
‏*‏ الاقلال من الزحام في وسائل النقل وتوسيع شبكة الطرق الحالية‏.‏‏
*‏تأهيل حياة هادئة ومريحه في بيئة نظيفة تسمح للبعض بالابداع في العمل‏.
‏‏*‏ ربط منطقة توشكي وشرق العوينات وواحات الوادي الجديد بباقي مناطق الدولة‏.‏‏
*‏ خلق فرص جديدة لصغار المستثمرين للكسب من مشروعات في حقول مختلفة‏.‏‏
*‏ مشاركة شريحة واسعة من الشعب في مشاريع التنمية مما ينمي الشعور بالولاء والانتماء‏.‏‏
*‏ فتح آفاق جديدة للعمل والتمتع بثمار الانجاز في مشروع وطني من الطراز الأول‏.‏‏
*‏ خلق الأمل لدي شباب مصر وذلك بتأمين مستقبل أفضل‏.‏وسيلة الانجاز
مع أن تنفيذ المقترح الحالي قد نوقش من قبل ولكنه يعرض الآن كمشروع للقطاع الخاص‏,‏ وذلك لأسباب كثيرة‏.‏ في بداية الاقتراح قدر المختصون تكلفة المشروع بحوالي ستة بلايين دولار‏,‏ أما الآن فربما تبلغ تكلفة البنية التحتية له أربعة أضعاف هذا الرقم‏.‏ وهذه القيمة ليست بالكثير في الوقت الحالي لاسيما أنها تؤمن مستقبل شعب بأكمله وتنقذ مصر من الوضع الاقتصادي المتردي في هذا الوقت بالذات‏.‏
وربما تمكن المستثمرون من تأمين المبلغ المطلوب لتنفيذ المشروع عبر بيع الأراضي الصالحة للإعمار علي جانبي الطرق العرضية في بداية المشروع‏,‏ ونحن نعلم أن أسعار أراضي البناء تزداد بسرعة خيالية حاليا‏.‏يتطلب المقترح دراسة مستفيضة بواسطة أهل الخبرة في المهن المختلفة‏,‏ وياحبذا أن يكون من يقوم بالدراسات المطلوبة‏,‏ بدعم من القطاع الخاص المعني‏,‏ خبراء في مراكز الأبحاث والجامعات حتي نتحقق أن المقترح يتم تقديمه جديا بواسطة أهل الخبرة والمعرفة في جميع المجالات‏.‏
في نفس الوقت يجب مناقشة مثل هذا المشروع الحيوي في البرلمان لكي يمكن سن القوانين واتخاذ الاجراءات التي تحمي الناس من الروتين الحكومي أو استغلال بعض العاملين في القطاع الخاص‏.
‏وياحبذا لو بدأ التفكير منذ لحظة الانطلاق بمشاركة أوسع شريحة ممكنة من الناس‏.
‏ فيمكن لكل محافظة مثلا البدء في إعداد قائمة بمشروعات التنمية وأولوياتها بناء علي احتياجاتها الحقيقية وفي ضوء مواردها من العمالة الفنية اللازمة وقدراتها الأخري‏.‏ وفي نفس الوقت يجب عدم المساس باستقطاب عمالة أجنبية للعمل في المشروع مهما كانت الأسباب لأن المصري أو المصرية يمكن تدريبهما للقيام بأي عمل كان وبأعلي مستويات الأداء العالمية‏.
‏وكذلك يمكن تشجيع شباب الجامعات من خلال مسابقات لاختيار مشاريع تنمية تقام في محافظاتهم حتي طلبة المدارس يمكنهم المشاركة بمسابقات لاختيار أسماء الطرق العرضية والمدن والقري التي سوف تنشأ علي جوانبها‏.‏
مشاركة الشباب مهمة للغاية لأن الهدف من المشروع هو تأمين مستقبلهم عبر إتاحة فرص عمل لانهائية أمامهم‏.
‏معني ذلك أن الباب مفتوح علي مصراعيه لمشاركة من يود أن يدلو بدلوه علي شرط أن تكون الأفكار المقدمة ليس الغرض منها هو الكسب الشخصي الضيق والمحدود‏,‏ ولكنها تصب أولا وأخيرا في الصالح العام‏,‏
وهكذا تتقدم الدول ويعمل الناس بعزم ونشاط وولاء وانتماء وتزدهر الحياة مرة أخري في وادي النيل الخالد‏.
‏خاتمة
عادت حفيدتي ياسمين‏(10‏ سنوات‏)‏ من مدرستها في واشنطن لتخبر أمها أن المدرسة ذكرت اسم مصر في أول درس من دروس التاريخ‏,‏ وأضافت أن المدرسة قالت إن التاريخ يعيد نفسه وسألت أمها هل هذا صحيح؟
فعندما أجابتها الأم بالايجاب
سألت بحماس شديد‏:‏ هل هذا يعني أن مصر يمكن أن تعود عظيمة مرة أخري؟
الاجابة عن سؤال هذه الصغيرة‏.‏ التي تعيش بعيدا ولكنها تحتفظ بذكري مصر في قلبها وعقلها‏,‏ يستدعي التفكير الثاقب والعمل الدءوب في سبيل رفعة هذا البلد الذي يستحق موقعا متقدما بين الأمم‏.
‏فمصر كانت علي مدي العصور منبعا للحضارة والفكر والعلم والثقافة والفن والبناء وحسن الأداء‏.‏ ولكن بين آونة وأخري تخبو فيها شعلة الحضارة وينطوي شعب مصر علي نفسه وكأنه في غيبوبة لايعي بما يدور حوله في العالم‏,‏ ولكن سرعان مايفيق هذا الشعب العظيم من الغثيان وينتفض بكل حيوية ونشاط لكي تتوهج شعلة الحضارة مرة أخري في أرض مصر‏.‏
ويمكنني القول إن العرب في كل مكان ينتظرون رفعة مصر لأن في ذلك رفعتهم جميعا‏.‏ ولم يكن للعرب مكانة في أي وقت من الزمان إلا في وجود مصر القوية كالعمود الفقري الذي تلتف حوله البلدان العربية جميعا‏.
‏أثبت تاريخ الأمم أنه منذ خلق الله الانسان علي سطح الأرض ازدهرت الحضارة بين أي مجموعة من الناس إذا توافرت في مجتمعهم ثلاثة مقومات أساسية هي‏:
‏‏1‏ ـ إنتاج فائض من الغذاء مما يجعل الناس تنمو أجسادهم قوية ومخيلاتهم صحيحة‏.‏‏
2‏ـ تقسيم العمل بين أفراد المجتمع تقسيما مناسبا والذي يستدعي ترقية أهل الخبرة والمعرفة وحسن الادارة‏(‏ وليس أهل الثقة‏)‏ علي جميع المستويات‏.‏‏
3‏ـ تأهيل الحياه الكريمة في المدن بحيث لاينشغل الناس فقط بالبحث عن قوتهم ويعيشون في بيئة صالحة لكي يتمكن البعض منهم من الابداع والابتكار في عملهم‏.
‏إذن لن تعود مصر دولة عظيمة مرة أخري إلا إذا تحسنت أوضاعنا بالنسبة إلي المقومات الثلاثة السابقة وبناء علي مزايا ومنافع المقترح المذكور فإن ممر التعمير المقترح بموازاة الدلتا ووادي النيل في الشريط المتاخم من الصحراء الغربية يمكن أن يؤهل للوصول إلي الغرض المنشود خلال عقد أو عقدين من الزمان علي الأكثر‏.‏
كما أن من شأنه أن يخرج مصر من الوضع الحالي بمآسيه المختلفة لذلك فإنني مقتنع تماما بأن المشروع المقترح يمكن أن يعيد الحيوية والانتاجية لشعب مصر ويؤهل لهذا البلد الطيب المعطاء الوصول إلي موقع متميز بين أعظم بلدان العالم مرة أخري‏
منقول عن الدكتور خالد حجاب وجروب حتى تجنب مصر مستقبلا اسود

ليست هناك تعليقات: