الاثنين، ديسمبر 13، 2010

رواية الهالوتي & باكينام - 5




-13-


فى مساء أحد الايام وقبل منتصف الليل بساعه تقريبا دق جرس الموبيل برنين علمت منه أنه أحد (الأوباش) أى أحد أصدقائى وبالفعل كان جمال



فأجبت بتكاسل :(( الوووووووووح – اهلا يا نجم --- لا أنزل أيه ابويا لو قلتله أنا نازل دلوقتى مش بعيد اكون السبب فى طلاق أمى – هنعمل أيه بقى الراجل بيخاف علينا من الدنيا الوحشة ومن رفاق السوء ومن البانجو والحشيش—اه وعهد الله مسكنى من ساعتين وقعد يوعينى على أضرار المخدرات وممكن تعمل أيه وكنت حاسس أنى قاعد في جمعية لمكافحة الإدمان --هههههه بس يلا عيب ))




ثم اكملت : (( يلا ما علينا – بس هو راجل زى السكر – بعد ده كله تقولى أنزل برده أنت عبيط – يا راجل طب ازااى ))



وأنصت لما يقول ثم قلت ضاحكا وقد أعجبتني الفكره : (( يا مجرم طب يلا أنا هقفل وشويه وكلمني اكون واقف جنبه ))



وبالفعل ذهبت الى ابى وقد كان يجلس فى المطبخ برفقة أمى يعدان لعشاء فاخر لنا جميعا وقد كان منهمك فى تجهيز وتقطيع السلطة فقال عندما شاهدنى : (( تعالى يا أبنى أتعلم وشوف فنون السلطه ))



فقلت منافقا : (( طبعا يا باشا دى سلطة قطب مكتوبه فى كتب التاريخ – دى بيدرسوها دلوقتى فى طبق اليوم فى التلفزيون – ده حتى سمعت أنهم لغوا كتاب نظيره وهينزلوا نسخه جديده اسمها كتاب قطب))



فابتسم وقال لأمي: (( الواد ابنك بينافقنى – شكله عايز حاجة ))



فقالت أمي ساخرة من أبى : (( ما أنت عمال تتكلم على طبق السلطة اللي بقالك بتعمل فى ساعتين كأنك فتحت عكا مكنش طبق سلطة ده ))



فأبتسم أبى وقال بمكر : ((( شوفت ماما بتقول أيه ؟ عارف الموقف ده يعلمك أيه يا حبيبى ؟ ))



فقلت بنفس اسلوبه : (( أيه يا دااادى ))



فقال ضاحكا : (( أن الستات زى القطط تاكل وتنكر – يعنى واقف معاها بساعدها وعامل زوج ديمقراطى وبرده مش عاجب ))



فأمسكت أمي السكين واقترب قائله وهى تنظر إلى : (( أقولك كمان حاجة تتعلمها من الموقف ده يا حبيبى ))



فقلت باسما: (( قولى يا مامى ))



فقالت وهى تنقض على أبى : (( الرجاله ماتجيش غير بالعين الحمرااا))



واثناء مداعباتنا وتعليقاتنا لبعضنا البعض دق جرس الموبيل فأجبت بهدوء مصطنع : (( الو – اهلا يا باشا – أيه امتى – لا يا راااجل فين – لا لا أنا جى حالا – قولتلى قسم أيه ؟ – ربع ساعه وأكون عندك))



وأغلقت الموبيل وأنا أتصنع الضيق فبادرني أبى وأمي متسائلين في لهفه: (( في أيه ؟ مين في القسم ؟ ))



فأجبت بأقتضاب : (( ده جمال عمل حادثة عند أول عباس وفى قسم مدينة نصر دلوقتى ))



فقالت أمى : (( يا ساتر يارب المهم هو كويس ))



فأجبت وأنا ادلف لغرفتى لارتداء ملابسي : (( ايوه بس راحوا القسم بقى وحورات واجراءات ولازم ابقى معاه ))



فقال ابى بجديه: (( اه طبعا واجب وأنا جاى معاك ))



حينما قالها كنت امسك قميصى فتركته وأنا غير مستوعب وقلت بسرعه واضطراب : (( لالا مالوش لازمه الموضوع بسيط خليك أنت متتعبش نفسك ))



فقال بإصرار وشهامه : (( لا لا مش ممكن جاى معاك ))



فهمهمت قائلا : ( يااعم مش وقت جدعنه هتودينى فى داهيه)



ثم قلت محاولا الخروج من المأزق : (( طب بص سبنى أروح الأول لو فى حاجة هكلمك والله هكلمك ماشى ))



وبعد مجهود مضنى أقنعته وخرجت وقد كان جمال ينتظرني فى الشارع الخلفي فقلت وأنا ادلف الى السيارة: (( اللة يخرب بيتك كنا هنروح فى داهية ابويا كان مصمم يجى معايا القسم يطمن عليك ))



فقال جمال ساخرا : (( لا فى أيه الخير والله أبقى فكرني ابعتله خطاب شكر ))



فأجبت متسائلا : (( وماله – بقولك أيه هنروح فين ؟؟ ))



فقال مكشرا عن أنيابة : (( ههههههه يا أبنى البرتيته كلها عند هالوتى فى يوم من أيام الزمن الجميل فى بولة أستمشن مستنيانا غير بولتين بيتلعبوا غير اللى قاعدين يلعبوا بلاى أستشن وترنيب فى بتاع 30 واحد عند هالوتى ))



فقلت مندهشا : (( وأيه المناسبة ؟؟؟؟))



فقال : (( تقدر تقول تمرد اتخناقنا مع الحريم وقررنا نقاطعهم ودى البدايه وبعدين معرفة الرجال كنوز ))



فاجبته ساخرا: (( والنبى أيه هههههه قولوا بقى أن اتحلقلكم والحريم قالتلكم باى باى))



وهم أن يرد ولكن دق جرس موبيله وطلب منه الشباب إحضار فطائر من من القليوبى وبالفعل أحضرنا الطعام ولعبنا وكان يوما رائعا ولم أنسى أن اتصل بأهلي لكي أطمئنهم حتى أتقن رواية جمال وقبل أذان الفجر بلحظات غادرنا منزل الهالوتى ولكن قبل أن أغادر استوقفتني لوحة في وسط غرفة المرسم وكان الهالوتى يغطيها بشال اسود ولم تكن من عاده هالوتى أن يغطى لوحاته ولكنني لم أعلق كما أننى لم ألفت انتباه أحد إليها .



وفى اليوم التالى ذهبت لعرفة وحينما دلفت ألى الشقه توجهت مباشرة لغرفة المرسم وتبعني دون أن يتحدث ووقفت أمام اللوحه وأمسكت طرف الشال ثم نظرت اليه وقلت : (( تسمحلى ؟؟؟ ))



فأطلت من عينيه نظرة شجن شديده وهو يومأ برأسه موافقا وحينما أزحت الشال انبهرت لدرجة عقدت لساني وحاولت أنطق واعبر عن أعجابى ولكنني فشلت وبعد فترة نظرت له وأنا أحاول أن أجد كلمه مناسبه وقلت : (( أنت عبقري يا عرفه ))



فأبتسم أبتسامه باهته فأكملت : (( هى نسخة طبق الأصل منها بس دى فيها كمية برائه وجاذبيه غريبه أنا حاسس أنها هتنطق أنت ازاى عملتها كده ))



فقال فى هدوء وهو يجذب مقعده ويضيف بعض الرتوش على اللوحه: (( الفنان يا قطب بيرسم اللى شايفه بس بريشته هو أو بمعنى أدق باللي حسه بانفعالاته بمشاعره – أنا مش برسم بورتريه عادى أنا برسم باكينام زى ماكنت شايفها بعنيا مش زى ما أنتوا شوفتوها ومش زى ما أى حد هيحاول يرسمها مهما كان ماهر هيرسم ملامح ممكن توصل لطبق الأصل بس مش هيقدر يخرج الروح بتاعتها على وشها وده اللى أنا عملته ))



ونظر الى وعينيه تحبس دموع لن تسقط ولكن كل ما تستطيعه أن تلمع بين جفنيه : (( أوعى تفتكر أنى نستها أو كرهتها ده مش ممكن يحصل لأتى حبتها – أنتوا ممكن تزعلوا منها تشوفوها خاينه لكن أنا لا لأني شوفت اللي أنتوا مشفتهوش وعرف وحسيت اللى محدش ممكن يحسه غيرى ، باكينام مش وحشة ابدا ))



وقد وصل الانفعال به لذروته فأستجمع ما تبقى من قوته وهو يقول: (( اللى عملته معايا ده زى مهو مؤلم عليا اكيد مؤلم عليها بس أنا معنديش تفسير لحد دلوقتى السبب أيه بس أنا ماقدرش اظن فيها حاجة وحشة والا يبقى بحكم على نفسي بالموت وبحكم على نفسي أبقى سجين عقده هتلازمنى طول حياتي وبحكم على نفسي اكره كل البنات لأني باختصار لو اكتشفت أن كل اللي كان بينا كان وهم هيبقى أيه ساعتها الصدق يبقى مش ممكن هصدق حد أو أثق فى حد فا أنا لسه بتشبث بأمل أن يكون عندها سبب قوى ))



فقلت : (( طب ليه ما تسألهاش يا عرفه ؟؟؟ ))



فابتسم ابتسامة حزن: (( تفتكر أنى لو سألتها هتقول الحقيقة – اللى تنهى علاقة زى اللى كانت بيني وبينها بالشكل ده أكيد السبب اللى دفعها لكده قوى جدا وإلا ما كنتش أنهت العلاقة يبقى ماينفعش أسألها لأنها مش هتقول أو هتكدب فانا صابر يمكن الأيام تكشف المستخبى وبحافظ على شعرة معاوية اللي ممكن ترجعنا تانى ))



فقلت على استحياء: (( أنا مش عارف أقولك أيه بس أنا خايف تكون بتديها اكتر من حجمها ولسه شايفها زى زمان ويتضح العكس وتفضل أثير شعرة معاويه بتاعتك وتعيش فى أمل زائف ))



فرد : (( لا ماتقلقش أنا زى ما أنت شايف عايش حياتي كويس وبجتهد في مستقبلي ومش أنا اللي هقعد أبكى على أنسانه سابتنى بس فى نفس الوقت مش عايز اظلمها وهسيب الأيام تكشف الحقيقة ، بس يا قطب أوعى اللي أتكلمنا فيه يخرج لحد أو حد يعرف حاجة عن الصوره دى ))



فقلت مطمئنا: (( ومن امتى يا نجم بقول حاجة ما أنت بلاويك كلها معايه لا ماتقلقش ))



ودخلنا الامتحانات ومرت الفترة بسلام وكنا نرى باكينام بعد الامتحانات وهى تغادر مسرعه وكأنها لا تريد أن يراها احد ولكن كان يبدوا على وجهها الشحوب والذبول ولكننا لم نقف أمام الأمر طويلا واستقبلنا الأجازة التي مرت مسرعة كالعادة وفى ذلك العام سافرت أنا وعرفه واعتمرنا وقضينا وقتا ممتعا في الأراضي المقدسة وتغيرت فينا كثير من الأشياء واستطعمنا بحق ذلك المعنى الذي يردد دون أن نشعر به قط ألا وهو (( حلاوة الإيمان ))



كثيرا منا يصلى وكثيرا منا يعرف كيف يقوم بأركان الإسلام ولكنننا لم ندرك قط أن اسمها أركان الإسلام وليست الإسلام بمعنى ابسط هي الأعمدة التي نقيم عليها المنزل هل تستطيع أن تعيش في العراء بين الأعمدة فقط دون أن تبنى الجدران دون أن تحمى نفسك ؟؟؟ لا أظن لذ يجب أن نعرف أن الصلاة والزكاة والصوم والشهادة مجرد أركان وليست الدين فالدين معاملة أنا مش واعظ ولا داعية ولكنني شاب مسلم واستشعرت معنى وأردت أن تستشعروه فإذا أحسستموه واقتنعتم به ناقشوه بينكم وبين أنفسكم .



وبدأنا عامنا الدراسي الجديد ولكنه ليس كأي عام ده البكالوريوس وأصبحنا على غير عادتنا نجتهد ونواظب على الحضور ولكن بدون استذكار (ماهو أصل كده يبقى كتير نحضر ونذاكر ال2 يبقى صعب) ولكننا أصبحنا نقوم بتنفيذ المشاريع في أوقاتها وفى خضم كل هذا لفت انتباهنا جميعا أنه بعد مرور شهر كامل من العام الجديد باكينام لم تحضر بعد وهو ما أربك الهالوتى تماما رغما عنه كما أربكني بحكم صداقتي له وقربى منه وهى ايضا مازالت شخص عزيزا على مهما حدث .



وبعد تفكير عميق قررت أن افعلها من اجل صديقي وفى مساء احد الأيام ذهبت لفيلا باكينام وطلبت من الخادم لقاء عمر ولم يطل أنتظارى كثيرا فبعد لحظات وجدت عمر أمامي وعلى غير ما توقعت وجدته يرحب بى بشده ويدعونى للجلوس ثم أنقطع الكلام وساد الصمت نظرت إليه طويلا وكانت عيناه تهرب منى .



ثم قطعت حبل الصمت قائلا: (( باكينام فين يا عمر؟؟؟))



فرد فى تلعثم : (( يعنى أيه فين يا أحمد ؟؟ ))



فقلت فى حزم: (( يعنى موبيلاه مقفول وصحابها اللى بيتصلوا بيها مش لاقينها وبتقولوا سافرت وقبل ده كله سابت عرفه بدون مبرر مقنع وفات شهر ودى سنة بكالوريوس ومارحتش الكليه ولا مره فى أيه ؟؟؟ ))



وأنتظرت ليجيبني وكانت ملامحه تنبىء بالتوتر الذي يحمله وكأنه يبحث عما سيقوله وفجأه قال: (( مش عارف أقولك أيه يا أحمد بس قبل ما أشرحلك لازم أعرفك بشخص الأول ))



ووجدته يستدعى الخادم ويقول له : (( لو سمحت يا عم على بلغ شادي أنى عايزه فى الصالون ))



فقلت مستفهما : (( شادي مين ؟؟ ))



ولم تكن الاجابه على لسانه بل عند مدخل الباب حينما دلف شادي ولقد كان نفس الشخص الذي عرفتنا باكينام علية في الكلية على أنه صديقها من النادي وكان سببا في الخلاف ولكن لم يكن هذا ما أدهشني فقط ولكن لأن ملامحه هذه المرة لم تكن كسابقتها بل كانت أكثر ودا



وقبل أن أتفوه بأي كلمه قال وهو يرسم ابتسامه على شفتيه : (( أزيك يا قطب مش قطب برده؟ – أيه لسه عايز تضربني ))



فوقفت وأنا أشير لعمر قائلا وقد أستبد بى القلق : (( فى أيه ياعمر أيه الموضوع ؟؟ ))



فوقف عمر وقد تجهم وجهه وأغرورقت عينيه بالدموع وقال : (( باكينام بتموت يا قطب )) وساد صمت رهيب



**********************************


حينما ألقى عمر على مسامعي تلك الجملة وجدت جسدي يهوى على اقرب مقعد ولا اعرف أن كان هذا من هول الصدمة أم أن قدماي لم تستطيعان حملى فسقط وظل الصمت المطبق هو عنوان جلستنا للحظات إلى أن قطع شادي حبل الصمت قائلا : (( قطب أنت كويس ؟؟؟؟))



وقد كان سؤاله على ما يبدو نتيجة لحالة التوهان التي كانت تلمع في عيني نعم فقد كنت فعلا تائها والأفكار تتكاثر في ذهني وتتخبط وأحسست بصداع رهيب فقلت مغمغما وبصوت جاهدت لكي يخرج من فمي : (( ممكن كباية ميه سقعه ))



وتوقع الجميع إلى أنني استشعر العطش أو أريد أن أرطب حلقى ولكن حينما جاء الماء وقفت في وسط الغرفة وأمسكت الكوب وأفرغت ما به من ماء على رأسي ولثوان أخذت ألهث وحبات الماء تتساقط على وجهي ولمحت نظرات الاندهاش في عيونهم وهنا قلت : (( دلوقتى بقى براحة وفهمونى الموضوع ))



فقال عمر بأسى: (( في إجازة نص السنه اللى فاتت باكينام تعبت جدا ونقلناها المستشفى وبعد التحاليل والفحوص اتضح أن عندها فشل كلوى ))



وسكت قليلا ربما ليرى وقع الخبر على وجهي ولكن أنفعالاتى كانت داخلية وقلت : (( كمل ))



فأكمل والحزن يغلف صوته : (( وكانت المشكلة أن الغسيل الكلوي مش هينفع وغير مجدي لأن حالة الكلى متدهورة جدا وسافرنا بيها فرنسا وعرضانها على اكبر الأساتذة فى التخصص ده وكانت الإجابة واحده ضرورة نقل كليه ))



وتابع قائلا :(( ولما عرفت باكينام قالت لازم ارجع مصر وأبتدينا ندور على متبرع لأني أنا وماما وبابا التحاليل قالت أن مانقدرش نتبرع لها لان فصيلة دمها نادرة غيرنا وكمان الجسم مش هيقبل كلية اى حد فينا ))



صمت قليلا ثم أكمل باضطراب : (( وقررت باكينام أن عرفه لازم مايعرفش وقررت أنها تبان مخادعه وهايفه وتقوله كلام بايخ عشان يسيبوا بعض وبشكل مايخليش عرفة يفكر أنه يرجعلها أو يدور عليها عشان كرامته))



وهنا اكمل شادى : (( ولاقتها بتطلب منى أنى اعمل واحد صاحبها من النادي وأقول الكلام السخيف اللي قلته وأتصرف بطريقة مغرورة معاكم- على فكرة انا ابقى أبن خالة عمر وباكى ))



فقاطعتهم بحده قائلا: (( وأنتوا ازاى توافقوها على كده ؟؟؟))



فقال عمر: (( هدددتنا يا أحمد اذا مساعدنهاش ونفذنا اللى فى دماغها مش هتاخد الأدوية المؤقتة ومش هتعمل عمليات وهتنتحر فمكنش قدمنا غير أننا ننفذلها رغبتها ))



فسكت برهه ثم قلت : (( بس عمليات الفشل الكلوي أتطورت كتير ونقل الكلى مابقاش فى مشكلة ليه بتقول أنها هتموت ))



فقال فى حزن: (( لأنننا ملقناش متبرع لحد دلوقتى لا هنا ولا برة مصر وحالتها أدهورت جدا وهى بقالها شهر فى المستشفى ما بين غسيل مؤقت وأدوية ومسكنات وعنايه فائقه وحالتها كل يوم بتسوء وكان أخر تقرير من الاطباء أن فى خلال يومين لو ملقناش المتبرع هيبقى الأمل ضعيف في إنقاذها ))



فقلت فى هدوء: (( هى فى مستشفى أيه ؟؟؟))



فرد شادى : (( فى دار الفؤاد ))



فقلت فى حسم : (( خدونى هشوفها ومتخفوش مش هخليها تشوفنى ))



فنظرا لبعضهما البعض ثم حسما امرهما وذهبنا الى المستشفى ولن تستطيع الكلمات أن تعبر عن صاعقتى حينما رأيتها هل رأى منكم احدا زهرة نضرة ثم رأها بعد أن ذبلت وماتت ، تلك الزهره كانت باكينام شحوب رهيب فاثار الالم تركت قسوتها على ملامحها وسهد الليالى ترك بصمته تحت جفنيها والحزن والمرض افقدوا عينيها بريقها الدائم وحل محلهما نظرة يائسة تنتظر لحظة الفراق .



ومن بعيد ودون أن تشعر بوجودى شاهدتها وأحسست كم كنت ظالما وأعتصرنى الألم وكلمات عرفة التى رددها على مسامعي أنه على ثقة من أن في الأمر شيء خفي ترن في أذني باستمرار ويتردد صداها فى جنبات نفسي ووجدت نفسي اركض ويركض خلفي شادى وهو يقول: (( مالك يا قطب فى أيه ؟؟ ))



فقلت لاهثا وأنا أركض : (( يلا بينا هنروح مشوار ))



فقال متسائلا : (( هنروح فين ؟؟ ))



فوقفت وتوجهت اليه وأمسكت كتفيه بشده وأنا أقول: (( رايحين نصحح أوضاع مقلوبة وهنحاول ننقذها – هتيجى معايا ولا لا )) قلتها وأن اهزه بشده .



فرد فى حماس: (( أنا أروح أخر الدنيا معاك لو هنقدر نساعدها ))



ووصلنا لمنزل عرفه وقرعت الجرس وجاءني الرد من خلف الباب : ( مييييين ))



فقلت : (( أنا قطب يا عرفه ))



ففتح الباب وما أن شاهدنى وبصحبتى شادى حتى تغيرت ملامح وجهه والعجيب أنها لم تكن ملامح غضب أو استياء بل كانت ملامح لهفة وخوف وقال بقلق وواضح : (( بااكينااام حصلها حاجة ؟؟؟؟))



فأندهش شادى بشده من رد فعل عرفه لدرجة أن فمه انزلق دون ان يدرى ونظر إلى وكأن لسان حاله كيف عرف وكيف استشعر ولما لم يغضب وأشياء كثيرة فخطوت داخل المنزل وجلست مع عرفه وجعلت شادي يقص علية ما رواه لى هو وعمر ثم أكملت بما رأيته فى المستشفى وقبل أن تنتهي كلماتي كان عرفة يفتح بابا المنزل ويركض على السلم فقلت صائحا : (( طب استني يا أبنى غير هدومك هتروح بالجلبيه والشبشب أنت مجنون ))



ولكنه لم يسمعني كل ما ألتقطه أثناء مغادرته الشقة مفاتيح سيارته ومحفظته ولحقت به أنا وشادي بعد أن أغلقنا الباب فقلت لشادى : (( أمشى قدمنا وأنا هركب معاه ))



وبعد اقل من ساعة كنا ندلف الى المستشفى وملامح الاندهاش على وجوه كل من يقابلنا ليس من ملابس عرفه ولكن من دموعه التى تساقطت كالمطر وهو يركض على غير هدى لا يعرف من أين الطريق نعم في هذا الموقف كانت أول مرة أرى فيها تلك الدموع وعندما وصلنا لغرفتها وقف أمام الباب وجفف دموعه وحاول أن يتماسك وهم بفتح الباب ولكنه توقف .



ثم نظر إلى والى شادي وقال : (( عمر فين وعمى ابو عمر ))



فخمن شادى قائلا : (( افتكر انهم جوه ))



فقال له : (( طيب أنا وقطب هندارى وأنت ادخل جيبهم وماتقولش أن أنا برة يلا بسرعه ))



وبالفعل لحظات وكان عمر ووالده يخرجان لنا وما أن شاهده والد باكينام : (( حتى احتضنه بشده )) وتساقطت دموعه رغما عنه فهو بكل مكانته فى النهايه أب يرى أمام عينية زهرة حياته تضيع منه وكان موقف مؤثر جدا فقد انهمرت دموع صامته من كليهما وهما يحتضنان بعضهما البعض ووقفت أنا وعمر وشادي نراقب ذلك المشهد وكل منا يجاهد دموعه ولكنننا لم نستطيع فراوغتنا وسقطت .



وأخيرا تمالك كل منهما نفسه وقال عرفه : (( عايز اشوف الدكتور اللى بيعالجها ))



فقال عمر مستغربا : (( ليه ؟؟؟ ))



فقال عرفه : (( هتعرف بعدين ))



وبعد قليل كنا ندلف لغرفة الطبيب الذى أندهش من مظهرنا وقبل أن يستبد به الاندهاش بادرة عرفه قائلا : (( أنا متبرع بكليتي لباكينام))



فأجابه الدكتور بهدوء : (( ايوة بس احنا لازم نعمل تحاليل الأول عشان نعرف اذا كان ينفع ولا لا ))



فقال عرفة : (( هينفع يا دكتور باكينام دمها بيجرى فى عروقى احنا فصيلة دم واحده وأن شاء الله كل التحاليل هتأكد كلامى – بس ياريت مانضيعش وقت ويلا بسرعه – وليا طلب كمان ))



فأنتبهنا فأكمل قائلا : (( باكينام ماتعرفش خالص أن أنا اللى هتبرع عشان ماترفضش إحنا هنقول لاقينا حد وخلاص متفقين ))



فسادت همهمة بيننا ولم نجد الا أن نرضخ لرغبته لمنطقيتها وبعد إجراء الفحوص ثبت بالفعل أن عرفة هو الشخص المطلوب تماما



وعندها قال عرفه : (( الحمد لله – دلوقتى ممكن أشوفها )) وغادر الغرفة .



وحينما هممت بالخروج خلفه امسك الطبيب يدي وقال هو يتابع عرفه بنظره: (( مين ده ؟؟؟ ))



فقلت وأنا أحاول الابتسام : (( ده بنى ادم تتمنى تقابل واحد زيه مره فى حياتك يا دكتور )) وتركته لألحق بصديقي .



وقبل أن يفتح عرفه الباب قال معاتبا : (( كده يا قطب ماتفكرنيش نجيب ورد ))



فأجبته ساخرا: (( معلش أنا قليل الأدب ))



فأبتسم وفى تلك اللحظة فتح الباب وحينما أطل بوجهه فقط داخل الغرفة يلاحظ كل من كان بالغرفه أن باكينام قد ارتدت إليها روحها وسطع بريق عينيها واعتدلت وهى تنظر اليه نظرة صامته ووقف كل من بالغرفة أمام ذلك المشهد الأسطوري الذي لا نراه إلا في فيلم مؤثر ولكن أن نراه أمام أعيننا وفى واقعنا المرير، هو بمثابة المعجزة واقترب عرفة وعينية لم تفارق عينيها ووقف عند طرف سريرها



وقطع حبل الصمت وهو ينظر اليها ويقول بعفويه : (( أنا قلت لقطب باكينام أنقى واطهر من أنها تخدعنى ))



ثم تابع وعينية تزرف الدمع بغزارة : (( أنا عمرى ما شكيت ولا هشك فى اخلاصك وحبك ))



(( وأنتى تبقى غلطانه لو فاكره أنى مش هدور عليكى وكرامتى هتمنعنى وتبعدنى عنك ))



(( وتبقى غلطانه لو فاكره أنى كنت عايش الكام شهر اللى فاتوا ))



(( ازاى تسمحي لنفسك تعذبي نفسك كده ازاى تتألمي لوحدك ازاى تبقى فى محنه وتحاولي تبعديني عنك – أنتى مابتحبنيش ))



فقالت وهى شبه منهارة : (( متقولهاش يا عرفه أنا ماعملتش كده غير عشان بحبك وماقدرش أشوفك بتتعذب علشانى ))



فقاطعها : (( وأنتى فاكره أنى ماكنتش بتعذب وأنتى فاكره أنى ممكن أعيش وأتنفس وأنتي مش فى حياتي وأنتى فاكره أنى ممكن أعيش ولا يهنا لى زاد ولا نجاح والدنيا مافيهاش باكينام ))



(( الحياه أنتي ))



(( النجاح عشانك أنتى ))



(( الحب كلمه ومعنى مش هيكون غير أنتي ))



(( الحلم من غيرك كابوس ))



فاقترب منها و داعبت يديه يديها واحتضنت أصابعه أصابعها وقال : (( عرفه وباكينام جسدين بروح واحده لو حد فيهم مات التانى مش هيعيش لحظه))



واستجمع قوته وبث فى كلماته حماس شديد وقال : (( لازم تعيشي لو عايزانى أعيش ))



فقالت وعينيها تلمع وتحاول الابتسام : (( حاضر يا عرفه ))



فقال : (( تؤ على رأى الواد قطب ))



فابتسمت فاكمل : (( قوليلى يا هلوووووتىىىى زى مكنت بتقوليها )) قالها وملامح هذا الشاب الصعيدي الحاده تكاد تكون قد نحتت من جديد وحل محلها حنان ورومانسية لا يمكن أن توصف ولكنها ترى فقط .



فقالت وهى تبتسم وتحمر وجنتيها : (( حاضر ياهلوووتىىى ))



كل هذا يحدث أمام مرأى ومسمع منى ومن أهلها وعائلتها ولم يقاوم احد منا مشاعره فتركنا لدموعنا العنان كما تركنا ملامحنا ترسم أروع لوحات الاحترام والانبهار بهذا الشاب الذي استطاع أن يعيدها إلى الحياه بمجرد ظهروه .



وقاطع والد باكينام تلك اللحظه قائلا : (( أنا عايز أبشركم لاقينا متبرع وباكينام هتعمل العملية بكرة وأن شاء الله هتنجح وتبقى زى الفل ))



فضجت الغرفة بالفرحه وعبارات التهنئة ومكثنا عند باكينام حتى انتهت الزيارة وحينها غادرت وتركت عرفة فى المستشفى حتى يستعد للعملية وقلت لعرفة قبل مغادرتى : (( أنا هروح وهكون عندك من الفجر ))



فامسك يدى وقال : (( قطب أوعى عقلك يوزك وتتصل بأهلي أرجوك ))



فربت على يديه وقلت : (( ماتخفش ))



وعدت لمنزلي وأخبرت أمي وأبى بالموقف ورجوت من أمي الدعاء لعرفه و باكينام ولن أخفى عليكم لم يغمض لي جفن في تلك الليلة ولم استطع النوم وجلست أصلى وابتهل الى الله بالدعاء وفى الفجر حدثت نفسى قائلا : (( لا أنا كده هتجننن هما العيال يبقوا نايمين وأنا لوحدى اللي هموت من القلق ))



وأمسكت موبيل أمي (اصله خط ) واتصلت بكل الأصدقاء وبعد عبارات التوبيخ من كل من حدثتهم نظرا لوقت أتصالى فما أن يعلموا بالأمر حتى ينتبهوا وفى خلال ساعتين كان كل أصدقائنا ومعارفنا على علم بالأمر وفى تمام السابعة كان يقف تحت منزلي ما يزيد عن ال25 شخص من أصدقائنا وفى تمام الثامنة كنا ندلف جميعا من بوابة المستشفى .



وقابلنا عرفة الذى كان يستعد للدخول للتجهيز للعمليات فقال أشقر وهو يحاول أن يرسم الابتسام : (( يلا يا غالى شد حيلك مستنيك عشان هتغلبلك فى البلاى استشن وده وعد ))



وقال جيمى : (( أن شاء الله يا عرفه هتقوم أنت وهى بالسلامه ماتخفش ))



وتنحنح ماجد قائلا : (( بقولك أيه يا أبوالكباتن أوعى تبعنا ده إحنا معتمدين عليك فى مشاريع التخرج يلا بقى أنجز فى الحوار ده ))



وقال الحج هرم : (( بص يا هالوتى وعد منى اسبوع بحاله هنفض للحشيش لو قمت بالسلامه بس اكتر من كده موعدكش ))



وقال ميدا : (( يلا يا نجم عشان نروح فيلم محمد سعد الجديد ده بيقولوا اجمد من اللمبى بكتير ))



واكمل الشال : (( أن شاء الله كله هيبقى تمام يا عرفه ))



وتبعه الشيخ الدو قائلا : (( عليك بلا حول ولا قوة الا بالله يا عرفة ومن أول ماتاخد البنج لحد ماتنام اتشاهد يااا صحبى محدش ضامن عمره وأن شاء الله تقوم بالسلامه ))



توالت عبارات الشد من ألأزر والتشجيع من كل الحاضرين ثم اقترب منى عرفه وقال : (( أيه ياأحمد أنت مش هتقول حاجة ))



فقلت وأنا أشيح بوجهي وأحاول أن أبدو قوىا : (( أيه أحمد دى أنت بتشتمنى أسمى قطب يا عم ))



فقال : (( اذا جرالى حاجة تقول لأهلي أن ماكنش ممكن أعيش من غيرها ))



فقلت وأنا ابتسم والدموع تلمع فى عينى: (( ماحدش هيقولهم كده غيرك ))



ثم صمت وحبست دموعى وتركته وغادرت الغرفه وبعد قليل دلف لغرفة العمليات بعد أن دخلت باكينام وقد تم تخديرها وأثناء ذلك تجمع معظم تطبيقية خارج غرفة العمليات فكل من يعلم بالأمر يحضر والغريب فى الأمر أن بعض الأساتذة والمعيدين قد حضروا ايضا وقد استبد بهم القلق أكثر منا وطالت العملية واستبد القلق بالجميع .



وطوال تلك الفتره وأنا أجاهد نفسى كى لا أخبر أهله فقد كان بداخلي صراع شديد بين الاتصال من عدمه وكلما وجدت نفسي تدفعني للاتصال اذكر نفسي بأنني قد وعدته ألا اخبرهم إلا بعد انتهاء العملية .



وانتظرنا وطال الانتظار وتجاوزت الساعة الثالثة عصرا ولم يخرج احد طوال تلك الفترة لكي يطمئنا وكان لسان حال الجميع هو الدعاء وقراءة القرءان و وأخيرا خرج الطبيب ليضع حدا لمعاناتنا ويقول وهو يرسم ابتسامه ما أعذبها : (( الحمد لله يا جماعة العملية نجحت وال2 كويسين وهيدخلوا العنايه دلوقتى وبكرة بعد الضهر أن شاء الله تقدروا تطمنوا بنفسكم ))



وسقطنا جميعا سجدا لله


*************************************


-14-


دائما ما كنت أتساءل (( أيه أحلى حاجه في الدنيا ؟؟؟)) وقد تعددت الإجابات في ذهني ولكن ما حدث بعد نجاح عملية الهالوتى و باكينام أكد لى بما لا يدع مجال للشك أن الأصدقاء هم أحلى شيء في الحياه و إذا كانت الحياه كالتاج فالأصدقاء هم درة هذا التاج التي تزينه وتجعل له قيمه فبعد نجاح العملية وخروج كل منهما لغرفته لاستكمال العلاج كان هناك كم من المشاعر والدعم النفسي والمعنوي لكليهما من الأصدقاء لا يوصف فلم تكن غرفتهما تخلو طوال اليوم من أصدقائنا .



وحينما أفاقت باكينام كان أول سؤال لها عن عرفه ولقد تعددت المبررات في عدم وجوده ولكنها لم تكن مقنعه حتى جاء اليوم الذي استرد عرفه جزء من عافيته وأراد أن يراها وفى غرفة باكينام كان اللقاء وحينما شاهدته وهو يدخل الى غرفتها مستندا علي وخلفنا والده ووالدته حتى اعتدلت وقالت له وهى غاضبه : (( أوعى تقولى أن أنت اللي أتبرعتلى بكليتك ؟؟))



فرد عليها وهو يبتسم : (( كده يبقى واحده بواحده أنتي ادتينى دمك وأنا اديتك كليتى ))



واقترب منها وجلس بجوارها وكانت الغرفة مكتظة بالعديد من الأشخاص وامسك كل منهما يد الأخر فقلت مازحا :



((افتكر أننا لازم نكتب الكتاب بقى قبل كلام الناس ما يكتر ده مسك أديها يعنى سيرتهم هتبقى على كل لسان ))



فابتسم الجميع وقال والد عرفه مخاطبا والد باكينام : (( أيه رأيك ياا ادهم باشا ؟؟ ))



فرد باسما : (( أنا ماليش رأى البنت بنتك وعرفه أبنى ، على خيرة الله )



فعلت الزغاريد فى الغرفة وتبادل الجميع التهاني وقال والد عرفه : (( وإحنا هنعملهم فرح تتحاكى بيه مصر كلها ))



فقلت مقاطعا: (( طب بعد أذنكم أنا عندي فكره ))



فقالت والدة عرفه : (( جول يا غالى يا حبيب الغالى ))



فأحرجت من عبارتها الجميلة وقلت : (( إحنا في بكالوريوس ومافيش وقت للكلام هما يلبسوا دبل وتقرئوا الفاتحه وبتاع وأول ما نتخرج يتجوزوا ونعمل الأفراح اللي بتقولوا عليها دى ))



فقال عرفه : (( ايوه بعد أذنك يا حج إحنا فى وقت كتير ضاع مننا و ورانا حاجات كتير ))



فقال والده : (( ايوة يا أبنى بس الشبكة وطلبات العروسة والكلام ده ))



فقاطعه والد باكينام : (( لا يا حج إحنا ما فيش بينا الكلام ده ، ده اللى بينا بقى دم وحياه ))



فاحتضنه والد عرفه وقال : (( ماشى يا أولاد اعملوا اللي على كيفكم ))



فقلت : ((يبقى تمام يلبسوا الدبل دلوقتى ونخلص بقى ))



فقال عمر : (( ازاى يعنى يا قطب كده فى المستشفى وماعزمناش الناس ولا ))



فقلاطعته باسما وقلت : (( أبقى أعزمهم فى الجواز أما الدبلتين فهما عليا ))



وأخرجت من جيبي علبة وكان بها دبله فضه ودبله دهب وقلت بخجل : (( معلش بقى يا أخونا الدبلتين مش غاليين قوى بس أهم يأدوا الغرض ))



فقال عرفه : (( والدبلتين دول مش هيتغيروا يا قطب وهيفضلوا هما دبل جوازنا على طول ))



وقالت باكينام : (( دول اغلى من دهب الدنيا كله يا قطب))



فاقتربت منهم وسط أندهاش كل الحاضرين من الموقف وامسك عرفه دبلة باكينام وهم بأن يضعها فى إصبعها



فقلت مندهشا : (( مش تقرا اللي مكتوب على الدبل الأول ))



فنظر الى الإطار الداخلي للدبلة وقرأ بصوت مرتفع : (( الهالوتى و باكينام 19/09/1998))



فقال مندهشا : (( التاريخ ده يا قطب من 4 سنين وشوية ))



فاندهشت باكينام ونظر الي الجميع فى حالة ترقب فقلت باسما : (( ده أول يوم يا عرفه شوفت فيه باكينام فاكر قلتلى أيه ؟ ))



فنظر الى طويلا ثم تحامل على نفسه ووقف واحتضنني ولم يقاطعنا غير وصول أصدقائنا وهم يحملون الورود والحلويات وكاميرات لتصوير اغرب شبكه فى المستشفى فقد رتبت هذا الأمر معهم من قبل



وانتهت أيام المستشفى وخرجا مع نهاية الترم الأول تقريبا ولقد كانت هناك مفاجأه فى انتظارهما أن كل تلك الفترة لم تحتسب غياب وأن كل المشاريع المتأخرة عليهما قد كانت تقدم في مواعيدها بمساعده أصدقائنا من زخرفة وإعلان وأن أساتذة القسم والمعيدين قبلوا تلك المشاريع وبالتالي لم يكن ينقصهم سوى حضور التسليمات النهائية وامتحانات الترم .



وأنتهي الترم الأول من سنة البكالوريوس سريعا ومع بداية الترم الثانى انشغلنا بمشاريع التخرج ،وفى أحد الأيام وأثناء وقوفنا في فناء الكلية وجدنا صديقنا محمد حسين يقترب وهو يخاطب نفسه كالعادة .



فقال معطى : (( مالك يلا يا حسين أنت الخزف لحس مخك ولا أيه ؟؟ ))



فقال حسين باسما : (( هههههه يبقى أنت ماتعرفش ))



فقال معطى: (( قول يا أبن المفكوكه جايب لنا مصيبة أيه من القسم ))



فقال : (( عارفين مين هيشرف على مشروعنا يا حلوين ))



فقال جماال : (( أوعى تقولى دكتور عونى ))



فقال حسين باسما : (( هو بعينه وعارفين قلى أيه وأنا خارج بعد ما اخدت الصدمه ))



وهنا لم يرد جمال ولا عبدالمعطى فقد كان وجههم ينبىء بالحنق فقلت بدلا منهما : (( قال أيه يا نجم؟؟ ))



قالى بطريقته المميزه اللي أنتوا عارفينها : (( أنت يلا يا حسبن قول لأصحابك الأوباش دول الفرافير بتوع مدينة نصر أنى مش هرحمكم لو متلمتوش وعملتوا مشروع عدل ))



ثم اكمل : (( وأنت يلا يا حرامي نصيحتي ليك تجبلك عربية كده وسدق وتحطها قدام مصنع الخزف والصيني وتبيع سندوتشات للعمال هتكسب دهب وبالمرة شوفلك بت من بتوع القسم أجوزها عشان تساعدك فى غسيل الصحون أنا عارف بيجبوكوا منين ؟؟ ))



حينما أنتهى حسين من سرد ذلك الحوار بنفس اسلوب ولهجة دكتور عونى كان الكل لا يستطيع الوقوف من فرط الضحك



فقال جمال حانقا: (( يا نهار اسود طب وبعدين ))



فرد عبد المعطى بحسم : (( ولا قبلين ال3 شهور الجايين إشغال شقه وهعملهم فيها قرد ما أنا لازم أتخرج مش هفضل طول عمري العب فى الطين وحوض الجبس أنا لاجئ))



فصدق حسين على كلام عبد المعطى قائلا : (( وانا هلبسلهم جلاليب ومقطع وهبات فى القسم يمكن أصعب عليهم ))



فقال الشال : (( ما أنتوا بتستهبلوا بتدخلولى القسم لابسين ولا كأنكم رايحين حفلة لعمرو دياب والعيال جنبيكم ملحوسين طينه عايزين الدكاترة تصدق أنكم بتشتغلوا ازاى ))



فقال حسين : (( لا تقلق كل ده هيتغير من بكرة صدقنى هعمله شحات بس أنجح ))



وتفاوتت صعوبة مشاريع التخرج على حسب طبيعة الأقسام ولم تكن المشاريع فى قسم نسيج بتلك الصعوبة بالنسبة لنا على الأقل واعتقد كنا اقل الأقسام معاناة فلم نحمل يوما (شاسيهات أو ننام فى ورش الأقسام أو الجمالونات كباقي الأقسام)) فقد كانت مشاريعنا تتم فى المصانع وكل مجهودنا ينصب فى وضع التصميم وتراكيبة وهو امر لم يكن بالعسير والمتعب



أما الهالوتى وباكينام فقد اشتركا فى مشروعا منفردا ولقد كان مشروعهما كبير جدا بحيث يمكن أن يشترك فيه أكثر من شخص إلا أنهما قررا أن يعوضا ما فاتهما ويهديا القسم تحفة خالده تقديرا منهما لموقف الأساتذه والمعيدين في محنتهما ولقد كان يعملان فى قبو فيلا باكينام حتى لا يعطلهما شيء كما يتيح لهم ذلك أن يعملا في أى وقت وبهدوء وتركيز .



وفى مساء احد الأيام قررت أنا وأحمد وسماح صديقتنا وخطيبة أحمد أن نتطفل عليهما ونقضى وقتا معهما ونساعدهما ان امكن وبالفعل ذهبنا إليهما وجلسنا جميعا فى القبو حول طاوله كبيرة جدا موضوع عليها (شاسيه) نتجاذب أطراف الحديث ونساعدهم فى لصق قطع الموزايك بالغراء الأبيض على حسب توجيهات عرفه وباكينام .



وقالت سماح مازحه : (( بقولك أيه يا باكى يا حبيبتى أن شاء الله أول ما تتجوزوا لازم تقطعي علاقة عرفه بكل صحابة الأولاد الأوباش ))



فقالت باكينام موافقه : (( طبعا يا بنتى امال اسبهم يبوظوا أخلاقه ))



فقالت سماح بسعاده : (( ايوة كده خليكى واعية ما يبوظش الراجل الا اصحابه الرجاله وبعدين عشان متلاقيهوش في يوم بيقولك أنا نازل خارج مع صحابي لا وأيه ممكن يتهور ويقولك أعزمهم كمان ))



فقلت فى خفوت وأنا اجلس بين عرفه وأحمد : (( دول مش بنات دول قرشانات ))فابتسما



فقالت سماح بصوت مرتفع : (( سمعاك يا قطب يا دزمه ولعلمك أنت أول واحد لازم أحمد يقطع علاقته بيك ))



فقلت فى استخفاف : (( اشمعنى ؟؟؟؟ ))



فقالت بمرح : (( لأنك سوسه كده ودايما تعصيه عليا عارفاك مش هتخلينى اعرف استفرد بالواد واضحك عليه ))



فضحكنا فقالت باكينام نافيه : (( لا يا سماح حرام عليكى ده قطب ده سكر ))



فقلت مازحا : (( اعتبر ده وعد ))



فقالت مداعبه : (( روح كلم بابا ))



فقال عرفه متوعدا : (( ده أنا كده مش هقطع علاقتى بيك ده أنا هدفنك ))



فقالت سماح بخبث : (( لا يا عرفه مالكش حق حد يغير من قطب )) وابتسمت ابتسامه ذات مغزى.



فقلت ساخرا : (( أيه يعنى مش فاهمك ؟ تقصدنى انى كيس جوافه ولا قرطاس لب مفيش خوف منه ما تشوف يا عم خطيبتك بتلقح بالكلام ))



فأجاب أحمد ضاحكا : (( ماهى بصراحة عندها حق يا قطبو أنت زى اختها وبتاع ))



فقلت وأنا أحاول تكسير قطع الموازيك بحذر : (( اه احنا داخلين على منطقة قلة ادب واستهبال ))



فقال عرفه : (( ولا يهمك يا واد أنت ليك عندى حتة عروسه نقاوه ))



فقلت متهكما : (( نقاااااااو ه ))



فقال : (( ده أنا هجوزك الغاليه سعديه ))



فقالت باكينام بصوت مرتفع : (( ههههههههههههه المعزه )) وهنا ضحك الجميع



فقلت مغتاظا : (( ده الشباب كلها بقى دمها خفيف وكله عامل نجم وبيهرج أنتوا هتهيسوا عليا ولا أيه أنا مش عايز اشد عليكم محترم البنات اللى قاعده دى بس كلمتين كمان وهنسى أنهم بنات ومش هيحصل كويس وهتبوسوا رجلى عشان اسكت ))



فقالت باكينام فى لهفه : (( لا لا قول قول ولا يهمك خد راحتك وورينا اخرك ))



فأسرع عرفه مخاطبا باكينام : (( نهارك اسود ، لا ماتقولش يلا خلاص حقك عليا ))



واثناء حديثنا وصلت الفطائر من القليوبى فقد طلبنا دليفرى وجلسنا نأكل ونتجاذب أطراف الحديث أو على أدق تعبير النميمة فكيف تكون سماح وباكينام حاضرتان دون ان يرويا قصص عن كل طلبة وطالبات الكليه وسنجد فى الحديث أنهم قد زوجوا وطللقوا العديد من الأشخاص كعادة جلسات البنات .



ومرت الايام ودخلنا الامتحانات وأنتهت بسلام ولم يكن فيها ما يعكر الصفو ولم يتبقى سوى تسليم المشروع ومناقشته وأصبح كلا منا يسابق الزمن ونحن سعداء لأننا سوف نتخلص من هم المذاكرة والكلية كما كنا نعتقد ولقد كان قسمي من أوائل الأقسام التي ناقشت المشروع وبعد انتهاء المناقشة والاطمئنان واخذ الصور التذكارية حانت لحظة من أصعب اللحظات على النفس .



وهى مغادرة الكلية وقبل أن نغادر طلبت من أصدقائي فى القسم الانتظار قليلا وقابلت عرفه وأشقر وقد كنت في غاية التجهم فتسائلا بلهفه : (( مالك يا قطب؟؟ أيه أنت عكيت فى المناقشة ولا حاجة ))



فأجبت بالنفي وقلت : (( لا بس مش عارف مالي يظهر أنى لما حسيت أنى خلاص هسيب الكلية أضايقت ))



فنظرا لي باندهاش فطلبت منهم أن نقوم بجولة في الكلية وبدأتها من أمام المدرج الجديد وأخذت أتفحصه مرورا إلى مدخل قسم سينما إلى المدرج القديم إلى مدخل مبنى طباعة إلى ألمكتبه ولم أنسى أن أنظر على يساري إلى الكافيتريا وأبطأت الخطى وأن أمر بجوار المطبعة وصولا الى عمارة الأقسام إعلان وحديد وغيرها ثم ورشة حديد ومعادن وحلى إلى المسجد ثم انحرفنا يمينا إلى خزف فورشة نسيج ثم يسارا قسم نحت مرورا فى النفق إلى معرض الكلية حيث قابلت أصدقائي مرة أخرى في الساحة الأمامية أمام مبنى العميد والوكيل .



وأثناء مغادرتى وخروجى من بوابة الكليه قد كانت يتردد فى ذهنى جمله قد قالها صديق لى منذ زمن بعيد وقد كنت فى بداية مشواري فى الكليه وقد كان هو فى نهايته قال لى : (( استمتع بكل لحظة فى الكلية لا السنين بتجرى بسرعه )) حينما قالها لم افهمها ولم أعيها إلا وأنا اخرج منها بعد أن انتهت دراستي بها وبالخارج إلتقطنا العديد من الصور التذكاريه أمام الكلية والكشك وأمام مترو وفى المساحة



وتوالت بعد ذلك تسليمات الاقسام ولقد كان يوم تسليم اصدقائنا فى خزف يوم لا ينسى ففى معرض الكلية عرضت المشاريع وقد كان هناك احتفال فى مساء ذلك اليوم لخريجي القسم وذهبنا لمؤازرة حسين ومعطى وجمال وتهنئتهم ولقد كان من ضمن مشروعهم تصميم وتنفيذ درجات سلم .



واقترح حسين مخاطبا نوجه : (( بص يا نجيب بما أنك فيل صغير كده ومكلبظ وبتاع لما ييجى الدكاترة يعدوا قدام مشروعنا هنعمل اختبار الفيل ))



فقال جمال : (( ازاى يعنى ؟؟))



فقال حسين : (( نجيب هيطلع يقف فوق الدرجات عشان نبين متانتها ويبقى لا سحر ولا شعوذه ))



فقال عبدالمعطى: (( طب تعالى نجرب الأول قبل ماييجو بدل ما يطلع ونلاقيه بيدرمغ هو والمشروع ونروح فى داهيه ))



وبالفعل تم تجربة الأمر وثبت فاعليته ومتانة الدرجات وحينما اقترب الدكاترة قال حسين بطريقته الفكاهية : (( استنوا حضراتكم هنوريكم تجربه مثيرة لا حصلت ولا هتحصل فى تطبيقية اختبار الفيل جلا جلا يلا يأ نوجه اطلع فوق السلالم ووريهم الشغل اللى على كبير ))



ويبدوا أن نوجه قد أندمج وأخذته الجلالة فقفز على الدرجات كانه يصعد الملاهي وما هى الا لحظات حتى كان نجيب والسلالم حطام على الأرض وما كان من الدكاترة والمتفرجين إلا أن أصابتهم هسترية ضحك من ذلك المنظر



وهنا قال عبد المعطى حانقا : (( اللة يخرب بيوتكم المشروع اتخرب ))



وأكمل جمال متملصا : (( أيه ده لا احنا ملناش دعوه احنا نجحنا وخلصنا ))



وقال حسين مخاطبا نجيب الذى لا يزال ملقى على الارض : (( قوم يا حبيبى ده أنت طلعت فيل بجد فاكرها مدرجات نادى الزمالك بتتنططط عليها ده هما درجتين سلم عملناهم بالضالين ومش إحنا كمان اللى عاملينهم ده الواد مهران بتاع مصر القديمة ))



وكانت هذه إحدى نوادر تسليمات المشاريع وطبعا كان فاكهة التسليمات هما الهالوتى و باكينام فقد أستطاعا تنفيذ تحفة فنية جداريه كانت محل إعجاب كل من شاهدها وأثنى عليها الجميع وبالتأكيد كنا جميعا نشاركهم تلك اللحظة وبعد انتهاء مناقشتهم وجدت عرفه يمسك يدى ويجذبني كما يجذب باكينام وذهبنا لمدخل المدرج الجديد المقابل لزخرفه تماما



وقال لى باسما : (( هنا أول مرة أتقابلنا يا قطب ))



فأجبته مكملا : (( اها وكنت بايت يوميها أنت قدام الكلية وخدتك وعزمتك على مولتو وشاى ))



فأجاب متعجبا : (( يااااااه خمس سنين عدوا هوا ))



فأمسكت يده وذهبنا إلى الكافيتريا وقلت : (( وهنا أول مرة أنت شوفت باكينام وكانت واقفة هناك )) وأشرت بيدى لمدخل قسم سينما



فقال ويبدو على ملامحه أنه يسترجع الذكريات : (( ايوه وقولتلك يومها دى اللى أنا كنت بدور عليها )) قالها وهو ينظر لباكينام التى كانت عينيها تلمح بالدموع والفرحه .



ثم قالت وهى تنظر الى : (( وأنا فى أيه أند دبليو من 4 سنين قلتلك يا قطب أنا بحب عرفه شوفت المصيبة ))



فابتسمت وقلت متسائلا : (( تفتكروا احنا كسبنا ولا خسرنا ))



فعلت وجهيهما علامات الاستفهام فأكملت : (( يعنى اكسبنا الخمس سنين اللى فاتوا من الدنيا ولا الدنيا كسبتهم مننا))




فقال عرفه : (( أنا كسبت حب عمرى وشهادتى وصديق عمرى وناس اصحاب كتير افتكر أنى كسبت ))



وقالت باكينام : (( وأنا برده كسب حبيب عمرى وشهادتى وصحاب كتير واخ زيك يا قطب ))



فأكملت موافقا : (( وأنا كسبت اخ واخت وااصحاب وشهاده ومعانى وخبرات افتكر أنها هتساعدنى كتير ))



فقال عرفه مبتسما : (( يبقى احنا كسبنا الخمس سنين دول من الدنيا ))



فقلت متسائلا : (( وتفتكر هنقدر نكسب الجولات الجايه برده ))



فأجاب بهدوء : (( طبعا نقدر بشرط مانجريش ورا الدنيا ومانسبهاش تفسد حياتنا وصداقتنا وانسانيتنا وعواطفنا لو حافظنا على فطرتنا لو مخلناش الحقد والغل والحسد يتمكنوا مننا لو اتحلينا بالإيثار وفضلنا الغير على نفسنا لو أخلاقنا بقت حلوه وابتسامتنا كانت صادقه وهمنا بقى واحد وفرحنا بقى واحد ، اكيد هنقدر ))



فقلت متحمسا : (( عندك حق خلاص يبقى نعاهد بعض دايما نكسبها ولو هتشد علينا نساعد بعض ونقف قدامها ، تعاهدونى) )



قلت الجزء الأخير وأنا أبسط كفى ليعانقه كف عرفه وتتبعه يد باكينام لتزين العهد وتصبح شاهد وشريك فيه



****************************************



(( خلاااااص حرام عليكم أنا تعبت خلى أمك ترحمنى أبوس أيدك هى فكرانى ما شفتش الأكل قبل كده بقالها أسبوع بتعلف فيا هو أنتو ناويين تدبحونى على العيد ))



تلك كانت بعض الكلمات التي قلتها لعرفة وأنا اجلس معه ومع أصدقائنا فى بهو منزله بالصعيد فقد ذهبنا هناك منذ أسبوع لحضور احتفالات أهلة بتخرجه وزفافه .



فقال عرفه باسما : (( طب أعملك أيه أمي شايفاك كده صغير ورفيع قالت ينوبها فيك ثواب يمكن تنمو ولا حاجة ))



فقلت فى غضب: (( يا عم مش عايز أنمو ولا أتنيل خليها ترحمني ما العيال كتير اهم أشمعنى أنا دى مستقصدأنى ))



وقبل أن يجيب شاهدنا والدته قادمه نحونا وخلفها بعض الفتايات يحملن موائد عليها ما لذ وطاب من أصناف الطعام والفاكهة وقالت وهى تقترب منى : (( يلا يا ويلد أنت وهو تعالوا كلوا ))



فقلت باستحياء: (( طب هو حضرتك بتبصيلى لية ما الويلد كتير اهم فى ناس كتير غيرى بصراحة أنا تعبت مابقتش قادر اكل ))



فقالت فى استياء: ((اصلى شفياك كده كيف العيل الصغير وصدرك كيف صدر الفرخه جولت اغذيك مليح عشان تبقى راجل اكده))



وهنا علت الضحكات من أصدقائي الأوغاد فقلت فى حنق: (( يا أفندم ربنا يخليكى بس أنا حلو كده عاجب نفسى هو الواد عرفه موصيكى عليا ولا أيه ))



فقالت فى غضب مصطنع: (( اجعد يا ويلد بلاش دلع عيال صغار ولازم تاكل كل الوكل ده أنت وصحابك ))



وحينما غادرت الغرفة امسكت معصم عرفه قائلا : (( مين دى ؟؟؟))



فنظر الى مندهشا : (( دى أمى يا قطب ))



فقلت مازحا : (( متاكد ))



فاجاب : (( ايوه طبعا ))



فأجبته بصوت أقرب للبكاء : (( هى أمك من هنا ولا ليها جذور من أسكندريه ))



فقال اشقر بخبث : (( أشمعنى ))



فقلت بأسلوب جاد : (( مش عارف حاسس ليه أنها شوية وهلاقيها مسكالى منديل والملاحة والملاحة وهتخلص عليا شكلها قريبة ريا وسكينه ياعم ))



فقال عرفه غاضبا : (( قطب اتلم يا قطب ))



فقلت فى حنق: (( أنا اللى اتلم برده أنا كان أيه اللى جبنى هنا أمى قعدت تقولى تعالى معايا السعوديه أنا اللى قلتلها فرح صاحبى وعملت فيها الديك الرومى ))



فقال نجيب بتلذذ وهو يمسك بدجاجه كامله ويفترسها : (( أبله ، موزبلع ، أنت عيل ما يطمرش فيك فى احلى من دى قعده اكل واكل واكل ثم اكل يااه دى الجنه ونعيمها ))



فأكمل الحج هرم : (( اه وهنا الدماغ مع جو الغيطان أجمد من مارينا والله ))



فقال عرفه : (( دماغ يا نهارك اسود هو أنت جايب معاك هنا من الهباب اللى بتشربه ده ))



فقال الهرم ضاحكا : (( كنت جايب وخلص بس الرجالة هنا عاملين احلى واجب اصل الكييفه على اشكالها تقع والصراحة عيلتك موجبين اخر حاجة معانا واصطف أيه مغربى على ابوه ))



فقال عرفه مندهشا : (( عيلتى ، اعترف بسرعه مين اللى بيتنيل معاك ؟؟؟))



فقال ماجد : (( قول مين ما بيشربش معانا يا أبنى دى بلدكم مركز شباب الكيف بس أنت اللى مش دارى وبعدين احنا المزجاتلية بنحن لبعض نشوف وش بعض كده تحس أن فى ألفه بينا ، اه ماتبصليش كده ده احنا اخوات فى الكفاح ))



ومرت عشرة أيام كامله قد قضيناها فى بلدة هالوتى وأنتقلنا للقاهرة للاستعداد لمراسم الزفاف وبعد عودتنا كانت إقامة هالوتى فى منزلي لأن شقته تحت التشطيب فلم تعد شقة عازب ولكنها بضعة ايام وستصبح شقة الزوجية لأجمل حبيبين الهالوتى وباكينام .



وكان يشرف على تجهيز الشقه صديقنا أحمد طارق فأنه لمن العار ان نكون خريجي فنون ويشرف غيرنا على أعمال الديكوربالاضافة للمسات الهالوتى وباكينام الساحرة وتابلوهاتهم التى كانت تزين الشقة وكانت الايام التى تسبق الفرح مباشرة كملحمة من تجهيز الشقة للموبيليا للاكسسوريز لشراء بدلة الفرح بالاضافة لاحتياجات باكينام [اللى دوبت رجلينا واحنا بنلف معاها هى وسماح لشراء بعض أحتياجات الشقة وكعاده البنات لا يشعرن ابدا بالتعب وهما بيشتروا وبيلفوا وكمان مبيبقاش عاجبهم]



وفى الليلة الموعوده اللى هى ليلة الحناء سافرت أنا وهلوتى فجرا بالطائرة للصعيد لحضور تلك المراسم هناك وعدنا بعد عناء فى المغرب وحينما وصلنا منزلي فوجئنا بتجمع كل أصدقائنا فى منزلي



فقلت حانقا : (( أيه يا جدعان أنتو فاكرنها سبيل أنتوا بتعملوا أيه هنا ؟ ))



فقال اشقر ببرود : (( مستنينكم يا حبى ))



فقلت فى ريبه : (( حبى اه يبقى عاملين مصيبه أو ناويين على مصيبه ))



فقال جيمى وهو يبتسم أبتسامة ذئب : (( هههههه مش الأخ ده برده قطع بطاقته وناوى يتجوز بكرة يبقى لازم نزنجفوووه ))



وأكمل ماجد مخاطبا عرفه : (( اه وتسمع الكلام يا عرفه وتبقى كويس كده وحلو بدل ما تتروق يا أمور واللى نقولك عليه تعمله ))



واكمل معطى محذرا : (( يعنى تسمع كلام عمامك وتبطل مقاوحه ))



فقال عرفه باسما : ((( ههههههه أنتوا ناويين على أيه ؟؟؟))



فقال الحج بتزمر : (( أنجزووا غيروا هدومكم بسرعه وجيبوا معاكم شنط فيها لبس تانى عشان رايحين مشوار كده ))



فقلت متكاسلا : (( أنا مش رايح حته خدوه روقوه بمعرفتكم أنا هموت وأنام ))



وبدون الدخول فى تفاصيل ما حدث فأعتقد أن أصدقائى يملكون من أساليب الإقناع ما يعجز المرء معها عن الرفض ولقد تم احترامي بشكل عجز جسدى عن تحمله مما دفعنى ان أنفذ ما يرغبون وانا ممتن جدا الحقيقه و ما هى الا لحظات وكنا فى أسطول سيارات متجهين لمكان مجهول وفى ماكان ما خلف ماسبيرو وبعد الدخول فى دهاليز كثيرة أوقفنا السيارات ثم بدأنا الرحلة سيرا على الأقدام وأخيرا دخلنا كهف عجيب وقابلنا شخوص أعجب وفوجئنا برجل فى العقد الخامس من عمرة يرتدى جلباب ومظهره يوحى بالاجرام يقترب ويصافح الحج هرم قائلا : (( اهلا اهلا بالزعيم ازيك يا سعادة الباشا وازى الحج الكبير ده حمام باب الوزير نور ، اهلا اهلا بالافنديات فين العريس بقى ؟؟ ))



فأشار ماجد الى عرفة وهو يقول : (( بقولك أيه يا معلم احنا عايزينه يبقى بيلمع ولا الخاتم السولوتير ))



فقال الراجل فى بلاهة : (( ولا أيه لامؤاخذه ))



فقال اشقر : (( احم احم يقصد يعنى عايزين اللى يشوفة بعد مايخرج من هنا مايعرفوش ))



فقال المعلم بصوت جهورى وبأسلوب واثق: (( طبعا يا باشا مش هو بس أنتوا كلكم ولا مؤاخذة هنليفكم ونظبطكم ولا حماية العيد الكبير ))



وهنا أمسكت معصم جمال قائلا : (( هو فى أيه ؟ هما مين دول اللى هيتليفوا ؟؟))



فقال جيمى بأستفزاز : (( احنا يا شاطر ))



فقلت متحفزا : (( ليه هو احنا فين ؟؟؟ ))



فقال اشقر بتمرس : (( فى حمام بلدى يا نجم وهنا بقى الواحد بيرجع بالسلوفانه ))



فقلت نافيا : (( ااااااه لا معلش بقى لست انا مش انا اللى حد يليفنى ، ده أنا أمي معملتهاش أسف لست هذا الرجل ))



وأنطلقت اعدو والغريب أن أحدا لم يعدوا خلفي وبعد قليل من الوقت اكتشفت أنى تائه وفجأه أقترب منى طفل صغير وقال بأجرام : (( أنت اللى اسمك قطب ؟؟))



فقلت فى رهبه : (( اه يا أفندم فى حاجة حضرتك ))



فقال بكبرياء لا تتناسب مع حجمه : (( يلا تعالى معايا صحابك بيقلولك ارجع بدل ما تتقلب وتتخطف هنا ))



وعدت أجر أذيال الخيبة ودخلت الحمام ولن نقص ونروى ما حدث بالداخل فكل ما أستطيع قوله النظافة من الإيمان وبعد حوالى ثلاث ساعات من سخن لبارد ومن بارد لسخن وكائنات غريبه تشاركنا المكان أنتهينا والحق يقال أنك تشعر وكأنك قد ولدت من جديد [صحيح هما اديهم تقيله فى التدليك والمساج وبتحس أن عضمك بيتكسر بس بتتظبط ]



وخرجنا وكنت اظن أنا وعرفه أننا سوف نعود الى المنزل الا أننا فوجئنا أننا فى طريق الهرم ومنه الى نزلة السمان ودلفنا الى استراحة تتبع لصديقنا الحج هرم وكان يريد الاحتفال بعرفه وقد كان يالمكان العديد من المشروبات البريئه والغير بريئه وجميع الوان الدخان من الأبيض الى الأزرق فالبعض يعتقد ان هذا هو الأحتفال الأمثل وبصعوبه بالغه فقد أصدقائنا الأمل فينا وأهتم كل منهم بنفسه



فقال ماجد وهو فى عالم اخر: (( قولى بقى يا عرفه أنت إحساسك أيه وأنت هتتجوز بقى كده ها واخدلى بالك أنت ))



فقال عرفه : (( احساس كويس الحمد لله ))



فرد ماجد : ( طب الحمد لله بركه أنك بخير ))



فقال اشقر مازحا : (( بس قولى يا عرفه أنت واعى يا أبنى للجريمة اللي أنت هتعملها دى يعنى مسامح نفسك على اللى هتعملوا فيها ))



فرد عرفه باسما : (( الجواز نص الدين يا محمد وبيصون البنى ادم وكمان أنا هتجوز حبيبتى وحلم عمرى ))



فقال جيمى : (( مقولناش حاجة ياعم والبت اختنا وكويسه وكل حاجة بس برده يعنى الحريم مايجيش من وراهم غير النكد وتلاقيها بقى تقولك رايح فين وجى منين وهات المصروف وتجبلك عيال يسرقوك ويخدوا فلوسك ومش بعيد يطلعوا مدمنيين ولا قتاللين قتلة يعنى جبت وجع الدماغ لنفسك ))



فضحك الجميع وقال عرفه بأتزان وهدوء : (( أولا هى مش هتنكد عليا وحتى لو أنها بتقولى رايح فين وجى منين ليه بنبصلها أنها تحكم مش خوف وقلق عليا وبعدين لو ماخدتش منى المصروف هتاخد من مين ولا احنا رجالة بالاسم بس والفعل لا ، وبنهرب من مسئوليتنا ، والعيال لو طلعوا مدمنيين ولا قتالين قتلة يبقى العيب فينا يا ربناهم من حرام يا سبناهم الشوارع تربيهم واصحاب السوء يسيطروا عليهم ، يبقى الغلط غلطنا برده ))



فقال الحج هرم : (( يا سلام كلامك كله دراما وحكم ربنا يكملك بعقلك بس أنا شايف أن ازاى تتجوز وتثق فى واحده يا أبنى دول كيدهن عظيم دى اقلها واحده تلعب خمس ولاد على الشناكل فى حد يسلم دقنه لواحده ))



فقال عرفه : (( هى امك دى يا هرم مش واحده؟ واختك مش واحده ؟؟؟))



فقال هرم فى عدم فهم : (( اه تقصد حريم اه حريم وحايد اه ))



فقال عرفه : (( وبتثق فيهم ولا لا ؟؟؟؟))



فرد فى تلقائية : (( طبعا ))



فاجاب عرفه باسما : (( يعنى سلمت دقنك لواحده اهوه ، نبرة الشك فى البنات دى بتبقى ليها سبب واحد يا هرم أنك مقبلتش حد محترم وأنك كمان مكنتش محترم مع اللى قابلتهم ))



فرد الهرم : (( الله الله ليه الغلط بقى بس تصدق عندك حق انا مقابلتش حد محترم ربنا يوفقك يا أبنى ))



فقال معطى: (( أنت حظك كان حلو يا عرفه اللى حبتها هى اللى هتتجوزها وعارفها من زمان وحافظها عشان كده خدت الخطوه بسهوله ومبسوط وشايف الحياة وردى بس مش كل الناس بيحصل معاها كده ))



فقال عرفه موافقا : (( فعلا أنا محظوظ بس مين قالك أنى علاقتى بيها ماكنش فيها مشاكل ومواقف عاصفة كمان بس محدش سمع عنها غير اخر موقف وكلكم عرفتوا سببه بس احنا قدرنا نتغلب على كل شىء عشان عايزين بعض وكمان مش هقدر أنكر أن كان توفيق ربنا معانا وأن اهلى واهلها مرتاحين ووفرولنا كل حاجة فى عوامل كتير ساعدتنى بس فى الاساس نيتى وحبى ))



فقلت مهنئا: (( الف مبروك ياغالى وعقبال ما تجيب هلاليت صغيرين كده ))



فقال عرفه وهو يعتدل واقفا : (( الف شكر يا اصحابى على وقوفكم جنبى وحبكم وعلى الحفلة اللى أنتوا عملتوها دى على الرغم من أنها حرام وربنا يهديكم وتبطلوا الدخان ده والمشروبات الغير بريئه ويلا بقى عشان لازم ننام كويس عشان بكرة ))



فقال اشقر مؤيدا : (( ايون صح الراجل ده لازم ينام وبكرة أنا اللى هجبلك الغداء شوية استكوزا وجمبرى على ابوه لا تقولى بقى الرهوان ولا حتى مطلع الفجر مفيش احلى من الطبيعى شوية فسفور هيخلوك تنور ))



فابتسم الجميع وغادرنا و فى اليوم التالى استيقظت أنا وعرفه على صلاة الضهر وبدأنا فى التجهيز للفرح وطبعا باكينام معانا على الهاتف لحظة بلحظة وعلى العصر كنا فى احد فنادق القاهرة الفاخرة فى الجناح المخصص للعروسين ومر الوقت سريعا وعلى السابعة أصبحت أنا وعرفه على اتم الأستعداد



وكانت باكينام فى الفندق ايضا فى جناح اخر للاستعداد وكانت المراسم تقتضى أن يكون عقد النكاح فى التاسعه وكان سيتم بقاعة الفرح وفى العاشرة يتم التقاط صور الفرح التذكارية وفى الحادية عشرة هو بداية حفلة الزفاف وظل هذا الجدول ساريا حتى قبل عقد النكاح بعشرة دقائق .



فقبل أن ندخل قاعة الفرح وضع عرفة يده فى جيب سترته ليخرج البطاقة فلم يجدها فقال: (( يا نهار اسود يا قطب أنا نسيت البطاقه ))



فقلت مازحا : (( لا يا شيخ والنبى أيه أوعى يكون حد ضحك عليك وغرر بيك يا ولا ))



فقال فى استياء: (( أنا مبهزرش يا قطب أنا بتكلم جد ))



فأعتدلت وقلت بقلق : (( طب براحة كده افتكر نستها فين ))



واخذ منا هذا الامر شد وجذب والكل ينتظر فى القاعة والمأذون مستعد وبعد عناء تذكر وقال بلهفة : (( ايوووه أنا نستها فى بيتكم هتلاقيها عندك فى أودتك على تربيزة الكومبوتر ))



فقلت : (( حلاوة مدينة نصر عشان أوصلها دلوقتى واروح وارجع يبقى مش اقل من ساعتين ))



وهنا جاء والد عرفة وحماه يستفسران عن الامر وبعد مشاورات اتفقنا على أن نستبدل وقت التصوير بوقت المأذون والعكس وأنطلقت أنا وجمال لإحضار البطاقة من منزلى ولن اصف ما حدث فوق كوبرى اكتوبر يكفى أخباركم أننا ذهبنا الى مدينة نصر وعدنا لوسط البلد يوم الخميس فى أربعين دقيقة وأخيرا وصلنا وجلسنا فى القاعة وفى وسطها جلس عرفه ووالده فى طرف والمأذون فى الوسط وباكينام ووالدها فى الطرف الأخر وأظلمت القاعه الا من بقعة ضوء بيضاء كبيره تضىء جلسة العروسين .



مع كل كلمة ينطق بها المأذون ويرددها عرفه ووالد العروس كنت استشعر بالفرحة التى تلمع على وجه صديقي وفى عيون حبيبته مع كل حرف كنت اشعر أن المسافة بينهما تقترب أكثر فاكثر حتى تختفي المسافة تماما كنت استرجع خمس سنوات مضت كنت أشاهد الحلم حقيقة تتجسد أمامى أى سعادة فى الدنيا يمكن أن تعادل سعادة حبيبين فى ليلة الزفاف ، حاولوا ان تعثروا فلن تجدوا ما يعادل تلك السعاده.



وأخيرا أعلنهما المأذون زوجين وضجت القاعة بالتصفيق والتصفير والغناء والصخب والأحضان والتهاني والتصوير وما أجمل عيون تنطق بفرحة صادقة فالكل كان سعيد من اجلهما والكل كان يتمنى مكانهما والكل كان يدعوا لهما وبعد قليل وقبل أن يبدأ الحفل قام عرفة وعروسه ودار الاتى :-



قال عرفه : (( لو سمحت كل الناس تتفضل تقعد مكانها ))



وقالت باكينام : (( احنا عايزين نحكلكم حدوته صغيره ))



قال عرفة وهو يمسك الميكرفون ويحتضن يد زوجته : (( كل الحكايه ولد وبنت اتقابلوا وعلى الرغم من الاختلافات الكتير اللى كانت بينهم ))



اكملت باكينام : (( قدروا أنهم يبقوا كيان واحد ))



عرفه: (( الكين ده اسمه الهالوتى وباكينام ))



باكينام : (( كليته وهبتلى الحياة بنعمه من الاله ))



عرفه : (( ودمها بيجرى فى عروقى بنعمه من الاله ))



باكينام وهى تنظر اليه بحب جارف وتقترب منه :



متى ستعرف كم أهواك يا أملاً أبيع من اجله الدنيا وما فيها



فاكمل عرفه



لو تطلب البحر في عينيك اسكبه أو تطلب الشمس في كفيك ارميها



فاكملت باكينام



أنا احبك فوق الغيم اكتبها وللعصافير والأشجار احكيها



فقال عرفه وهو يحتضنها بذراعيه



أنا احبك فوق الماء أنقشها وللعناقيد والأقداح اسقيها


فقالت باكينام وهى تحتضن وجهه بكفيها



ألا ترى أني ببحر الحب غارقة والموج يصنع آمالي ويرميها



واكملت



كم تمنيت لو للرقص تطلبني وحيرتني ذراعي أين القيها؟



فاحتضنا بعضهما بشده وساد صمت رهيب ثم علا تصفيق شديد مغلف بدموع فى العيون من روعة الموقف



فنظرا الى الجموع وابتسما وقال عرفه وهو ينظر الى باكينام : (( نزار قبانى لو كان سمعك وأنتى بتقوليها كان عرف أن دى اجمل قصايده ))



ثم اكمل : (( أنا بشكر كل ضيوف حبيبتى ومراتى باكينام اللى شرفونى وبشكر اهلى وصحابى اللى وقفوا جنبى فى كل لحظة من حياتى وبتمنى دايما السعاده والفرح لكل الناس وعايز اقول كلمة لكل اللى بيحضروا اجمل لحظه فى حياتى ، اللى لسه عايزين يعرفوا أيه هو الحب ))



ونظر الى باكينام قائلا



الحب مش كلمة بحبك ،الحب مش نظرة عنيكى ،الحب مش لمسة اديكى ...الحب دقة من قلبى تكحل عنيكى



ومع أخر حروف كلماته بدا الااحتفال على صوت الكنج محمد منير وهو يشدوا قائلا (يا عروسة النيل )



===================



عرفه هو صديق لسه مقابلتوش


باكينام هى بنت بدور عليها



ال2 رمز للنقاء وللصدق اللى فقدناه فى حياتنا البعض قد يظن أنها قصة حقيقية أو سرد للذكريات لكنها خياليه تماما لكن بعض المواقف العامه الحقيقية وأماكن الاحداث واستخدامى لبعض الاسماء الحقيقيه لأصدقاء زاملتهم بالفعل ولغة الحوار التى استخدمتها لتكون اسلوب للقصة هى ما جعلت البعض يظن ذلك كنت اتمنى أن تكون قصه حقيقية ولكن هذا لا يعنى أنها ليست موجوده ، مجرد أنى استطعت تخيلها فهى موجوده



ولكن لم أصادفها بعد ، ولم يعد للحديث بقيه ...................