الأحد، أغسطس 31، 2008

هذه بلاد لم تعد كبلادى (فاروق جويده)

هذه بلاد لم تعد كبلادي
إلى شهداء مصر من الشباب الذين ابتلعتهم الأمواج على شواطيء إيطاليا وتركيا واليونان:
كم عشت أسأل أين وجه بلادي؟؟……كم عشت أسأل أين وجه بلادي؟؟

أين النخيل ؟ وأين دفء الوادي؟……كم عشت أسأل أين وجه بلادي؟؟

أين النخيل وأين وجه بلادي؟؟؟

لاشيء يبدو في السماء أمامنا……. غير الظلام وصورة الجلاد
هو لا يغيب عن العيون كأنه قدر …………كيوم البعث والميلاد
قد عشت أصرخ بينكم وأنادي….أبني قصورا من تلال رمادي
أهفو لأرض لا تساوم فرحتي……..لا تستبيح كرامتي وعنادي
أشتاق أطفال كحبات الندى……..يتراقصون مع الصباح النادي
أهفو لأيام توارى سحرها..........صخب الجياد وفرحة الأعياد
أشتقت يوما أن تعود بلادي....... غابت وغبنا و انتهت ببعاد
في كل نجم ضل حلم ضائع....وسحابة لبست ثياب حداد
وعلى المدى أسراب طير راحلنسي الغناء ....فصار سرب جراد

هذه بلاد تاجرت في أرضها…..وتفرقت شيعا بكل مزاد
لم يبقى من صخب الجياد سوى الأسى ...تاريخ هذه الأرض بعض جياد
في كل ركن من ربوع بلادي..تبدو أمامي صورة الجلاد
لمحوه من زمن يضاجع أرضها..حملت سفاحا فاستباح الوادي
لم يبق غير صراخ أمس راحل..ومقابر سأمت من الأجداد
وعصابة سرقت نزيف عيوننا....بالقهر... والتدليس... والأحقاد
ماعاد فيها ضوء نجم شارد…..ماعاد فيها صوت طير شادي
تمضي بنا الأحزان ساخرة بنا......وتزورنا دوما بلا ميعاد
شيء تكسر في عيوني بعدما.....ضاق الزمان بثورتي و عنادي
أحببتها.......أحببتها ......حتى الثمالة بينماباعت صباها الغض للأوغاد
لم يبق فيها غير صبح كاذب.....و صراخ أرض في لظى استعباد
لا تسألوني عن دموع بلادي.....عن حزنها في لحظة استشهاد
في كل شبر من ثراها صرخة......كانت تهرول خلفنا و تنادي
الأفق يصغروالسماء كئيبة......خلف الغيومأرى جبال سواد
تتلاطم الأمواج فوق رؤوسنا..........والريح تلقي للصخور عتاد
نامت على الأفق البعيد ملامح....وتجمدت بين الصقيع أيادي
ورفعت كفي كي يراني عابر……..فرأيت أميفي ثياب حداد
أجسادنا كانت تعانق بعضها.........كوداع أحباب بلا ميعاد
البحر لم يرحم براءة عمرنا.....تتزاحم الأجساد في الأجساد
حتى الشهادة راوغتني لحظة...واستيقظت فجرا أضاء فؤادي
هذا قميصي فيه وجه بنيتي.....ودعاء أمي كيس ملح زادي
ردوا إلى أمي القميص فقد رات.... مالا أرى من غربتي و مرادي
وطن بخيل باعني في غفلة……….حين اشترته عصابة الإفساد
شاهدت من خلف الحدود مواكبا.......للجوع تصرخ في حمى الأسياد
كانت حشود الموت تمرح حولنا……....والعمر يبكيوالحنين ينادي
ما بين عمر فر مني هاربا………..وحكاية يزهو بها أولادي
عن عاشق هجر البلاد وأهلها........ومضى وراء المال والأمجاد
كل الحكايةأنها ضاقت بنا..............واستسلمت لللص والقواد
في لحظة سكن الوجود....تناثرت حولي مرايا الموت والميلاد
قد كان آخر ما لمحت على المدى.......والنبض يخبوصورة الجلاد
قد كان يضحك والعصابة حوله......وعلى امتداد النهر يبكي الوادي
وصرخت والكلمات تهرب من فمي................هذي بلاد لم تعد كبلاد

ردا على السيد رئيس الوزراء

منقووووول عن جريدة المصر ى اليو م
دة حوار عبارة عن اجابات من السيد رئيس الوزراء على طلبة الجامعات هعرضة على حضراتكم كما هو ولكن من حقى التعقيب على ما ورد فية فعندنا ردود كتير عليك يا سيادة رئيس الوزراء
نظيف لطلاب الجامعات: إسرائيل تعتبرنا «ضحكنا عليها» في اتفاقية الغاز.. والحكومة وراء اختيار موقع «أجريوم»أحد شباب الجامعات يوجه سؤالاً لرئيس الوزراء «أكثر من ٢٠ سؤالاً» وجهها طلاب الجامعات للدكتور أحمد نظيف، رئيس مجلس الوزراء، خلال لقائه بهم أمس الأول بمعهد إعداد القادة في حلوان،
كان أهمها سؤال قال فيه أحد الطلاب «ضع نفسك مكان عامل موسمي يتقاضي يومياً ١٥ جنيهاً في مواسم معينة، وقل لي كيف ستعيش بهذا المبلغ؟»، بينما سأله آخر عن تصدير الغاز لإسرائيل، وسألته طالبة عن أزمة الثانوية العامة
.نظيف أجاب بدوره قائلا: «إن العامل الذي يتقاضي هذا المبلغ عليه، أن يحسن من أدائه ويلتحق بمكان يعده ليعمل بناء، وبذلك سيحصل علي ٥٠ جنيهاً في اليوم وليس ١٥ جنيهاً، مؤكداً أن الدولة تعمل حاليا علي التأهيل والتدريب»
.وعن تصدير الغاز لإسرائيل، قال رئيس مجلس الوزراء: «إن مصر تملك إرادتها فعلاً، رغم أن بعض الناس تقول إن أمريكا تضغط علينا والبنك الدولي يضغط علينا، إلا أننا لا نقبل أي ضغوط من أحد، وأنا عن نفسي لم أتعرض لها، لا أحد يقول لي اعمل هذا ولا تعمل هذا، فالوحيد الذي أقبل منه هذا الكلام هو رئيس الجمهورية فقط»
.وأضاف أن موضوع تصدير الغاز لإسرائيل، يجب ألا ننسي أن هذا الموضوع فيه جانبين، هما أن إسرائيل كان معها سيناء كلها بالغاز والبترول كله، وأن الإسرائيليين يعتبرون أننا «ضحكنا عليهم» باتفاقية تصدير الغاز الطبيعي،
أما الجانب الثاني فهو أنه عندما تمت الاتفاقية لم يكن للغاز وقتها ثمن، وكان يحرق علي بير البترول.وأما عن التصدير للدول المجاورة، فطبعاً لن أصدر للسعودية ولا الكويت لأنها دولتان تمتلكانه بوفرة، وإنما أصدر للأردن وسوريا وإسرائيل، وسنعطي لبنان أيضاً، وهذا مكسب استراتيجي علي المدي الطويل،
أما عن السعر فقد تم الاتفاق عليه وقت توقيع الاتفاقية، وهو قابل للتفاوض كل حين، بأوقات تحدد من فترة لأخري، ونحن لا نبيع الغاز مباشرة لإسرائيل، ولكننا نبيعه للشركة التي عملت الخط معها بسعر، وهي تبيعه لإسرائيل بسعر آخر.
وأضاف نظيف: «نحن يجب ألا نخاف من أحد فمنطق الضعيف أنه لا يتعامل مع الند ونحن نتعامل مع الأنداد ولا نخاف، ومصر لن تتخلي عن قضاياها».
وقال: «لا توجد أزمة في الثانوية العامة، وإنما المشكلة في التنافس علي الكليات، وقد فتحنا جامعات وكليات جديدة للحد من هذا التنافس، وعملنا علي تغيير نظام الثانوية العامة من خلال مؤتمر عام لتطوير الثانوية العامة».
وحول أزمة مصنع البتروكيماويات في دمياط قال نظيف: «إن الحكومة هي التي أخبرت شركة (أجريوم) بأن هذا المكان مخصص لصناعات البتروكيماويات، ولكن هناك من قال لأهل دمياط إن المصنع سيلوث البيئة علي غير الحقيقة، وهو ما أكدته لجنة تقصي الحقائق.. وعلي كل حال، فإن أهل دمياط لهم رغبة شعبية في نقل المصنع بصرف النظر عن الإجراءات السليمة التي تم بها المصنع»، مشيراً إلي أنه جار البحث عن مكان آخر للمصنع، لأن الدولة لديها ارتباطات مع الشركات، بالإضافة إلي سمعة مصر في الاستثمار.
وأكد نظيف أن مصر لديها «تحديات» اقتصادية وسياسية واجتماعية، مشيراً إلي أن الحكومة لابد أن تطور نفسها، وتكون قادرة علي التحول الذي بدأته.
وأشار إلي أن الحكومة «قادرة علي التحول»، ولكن التحول يعاني أعراضاً جانبية، أهمها أعراض الغلاء التي تؤثر علي النمو الاقتصادي، وهذا «يحدث في كل دول تتحول»، والتفسير البسيط له - حسب قوله - هو أن «قدراتي تزيد علي الشراء وعلي المنتجات والخدمات، ولكن الذي يطمئننا هو أن الناس مازالت تشتري وهذا معناه أن الاستهلاك يزيد، فنحن ساعات نسمع نصف الحقيقة والناس تقول إن الأشياء سعرها يزيد لكن لا تقول إن الاستهلاك يزيد أيضاً، هل كل الناس تعاني الزيادة في نفس الوقت وبنفس الطريقة؟! طبعاً لا».
وقال رئيس الوزراء: «إذا كانت الدولة ستتحمل الدعم فستتحمل دعم المحتاج والفقير، وتترك الغني (يشيل نفسه)، وهذا هو مفهوم العدالة الاجتماعية، لكن كل الناس تريد الحصول علي الدعم دون فرق بين غني وفقير، فالدعم لابد أن يكون إيجابيا، مثل المثل الذي يقول لو «أنت أعطيت أحداً سمكة سيأكل مرة واحدة، لكن لو علمته الصيد سيأكل كل يوم»، لذلك فإننا وضعنا برامج اجتماعية كثيرة، مثلا إن إحضار ماكينة خياطة لأسرة تجلب لها دخلا شهريا يجعلها تعيش، أفضل من أن أعطيها دخلا ماديا معينا
.وقال نظيف: «إن التحديات السياسية التي تواجهنا كبيرة أيضاً، فهناك حريات في البلد حريات واضحة تماما، ممكن تكون أكبر حريات في منطقة الشرق الأوسط كلها، فهناك حرية النقد والتعبير في الصحف والقنوات الفضائية،
أما القول بأننا وصلنا لمرحلة الديمقراطية الكاملة فطبعا لا».وأضاف: الديمقراطية ليس معناها الرأي والرأي الآخر فقط، الديمقراطية فيها حقوق ومسؤوليات، ونحن ننظر للحقوق أكثر من النظر للمسؤوليات، مثلاً الناس عايزة تنتخب وعايزة وعايزة، لكنها لا تفكر في مسؤولية الصوت الذي ينتخب به، لكنه نحو نتحول وأعتقد أن كل يوم أحسن من اليوم الماضي،
فنحن عدلنا الدستور وعدلنا بعض التشريعات.. نريد حياة حزبية حقيقية فيها رأي ورأي آخر، فيها ناس عندها برامج انتخابية، لا تريد برنامجاً واحداً لحزب حاكم وحكومة وأمامه ناس تعارضه فقط، فليست هذه هي الديمقراطية.. الديمقراطية برنامج وبرنامج مقابل ورأي ورأي آخر، ونحن سنصل لهذا الكلام ولكن علي مراحل، فأعتي دول الديمقراطية تحولت علي مراحل»
.وأكد رئيس الوزراء أن الحكومة لا تشتغل بسياسة رد الفعل ولكن بالفعل ورد الفعل، ونحن لدينا برنامج ودولة مؤسسية فعلاً، بل إننا أحياناً نتهم بالديمقراطية، لأننا ننفذ سادس خطة خمسية وبرنامجا انتخابيا للرئيس، كما أن لدينا خطة كبيرة بالمليارات، وهدفنا الرئيسي أن نحقق نسبة نمو اقتصادي فوق ٦% سنوياً، بما يعني زيادة حجم الاقتصاد أكثر من ٦% فعلياً بعد ما أزيل الغلاء،
ولكن لكي أصل للنسبة المأمولة مع الغلاء الموجود أريد ٣٠% يجب أن أريد ٢٠% تقريباً، لذلك فإن حجم اقتصاد مصر هذا العام يتعدي ١٠٠٠ مليار جنيه، بعد أن كان منذ ٥ سنوات ٤٥٠ مليار جنيه، يعني أكثر من الضعف في ٥ سنوات.
وقال نظيف إن الفوضي الخلاقة اختراع أمريكي، وفشل في العراق، وربنا يكفينا شرها، فنحن لا نتبع سياسة الصدمات، ولكننا نحسب كل شيء ونتحول بتحول تدريجي.
وعن إضراب المحلة الكبري قال نظيف: «من الملاحظ أن الإضرابات العمالية بما فيها إضراب المحلة، جاءت من شركات قطاع الأعمال العامة والشركات الخاسرة، والعامل بلا ذنب يريد مساواته بالعامل في القطاع الخاص».وأضاف: لم نر شركة قطاع خاص عملت إضرابات، مشيرا إلي أن قوة العمل في مصر هي ٢٢ مليونا يعملون أو قادرون علي العمل، من بينهم حوالي ٤٠٠ ألف في القطاع العام،
وقال: «مصر ليست هي هذه الشركات فقط».وأضاف: «أنا شايف إن عمال المحلة كانوا علي قدر المسؤولية، وحافظوا علي مصنعهم وآلاتهم، وكانت لهم مطالب، وأنا رحت وسمعتهم.. فنحن لا نخاف من المواجهة».
===================================
ردى كمواطن مصرى على ماقاله السيد رئيس الوزراء
بالنسبة لفقرة العامل الذى يتقاضى 15 جنية فى اليوم وبعد التاهيل اللى بتوفرة الدولة هيبقى 50 جنية فى اليوم وحياتة هتبقى وردى نحب نفكر السيد رئيس الوزراء ان مفيش تاهيل لخريجينن الجامعات عشان يبقى فى تاهيل للعمال ياافندم فى 2 مليون عاطل فى بلدنا فى ناس بتقبض 5 جنية فى اليوم يعنى 150 جنية فى الشهر فى استثمار بيوفر فى العمالة مش بيزودها الناس تعبانة ياافندم ورد سيادتك سهل وبسيط ولا يتناسب مع الواقع لان ببساطة انتو مش بتعملوا اللى بتقولوه
وردا على قول سيادتك ان مفيش ازمة فى الثانوية العامة يظهر ان حضرتك رئيس وزراء بلد تانية او مش عايش فى مصر
اما موضوع اجريوم ان الحكومة هى اللى اختارت المكان يبقى الحكومة لازم تتحاكم لان مش معقول كل الخبراء اللى قالوا انة مولوث للبيئة مبيفهموش والحكومة على حق وعايز اقول لحضرتك اننا الدولة الوحيدة اللى بتلم ذبالة الصناعات وتتسمح بيها على ارضها لان اى دولة بتحترم نفسها مبتلوثش بيئتها عشان شوية فلوس بندفع اضاعفهم مرض وارض
اما موضوع الزيادة فهى فعلا عالمية بس الزيادة بتنسب للدخل يا اافندم لا تذكر لوحدها بص الدخل كام والزيادة كام
موضوع الدعم انا متفق معاك فية انة للفقير والذى يستحق فقط
اما موضوع الحريات والديموقراطية فاافتكر المعتقالات وتزوير الانتخابات والمحاكمات العسكرية وقانون الطوارىء والقوانين اللى بتحاولوا تمرروها للبث الفضائى والصحافة ابلغ رد على حضرتك
اما نسبة النمو اللى حضرتك بتتكلم عنها فدة شىء ايجابى جدا بس مش مؤشر على تحسن دخل الفرد لان النمو دة بيصب فى جيب النص % اللى كلنا عارفينهم بالاسم لكن الشعب المصرى مالوش فى الكيكة دى زادت ولا خست محدش بيديلوة ولا حتى الفتافيت
اما موضوع الفوضى الخلاقة ربنا يكفينا شرها زى ماسيادتك بتقول
اما حورات الاضرابات وانها فى القطاع العام بس والخاص لا افتكر دة مغزاه انننا هنكمل بيع عشان العام بيجيب مشاكل والخاص كله فوايد وفلوس
اما ردا على ان البنك الدولى مبتضغطش على مصر وان امريكا مبتضغطش على مصر فببساطة اقدر اقول لسيادتك ان محدش مصدقك لان فكرة الغاء الدعم وتحرير السوق للعرض والطلب وكل اللى انتوا بتعملوه حاليا وبيع القطاع العام هى اجندة البنك الدولى
اما ان صوتنا من دماغنا مش من امريكا فدة فى حاجات وحاجات اول مايقربوا من الحريات تبقى امريكا وحشة لكن يبعتولنا ناس يتعذبوا ونقف موقف المتفرج من مجتمعنا العربى نقول حاضر
اما موضوع انننا ضحكنا على اسرائيل فى تصدير الغاز ليها على اساس انها كان معاها كل سينا ايام الاحتلال مفتكرش ابدا ان دة كلام يقولة رئيس وزراء مصر ولا اسرائيل ولا غير اسرائيل ليهم الحق فى خيرنا الا باللى نسمح احنا بيه مش باللى يتفرض علينا دة لو احنا بلد حره ذى مابتقولوا والحكومة من وجهة نظرى متفوقة فى شقين شق البيع وشق القوانين اسهل حاجة انها تبيع وعلى فكرة جيب اى عيل صغير قولة بيع هيبيع بس مش اى حد يعرف يطور ويهندس ويوجد موارد وكمان اسهل حاجة انها تعمل قانون وتوافق علية ومن ضمنها طبعا الضرائب مع العلم انى مش معترض على قوانين الضرائب الجديدة بما فيهم ضريبة العقارات
واخيرا احب اقول ان محدش فوق النقد واللى يقبل العمل العام بيقبلة وهو عارف انه هينقد فى اصلاحات اقتصادية كتير فى بلدنا بس مفيش عدل اجتماعى وفى رشوة وفساد نتمنى نساعد الحكومة بس لازم الحكومة تحسسنا انننا جزء من تفكيرها ولما تتكلم عنننا تتكلم كويس لانها ببساطة بتشتغل عندنا لكن اسلوب الاستعلاء فى الحديث عن الشعب مش ظريف
وفكرة الوصاية عشان احنا لسة فاقدين الاهلية افقدت الحكومة حب الناس وتعاطفهم وعلى فكرة دة جه على دماغ الحكومة لانها بتعمل حاجات كويسة بس تصريحاتها افقدتنا الحياد
هذا النقد لانفسنا قبل ان يكون لغيرنا وهو لمسؤلين وليس لاشخاص فلا يزايد احد على حب مصر فكلنا نحبهاالنساج

الرئيس محمد نجيب الذى ظلمه تلاميذه وانصفه التاريخ-3

الصفحلت المجهولة فى حياة الرئيس محمد نجيب
عاش هادئًا.. ورحل في صمت يليق بكبريائه وحبه لمصر، الذي سدد ثمنه اعتقالاً في قصر زينب الوكيل حتي وفاته في أغسطس ١٩٨٤.كان عبداللطيف بغدادي الشخصية الرئيسية في التنظيم السري الذي بدأ في الجيش عام ١٩٤٠،
ومعه أحمد سعودي أبو علي، ومحمد وجيه أباظة، وحسن عزت، وحسن إبراهيم، ثم انضم إليهم أنور السادات، ولم يكن محمد نجيب وجمال عبدالناصر علي صلة بهذه المجموعة، التي كان هدفها الأساسي معاونة الألمان لضرب قوات الاحتلال البريطاني في مصر واتصلت في سبيل ذلك بالإخوان المسلمين والحزب الوطني وعزيز المصري وغيرهم.
أما جمال عبدالناصر فقد بدأ قبل حرب ١٩٤٨ في تنطيم جماعة «الضباط الأحرار» واتصل بالإخوان أيضًا، وعدد من أعضاء الهيئة الوفدية وبتنظيم «حدتو» وبعناصر من مجموعة بغدادي في التنظيم السري وبأنور السادات الذي كان علي صلة بيوسف رشاد، وثيق الصلة بالحرس الحديدي.وقبل ٢٣ يوليو ١٩٥٢ تألفت مجموعة قيادية عرفت قبل الثورة باسم «الهيئة التأسيسية للضباط الأحرار»،
وبعد الثورة باسم «مجلس قيادة الثورة» وهذه الهيئة التأسيسية، أو الضباط الأحرار كانوا: جمال عبدالناصر وعبداللطيف البغدادي، وعبدالمنعم عبدالرؤوف، الذي اعترض علي ضم السادات للهيئة وتم فصله قبل قيام الثورة، وحكم عليه بالإعدام وهرب خارج البلاد،
ومن عناصر هذه الهيئة حسن إبراهيم، وكمال الدين حسين وخالد وزكريا محيي الدين، ويوسف صديق وجمال وصلاح سالم، وحسين الشافعي وعبد الحكيم عامر، وعبد المنعم أمين، الذي فصل بعد الثورة بأشهر قليلة والمعروف أنه كان رئيس المحكمة التي حكمت علي خيس والبقري بالإعدام فماذا عن محمد نجيب،
ذلك الوجه الوطني الذي قدمت به ثورة يوليو نفسها إلي الشعب والجيش معًا؟أشترك الرئيس نجيب في حرب فلسطين وكان أركان حربه آنذاك عبدالحكيم عامر، الصديق الصدوق لجمال عبدالناصر، الذي واجه حيدر باشا وحسين سري عامر رجلي الملك في انتخابات نادي الضباط التي جاءت علي غير هوي الملك، فقام بحل هذا المجلس الذي يتحداه.
كان نجيب علي علم واتصال بالضباط الأحرار وعلي علم بعناصرهم القيادية وعلي دراية بحركتهم وأهدافها، وكان يؤيدهم، فلو كان يجهل ما يجري في كواليس الجيش والحركة معًا لما ذهب لتولي قيادة الجيش بمجرد اتصال هاتفي من الصاغ جمال حماد.وحينما كان السادات في سينما منيل الروضة «فاتن حمامة الآن»، كان عبدالناصر وعبدالحكيم عامر يرتديان الملابس المدنية يتابعان الموقف، وكل التحركات، بما في ذلك تقدم البكباشي يوسف صديق قبل ساعة الصفر بساعة كاملة ليقتحم مقر القيادة ويعتقل اللواء حسين فريد وقادة الوحدات الذين كانوا مجتمعين يتباحثون في كيفية إجهاض حركة الضباط الأحرار فباغتهم يوسف صديق واعتقلهم وأودعهم معسكر الاعتقال في الكلية الحربية ولا يعلم أحد ما الذي كان سيحدث لو تأخر يوسف صديق ساعة واحدة.
وعندما كان محمد نجيب مساعدًا لنائب الأحكام، في عام ١٩٤٢، وقف إلي جانب محمد أنور السادات حينما كان يتم التحقيق معه، وهذه الرواية صحيحة لأن نجيب نفسه نشرها في كتاب له نشره أيام كان السادات رئيسًا للجمهورية، ومحمد نجيب اعترض أيضًا علي تعيين حيدر باشا قائدًا للجيش لأنه ضابط بوليس،
ولم يذهب لتهنئته، وحينما شارك نجيب في حرب ١٩٤٨ جرح ثلاث مرات وتم استدعاؤه للقاهرة وتم تعيينه قائدًا لمعهد دراسات الضباط العظام.ثم عاد مرة أخري إلي فلسطين وتولي قيادة اللواءين العاشر والرابع، وفي هذه الفترة كان جمال عبدالناصر ومحمد أنور السادات وعبدالحكيم عامر يعرفون نجيب جيدًا، أما حيدر باشا فقد اعترض مرتين علي ترقية محمد نجيب، وبعد حرب فلسطين، تم تعيين نجيب رئيسًا لسلاح الحدود ثم نقل إلي سلاح المشاة.وقبل أن ينتصف ليل الثلاثاء ٢٢ يوليو ١٩٥٢ تحرك المقدم يوسف صديق واقتحم مقر قيادة الجيش وسيطر علي منطقة كوبري القبة وتقدمت الكتيبة ١٣ بقيادة العقيد أحمد شوقي ثم جاء ناصر وعامر ومن بعدهما السادات
وانتهي الجزء الأول من الخطة بنجاح في تمام الثالثة بعد منتصف الليل ثم اتصل وزير الداخلية آنذاك أحمد مرتضي المراغي باللواء أركان حرب محمد نجيب في منزله يسأله عن طلبات المتمردين، علي حد تعبيره، وطلب منه العمل علي تهدئة الموقف..ثم تلقي نجيب خبر نجاح الضباط في الاستيلاء علي قيادة الجيش، وتوجه ليستولي علي قيادة الانقلاب «والانقلاب هو التعبير الذي ورد علي لسان عبداللطيف البغدادي». وكتب الصاغ جمال حماد بيان الثورة،
وألقي عليه جمال عبدالناصر نظرة وراجعه محمد نجيب وأضاف عليه بخط يده عبارة «طبقًا لأحكام الدستور» والبيان الأصلي لايزال في حوزة اللواء جمال حماد.وفي الصباح استمع شعب مصر إلي البيان الأول للثورة بصوت أحد الضباط، وبعدها بصوت محمد أنور السادات وموقعًا عليه باسم «القائد العام للجيش اللواء أركان حرب محمد نجيب» وتلاحقت الأحداث سريعًا وفي يوم ٢٤ يوليو ١٩٥٢ تولي علي ماهر باشا رئاسة الوزراء،
بأمر تكليف من الملك فاروق، واحتفظ ماهر لنفسه بوزارات الداخلية والخارجية والحربية والبحرية، وفي صباح السبت ٢٦ يوليو ١٩٥٢ توجه الفريق محمد نجيب إلي مقر الوزارة بالإسكندرية، وقدم إلي علي ماهر رئيس الوزراء إنذار الجيش الموجه إلي الملك فاروق بضرورة توقيع وثيقة التنازل عن العرش قبل الثانية عشرة من ظهر اليوم نفسه ومغادرة البلاد قبل السادسة مساء
وقد عارض نجيب رأي جمال سالم، الذي طالب بإعدام فاروق، وبعد أن غادر الملك تنازل نجيب عن رتبة الفريق مراعاة للظروف الاقتصادية للبلاد.. وعلي ذلك فقد ظل نجيب معروفًا باسم اللواء محمد نجيب.وكانت من أهم الخلافات المبكرة التي نشبت بين أعضاء الهيئة التأسيسية الخلاف الذي انفجر بسبب موقف يوسف صديق، الذي دافع عن عودة الحياة النيابية، وعودة مجلس النواب المنتخب،
وانتهي الخلاف بفصل يوسف صديق واعتقاله في السجن الحربي، أما الصراع الكبير والحاد فقد كان بين محمد نجيب وجمال عبدالناصر، وانتهي في ١٤ نوفمبر عام ١٩٥٤، بقرار من مجلس قيادة الثورة بإعفاء محمد نجيب من منصب رئيس الجمهورية لتطوي بسرعة أولي صفحات الجمهورية المصرية الأولي.
نجيب أيضًا كان يرغب في الديمقراطية لكن الأحداث تدافعت، وظلت تتلاحق وصولاً إلي ١٤ نوفمبر ١٩٥٤، حيث أخذه عبدالحكيم عامر وحسن إبراهيم إلي المرج ليقيم في منزل كان مملوكًا لزينب الوكيل زوجة مصطفي النحاس باشا.. وفي ٢٩ أكتوبر ١٩٥٦ تعرض أول رئيس جمهورية في مصر للمعاملة المهينة واصطحبه جمال القاضي ومحمد عبدالرحمن نصير إلي مدينة طما في صعيد مصر وتحفظا عليه في بيت زوج شقيقة أحمد أنور،
وحين عاد إلي القاهرة واجه مأساة رحيل ابنه علي في حادث غامض بألمانيا الاتحادية.وبعد رحيل جمال عبدالناصر وعبدالحكيم عامر وجمال سالم وصلاح سالم وأنور السادات وكمال رفعت عن دنيانا رحل من بعدهم أول رئيس جمهورية لمصر، محمد نجيب، في يوم ٢٨ أغسطس عام ١٩٨٤ جميعهم رحل... وبقيت مصر... وبقيت أمانة التاريخ.

الرئيس محمد نجيب الذى ظلمه تلاميذه وانصفه التاريخ-2

شاهــــــــــــد على الاعتقال
عن وقائع وملابسات اعتقال أول رئيس لجمهورية مصر عام ١٩٥٤ يقول المستشار إبراهيم فهمي فرج، رئيس محكمة الاستئناف الأسبق:
«عايشت الأحداث مع نفر قليل من المسؤولين، وكنت وقتئذ وكيلاً لنيابة مركز الخانكة، التابعة لحي المرج، الموجود به فيلا السيدة المرحومة زينب الوكيل التي حددت إقامة الرئيس نجيب فيها في نوفمبر عام ١٩٥٤ وكنت في النادي الأهلي أشاهد مباراته مع نادي الاتحاد السكندري، واتصلت تليفونياً بمركز الشرطة للاطمئنان علي الأمور، فأخبرني ضابط المباحث بضرورة حضوري فوراً لأن قصر السيدة زينب الوكيل سرق، فأمرت بانتداب مأمور المركز لمباشرة التحقيق،
وعرض الأوراق علينا، في اليوم التالي فحدثني أحد كبار ضباط القوات المسلحة وأخبرني بأن الأمر بالغ الأهمية ولا يستطيع الإفصاح عنه في التليفون، ورجاني أن أحضر بنفسي فذهبت أنا وزميلي وكيل النيابة في سيارته الصغيرة إلي المرج، وهناك فوجئنا بقوات من البوليس الحربي ورجال الأمن تحاصر المنطقة،
وكان الوزير كمال الدين حسين موجوداً وأخطرنا بأن الرئيس محمد نجيب تم استبعاده من رئاسة الجمهورية وحددت إقامته في قصر السيدة (زينب الوكيل)، ولأن القصر مصادر ضمن ما صودر من أملاك السيدة (زينب الوكيل) بحكم محكمة الثورة، فكان من المفروض إخطار النيابة العامة بعزم الحكومة علي إيداع الرئيس نجيب وأسرته في القصر لتشرف النيابة علي فتحه والاطمئنان والتأكد من سلامة محتوياته لتحديد المسؤولية عند فقد أي منقولات ثمينة منه
.وعن القصر يضيف المستشار فرج: عبارة عن فيلا صغيرة لسكن أسرة واحدة وهي من دورين وحجراتها قليلة وبها مصعد صغير، حتي يتجنب الزعيم مصطفي النحاس مشقة الصعود لكبر سنه - ووجدنا بداخل الفيلا الرئيس محمد نجيب وزوجته وولديه، علي وفاروق، رحمهما الله، وكان الرئيس رابط الجأش لم تهزه الأحداث،
وواجه الموقف بشجاعة وكان يدخن (غليوناً)، واعتذر لنا بأنه لا يدخن سجائر حتي يقدمها لنا فشكرناه بأننا لا ندخن، وشاهدنا فوق منضدة في الصالة بعض الطعام، الذي قدموه له ولأسرته، من خبز وجبن وبرتقال، وأشار الرئيس إليه قائلاً (شفتم أكل رئيس الجمهورية)،
ثم خاطب ابنه المرحوم علي (أنا مبسوط منك يا علي لأنك لم تبكِ مثل أخيك فاروق، وكنت رجلاً علي مستوي المسؤولية، ساعة القبض علي في رئاسة الجمهورية بعابدين).
وتمت عملية الجرد في محضر رسمي واتصلت بالسيد المستشار حافظ سابق النائب العام وأبلغته بما تم فأشار بالاتصال بالمرحومة السيدة «زينب الوكيل» لسماع أقوالها في خصوص محتويات القصر. فاتصلت بالمرحوم مصطفي النحاس بمنزله وكان طريح الفراش وأخبرني بأنها مريضة ولا تستطيع السفر إلي نيابة الخانكة،
وأنه سيقدم لي شهادة مرضية بذلك ورجاني بسؤالها في مسكنها في جاردن سيتي، فعرضت الأمر علي السيد المستشار النائب العام فوافق، علي أن أثبت كل ذلك في المحضر، وانتقلنا أنا وزميلي وكيل النيابة إلي جاردن سيتي.ويستطرد المستشار: كان القصر مفروشاً بطريقة حديثة رغم بساطة الأثاث، فدل علي ذوق سليم،
وجلسنا ومعنا سكرتير النيابة في أحد الصالونات في الدور الأول ثم جاءت السيدة زينب الوكيل وبرفقتها محاميها ويتقدمها سكرتيرها الخاص،
ورحبت بنا وبادرت بسؤالي: هل تسألني كمتهمة أم كشاهدة؟ وطمأنتها وبدأت الأسئلة ودلت ردودها علي شخصية قوية تثق في نفسها وتشعرك بأنك تحادث سيدة من نوعية فريدة وبأنها زوجة زعيم تغمرها المهابة.
ويشير المستشار إبراهيم فرج في مقاله بجريدة «الأخبار» في ٣٠/٨/١٩٨٤ إلي أن ما يريد أن ينقله للقراء من حديثها ولم يدونه في المحضر، وهي في ذمة الله، سؤالها له لماذا اختارت الثورة قصرها الصغير بالذات ليعيش فيه الرئيس نجيب وأسرته والقاهرة زاخرة بالقصور الأنيقة الكبيرة؟
وهل يرضيك أن يكسر باب القصر، وتُقتحم غرفتي الخاصة بما فيها من حاجات لتعيش فيها حرم محمد نجيب وأنا زوجة الزعيم مصطفي النحاس؟!
وهل يرضيك أن تسرق (بلاليص الجبنة القديمة)، من بدروم الفيلا؟! وعرضت الأوراق علي السيد المستشار النائب العام وتصرفت فيها حسب أوامره.

الرئيس محمد نجيب الذى ظلمه تلاميذه وانصفه التاريخ-1

منقزل عن المصرى اليوم
في صباح ١٤ نوفمبر ١٩٥٤ توجه محمد نجيب، رئيس مصر الأسبق، إلي مكتبه بقصر عابدين ولاحظ عدم أداء ضباط البوليس الحربي التحية العسكرية، وعندما نزل من سيارته داخل القصر فوجئ بالصاغ حسين عرفة من البوليس الحربي ومعه ضابطان و١٠ جنود يحملون الرشاشات يحيطون به، فصرخ في وجه حسين عرفة طالباً منه الابتعاد حتي لا يتعرض جنوده للقتال مع جنود الحرس الجمهوري،
فاستجاب له ضباط وجنود البوليس الحربي.وعندما لاحظ نجيب وجود ضابطين من البوليس الحربي يتبعانه أثناء صعوده إلي مكتبه نهرهما فقالا له إن لديهما أوامر بالدخول من الأميرالاي حسن كمال، كبير الياوران،
فاتصل هاتفياً بجمال عبدالناصر ليشرح له ما حدث، فأجابه عبدالناصر بأنه سيرسل عبدالحكيم عامر القائد العام للقوات المسلحة ليعالج الموقف بطريقته. وعندما وصل عبدالحكيم عامر وبصحبته قائد الأسراب طيار حسن إبراهيم وزير شؤون رئاسة الجمهورية،
فقالا له في صوت خافت: «مجلس قيادة الثورة قرر إعفاءكم من منصب رئاسة الجمهورية»
فرد عليهما محمد نجيب في شجاعة: «أنا لا أستقيل الآن، لأنني بذلك سأصبح مسؤولاً أمام التاريخ عن انقطاع صلة السودان بمصر، أما إذا كان الأمر إقالة فمرحباً لأنكم تعفونني من مسؤولية لم يعد يحتملها ضميري».
ووعده عبدالحكيم عامر وأقسم بشرفه العسكري أنه سيقضي أياماً في استراحة زينب الوكيل بالمرج ثم يعود بعدها إلي منزله، ولكن ذلك لم يحدث، فقد ظل منفياً لمدة ٢٩ عاماً،
وغادر نجيب القصر الجمهوري دون تحية عسكرية من جنوده أو إطلاق البروجي لتحيته ودون أن يودعه أحد، وهو الذي لم يحدث مع الملك المخلوع فاروق الذي أطلقت ٢١ طلقة في وداعه بقصر رأس التين قبل أن يغادر البلاد علي ظهر «المحروسة» منفياً إلي إيطاليا.
وعندما وصل نجيب إلي القصر المهجور وجد البوليس الحربي قد سبقه إلي هناك، وقام بحملة سلب ونهب ورفع الأثاث ونزع الستائر وحمل السجاجيد وقطع ثمار البرتقال واليوسفي ليتحول المكان إلي «خرابة».
لاقي محمد نجيب أشد صنوف العذاب والتنكيل به في معتقل المرج، حتي تحول المكان إلي ثكنة عسكرية، فكانت طوابير الصباح تقام فوق غرفة نومه كما كانت تدريبات ضرب النار تقام بجوار النافذة الوحيدة في غرفته.
وفي هذا المنفي لم يكن يزوره أحد ولم يكن مسموحاً له بالخروج، وعندما سمحت له بالزيارة كان ضابط المخابرات يبقي في أثنائها، ولم يكن حرس نجيب يعاملونه علي أنه رئيس سابق أو لواء أو بطل من أبطال حرب ١٩٤٨.
وأثناء العدوان الثلاثي علي مصر سنة ١٩٥٦ سرت شائعة بأن الإنجليز يخططون لإعادته للسلطة بعد هزيمة عبدالناصر، فصدرت أوامر بالتحفظ عليه وتم اقتياده إلي مدينة طما في سوهاج بمنزل لأحد أقارب حسين عرفة، وجري التنكيل به حتي إن أحد الحراس ضربه علي صدره،
كتب الرئيس نجيب عن ذلك في مذكراته: «يومها هانت علي الدنيا.. فقررت أن أضرب عن الطعام». وخلال فترة اعتقاله تعرض لعدة مآس منها قتل ابنه «علي» الذي كان يدرس في ألمانيا، وقيل له إنه قتل علي يد اليهود، لأنه قاد مظاهرة للطلاب العرب ضد اليهود بعد عام ١٩٦٧،
وحزنت أمه حزناً شديداً حتي وافتها المنية سنة ١٩٧١، أما الابن الأكبر فاروق فلم يكمل تعليمه في مجال السياحة والفنادق، وفي ذات يوم استفزه أحد المخبرين الذين كانوا يسيرون خلفه بقوله: «ماذا فعل أبوك للثورة.. كان مجرد خيال مآتة»،
فضربه فاروق وكانت نهايته في ليمان طرة مع المعتقلين السياسيين، فأصيب بالقلب ومات بعدها بخمسة أشهر وهو يشتري الدواء من صيدلية قريبة من المنفي.أما الابن الأصغر يوسف فتخرج في أحد المعاهد اللاسلكية، وعمل في إحدي الشركات ولكنه تشاجر مع أحد أقارب شمس بدران فأقيل من عمله حتي عمل سائقاً في المقاولون العرب وسائق تاكسي بعد الظهر.
وفي عهد الرئيس أنور السادات تحسنت أوضاع اللواء محمد نجيب عندما تم رفع الإقامة الجبرية عنه، وأصبح يتنقل بسهولة، ولكن الأمان الذي تعود عليه محمد نجيب في قصر زينب الوكيل تبدد عندما صدر حكم محكمة جنوب القاهرة في ٢٧ يناير ١٩٨٣ بطرده وعائلته من فيلا المرج وتمكين أصحابها ورثة زينب الوكيل زوجة مصطفي النحاس باشا منها ومن حديقتها التي تبلغ ١٢ فداناً ومفروشاتها وملحقاتها.
وأمر الرئيس مبارك بتخصيص فيلا بمنطقة حدائق القبة لينتقل إليها اللواء محمد نجيب وأسرته، وقال نجيب لبعض الصحف وقتها: «أين أذهب بعد ٣٠ سنة لم أخرج فيها إلي الحياة، ليس لي معارف أو أحد يهتم بي.. أنا أعيش هنا وحدي بعد أن مات اثنان من أولادي ولم يبق غير واحد منهم.. فأين أذهب؟».
وكانت غرفته في فيلا المرج مهملة بها سرير متواضع يكاد يختفي من كثرة الكتب الموضوعة عليه، وكان يقضي معظم أوقاته في هذه الحجرة يداوم علي قراءة الكتب المختلفة في شتي أنواع العلوم، خاصة الطب والفلك والتاريخ،
ويقول محمد نجيب: «هذا ما تبقي لي، فخلال الثلاثين سنة الماضية لم يكن أمامي إلا أن أصلي أو أقرأ القرآن أو أتصفح الكتب المختلفة».
وقضي أيامه الأخيرة متنقلاً بين مستشفي المعادي العسكري أو القبة العسكري للعلاج من أمراض الشيخوخة مثل ضعف الشهية وفقدان القدرة علي الإبصار وهشاشة العظام وغيرها، وبالرغم من ذلك كان يحرص علي الصلاة وسماع الأخبار والأحداث العالمية من جهاز الراديو القديم في غرفته.
وتذكر حفيدته «نجيبة يوسف محمد نجيب» أن جدها كان متأثراًَ جداً وهو يسمع خبر اغتيال الرئيس السادات في الراديو وكاد ينهار باكياً، لأنه كان يشعر دائماً بأنه والد لكل رفاقه من أعضاء مجلس قيادة الثورة، مهما كانت قسوتهم وتعاملهم معه بعنف.
وتضيف نجيبة: «إنه كان قلقاً من بعض الأحداث العربية مثل غزو إسرائيل لبنان في عام ١٩٨٢».وبعد حياة حافلة توفي في ٢٨ أغسطس ١٩٨٤
ويتذكر اللواء حسن سالم اللحظات الأخيرة في حياة خاله محمد نجيب قائلاً: في ذلك اليوم اصطحبت خالاتي إلي المستشفي لزيارة خالي وكان كويس وبيتكلم معانا وفجأة تعب «شوية» ورفع يده إلي السماء ثم أنزلها ببطء، ووجدناه يميل إلي الأرض برقبته قليلاً وعندما حضر الطبيب قال لنا «البقية في حياتكم»،
فاتصلت رئاسة المستشفي بوزارة الدفاع واتصلت أنا بنور فرغل من رئاسة الجمهورية وقلت له «لقد كانت وصية اللواء محمد نجيب أن يدفن في السودان»، وبعدها أخبرني أنه تحدد أن تكون الجنازة عسكرية وأن يدفن الرئيس محمد نجيب في مقابر الشهداء بالغفير «طريق صلاح سالم».
وكانت جنازة عسكرية بالفعل، وصل الجثمان علي عربة مدفع وتقدم الجنازة الرئيس مبارك، وكنت أقف بجواره مع يوسف محمد نجيب، بالإضافة لأعضاء مجلس قيادة الثورة الباقين علي قيد الحياة، وكان موجوداً رئيس مجلس الشعب السوداني ورؤساء أحزاب المعارضة والباقي حرسه،
وفي المساء أقامت الدولة سرادق العزاء أمام مسجد عمر مكرم، وكان أغلب الموجودين من العسكريين.ويستكمل اللواء حسن سالم قائلاً: «الغريب أنه في ذلك اليوم العجيب والرجل لم يبرد دمه في قبره إلا وجاءني خبر طرد أحفاده من فيلا ولي العهد، التي خصصها له الرئيس مبارك بعد طرده من فيلا المرج.

العملاق الاسمر يوسف صديق-3

شهادة الرئيس محمد نجيب قبل وفاته عن يوسف صديقفي

تسجيل صوتي نادر للرئيس محمد نجيب مع أبناء البطل يوسف صديق اللواء حسين وشقيقته السيدة سهير اللذين زاراه في سبتمبر عام ١٩٨٣ قبل رحيله بأشهر قليلة،

ونشر نص اللقاء في كتاب الجمهورية (الأوراق السرية لـ محمد نجيب.. أول رئيس لمصر) لمؤلفه محمد ثروت.الحوار بدأه نجيب بالتذكر والتحسر أيضاً، وبادر الجالسون حوله من أسرة يوسف صديق وكأنه يفتح المجال للحوار،

فقال بأسي شديد: «آه يا يوسف.. يوسف حبيبي، يوسف صديقي، يوسف جاري.. أنا باتعب لما بافتكره، ليه تنرفزوني، أنا مسكين، أنا قلبي ضعيف، آه يا يوسف..لا حول ولا قوة إلا بالله ما تفكرونيش بيوسف.. عيني تدمع لما بافتكره لأنه راجل عظيم هو اللي قام بالثورة وأنا كاتبها في كتابي (كلمتي للتاريخ)

أنا كل اللي عملته إني إديته تعليمات: (روح وأعمل نفسك قائد للدفاع واللي ييجي بالإمدادات، إمسكه ووزعه وهتطلع تمسكهم زي العصافير وده اللي حصل.. خليها علي الله أما أنا فأجري علي الله مش عايز حاجة لا عايز فلوس ولا عايز شكر ولا عايز حاجة حبيبي»

.ويواصل نجيب تداعياته قائلاً: «أنا صفر علي الشمال بالنسبة ليوسف، لأنه هو الذي دخل القشلاق وقيادة الجيش وعمل كل اللي قلته له وعمل نفسه قائد للدفاع عنهم وكل اللي ييجي من برة بالإمدادات يشخط فيه ويوزعه.. انت روح عند المستشفي العسكري.. انت روح عند التقاطع بتاع المترو».

وعندما سأله حسين نجل يوسف صديق مارأيك فيه كجندي مقاتل؟ أجاب محمد نجيب: «يوسف صديق راجل مقاتل عظيم راجل بطل».. ورداً علي سؤال حسين عن موقف الضباط الأحرار حينما أرادوا إخراجه من مجلس الثورة واعتراض محمد نجيب علي ذلك قال نجيب: «مجلس الثورة كانوا بيخافوا منه لأنه راجل شجاع وجدع.. واعمل إيه طلعوه أنا واحد وهما ١٤».

وأضاف نجيب: «إن يوسف صديق قام بالقبض علي ١٥ شخصاَ من الضباط الأحرار منهم جمال عبدالناصر وعبدالحكيم عامر».وأوضح نجيب: «كل الحكاية إني قلت له إن مجلس الثورة.. مجلس قيادة الجيش منعقد بعد إفطار رمضان.. هيفضلوا منعقدين، لو قمت متقدم ساعة».

وذكر محمد نجيب من يحضر لزيارته فأجاب إن اللواء جمال حماد لا يحضر لزيارته، كذلك خالد محيي الدين والذي يخاف من زيارته لأنه مراقب،

وكما يؤكد محمد ثروت في كتابه، فقد كشف هذا اللقاء عن حقائق عديدة، أهمها أثر الاعتقال الذي استمر لمدة ٢٩ عاماً علي حياة اللواء محمد نجيب، فقد ضعف بصره حتي إنه ظن الضوء المنبعث من جهاز التسجيل ناراً، بالإضافة إلي ضعف سمعه،ولذلك كان يطلب من المتحدث إليه أن يرفع صوته ويتمهل في حديثه، كما كان يكرر العبارات أكثر من مرة،

ولم يذكر نجيب عبدالناصر في حديثه ولم يتعرض له بخير أو شر، كما أوضح أن هناك شخصاً يقوم بزيارته ورفض نجيب ذكر اسمه!

العملاق الاسمر يوسف صديق-2

الاسد الذى خرج من معتقله ومنفاه لينصر مصر
كان يوسف صديق شاعرًا أيضًا.. وربما لأن «مفرمة» الثورة لا تستدعي شعراءً، فقد جرفته الأحداث خارج الدائرة، إلي أن أنصفه التاريخ وأعاده إلي الموقع الذي يناسبه، كتب يوسف صديق في منفاه بسويسرا أبياتًا يجسد فيها ما جري له
قال:إيفون إني غريب في دياركمو
وللغريب نوال القصد والأملأنا
من بلادٍ رواها النيل في كرموفي
وفاءٍ كساها أجمل الحلل
الحق في جانبي والظالمون همو
والله ينصر أهل الحق في الجلل
.وفي ٢٧ أغسطس من عام ١٩٥٢ وفي أسلوب أدبي رفيع وعلي صفحات مجلة «آخر ساعة»، وفي مقال يحمل عنوان «من هم ضباط محمد نجيب؟»
كتب الأستاذ محمد حسنين هيكل عن يوسف صديق قائلاً: «العملاق الأسمر، ذو العينين الحمراوين.. عملاق طويل عريض لفحته الشمس في معسكرات الجيش فجعلته أشبه ما يكون بتمثال من البرونز لفارس محارب مدرع من القرون الوسطي دبت فيه الحياة بمعجزة فخرج إلي عالم المغامرات.. هناك لازمتان تميزانه دائمًا شعر منكوش مهوش، وعينان حمراوان من قلة النوم وكثرة ما يبذل من جهد، قدمه لي لأول مرة اللواء محمد نجيب وكان ذلك قبل حركة القوات المسلحة ببضعة أيام، كنت جالسًا مع اللواء محمد نجيب وكان ساخطًا علي كل ما يحدث وقال لي بين ما قال: لقد فكرت في أن أستقيل من الجيش.. وفجأة ظهر العملاق الطويل القامة الذي يشبه تماثيل البرونز السمراء، ظهر علي باب الشرفة واشترك في المناقشة وهو في مكانه قائلاً: لا... يجب ألا تستقيل.. كلنا نري أن تبقي معنا..
.ويمضي الأستاذ هيكل في وصفه التصويري قائلاً:كان شكله فجر يوم حركة القوات المسلحة رائعًا، كان هو الذي قاد جزءًا مهمًا في عملية القبض علي قادة الأسلحة من لواءات الجيش القدامي، لقد قام بهذه العملية الخطيرة بمنتهي الثبات والجرأة والسرعة.وبعد الحركة بثلاثة أيام وعلي وجه التحديد في يوم السبت ٢٦ يوليو اليوم الذي خلع فيه الملك عن العرش لقيته جالسًا في إحدي الشرفات في مركز رئاسة قوات الجيش وكان قد حلق ذقنه..وخلع عنه البدلة التي ظلت علي جسده خمسة أيام متواصلة ليل نهار وكان يحتسي فنجانًا من القهوة وفي عينيه صفاء غريب،
أشبه ما يكون بأحلام الشعراء وهو الذي كان ليلة الحركة إعصارًا هائجًا، لا يبقي ولا يذر،
ونتوقف عن هذا الحد من الوصف البديع والدقيق الذي كتبه الأستاذ هيكل عند واحد من فرسان المقدمة في ثورة يوليو،وننتقل إلي كلام يوسف صديق نفسه الموجود في مذكراته، وهو يتحدث عن دوره في ثورة يوليو وفي هذه المذكرات وفي صفحة ٢٧ وعن اللحظات الأولي في الثورة
يقول يوسف صديق: أسرعت بقوة نحو مبني القيادة ففوجئت بنيران توجه إلينا ولما ردت قواتنا علي نيران الحرس بنيران حامية عرف الحرس أنه أمام قوة تفوقه عددًا فبدأ يتراجع وبعد لحظات توقفت نيرانه تمامًا تعرفت أن ذخيرته قد نفدت فأمرت بإيقاف إطلاق النار،ثم أصدرت أمري إلي قوة الحرس أن تلقي أسلحتها علي الأرض ففعلت دون تردد ثم أمرتها بالاتجاه إلي الخلف ففعلت ثم أمرتها بالسير بعيدًا عن السلاح فنفذت الأمر، وتركت حراسة عليها وعلي المدخل ولم يبق أمامي سوي الصعود إلي الطابق العلوي لمهاجمة الاجتماع «أي اجتماع القادة» وهناك المزيد من التفصيلات التي قدمها يوسف صديق ونجدها علي صفحات مجلة روزاليوسف وقد روي هذه التفاصيل أثناء أزمة مارس
ويقول يوسف في هذه التفصيلات:«تحركت علي رأس هذه القوة الصغيرة في منتصف ليل ٢٣ يوليو ٥٢ فقابلت في طريقي من معسكر هايكتسب إلي إدارة الحرس قائد فرقة المشاة العسكرية فاعتقلته وأخذته أسيرًا ثم قابلت القائد الثاني المساعد في الطريق فاعتقلته كذلك وقد صادفت البكباشي جمال عبدالناصر والصاغ عبدالحكيم عامر في مصر الجديدة حيث علمت منهما أن أمر الضباط الأحرار قد انكشف وأن رئيس أركان حرب الجيش يعقد اجتماعًا في رئاسة الجيش ليصدر أوامره لمقاومة الحركة فأسرعت إلي مقر الاجتماع علي الفور وهاجمت القيادة وقبضت علي رئيس الأركان ومعظم القادة الذين كانوا في طريقهم إليه وكذلك قبضت علي القوات التي أرسلت لتعزيز الحراسة علي الرئاسة فقضيت بذلك علي المقاومة وأصبح للضباط الأحرار الأمر في البلاد..وفي فبراير من عام ١٩٥٣
اتصل يوسف صديق من أسوان بجمال عبدالناصر وأخبره بأنه لا يمكنه البقاء في مجلس قيادة الثورة وطلب منه أن يعتبره مستقيلاً فاستدعاه عبدالناصر إلي القاهرة ونصحه بالسفر للعلاج في سويسرا، لثلاثة أشهر يعود بها إلي مصر منضمًا لصفوف الجيش،وفي مارس كان يوسف في سويسرا لكن عودته لم يكن مرغوبًا فيها،
فيعود سرًا إلي بلدته «زاوية المصلوب - مركز الواسطي - محافظة بني سويف» في أغسطس عام ١٩٥٣ وأرسل من هناك برقية إلي اللواء محمد نجيب يبلغه فيها بعودته واستقالته من الجيش ومن مجلس قيادة الثورة فتم تحديد اقامته في بلدته ولما عاد إلي القاهرة تم تحديد إقامته فيها،
ويصف يوسف صديق هذا الأمر بقوله: «ومن طريف ما يمكن أن أذكره أن منزلي بحلمية الزيتون حيث إقامتي محددة كان لا يفصله عن منزل الزميل محمد نجيب إلا شارع واحد هو الممر بين الحر المعتقل والمعتقل الحر».وفي أبريل ١٩٥٤ تم اعتقال يوسف صديق في السجن الحربي،
وتم اعتقال زوجته وأبنائه، وأفرج عنه في مايو ١٩٥٥ وظلت إقامته محددة حتي أكتوبر ١٩٥٦ إلي أن وقع العدوان الثلاثي علي مصر فخرج البطل الجسور يدافع عن تراب مصر وفي صباح ٣١ مارس ١٩٧٥ رحل عن عالمنا.بقي أن نقول إنه من مواليد ٣ يناير ١٩١٠ في إحدي قري صعيد مصر، وتخرج في الكلية الحربية عام ١٩٣٣ وتخصص في التاريخ العسكري وحصل علي شهادة أركان حرب عام ١٩٤٥.

العملاق الاسمر يوسف صديق-1

نشأته
ولد‏ ‏يوسف‏ ‏صديق‏ ‏في‏ ‏قرية‏ ‏زاوية‏ ‏المصلوب‏ ‏التابعة‏ ‏لمركز‏ ‏الواسطي‏ ‏محافظة‏ ‏بني‏ ‏سويف‏ ‏في‏ 3 ‏يناير‏ 1910 ‏من‏ ‏أب‏ ‏وجد‏ ‏عملا‏ ‏ضابطين‏ ‏بالجيش‏ ‏المصري‏.‏أتم‏ ‏يوسف‏ ‏صديق‏ ‏دراسته‏ ‏الأولية‏ ‏بمدرسة‏ ‏الواسطي‏ ‏الابتدائية‏ ‏ثم‏ ‏مدرسة‏ ‏بني‏ ‏سويف‏ ‏الثانوية‏‏وبعدها‏ ‏التحق‏ ‏بالكلية‏ ‏الحربية‏,‏وتخرج‏ ‏فيها‏ ‏عام‏ 1933 ‏ثم‏ ‏تخصص‏ ‏بعد‏ ‏ذلك‏ ‏في‏ ‏التاريخ‏ ‏العسكري‏ ‏وحصل‏ ‏علي‏ ‏شهادة‏ ‏أركان‏ ‏الحرب‏ ‏عام‏ 1945‏م‏,‏وبمجرد‏ ‏أن‏ ‏تخرج‏ ‏يوسف‏ ‏في‏ ‏منتصف‏ ‏الثلاثينيات‏ ‏التحق‏ ‏بإحدي‏ ‏الكتائب‏ ‏بالسلوم‏ ‏وأخذ‏ ‏يمارس‏ ‏نشاطه‏ ‏السياسي‏ ‏في‏ ‏بعض‏ ‏الأحزاب‏ ‏خاصةاليسار‏ ‏المصري‏,‏وقرأ‏ ‏كثيرا‏ ‏في‏ ‏الاقتصاد‏ ‏والتاريخ‏,‏وعندما‏ ‏نشبت‏ ‏الحرب‏ ‏العالمية‏ ‏الثانية‏ ‏في‏ ‏أواخر‏ ‏الثلاثينيات‏ ‏شارك‏ ‏في‏ ‏القتال‏ ‏الدائر‏ ‏بالصحراء‏ ‏الغربية‏ ‏كما‏ ‏شارك‏ ‏في‏ ‏حرب‏ ‏فلسطين‏ ‏وقاد‏ ‏كتيبته‏ ‏بجرأة‏ ‏نادرة‏ ‏واستطاع‏ ‏أن‏ ‏يحتل‏ ‏نقطة‏ ‏مراقبة‏ ‏علي‏ ‏خط‏ ‏الدفاع‏ ‏بين المجدل وأسدود‏ ‏وكان‏ ‏الضباط‏ ‏يطلقون‏ ‏علي‏ ‏المنطقة‏ ‏التي‏ ‏دخلها شريط‏ ‏يوسف‏ ‏صديق‏.‏[
علاقته‏ ‏بتنظيم‏ ‏الضباط‏ ‏الأحرار‏:
‏وبدأت‏ ‏علاقة‏ ‏يوسف‏ ‏صديق‏ ‏بتنظيم‏ ‏الضباط‏ ‏الأحرار‏ ‏عندما‏ ‏تعرف‏ ‏علي‏ ‏النقيب‏ ‏وحيد‏ ‏جودة‏ ‏رمضان‏ ‏إبان‏ ‏حرب‏ ‏فلسطين‏ ‏عام‏ 1948 ‏وبعدها‏ ‏بثلاث‏ ‏سنوات‏ ‏عرض‏ ‏عليه‏ ‏وحيد‏ ‏رمضان‏ ‏الانضمام‏ ‏لتنظيم‏ ‏الضباط‏ ‏الأحرار‏ ‏فلم‏ ‏يتردد‏ ‏لحظة‏ ‏واحدة‏ ‏في‏ ‏الموافقة‏ ‏وقبلالثورةبأيام‏ ‏زاره‏ ‏جمال‏ ‏عبد‏ ‏الناصر‏ ‏وعبد‏ ‏الحكيم‏ ‏عامر‏ ‏في‏ ‏منزله‏ ‏للتنسيق‏ ‏من‏ ‏أجل الثورة وهكذا‏ ‏قام‏ ‏يوسف‏ ‏صديق‏ ‏بدور‏ ‏في‏ ‏قيام‏ ‏الثورة‏(الانقلاب العسكري).‏ وهذا‏ ‏الدور‏ ‏أكده‏ ‏كل‏ ‏من‏ ‏اللواء‏ ‏محمد‏ ‏نجيب‏ ‏وعبد‏ ‏اللطيف‏ ‏بغدادي‏ ‏وجمال‏ ‏حماد‏ ‏وحمدي‏ ‏لطفي‏ ‏في‏ ‏مذكراتهم‏ ‏التي‏ ‏جاءت‏ ‏مطابقة‏ ‏لمذكرات‏ ‏يوسف‏ ‏صديق‏.‏
قيادته‏ ‏للثورة‏:‏
بدأت‏ ‏قصة‏ ‏يوسف‏ ‏مع الثورة قبل‏ ‏ليلة‏ 23 ‏يوليو‏ ‏بأيام‏ ‏قليلة‏ ‏حيث‏ ‏تحرك‏ ‏الأميرالاي‏ ‏يوسف‏ ‏مع‏ ‏مقدمة‏ ‏كتيبته‏ ‏مشاة‏ ‏مدافع‏ ‏من‏ ‏العريش‏ ‏إلي‏ ‏معسكرها‏ ‏في هايكستب قرب‏ ‏مدينة‏ ‏العبور‏ ‏ومعه‏ ‏معاونه‏ ‏عبد‏ ‏المجيد‏ ‏شديد‏.‏ويروي‏ ‏أحمد‏ ‏حمروش‏ ‏في‏ ‏كتابه قصة‏ ‏ثورة‏ ‏يوليو(انقلاب العسكر)فيقول‏:‏اجتمعت‏ ‏اللجنة‏ ‏القيادية‏ ‏للثورة‏ ‏وقررت‏ ‏أن‏ ‏تكون‏ ‏ليلة‏ 22-23 ‏يوليو‏ ‏وأعطيت‏ ‏الخطة‏ ‏اسما‏ ‏كودي انصروتحددت‏ ‏ساعة‏ ‏الصفر‏ ‏في‏ ‏منتصف‏ ‏الليل‏.‏وحدث‏ ‏خطأ‏ ‏بسيط‏ ‏لكنه‏ ‏كان‏ ‏عظيم‏ ‏الأثر‏.
.‏فقد‏ ‏تصور‏ ‏يوسف‏ ‏صديق‏ ‏أن‏ ‏ساعة‏ ‏الصفر‏ ‏هي‏ 2300 ‏أي‏ ‏الحادية‏ ‏عشرة‏ ‏مساء‏ ‏وليست‏ ‏منتصف‏ ‏الليل‏,‏وكان‏ ‏يوسف‏ ‏قائدا‏ ‏ثانيا‏ ‏للكتيبة‏ ‏مدافع‏ ‏الماكينة‏ ‏ولم‏ ‏يخف‏ ‏الموقف‏ ‏علي‏ ‏ضباطه‏ ‏وعلي‏ ‏جنوده‏ ‏وخطب‏ ‏فيهم‏ ‏قبل‏ ‏التحرك‏ ‏وقال‏ ‏لهم‏ ‏إنهم‏ ‏سيفخرون‏ ‏بما‏ ‏سينجزونه‏ ‏في‏ ‏هذه‏ ‏الليلة‏.‏ وتحركت‏ ‏القوة‏ ‏من‏ ‏المعسكرهايكستب دون‏ ‏أن‏ ‏تدري‏ ‏ما‏ ‏يدبر‏ ‏في‏ ‏مركز‏ ‏القيادة‏,‏وكان‏ ‏يوسف‏ ‏صديق‏ ‏راكبا‏ ‏عربة‏ ‏جيب‏ ‏في‏ ‏مقدمة‏ ‏طابور‏ ‏عربات‏ ‏الكتيبة‏ ‏المليء‏ ‏بالجنود‏ ‏وفي‏ ‏الطريق‏ ‏فوجيء‏ ‏باللواء‏ ‏عبد‏ ‏الرحمن‏ ‏مكي‏ ‏قائد‏ ‏الفرقة‏ ‏يقترب‏ ‏من‏ ‏المعسكر‏ ‏فاعتقله‏ ‏وعند‏ ‏اقترابه‏ ‏من‏ ‏مصر‏ ‏الجديدة‏ ‏اعتقل‏ ‏أيضا‏ ‏الأميرالاي‏ ‏عبد‏ ‏الرؤوف‏ ‏عابدين‏ ‏قائد‏ ‏ثاني‏ ‏الفرقة‏ ‏الذي‏ ‏كان‏ ‏يسرع‏ ‏بدوره‏ ‏للسيطرة‏ ‏علي‏ ‏معسكر‏ ‏هايكستب‏ ‏وركب‏ ‏الاثنان‏ ‏المعتقلان‏ ‏في‏ ‏عربتهما‏ ‏والمدافع‏ ‏موجهة‏ ‏عليهما‏ ‏من‏ ‏العربات‏ ‏الأخري‏ ‏والعلم‏ ‏يرفرف‏ ‏علي‏ ‏مقدمة‏ ‏العربة‏..
‏ولم‏ ‏تقف‏ ‏الاعتقالات‏ ‏عند‏ ‏هذا‏ ‏الحد‏ ‏فقد‏ ‏فوجيء‏ ‏يوسف‏ ‏ببعض‏ ‏الجنود‏ ‏يلتفون‏ ‏حول‏ ‏اثنين‏ ‏تبين‏ ‏أنهما‏ ‏جمال‏ ‏عبد‏ ‏الناصر‏ ‏وعامر‏ ‏وكانا‏ ‏حسبما‏ ‏روي‏ ‏يوسف‏ ‏في‏ ‏ملابس‏ ‏مدنية‏ ‏ولما‏ ‏استفسر‏ ‏يوسف‏ ‏عن‏ ‏سر‏ ‏وجودهما‏ ‏أبلغاه‏ ‏بالموقف‏ ‏فـي‏ ‏رئاسة‏ ‏الجيش‏.‏ وهنا‏ ‏أعد‏ ‏يوسف‏ ‏خطة‏ ‏بسيطة‏ ‏تقضي‏ ‏بمهاجمة‏ ‏رئاسة‏ ‏الجيش‏ ‏وبعد‏ ‏ذلك‏,‏اقتحم‏ ‏يوسف‏ ‏صديق‏ ‏وجنوده‏ ‏مبني‏ ‏القيادة‏ ‏وفتشوا‏ ‏الدور‏ ‏الأرضي‏ ‏وكان‏ ‏خاليا‏ ‏وعندما‏ ‏أراد‏ ‏الصعود‏ ‏إلي‏ ‏الطابق‏ ‏الأعلي‏ ‏اعترض‏ ‏طريقهم‏ ‏شاويش‏ ‏حذره‏ ‏يوسف‏ ‏لكنة‏ ‏أصر‏ ‏علي‏ ‏موقفه‏ ‏فأطلق‏ ‏عليه‏ ‏طلقة‏ ‏اصابته‏ ‏في‏ ‏قدمه‏ ‏وعندما‏ ‏حاول‏ ‏فتح‏ ‏غرفة‏ ‏القادة‏ ‏وجد‏ ‏خلف‏ ‏بابها‏ ‏مقاومة‏ ‏فأطلق‏ ‏جنوده‏ ‏الرصاص‏ ‏علي‏ ‏الباب‏ ‏ثم‏ ‏اقتحموا‏ ‏الغرفة‏,
‏وهناك‏ ‏كان‏ ‏يقف‏ ‏اللواء‏ ‏حسين‏ ‏فريد‏ ‏رئيس‏ ‏أركان‏ ‏حرب‏ ‏الجيش‏,‏واللواء‏ ‏حمدي‏ ‏هيبة‏ ‏وضابط‏ ‏آخر‏ ‏رفع‏ ‏منديلا‏ ‏أبيضا‏ ‏فطلب‏ ‏منهم‏ ‏يوسف‏ ‏أن‏ ‏يتحركوا‏ ‏حيث‏ ‏سلمهم‏ ‏لليوزباشي‏ ‏عبد‏ ‏المجيد‏ ‏شديد‏ ‏ليذهب‏ ‏بهم‏ ‏إلي‏ ‏معسكر‏ ‏الاعتقال‏ ‏المعد‏ ‏حسب‏ ‏الخطة‏ ‏في‏ ‏مبني‏ ‏الكلية‏ ‏الحربية‏.‏ وفي‏ ‏فجر‏ 25 ‏يوليو‏ ‏تحرك‏ ‏عدد‏ ‏من‏ ‏قادة الثورة ومنهم‏ ‏يوسف‏ ‏صديق‏ ‏وحسين‏ ‏الشافعي‏ ‏وعبد‏ ‏المنعم‏ ‏أمين‏ ‏ليواجهوا‏ ‏الملك‏ ‏فاروق‏ ‏الذي‏ ‏كان‏ ‏متمركزا‏ ‏مع‏ ‏أعوانه‏ ‏ثم‏ ‏عاد‏ ‏الشافعي‏ ‏ويوسف‏ ‏إلي‏ ‏الإسكندرية‏ ‏في‏ ‏طائرة‏ ‏هليكوبتر‏ ‏مع‏ ‏أنور‏ ‏السادات‏ ‏وجمال‏ ‏سالم‏ ‏ومحمد‏ ‏نجيب‏ ‏وزكريا‏ ‏محي‏ ‏الدين‏ ‏وفي‏ ‏أغسطس‏ 1952 ‏دخل‏ ‏يوسف‏ ‏الهيئة‏ ‏التأسيسية‏ ‏للضباط‏ ‏الأحرار‏ ‏مع‏ ‏محمد‏ ‏نجيب‏ ‏وزكريا‏ ‏محي‏ ‏الدين‏.
‏دعوته‏ ‏لعودة‏ ‏الحياة‏ ‏النيابية‏:‏
وعقب‏ ‏نجاح‏ ‏حركة‏ ‏الضباط‏ ‏الأحرار‏ ‏دعا‏ ‏يوسف‏ ‏صديق‏ ‏عودة‏ ‏الحياة‏ ‏النيابية‏ ‏وخاض‏ ‏مناقشات‏ ‏عنيفة‏ ‏من‏ ‏أجل‏ ‏الديموقراطية‏ ‏داخل‏ ‏مجلس‏ ‏قيادة‏ ‏الثورة‏.‏ ويقول‏ ‏يوسف‏ ‏عن‏ ‏تلك‏ ‏الخلافات‏ ‏في‏ ‏مذكراته‏ ‏كان‏ ‏طبيعيا‏ ‏أن‏ ‏أكون‏ ‏عضوا‏ ‏في‏ ‏مجلس‏ ‏قيادة‏ ‏الثورة‏ ‏وبقيت‏ ‏كذلك‏ ‏حتي‏ ‏أعلنت‏ ‏الثورة‏ ‏أنها‏ ‏ستجري‏ ‏الانتخابات‏ ‏في‏ ‏فبراير‏ 1953,‏غير‏ ‏أن‏ ‏مجلس‏ ‏الثورة‏ ‏بدأ‏ ‏بعد‏ ‏ذلك‏ ‏يتجاهل‏ ‏هذه‏ ‏الأهداف‏ ‏فحاولت‏ ‏أكثر‏ ‏من‏ ‏مرة‏ ‏أن‏ ‏أترك‏ ‏المجلس‏ ‏وأعود‏ ‏للجيش‏ ‏فلم‏ ‏يسمح‏ ‏لي‏ ‏بذلك‏,‏حتي‏ ‏ثار‏ ‏فريق‏ ‏من‏ ‏الضباط‏ ‏الأحرار‏ ‏علي‏ ‏مجلس‏ ‏قيادة‏ ‏الثورة‏ ‏يتزعمه‏ ‏اليوزباشي‏ ‏محسن‏ ‏عبد‏ ‏الخالق‏ ‏وقام‏ ‏المجلس‏ ‏باعتقال‏ ‏هؤلاء‏ ‏الثائرين‏ ‏ومحاكمتهم‏ ‏فاتصلت‏ ‏بالبكباشي‏ ‏جمال‏ ‏عبد‏ ‏الناصر‏ ‏وأخبرته‏ ‏أنني‏ ‏لايمكن‏ ‏أن‏ ‏أبقي‏ ‏عضوا‏ ‏في‏ ‏مجلس‏ ‏الثورة‏ ‏وطلبت‏ ‏منه‏ ‏أن‏ ‏يعتبرني‏ ‏مستقيلا‏ ‏فاستدعاني‏ ‏للقاهرة‏ ‏ونصحني‏ ‏بالسفر‏ ‏للعلاج‏ ‏في‏ ‏سويسرا‏ ‏في‏ ‏مارس‏.1953‏
وعندما‏ ‏وقعت‏ ‏أزمة‏ ‏فبراير‏ ‏ومارس‏ ‏عام‏ 1954 ‏طالب‏ ‏يوسف‏ ‏صديق‏ ‏في‏ ‏مقالاته‏ ‏ورسائله‏ ‏لمحمد‏ ‏نجيب‏ ‏بضرورة‏ ‏دعوة‏ ‏البرلمان‏ ‏المنحل‏ ‏ليمارس‏ ‏حقوقه‏ ‏الشرعية‏ ‏وتأليف‏ ‏وزارة‏ ‏إئتلافية‏ ‏قبل‏ ‏التيارات‏ ‏السياسية‏ ‏المختلفة‏ ‏من‏ ‏الوفد‏ ‏والإخوان‏ ‏المسلمون‏ ‏والاشتراكيين‏ ‏والشيوعيين‏ ‏وعلي‏ ‏أثر‏ ‏ذلك‏ ‏اعتقل‏ ‏هو‏ ‏وأسرته‏,‏وأودع‏ ‏في‏ ‏السجن‏ ‏الحربي‏ ‏في‏ ‏أبريل‏ 1954 ‏ثم‏ ‏افرج‏ ‏عنه‏ ‏في‏ ‏مايو‏ 1955 ‏وحددت‏ ‏إقامته‏ ‏بقريته‏ ‏بقية‏ ‏عمره‏.‏
قالوا‏ ‏عنه‏:‏
لقد‏ ‏كان‏ ‏يوسف‏ ‏عملاقا‏ ‏بمعني‏ ‏الكلمة‏ ‏فقد‏ ‏وصفه‏ ‏محمد‏ ‏حسنين‏ ‏هيكل‏ ‏في‏ ‏حوار‏ ‏أجراه‏ ‏معه‏ ‏بأنه‏ ‏العملاق‏ ‏الأسمر‏ ‏ذو‏ ‏العينين‏ ‏الحمراوين‏ ‏عملاق‏ ‏طويل‏ ‏لفحته‏ ‏الشمس‏ ‏في‏ ‏معسكرات‏ ‏الجيش‏ ‏فجعلته‏ ‏أشبه‏ ‏ما‏ ‏يكون‏ ‏بتمثال‏ ‏من‏ ‏البرونز‏ ‏لفارس‏ ‏محارب‏ ‏مدرع‏ ‏من‏ ‏القرون‏ ‏الوسطي‏ ‏دبت‏ ‏فيه‏ ‏الحياة‏ ‏بمعجزة‏,‏فخرج‏ ‏إلي‏ ‏عالم‏ ‏المغامرات‏ ‏لكن‏ ‏هذا‏ ‏العملاق‏ ‏كانت‏ ‏له‏ ‏قصة‏ ‏مع‏ ‏المرض‏ ‏بدأت‏ ‏وهو‏ ‏طالب‏ ‏بالكلية‏ ‏الحربية‏ ‏عام‏ 1930 ‏فقد‏ ‏أصيب‏ ‏بمرض‏ ‏تسوس‏ ‏عظام‏ ‏العمود‏ ‏الفقري‏ ‏وامضي‏ 18 ‏شهرا‏ ‏في‏ ‏فترة‏ ‏الدراسة‏ ‏وهو‏ ‏حبيس جاكت من‏ ‏الجبس‏,‏وبعدها‏ ‏أصيب‏ ‏بمرض‏ ‏صدري‏ ‏ظل‏ ‏معه‏ ‏حتي‏ ‏ليلة‏ ‏الثورة‏.‏
وفي‏ ‏عام‏ 1975 ‏ساءت‏ ‏حالته‏ ‏الصحية‏ ‏ونقل‏ ‏إلي‏ ‏مستشفي‏ ‏المعادي‏ ‏وفي‏ ‏صبيحة‏ ‏يوم‏ 31 ‏مارس‏ 1975 ‏مات‏ ‏وشيع‏ ‏جثمانه‏ ‏في‏ ‏جنازة‏ ‏عسكرية‏ ‏مهيبة‏.‏ ومما‏ ‏يذكر‏ ‏عنه‏ ‏أيضا‏ ‏أنه‏ ‏لم‏ ‏يوافق‏ ‏علي‏ ‏إعدام‏ ‏الملك‏ ‏فاروق‏ ‏الذي‏ ‏طالب‏ ‏به‏ ‏جمال‏ ‏سالم‏ ‏كما‏ ‏أصر‏ ‏علي‏ ‏الاستقالة‏ ‏بعد‏ ‏عودة‏ ‏الرقابة‏ ‏علي‏ ‏الصحف‏ ‏وصدور‏ ‏قانون‏ ‏حل‏ ‏الأحزاب‏

تعليقا على براءة قتلة العباره

حينما علمت بتبرئة كل متهمى العبارة السلام 98 من دم 1034 بنى ادم وجدت نفسى اسبح وسط الشهداء هذه طفله تحتضن اخيها وتنظر الى مبتسمه فقلت لها انتى مين ياا حبيبتى قالتلى انا اللى كان ابويا عايز يشوفنى دكتوره وامى نفسها تفرح بيا بس الجشع قتلنى قلتلها وبتضحكى ليه قالتلى لانى شهيده فقلتلها دمك راح هدر فنظرت الى فى براءه وقالت (( عندكوا فى الدنيا ممكن لكن عندى هنا عمره ميروح ))وسبحت قليلا فوجدت سيده تجلس ناظرة للسماء ولسانها يلهث بذكر ملك الملوك فقلت السلام عليكم يااختى فقالت وعليكم السلام يااخى فقلت انتى مين فقالت ان ام لاطفال اتحرموا من حنانى انا زوجه لحبيب فقد حبى واهتمامى انا اللى قتلنى الفساد والجشع فقلت ويظهر ان دنيتنا ميزان العدل فيها اختل ودمك راح هدر فابتسامة ابتسامة عذبه ونظرت الى السماء ودمعت عيناها وقال فى هدوء: (( ربنا اسمه العدل - متخفش الحق عمره طويل اوى ))ووجدت شاب يجرى بجانبى فهرولت خلفه وقلت انت بتجرى ليه فقال وهو يلهث بجرى زى مكنت بجرى فى االدنيا على رزقى ورزق ابويا وامى واختى اللى كنت عايز اجوزها واخويا اللى كان نفسى اشوفه مهندس فوقفت وقلت بصوت مرتفع وانا اقف خلفة دمك راح هدر يا بن ادم فوقف وعاد الى باسما وامسكنى بقوه وقال (( وما تدرى نفس ماذا تكسب غدا وماتدرى نفس باى ارض تموت )) وحقى وحق الشهداء مش هيروح .وسمعت شيخا يخاطبنى بصوت مرتفع قائلا : (( تعالى يا بنى ))ءوحينما نظرت الية وجدته يجلس هو سيده فاقتربت منه قولت : (( نعم ياابى ))ءفقال : (( انت حزين ليه ؟؟؟))ءفقلت فى استنكار: (( حزين عليكم وعلى حقكم اللى ضاع ))ءفقالت السيده فى حنان : (( مهو لو كان ضاع فعلا ))ءفقلت : (( ضاع ياامى والمتهمين اتبرأوا والحق ميزانه اختل ))ءفرد الرجل: (( عدل الدنيا طول عمره مختل وعقابه كمان زيه وأضل ))ءثم اكملت السيده : (( يابنى لا تحزن الحق هيتاخد والظلم هيترفع والعدل هيسود بس عند ملك الملوك ))ءفقلت فى اندفاع : (( بس من حقنا نشوفه فى الدنيا من حق اهاليكم يشفوه من حقنا نحس ان لينا ثمن من حقنا الظالم والفاسد والجشع ينال عقابة والا حياتنا هتبقى غابه ))ءفابتسم الرجل والسيده وتركانى وهما بالرحيل فقلت : (( انتوا رايحين فين ؟؟؟))فقالت الرجل: (( احنا ماشيين يابنى وقول للناس راية الظلم ساعه ))ووجدتنى احدث نفسى لماذا الجميع غير منزعج لماذا لا يصرخون هل حقا الامر لا يعنيهم ولكننى حينما تدبرت كل ما قيل علمت انهم ينتظرون عدل أسمى وعقاب اكثر ردعا .فهم وعوا وفهموا ان قوانين عدالتنا الدنيويه قاصرة وعاجزة بل ان عقابها هو اهدار للحقوق لانه لن يكون على مستوى الفاجعه ولانه عقاب بشرى حاد عن الدين والشريعه وضوابط وقوانين الحياة التى نزلت من عند الله .ولكن ماذال عندى امل فى ميزان عدل سيعرف طريقه الصحيح طالما مصر بها رجال كالنائب العام المصرى .ولكن عندى سؤال للقاضى الذى فصل فى القضيه
هو ده العدل ؟؟؟؟؟؟
ال ن ســـــــاااج

قانون المرور الجديد

قانون المرور الجدید ١٢١ لسنة ٢٠٠٨( توضیح كل مخالفة وعقوبتھا سواء كانت غرامة أو حبسا)
"التوك توك"قام القانون الجدید بتقنین أوضاع "التوك توك"، حیث سیتم ترخیصھا "أجرة موتوسیكل" ولابد لقائدھا أن یكون لدیھ رخصة مھنیة ویتم مراجعةشروط اللأمن والمتانة طبقا لشرو ط وزارة الصناعة والتجارة ، إلا أن القانون ترك الأعداد والألوان وخطوط السیر والأجرة والمواقف للمحافظ ،مع تشدید الرقابة علیھ حتى لا یصل "التوك توك" إلى الطرق السریعة وعواصم المحافظات.
كما یواجھ القانون استھتار السائقین والقیادة برعونة وسرعة جنونیة والقیادة بدون رخصة خاصة لمن ھم دون السن ، حیث تم تغلیظ العقوبةلتصل إلى الحبس غیر الوجوبي ، بمعنى ان تكون الغرامة أو الحبس إذا تكررت المخالفة من نفس الشخص.التاكسيوبالنسبة للتاكسي ، أحال القانون سیارات التاكسي التي یزید عمرھا عن ٢٠ سنة إلى ذاكرة التاریخ ، حیث یتم تكھینھا أو تحویلھا إلى سیارةملاكي لمنع تعطل المرور بسبب تعطلھا في الشوارع وعلى الكباري والأنفاق وتقلیل نسبة التلوث وأعطى القانون مھلة ٣ سنوات لأصحابسیارات التاكسي لتوفیق أوضاعھم عن طریق نفس الصندوق والحصول على سیارة حدیثة بالغاز والعدادات "الدیجتال" ویأخذ صاحبھا نفساللوحة على التاكسي القدیم
.لن یسمح القانون الجدید بإنشاء مطبات إلا بترخیص من الحي بعد تشكیل لجنة یشارك فیھا خبراء المرور ویتم إنشاء مطبات قانونیة ذات ألوانممیزة وعلامات تحذیریة ، أما إقامة السلاسل فقد حذر القانون أصحابھا بإزالتھا على نفقتھم الخاصة مع الغرامة أو الحبس.
إشارات "دیجیتال"وسوف تشھد شوارع الجمھوریة طفرة تكنولوجیة تتمثل في تركیب إشارات ضوئیة "دیجتال" لتخفیف تواجد أفراد المرور بالشوارع ، حیث تقومالإشارات الجدیدة بتصویر السیارات التي تتخطى الخطوط ویتم تحریر مخالفات لھا، عقوبتھا مغ لطة حتى یحترم الجمیع الإشارات ویتوقفون أمام الإشارات الحمراء
.وأضاف القانون الجدید للمرور إمكانیة دفع المخالفات فوریا ، كما أن المخالف یمكنھ دفع نصف الحد الأدنى للمخالفة في الحال وتنقضي بذلكالعقوبة فورا ، وإذا لم یدفعھا فورا حدد لھ القانون ثلاثة أیام للذھ اب إلى نیابة المرور وفي ھذه الحالة یدفع الحد الأدنى ، لكن إذا لم یذھب إلى نیابةالمرور خلال ثلاثة أیام یكون مصیره محكمة المرور عند التجدید وفي ھذه الحالة یدفع الحد الأقصى للعقوبة.
تم ربط كل نیابات المرور مع إدارات المرور بشبكة معلومات واحدة ، بحیث إذا اخذ مواطن مخالفة في أسوان تظھر في نفس اللحظة بالقاھرةحیث تم إنشاء غرفة عملیات بالإدارة العامة للمرور.اللوحات المعدنیة
ولم ینس القانون الجدید اللوحات المعدنیة ، حیث أنھا غیر قابلة للتزویر وبھا "باركود" یعمل على الجھاز الذي یحملھ ضباط المرور واللوحةمؤمنة مكتوب علیھا كلمة "مصر" ، فلوحة القاھرة تتكون من ٣ حروف و ٣ أرقام والجیزة ٤ أرقام وحرفین وباقي المحافظات تتكون من ٤ ارقامو ٣ حروف ویوجد في كل لوحة حرف یدل على المحافظة لا یعرفھ أحد ویوجد أسفل كلمة مصر خط یمیز نوع الترخیص أجرة أو ملاكي أو نقل واللوحة لا یمكن تزویرھا أو فكھا إلا عن طریق إدارات المرور من اجل القضاء على وسائل النصب في المركبات.
كما أن القانون الجدید أقر عدم إعادة السیارات التي تدخل مصر بنظام "التربتیك" ، كما یلزم المواطنین بالالتزام بالحارة المروریة على الطرقالسریعة.
=================================
وفیما یلي توضیح شامل للمخالفات والغرامات والعقوبات
المخالفة :عدم ارتداء السائق حزام الأمان الغرامة : ١٠٠ إلى ٣٠٠ جنیھا لعقوبة : الحبس من ١ شھر إلى ٣ أشھر
المخالفة : استخدامك التلیفون المحمول یدویا الغرامة : ١٠٠ إلى ٣٠٠ جنیھالعقوبة : لا یوجد
المخالفة : السیر عكس الاتجاه الغرامة : ١٠٠٠ إلى ٣٠٠٠ جنیھا لعقوبة : لا یوجد
المخالفة : الانتظار الخاطيء الغرامة : سحب رخصة القیادة مدة لا تقل عن شھر. العقوبة : لا یوجد
المخالفة : إزالة أو فك الكلابش بمعرفتك الغرامة : ٢٠٠ إلى ١٠٠٠ جنیھ.2العقوبة : الحبس مدة لا تزید عن ستة أشھر.
المخالفة : ارتكاب أفعال مخالفة للآداب العامة داخل السیارة الغرامة : لیس أقل من ٣٠٠ جنیھ. العقوبة : الحبس مدة لا تزید عن ستة أشھر.
المخالفة : قیادة المركبة لیلا بدو ن استعمال الأنوار الأمامیة المقررة والأنوار الخلفیة الحمراء أو عاكس الأنوار المقررة. الغرامة : لا یوجد العقوبة : سحب رخصة القیادة مدة لا تقل عن ستة أشھر
.المخالفة : قیادة المركبة في مواكب خاصة من دون تصریح .الغرامة : لا یوجد العقوبة : سحب رخصة القیادة لمدة لا تقل عن شھر
.المخالفة : عدم وجود مثلث عاكس للرؤیة .الغرامة : لا یوجد العقوبة : سحب رخصة القیادة لمدة لا تقل عن شھر.
المخالفة : عدم وجود حقیبة إسعافات أولیة بسیارتك الغرامة : لا یوجدالعقوبة : سحب رخصة التسییر مدة لا تقل عن شھر.
المخالفة : استخدام الأنوار المبھرة لیلا الغرامة : لا یوجد العقوبة : سحب رخصة القیادة مدة لا تقل عن شھر.
المخالفة : عدم استخدام غطاء الرأس الواقي أثناء قیادة الدراجة الناریة الغرامة : لیست أقل من ١٠٠ جنیھ .العقوبة : لا یوجد
المخالفة : الامتناع عن نقل الركاب (بالنسبة للمركبات الأجرة)الغرامة : ٣٠٠ إلى ١٥٠٠ جنیھ. العقوبة : لا یوجد
المخالفة : القیام بطلب اجر أكثر من المقرر (بالنسبة للمركبات الأجرة)الغرامة : ٣٠٠ إلى ١٥٠٠ جنیھ .العقوبة : لا یوجد
المخالفة : نقل عدد من الركاب یزید عن الحد الأقصى المقرر (بالنسبة للمركبات الأجرة)الغرامة : ٣٠٠ إلى ١٥٠٠ جنیھ.العقوبة : لا یوجد
المخالفة : نقل الركاب من غیر مواقف الانتظار المخصصة. (بالنسبة للمركبات الأجرة) الغرامة : ٣٠٠ إلى ١٥٠٠ جنیھ.العقوبة : لا یوجد
المخالفة : مخالفة خط سیر المركبة الأجرة المحدد.الغرامة : لا یوجد العقوبة : سحب رخصة القیادة مدة لا تقل عن شھر
.المخالفة : السیر بالسیارة الأجرة بعطل العداد.الغرامة : لا یوجدالعقوبة : سحب رخصة القیادة مدة لا تقل عن شھر

السبت، أغسطس 30، 2008

الجواز العرفى

لأن الزواج حالياً أصبح موضوع في مكانه على رف رابع

المستحيلات بجوار الصديق الوفي والعنقاء والغول....


فالأكيد أن الكثيرين منا توصلوا في لحظة أرشميدسية -نسبة

للعالم اليوناني "أرشميدس" عندما اكتشف قانون الطفو وهو

(بيستحمى في البانيو) فصرخ "وجدتها"!- إلى أن الجواز العرفي

هو الحل.. والتكلفة محدودة جدا.. ورقة صغيرة منزوعة من

كشكول المحاضرات المليء أصلا بعبارات الحب والهيام وليس

بمحاضرات الدكتور "عبد المجيد" أستاذ الحضارة والتاريخ + علبتين

"كانز" للصديقين "هاني" و"هيثم" اللذين سيكونان الشهود "احنا

يا باشا ماشيين قانوني!" + كيس "شيتوس" للصديقة "نهى"

اللي هتطرقع "زغرودة" في قلب الجامعة "عشان نبقى عملنا

الإشهار!" ولما حد يسألها بتزغرد ليه هتقول له "أصل أنا نجحت

في امتحانات نص السنة" -رغم إننا لسه في أول أكتوبر!- + 30

جنيه ثمن الغرفة "الراقية" اللي هتأجروها في "أنظف" فنادق

العتبة عشان تقضوا فيها شهر العسل الذي لن يزيد عن يوم واحد

فقط.. بعدها ستكتشف البنت أن ما فعلته شيء شنيع جدا..

هتصوت وهتلم عليك الناس.. وستكون النهاية في القسم -إن

شاء الله-!.


في السطور القادمة عرض لستة أسباب -عبيطة ولا مؤاخذة-

يتخذها البعض ذريعة للزواج العرفي.. ولأنها أسباب عبيطة.. فهي

طبعا عبيطة.. ولا إيه رأيكم!


***

الاستعجال..

"مافيش وقت خالص.. الحياة قصيرة جدا يا جدعان!"


وهو أكثر الأسباب العبيطة شيوعا... تجد الولد والبنت عندما

تسألهما "ليه عملتم كده؟" ترد عليك البنت -بكل بجاحة ولا

مؤاخذة-: "احنا عارفين إننا ممكن نتجوز بعد كام سنة.. بس أنا

مش بقدر أعيش يوم من غير ما أشوف سيد!"، وفي نفس الوقت

ستجد "سيد" يقول لك في تناحة منقطعة النظير: "أنا عارف إني

ممكن أتجوز "ست أبوها"! في خلال سنتين.. بس مش حرام

نضيع السنين دي من عمرنا في الهوا.. يرضيك كده.. ?

هو طبعا يرضيني.. لسبب بسيط جدا هو أن العلاقة بين الولد

والبنت إذا لم تنضج على نار هادئة.. فإنها ستكون نيئة.. قد تجد

أول قضمة منها في غاية الطعامة واللذاذة... لكن بعد كده هتحس

إنك بتاكل في لحم رخيص "بس مش بتاع إيناس الدغيدي!"

مالهوش أي طعم.. بعد وقت قليل جدا هتلاقي نفسك بتدور على

نوع تاني.. وطعم تاني..

حكمة هذه القصة: الذي يأتي سريعا يضيع سريعا.. هذا عن

الفلوس.. فما بالك بالبني آدم؟


***
الأهل رافضين..


"بابا حالف يطلق ماما لو اتجوزت سيد!"

لو كنت إخصائيا اجتماعيا ستجد "ست أبوها" تبكي بحرقة وهي

تعترف لك قائلة:

"والله يا أستاذ "حسونة" أنا ماكنتش عاوزة أعمل كده.. إهئ

إهئ.. بس "سيد" جه واتقدم لي.. وبابا راسه وألف سيف إني

ماتجوزش "سيد".. ماله "سيد"؟ وحش "سيد"؟ ده حتى جتة

وملو هدومه.. بابا طرده من البيت ورفض حتى إنه يكمل كلامه

معاه وحلف بالطلاق إن "سيد" مايدخلش بيتنا تاني.. ليه كل ده؟

ماله "سيد"؟ وحش "سيد"؟ ده حتى كسيب وبيتاجر في الـ.. في

الـ.. يعني بيتاجر وخلاص!"

قد يحن قلب الأستاذ "حسونة" ويرق لـ"ست أبوها" ويقتنع

بمنطقها.. لكن دعونا نسأل ماذا لو كان لدى والد "ست أبوها"

أسباب مقنعة حقا؟ ماذا لو كان "سيد" فعلا غير مناسب لها، أو أن

الوالد يعرف عنه ما لا تعرفه هي؟


حكمة هذه القصة: رأي الأهل في الأغلب -إن لم يكن دائما- يكون

على صواب.. حتى اسألوا "ست أبوها"!

***

الظروف الاقتصادية..

" مافيش فلوس.. حتى اسألوا نجلا !"


كان "سيد" يجلس على قهوة "أحلى من الشرف مافيش" وهو

يشد نفس من الجوزة ثم قال لصديقه اللدود "عبده توكل": كح

كح.. تعرف يا "عبده" أنا اتجوزت البت "ست أبوها" عرفي ليه؟ ما

تقول لي ليه.. ما تقول يا جدع!.. آه نسيت إنك أخرس!.. أقول لك

أنا ليه.. عشان مافيش فلوس.. هو احنا لاقيين نشرب الجوزة.. كح

كح.. لما نلاقي نجيب شبكة وعفش وشقة وكلام فارغ منه ده..

وبعدين مش أنا لوحدي اللي باقول كده.. ده حتى الست

المحترمة اللي اسمها "نجلا" غنت وقالت كده.. مش هي اللي

قالت "بح.. خلاص.. مافيش.. .شطبنا!".. أيوه هي كان قصدها

على الفلوس.. مش مصدقني.. لأ.. أنا عارف هي قصدها على

الفلوس مش أي حاجة تانية!"

حسنا.. يمكن أن نتعاطف مع "سيد" لو حاول أن يعمل وفشل.. لو

وقف ضده العالم كله ووضعت لافتة "سيد ممنوع من العمل" في

كل مكان يذهب إليه.. لو دققنا النظر.. سنجد "سيد" جتة وملو

هدومه -وده كلام "ست أبوها" مش كلامنا-.. يعني ممكن لو سند

بإيده على جدار يهده.. صحة يعني.. طيب ليه يا "سيد" ماحاولتش

تشتغل واكتفيت إنك تشغل نفسك وتشرب الشيشة وتتفرج على

"نجلا" وخلاص!



حكمة هذه القصة: شرب الشيشة.. ضار جدا بالصحة!

***

التقليــد..

"واشمعنى "ست أبوها" و"سيد" يعني!"


غريب جدا هذا السبب.. إذ تجد "داليا" سعيدة جدا وهي تمسك

بيد "أحمد" بعد أن تزوجا عرفيا وهي تقول لك: "كنا بنحب بعض..

ومش عارفين ممكن نقدر نتجوز امتى.. لغاية ما اتعرفنا على

"ست أبوها" و"سيد".. هم اللي قالوا لينا على الطريقة

المفتكسة دي.. وماتكلفناش حاجة.. ممكن نبقى نقول لأهلنا

بعدين.. عشان نحطهم قدام الأمر الواقع.. لما أكون خلفت

"ياسمين" و"شادي".. أنا ناوية أسميهم كده.. كنت فكرت أسميهم

"ست أبوها" و"سيد".. وبعدين لاقيت الاسمين دول فرافيري شوية!"
جميل.. هذا منطق خاطئ مائة بالمائة.. الأمر أشبه بتقليد الغرب

في ملابسهم وسلوكياتهم دون أي فهم. ودون أي رجوع لعاداتنا

وتقاليدنا.. ما يصلح لـ"زيد" لا يصلح لـ"عبيد" فما بالك إذا كان ما

يفعله "زيد" غلط أصلا.. هل تقلده في غلطه؟! سامعنا يا "عبيد"؟!



حكمة هذه القصة: "زيد" يخطئ كثيرا.. حتى اسألوا "عبيد"!


***

التجــربة
"ده الواحد لما بيشتري قميص جديد.. بيجربه!"


في الأغلب ستشعر أن "سيد" و"ست أبوها" يعانيان من مرض

شهير اسمه "البلاهة منقطعة النظير".. وذلك عندما يقولان لك

في ثقة "احنا قلنا نجرب.. بدل ما نعمل حاجة في الحرام.. قلنا

نتجوز عرفي.. لو اكتشفنا إن الجواز بينا حلو.. وإننا مرتاحين

لبعض.. وإننا ممكن نكون أسعد زوجين في العالم.. أكيد أكيد..

هنعلن جوازنا.. وهنتجوز رسمي.. ياريت تفهمونا.. وبلاش رجعية..

كل حاجة اليومين دول قابلة للتجريب.. والمفروض الجواز يكون

أول الحاجات دي.. ده حتى الواحد لما بيشتري قميص جديد.. بيجربه!"


الأكيد إنك وقتها ستحتاج إلى أطنان من الثلج لتضعها على جسدك

كله حتى تكون باردا وهادئا وأن تتكلم معهم وتقول لهم: "جميل

جدا.. لكنك عندما تجرب قميصا فإنك تفعل ذلك في المحل وأمام

الزبائن وصاحب المحل.. فلا يمكن أن تسرق القميص وتجري به

إلى غرفة البروفة لتجربه دون موافقة صاحب المحل".. ثم تعالوا

نتخيل رد الفعل إذا قطعت كم القميص وأنت تجربه.. مش إنت

برضه اللي هتدفع تمنه.. فما بالك.. بقميص تقطع بالكامل وإنت

بتجربه.. من يدفع الثمن؟!


حكمة هذه القصة: لا تشترِ قمصانا من محل معروف بأنه يبيع

ملابس مضروبة!.

***

الحــب..
"عندما أراها بعيدة عني يذوب قلبي ويصبح....!"


ربما يكون هذا السبب هو أكثر الأسباب التي تبدو منطقية من

وجهة نظر المقدمين على الزواج العرفي.. ستجد "سيد" ينظر

إليك مسهما وهو يقول "بحبها ياض!.. ده حتى خلتني أكتب فيها

كلام بالفصحى.. فسح كده في القعدة.. واسمع.. عندما أراها

بعيدة عني يذوب قلبي ويصبح... كحبة فيتامين "سي" عندما

تضعها هي بأناملها الرقيقة في كوب من عصير القصب..آآآ.. من

الماء!.. شفت الحب عمل فيّ إيه؟!"


وستجد "ست أبوها" تقول لأختها الصغيرة وهي تغسل الأطباق

بعد الغذاء وهي تتأمل في خيط المياه المتقطع الذي ينزل من

الحنفية: "تعرفي أنا بحب "سيد" موت.. ده خلاني أكتب عنه كلام

بالفصحى.. حتى اسمعي.. عندما أراك يا "سيد".. تتجمع ذرات

قلبي -التي ذابت كقرص فيتامين سي في كوب من الماء عندما

ابتعدت عني!- لتعود مرة أخرى وتسكن في صدري.. وأشعر بطعم

البرتقال الحقيقي الذي غاب عني كثيرا!" شفتِ الحب عمل فيّ إيه؟!"


بعد ذلك يقرر "سيد" و"ست أبوها" الزواج العرفي.. لأنه كوب الماء

الوحيد الذي يمكن أن يجمع بين قرصي فيتامين سي.. نقصد بين

قلبيهما!


جميل جدا.. لكن دعونا نسأل.. ماذا لو انكسر الكوب؟ بل ماذا لو تم

وضع قرصي فيتامين سي في كوب من الماء المالح.. هل سيكون

هناك طعم للبرتقال؟!



حكمة هذه القصة: قرص فيتامين سي.. يعالج

البرد.. لا الحب

حواء والضلع الاعوج

أدم وحواء



لم تخلق حواء من راس آدام حتى لاتتعالى عليه ولا من قدمه حتى لا يحتقرها بل خلقت من ضلعه

حين خلق الله ادم عليه السلام كان هو أول بشري وُجد .. كان يسكن الجنة ..
و بالرغم من كل ما هو موجودٌ هناك استوحش ..
فحين نام خلق الله حواء من ضلعه ....!!!
يا تُرى ما السبب ؟؟!!...
لِما خُلقت حواء من آدم و هو نائم ؟؟!!!
لِما لم يخلقها الله من آدم و هو مستيقظ ؟؟!!أتعلمون السبب ؟؟
يُقال إن الرجل حين يتألم يكره، بعكس المرأة التي حين تتألم تزداد عاطفةً و حباً !!...
فلو خٌلقت حواء من آدم عليه السلام و هو مستيقظ لشعر بألم خروجها من ضلعه
و كرهها، لكنها خُلقت منه و هو نائم .. حتى لا يشعر بالألم فلا يكرهها..
بينما المرأة تلد و هي مستيقظة ، و ترى الموت أمامها ، لكنها تزداد عاطفة ..
و تحب مولودها ؟؟ بل تفديه بحياتها ...
لنعدْ إلى آدم و حواء ..
خُلقت حواء من ضلعٍ أعوج ، من ذاك الضلع الذي يحمي القلب .. أتعلمون السبب ؟؟
لأن الله خلقها لتحمي القلب .. هذه هي مهنة حواء .. حماية القلوب ..فخُلقت من المكان الذي ستتعامل معه ..
بينما آدم خُلق من تراب لأنه سيتعامل مع الأرض ..
سيكون مزارعاً و بنّاءً و حدّاداً و نجاراً ..
لكن المرأة ستتعامل مع العاطفة .. مع القلب .. ستكون أماً حنوناً ..
وأختاً رحيماً .. و بنتاً عطوفاً ... و زوجةً وفية ..
خرجنا عن سياق قصتنا .. لنعدْ ...
الضلع الذي خُلقت منه حواء أعوج !!!!
يُثبت الطب الحديث أنه لولا ذاك الضلع لكانت أخف ضربة على القلب سببت نزيفاً ،
فخلق الله ذاك الضلع ليحمي القلب .. ثم جعله أعوجاً ليحمي القلب من الجهة الثانية ..
فلو لم يكن أعوجاً لكانت أهون ضربة سببت نزيفاً يؤدي – حتماً – إلى الموت .. لذا ...
على حواء أن تفتخر بأنها خُلقت من ضلعٍ أعوج ..!!
و على آدم أن لا يُحاول إصلاح ذاك الاعوجاج ، لأنه و كما أخبر النبي صلى الله عليه وآله و سلم إن حاول الرجل إصلاح ذاك الاعوجاج كسرها ..
و يقصد بالاعوجاج هي العاطفة عند المرأة التي تغلب عاطفة الرجل ...
فيا ادم لا تسخر من عاطفة حواء ...فهي خُلقت هكذا ..و هي جميلةٌ هكذا ..و أنتَ تحتاج إليها هكذا .. فروعتها في عاطفتها .. فلا تتلاعب بمشاعرها ....
و يا حواء ، لا تتضايقي إن نعتوكِ بناقصة عقل ..
فهي عاطفتكِ الرائعة التي تحتاجها الدنيا كلها ... فلا تحزني.....
أيتها الغالية ...... فأنتِ تكادِ تكونين المجتمع كله ..
فأنتِ نصف المجتمع الذي يبني النصف الآخر

يعنى ايه مصر؟




يعنى أية مصر؟


يعنى هرم ونيل وناس غلابة وطيبين ؟؟؟؟
يعنى مدنا وجرس وأصحاب أقباط على مسلمين ؟؟؟؟
يعنى شارع يعنى حارة يعنى عطفت شقيانين ؟؟؟؟


مصر هي كلمة ولا و لا معنى في قلبي عايش

مصر هي بسمة ولا و لا حزن في قلبي جايش

يعنى أيه ؟؟

يعنى بلدك يعنى أرضك يعنى عرض الفلاحين؟؟
يعنى حزنك يعنى فرحك يعنى الأيام والسنين ؟؟؟
يعنى أبنك يعنى بنتك يعنى أم المصريين ؟؟؟


مصر هي كلمة ولا و لا معنى في قلبي عايش

مصر هي بسمة ولا و لا حزن في قلبي جايش


يعنى أيه؟؟

يعنى حزنك ولا شجنك ولا ضعف المحتاجين ؟؟
يعنى ظلمه ولا نور ولا ضى السهرانيين؟؟؟
يعنى ظالم ولا جاحد ولا شوية مرتشين ؟؟؟

ولا مصر هي أصل لكل حكمه وكل آية ولا بلدك يا بن بلدي هي مشوار للنهاية

يعنى أيه ؟؟

بحبك يا بلدي

النـــــــــــــــــ ساج


فى رثاء المتناوى شهيد الوطن

بسم الله الرحمن الرحيم
ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون

انتقل إلى رحمة الله تعالى

الشهيد / محمد عبدا لكريم المتناوى

قريب ونسيب عائلات الشجاعة والبطولة والشهامة

رحم الله الشهيد واسكنه فسيح جناته وجعله شفيعا لأهله وسراجا منيرا

هذا ليس مجرد نعى لشخص اعرفه فهذا الرجل لا اعرفه ولم أقابله يوما ولم أكن أظن أنى قد اسمع به أو أنعيه وأرثيه
ولتعرفوا لماذا افعل ذلك ولكى يترحم عليه كل من يصله هذا الميل تعالوا نعرف قصته

الاسم / محمد عبد الكريم المتناوى
السن / 24 سنه
المهنة / ضابط شرطه
الحالة الاجتماعية / كان زفافه بعد أسبوعين

كان محمد مساء احد الأيام أثناء فترة خدمته على كوبري المنيب تحديدا في تمام التاسعة مساء
يتابع سير الحركة أعلى الكوبري
وإذ به يسمع استغاثة تأتى من ميكروباص يجرى مسرعا فهب الى سيارته وبدأ فى مطاردة الهدف بشجاعة الأبطال وشهامة الرجال وبضمير حي وإحساس بالمسؤليه
وكانت مطارده مثيره فعلا بشهادة من حضروا القصة
واستطاع إيقاف الميكروباص بإطلاق النار على عجلاته
وإذ به يجد اثنين من الاندال كانوا مختطفين فتاه واشتبك معهم وحاول احدهم الاستيلاء على سلاحه الميرى وأثناء الاشتباك خرجت الرصاصة

الرصاصة التي سطرت اسمه بحروف من نور ليس لأنه شهيد الواجب فحسب بل لأنه رجل قل أن تجده في هذا الزمن
رجلا لم تلوثه شوائب الحياة وحسابات السلطة وغفلة الضمير

وان مصر كلها لتنعى رجلا مثله وانه مصاب لكل أسرة مصريه فهو ليس فقيد أهله فقط بل فقيدنا جميعا
إن اعز ما يملك الإنسان هي حياته فأي شخص يضحى بحياته من اجل شخص لا يعرفه
الله يرحمه هذه الكلمات هي كلمات الدكتورة/ مي التي أنقذها هذا الملاك الحارس من براثن الاختطاف والاغتصاب


رحمك الله يا محمد
رحمك الله يا آخى
رحمك الله وأسكنك فسيح جناته
وان العين لتدمع وان القلب ليجزع وان لفراقك يا محمد لمحزونون
وان لا نقول إلا قول يرضى الله ورسوله
إن لله وان إليه راجعون

اصحاابى لا تنسوا أخوكم من صالح دعائكم في صلاتكم
فان رجل ضحى بحياته من اجل شخص لا يعرفه
أحق أن تنهال عليه دعوات من أشخاص لا يعرفهم

يا أيها الشهيد إن نجزع عليك فلا ملامة
نرثيك للخلق الندى وللمروءة والكرامة

نرثيك للأنف الحمى وللرجولة والشهامة
كيف ارتحلت وأنت في ثغر الشباب ابتسامة

أسئمت العيش في دنيا الذل والمهانة
نم في جوار ربك لا خوف عليك ولا ندامة

فى رثاء مجدى مهنا

الحلقة القادمة لم ولن تأتى يا أستاذ مجدي

إن كلماتك التي كنت تقولها في نهاية كل حلقة من برنامج في الممنوع مازالت تتردد في أذني (( والى لقاء في الحلقة القادمة)) وكنت انتظرك ولكنك هذه المرة قد أخلفت وعدك والحلقة القادمة لم تأتى ولن تأتى .

ففي يوم الجمعة الأول من صفر لعام 1429 الموافق 8 من فبراير لعام 2008 في تمام الساعة الحادية عشر إلا خمس دقائق مساء بمستشفى وادي النيل قد جاد الأستاذ مجدي مهنا بأنفاسه الأخيرة مودعا عالمنا الزائف تاركا خلفه تركه من الحب الصادق ، وقد كنت دائما ابحث عمن يحبون مصر ؟ وأحاول أن انفض الغبار عن بذرة الانتماء بداخل كل من أقابلهم إلا أن الأستاذ مجدي مهنا قد تعدى تلك المرحلة وارتقى بعلاقته بمصر لدرجة أنى أكاد اسمع نحيبها نعم إن مصر تنتحب على مجدي مهنا .

نعم إن مصر تنعى ابنها البار ؟ فعلى من تنتحب مصر إن لم تنتحب على عاشق مصر على عاشق أبنائها البسطاء على لسان حال الشارع المصري على من صدق القول فصدقة الملايين على من كان ينتزع الحرية على من كان يرسى بقلمه قواعد النزاهة والديمقراطية .

سيقولون عنه فارس الصحافة وفارس الكلمة وفارس حرية التعبير وان لأراه اكبر من ذلك فهو فارس مصر هذا الرجل الذي لم يتعدى الواحد والخمسين ربيعا هو الفارس ولكل فارس درع وسيف وقضية يدافع عنها وقد كان القلم سيفه والحقيقة درعه والقضية هي آمال وأحلام البسطاء القضية هي رفعة مصر القضية هي كلمة الحق القضية هي مصر .

لقد رحل الأستاذ وتركني اعتصر مرارة الفراق يظن البعض إنني قد قابلته أو اعرفه لكنى احمد الله إنني لم أكن اعرفه أو قابلته من قبل فأنا لم أكن كذلك وأشعر بمرارة وزهد لم أعهده في نفسي فكيف الحال إن كنت اعرفه عن قرب حادثته وحدثني ، ولكنه على الرغم من ذلك أستاذي الذي علمني لما اكتب وكيف اكتب هو أستاذي الذي علمني كيف أكون لاذعا وليس شاتما كيف تكون كلماتي كالسياط تلهب من يقصرون دون تجريح كيف أقول عفوا عندما اعترض ، فقد تعلمت منه آداب الحديث وأصول الكتابة وحرفية التعبير.

أنى ارثيه لأنني أردت رثائه إني ارثيه لعل الكلمات تطفئ تلك المشاعر المحمومة التي يضيق بها صدري إني ارثيه لعل البعض يدرك أي مصيبة قد حلت على مصر بفراق ذلك الرجل إني أرثيه لأنه رجل أجمعت عليه كل طوائف وتيارات الأمة ومن قبلهم البسطاء ولقلما يحدث ذلك إني أرثيه فهو أخي في الدين والوطن وأستاذي في الفكر والتوجه .

وكما كان طه حسين عميد الأدب العربي فان مجدي مهنا عميد المقال العربي ولا أجد وصف غير تلك الكلمات لما عليه حالي وحال الحروف والكلمات التي ستشتاق إليه :
كم من حروف تصرخ وترتعشُُُ
وكم من كلمات تبكى وتنتحبُ
واني أبكيك بدمع لم تعهده عيناي من قبلُ
ومثلى يبكيك الحبر والقرطاس والقلمُ
رحم الله الأستاذ مجدي مهنا وان العين لتدمع وان القلب ليجزع وان لفراقك لمحزنون ولكن لا نقول إلا ما يرضى الله ورسوله : إنا لله وإنا إليه راجعون
تلميذك النســاج