السبت، أغسطس 30، 2008

فى رثاء مجدى مهنا

الحلقة القادمة لم ولن تأتى يا أستاذ مجدي

إن كلماتك التي كنت تقولها في نهاية كل حلقة من برنامج في الممنوع مازالت تتردد في أذني (( والى لقاء في الحلقة القادمة)) وكنت انتظرك ولكنك هذه المرة قد أخلفت وعدك والحلقة القادمة لم تأتى ولن تأتى .

ففي يوم الجمعة الأول من صفر لعام 1429 الموافق 8 من فبراير لعام 2008 في تمام الساعة الحادية عشر إلا خمس دقائق مساء بمستشفى وادي النيل قد جاد الأستاذ مجدي مهنا بأنفاسه الأخيرة مودعا عالمنا الزائف تاركا خلفه تركه من الحب الصادق ، وقد كنت دائما ابحث عمن يحبون مصر ؟ وأحاول أن انفض الغبار عن بذرة الانتماء بداخل كل من أقابلهم إلا أن الأستاذ مجدي مهنا قد تعدى تلك المرحلة وارتقى بعلاقته بمصر لدرجة أنى أكاد اسمع نحيبها نعم إن مصر تنتحب على مجدي مهنا .

نعم إن مصر تنعى ابنها البار ؟ فعلى من تنتحب مصر إن لم تنتحب على عاشق مصر على عاشق أبنائها البسطاء على لسان حال الشارع المصري على من صدق القول فصدقة الملايين على من كان ينتزع الحرية على من كان يرسى بقلمه قواعد النزاهة والديمقراطية .

سيقولون عنه فارس الصحافة وفارس الكلمة وفارس حرية التعبير وان لأراه اكبر من ذلك فهو فارس مصر هذا الرجل الذي لم يتعدى الواحد والخمسين ربيعا هو الفارس ولكل فارس درع وسيف وقضية يدافع عنها وقد كان القلم سيفه والحقيقة درعه والقضية هي آمال وأحلام البسطاء القضية هي رفعة مصر القضية هي كلمة الحق القضية هي مصر .

لقد رحل الأستاذ وتركني اعتصر مرارة الفراق يظن البعض إنني قد قابلته أو اعرفه لكنى احمد الله إنني لم أكن اعرفه أو قابلته من قبل فأنا لم أكن كذلك وأشعر بمرارة وزهد لم أعهده في نفسي فكيف الحال إن كنت اعرفه عن قرب حادثته وحدثني ، ولكنه على الرغم من ذلك أستاذي الذي علمني لما اكتب وكيف اكتب هو أستاذي الذي علمني كيف أكون لاذعا وليس شاتما كيف تكون كلماتي كالسياط تلهب من يقصرون دون تجريح كيف أقول عفوا عندما اعترض ، فقد تعلمت منه آداب الحديث وأصول الكتابة وحرفية التعبير.

أنى ارثيه لأنني أردت رثائه إني ارثيه لعل الكلمات تطفئ تلك المشاعر المحمومة التي يضيق بها صدري إني ارثيه لعل البعض يدرك أي مصيبة قد حلت على مصر بفراق ذلك الرجل إني أرثيه لأنه رجل أجمعت عليه كل طوائف وتيارات الأمة ومن قبلهم البسطاء ولقلما يحدث ذلك إني أرثيه فهو أخي في الدين والوطن وأستاذي في الفكر والتوجه .

وكما كان طه حسين عميد الأدب العربي فان مجدي مهنا عميد المقال العربي ولا أجد وصف غير تلك الكلمات لما عليه حالي وحال الحروف والكلمات التي ستشتاق إليه :
كم من حروف تصرخ وترتعشُُُ
وكم من كلمات تبكى وتنتحبُ
واني أبكيك بدمع لم تعهده عيناي من قبلُ
ومثلى يبكيك الحبر والقرطاس والقلمُ
رحم الله الأستاذ مجدي مهنا وان العين لتدمع وان القلب ليجزع وان لفراقك لمحزنون ولكن لا نقول إلا ما يرضى الله ورسوله : إنا لله وإنا إليه راجعون
تلميذك النســاج

ليست هناك تعليقات: