السبت، أغسطس 30، 2008

محبة الرسول -1

وجوب محبة رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم

قال تعالى :( قل إن كان ءاباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لايهدى القوم الفاسقين )
عن انس بن مالك رضي الله عنة قال: قال رسول الله صلى الله علية وسلم :((لايؤمن عبد-وفى رواية أحدكم –حتى أكون أحب إلية من ولد ووالدة والناس أجمعين))
عن انس بن مالك رضي الله عنة قال: قال رسول الله صلى الله علية وسلم: ((ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان –وذكر منها –أن يكون الله ورسوله أحب إلية مما سواهما))
وعن عبداللة بن هشام رضي الله عنة قال : كنا مع النبي صلى الله علية وسلم وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب رضي الله عنة فقال له عمر : يارسول الله لانت أحب إلى من كل شيء إلا من نفسي ،فقال النبي صلى الله علية وسلم : ((لا،والذي نفسي بيده ، حتى أكون أحب إليك من نفسك )) فقال له عمر : فانه الآن ،لانت أحب إلى من نفسي ، فقال النبي صلى الله علية وسلم (الآن يا عمر)
لماذا نحب رسول الله صلى الله علية وسلم ؟
1. منزلته صلى الله علية وسلم عند الله ومحبته له :
زكى الله جل جلاله الخالق العليم رسولنا محمدا صلى الله عليه وسلم فزكى استقامته (ماضل صاحبكم وما غوى) ونطقه (وما ينطق عن الهوى) وعمله (علمه شديد القوى ) وفؤاده (ما كذب الفؤاد ما رأى) وبصرة (مازاغ البصر وما طغى ) وصدره وذكره ( ألم نشرح لك صدرك* ووضعنا عنك وزرك *الذي أنقض ظهرك * ورفعنا لك ذكرك) وخلقه (وانك لعلى خلق عظيم ) وزكاه كله (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) وجعل مبعث محمد صلى الله عليه وسلم نعمه عظيمه امتن الله بها على عباده فقال ( لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلوا عليهم ءاياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين ) وقرن طاعته جل جلاله بطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم فقال (من يطع الرسول فقد أطاع الله )وأمر الله بطاعة رسوله في أكثر من ثلاثين موضعا في القرآن ، ولو لم يرد في منزلته صلى الله عليه وسلم عند ربه إلا قوله تعالى (ولسوف يعطيك ربك فترضى )لكفى
2. محبته صلى الله عليه وسلم من محبة الله تعالى:
قال بن القيم رحمه الله :( وكل محبه وتعظيم للبشر فإنما تجوز تبعا لمحبة الله كمحبه رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعظيمه ،فإنها من تمام محبة الله وتعظيمه،فان أمته يحبونه لمحبة الله له، ويعظمونه ويجلونه لإجلال الله له ، فهي محبه لله من موجبات محبة الله ، وكذلك محبة أهل العلم والإيمان ومحبة الصحابة رضي الله عنهم وإجلالهم تابع لمحبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
3. محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل الخلق:
عن أبى سعيد الخدرى رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(( أنا سيد ولد آدم ولا فخر ، وأنا أول من تنشق الأرض عنه يوم القيامة ولا فخر ، وأنا أول شافع وأول مشفع ولا فخر ، ولواء الحمد يبدى يوم القيامة ولا فخر ))
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((إن الله خلق السماوات سبعا ،ثم خلق الخلق فاختار من الخلق بني آدم ، ثم اختار من العرب مضر، ثم اختار من مضر قريشا ، ثم اختار من قريش بني هاشم، ثم اختارني من بني هاشم ، فأنا خيار من خيار ))
4. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنقذنا الله به من النار وهدانا به إلى الصراط المستقيم :
قال تعالى ((وانك لتهدى إلى صراط مستقيم )) وقال تعالى ((قد انزل الله إليكم ذكرا*رسولا يتلوا عليكم ءايات الله مبينات ليخرج الذين امنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور)) وهو منقذ للناس جميعا قال تعالى : (الر كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى الصراط العزيز الحميد ) قال بعض العلماء العارفين في قوله تعالى : (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ) اى هو أولى بهم من أنفسهم لان أنفسهم تدعوهم إلى الهلاك وهو يدعوهم إلى النجاة قال بن عطية : ويؤيد هذا قوله عليه الصلاة والسلام :((إنما مثلى ومثل امتى كمثل رجل استوقد نارا فجعلت الدواب والفراش يقعن فيه وأنا آخذ بحجزكم وانتم تقحمون فيه )) وفى رواية (وانتم تفلتون من يدي ) ومعنى "حجزكم" الحجزه :معقد الإزار والسراويل فإذا أراد الرجل إمساك من يخاف سقوطه امسك ذلك الموضع والمقصود تقحمون اى الوقوع في الأمور الشاقة من غير تثبت ، قال القرطبي : وهذا مثل لاجتهاد نبينا عليه الصلاة والسلام في نجاتنا وحرصه على تخليصنا من الهلكات التي بين أيدينا ، فهو أولى بنا من أنفسنا ، ولجهلنا بقدر ذلك وغلبة شهواتنا علينا وظفر عدونا اللعين بنا – اى إبليس – صرنا أحقر من الفراش وأذل من الفراش ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم
5. كونه رسول الله:
قال تعالى :((ماكان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين )) قال شيخ الإسلام بن تيميه : (فمن أعظم نعم الله على عباده واشرف منة عليهم أن أرسل إليهم رسله وانزل عليهم كتبه وبين لهم الصراط المستقيم ،ولولا ذلك لكانوا بمنزلة الأنعام والبهائم بل اشر حالا منها 0000وليست حاجة أهل الأرض إلى الرسول كحاجتهم إلى الشمس والقمر والرياح والمطر، ولا كحاجة الإنسان إلى حياته ولا كحاجة العين إلى ضوئها والجسم إلى الطعام والشراب بل أعظم واشد من ذلك فالرسل وسائط بين الله وبين خلقه في أمره ونهيه وهم السفراء بينه وبين عباده وكان خاتمهم وسيدهم وأكرمهم على ربه محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم الذي يقول : (يا أيها الناس إنما أنا رحمة مهداه ) وقال الله تعالى :((وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ))أرسله الله بالهدى ودين الحق بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا ، فختم به الرسالة وهدى به من الضلالة وعلم به من الجهالة وفتح برسالته أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا ، فأشرقت برسالته الأرض بعد ظلمتها ، وتآلفت بها القلوب بعد شتاتها )
6. أن رسول الله يمثل الكمال الانسانى والقدوة لجميع الناس :
قال تعالى :((لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنه لمن كان يرجوا الله واليوم الأخر)) قال النووي رحمه الله : فان نظرت إلى وصف هيئته صلى الله عليه وسام فجمال ما بعده جمال ، وان نظرت إلى أخلاقه وخلاله فكمال ما بعده كمال ، وان نظرت إلى إحسانه وفضله على الناس جميعا وعلى المسلمين خصوصا فوفاء ما بعه وفاء وفيه يقول حسان بن ثابت رضي الله عنه :
وأفضل منك لم تر قط عيني وخير منك لم تلد النساء
ورسول الله صلى الله عليه وسلم هو القدوة لجميع الناس حتى إن بعض الذين على غير دينه يتخذونه قدوة لهم ويعجبون بشخصيته ، فقد وضع الامريكى (مايكل هارت) في كتابه "العظماء المائة في التاريخ" محمد صلى الله عليه وسلم هو الأول في أهم وأعظم رجال التاريخ ، واليك شيئا من أقوال بعض المنصفين ومشاهير الغرب في محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم :
يقول الدكتور (شبرك)النمساوي:إن البشرية لتفتخر بانتساب رجل كمحمد إليها ، إذ انه رغم أميته ، استطاع قبل بضعة عشر قرنا أن يأتي بتشريع سنكون نحن الأوربيين اسعد ما نكون إذا توصلنا إلى قمته
يقول ( جوته) الأديب الالمانى : "إننا أهل أوروبا بجميع مفاهيمنا لم نصل بعد إلى ما وصل إلية محمد وسوف لايتقدم عليه أحد ولقد بحثت في التاريخ عن مثل أعلى للإنسان فوجدته في النبي محمد 000وهكذا وجب أن يظهر الحق ويعلو كما نجح محمد الذي أخضع العالم كله بكلمة التوحيد
الفيلسوف الانجليزي (توماس كاريل ) : "لقد أصبح من اكبر العار على اى فرد متحدث في هذا العصر أن يصغى إلى مايقال من إن دين الإسلام كذب ، وان محمدا مخادع مزور ، وآن لنا أن نحارب ما يشاع من مثل هذه الأقوال السخيفة المخجلة ، فان الرسالة التي أداها ذلك الرسول مازالت السراج المنير مدة اثني عشر قرنا لنحو مائتي مليون من الناس ، أفكان أحدكم يظن أن هذه الرسالة التي عاش بها ومات عليها الملايين الفائقة الحصر والإحصاء أكذوبة وخدعه؟!

هناك تعليق واحد:

Shimaa Thabet يقول...

جميل اوى ي احمد.. وياريت كلنا فعلا نحب رسولنا بجد ونتبع سنته فى كل حاجة فى حياتنا ... وجزاك الله كل خير