السبت، أغسطس 30، 2008

محبة الرسول -2

محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم لامته:

((لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ماعنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم))
فانطلقت وأنا مهموم على وجهي :
لقد كان رسول الله حريصا اشد الحرص على تبليغ رسالة الله وهداية الناس وتحمل في ذلك الأذى والسب ، والطرد والضرب وقيل عنه ساحر ،شاعر،مجنون،كاهن،صابئ ووضع سلا الجزور على ظهره وخنق وكسرت رباعيته وأدمى وجهه واتهم في بيته واتهم في عدله ومع ذلك صبر وتحمل بأبي أنت وأمي يارسول الله 0
وقد سألت السيدة عائشة رضي الله عنها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم (هل أتى يوم كان اشد عليك من يوم احد ؟ فقال : لقد لقيت من قومك وكان اشد مالقيت منهم يوم العقبة إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال –في الطائف-فلم يجبني إلى مااردت )) وفى رواية عن البيهقى وغيره:أن سفهاء الطائف قعدوا للرسول صلى الله عليه وسلم صفين على طريقه فلما مر بين صفيهم جعلوا لايرفع رجليه ولا يضعهما إلا رضوخهما بالحجارة وكانوا أعدوها لذلك حتى أدموا رجليه وكانوا يسبون ويصيحون به .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم استفق إلا بقرن الثعالب فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد اظلتنى فنظرت فإذا بجبريل فناداني فقال :إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك وقد بعث الله إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم فناداني ملك الجبال فسلم على ثم قال :يامحمد إن شئت أن أطبق عليهم الاخشبين لفعلت ))-والاخشبان هما جبلا مكة – تأمل الموقف 0000لقد أذى رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة اشد الإيذاء وضيق عليه اشد التضييق فلم يستطع أن يبلغ دعوة الله فألجئوه أن يخرج من أحب البلاد إليه وموطنه وأهله إلى الفضاء الفسيح لعله إن يجد بلدا يقبل دعوة الله فقصد الطائف ليبلغ رسالة الله فلم يقف أمرهم على مجرد عدم قبوله بل تعدى إلى طرده وإغراء صبيانهم وعبيدهم ونسائهم به حتى يرجموه ويسبوه ويلحقوه مسافة طويلة حتى يسير هائما على وجهه من شدة الألم والحزن يعتصر قلبه عليه الصلاة والسلام فيفيق على هذا المشهد 000انها فرصه عظيمه للانتقام انه موقف سانح للانتصار انه موعد لتلقين من لم يستحب لدعوة الله وعادى الرسل العقوبة المستحقة 0
يا محمد هذا ملك الجبال بين يديك لو أمرته لدكهم بين الجبلين فلم تبق منهم نفس إلا هلكت ولا عظم إلا كسر فالإمكانات الخارقة متاحة لك وطوع أمرك يا محمد 000ما جوابك؟؟
((بل ارجوا أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئا ))عنده يقف البيان عاجز أن يصور عظمة هذا المشهد فصلوات ربى وسلامة عليه مااعظمه من نبي تحمل كل ذلك من اجلنا 0
( أمتي 0000أمتى )
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ قول الله تعالى في إبراهيم عليه السلام (رب إنهن اضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فانه منى ومن عصاني فانك غفور رحيم )
وقال عيسى عليه السلام:( إن تعذبهم فإنهم عبادك وان تغفر لهم فانك أنت العزيز الحكيم ) فرفع يديه الشريفتين وقال:(( اللهم: أمتي أمتي 0000 وبكى ))
فقال الله عز وجل:(( يا جبريل اذهب إلى محمد – وربك اعلم – فسله ما يبكيك ؟ فأتاه جبريل علية الصلاة والسلام فسأله فأخبره رسول الله بما قال –والله اعلم- فقال الله:يا جبريل اذهب إلى محمد فقل : إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك وقد ثبت انه قام الليل يردد في صلاته حتى أصبح قوله تعالى (( إن تعذبهم فإنهم عبادك وان تغفر لهم فانك أنت العزيز الحكيم ))
وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لكل نبي دعوة مستجابة فتعجل كل نبي دعوته واني اختبأت دعوتي شفاعة لامتى يوم القيامة 0 فهي نائلة إن شاء الله من مات من امتى لا يشرك بالله شيئا ))
(لولا أن أشق على أمتي ) :
تتجلى في تشريع الدين رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بأمته وحرصه على عدم تكليفها بما لا تطيق وما فيه المشقة والعنت ففي حادثة المعراج عندما فرضت الصلاة خمسين صلاه في اليوم والليلة اخذ يراجع رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه فيها مرات عديدة حتى استحى من ربه فخففها الله جل جلاله إلى خمس صلوات في اليوم والليلة وجعلها خمسين صلاة في الأجر فضلا من رب رحيم
وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( لولا إن اشق على امتى لأمرتهم بالسواك عند كل صلاه))
وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال:خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ((أيها الناس قد فرض الله عليكم الحج فحجوا )) فقال رجل : أكل عام يا رسول الله ؟ فسكت 0 حتى قالها ثلاثا ،فقال صلى الله عليه وسلم : ((لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم ))
غلام يهودي:
لقد كان رسول الله حريصا على هداية الناس إلى الدين ولا يدخر وسعا في ذلك فقد بلغه أن ابنا ليهودي قد مرض فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو المشغول بالرسالة والوحي وتعليم صحابته أمور دينهم والقيام على شؤون المدينة وأهلها والدفاع عنها من أعدائها 000 ذهب ليزور من ؟!
لا ليزور سيد اليهود ولا رجلا منهم بل غلام يهودي قد مرض فيسرع رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه ليلحق أنفاسه الاخيره لئلا يخرج من الدنيا ولم يسلم بعد فيقعد عند رأس الغلام ويقول له : (أسلم) فنظر الغلام إلى أبيه وهو عنده فقال له : أطع أبا القاسم صلى الله عليه وسلم فأسلم 0 فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فرحا مسرورا وهو يقول : ((الحمد لله الذي أنقذه بى من النار))
وصدق رب العزة حينما قال : ((وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ))
مع اللحظات الاخيره لحبيبنا صلى الله عليه وسلم :
لما مرض سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر عمره واشتدت حرارة جسمه طلب إن يصبوا عليه سبع قرب من ماء حتى يخرج للناس فيعهد إليهم ففعلوا حتى طفق يقول : ((حسبكم حسبكم )) وعند ذلك أحس بخفقة فعصب رأسه ثم قام فدخل المسجد دخل بجسم قد أنهكه المرض وهدته الحمى صعد المنبر وهو يتحامل على نفسه ليخطب الناس محذرا لهم قبل أن يفارق الدنيا قائلا : ((لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد )) وفى رواية عند مالك (( لا تتخذوا قبري وثنيا يعبد )) انه يخشى أن تقع أمته فيما وقعت فيه الأمم السابقة بعد موت أنبيائهم فتضل وتهلك إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحمل ما به من الجهد والمرض ليرسخ في آخر أيامه عقيدة التوحيد التي هي بداية رسالته أساسها لتنجو أمته وتسعد
وفى آخر لحظات حياته وقبل أن يموت ينفق صلى الله عليه وسلم أنفاسه الاخيره –بابي هو وأمي – في النصح لامته وتحريضها على ما فيه الخير ونجاتها وفلاحها فيقول وقد حضره الموت : (( الله الله ،الصلاة الصلاة وما ملكت إيمانكم )) يكررها حتى جعل يلجلجها في صدره وما يفيض بهاو لسانه إن رسول الله لا ينفق أخر أنفاسه في هذه الحياة بوصية مال أو ولد أو متاع دنيا بل ينفقها في ذلك الوقت الحرج والموقف العصيب – نصحا لك أنت أيها المسلم بان تحافظ على الصلاة وتتمسك بهاو محبه وشفقه من النبي صلى الله وسلم عليك فهل يليق بك آخى المسلم بعد هذا أن تضيع الصلاة لأسباب تافهة؟!!
النبي صلى الله عليه وسلم كان يود أن يراك أيها المؤمن:
عن أبى هريرة رضي الله عنه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى المقبرة فقال : (( السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون وددت أنا قد رأينا أخواننا )) قالوا : أو لسنا إخوانك؟يارسول الله :قال : ((انتم اصحابى وإخواننا الذين لم يأتوا بعد )) ثم قال : ((فإنهم يأتون غرا محجلين من الوضوء وأنا فرطهم على الحوض ))

وبعد هذا أخي المسلم ألا يليق بك أن تبادل رسولك وحبيبك صلى الله عليه وسلم هذا الشعور بالمقابل وتطبق حديثه الذي يقول ((من اشد امتى حبا لي ناس يكونون بعدى يود احدهم لو رآني بأهله وماله ))

ليست هناك تعليقات: