الاثنين، ديسمبر 13، 2010

رواية الهالوتي & باكينام - 4



-10-



من سوء حظنا فى ذلك العام أننا كنا ندرس مادتين لا نستطيع ان نعى منهما سوى أسمهما فقط الا وهما نقد فنى ويدرسها لنا العلامة دكتور عونى دكتور من قسم خزف ولقد كانت معظم محاضراته سخريه من الطلبه ومادة علم جمال ويدرسها لنا العالمى على حسين وهو من قسم خزف ايضا ((وده بقى لا تعليق بجد)) .



ولقد جلسنا لمحاولة تلخيص المادتين ودار ذلك الحوار :



فقلت متسائلا : (( ايوه يا أخونا مين هيلخص نقد فنى ومين هيلخص علم جمال))



فقال محمد حسين: (( أنا دايس فى نقد فنى )))



هالوتى : (( وأنا نقد فنى))



عبدالمعطى: (( وأنا )) واضاف كل من يجلس نقد نقد .



فقلت: (( لا وحياة ابوكم ومين هيلخص علم جمال ))



فقال الجميع فى نفس واحد(( مش عارفين ))



فقلت:: (( طيب يعنى أنتوا فاهمين نقد وخلاص مضمون كده))



فأجاب محمد حسين نافيا : (( ولا فاهم اى حاجة بس قشطه يعنى أنا فاهم اسلوب د/ عونى بيدينى فى القسم وهنقضيها))



وقال عبد المعطى: (( وبعدين هى كميا ده هما خطين هنشدهم فى الورقة ومحدش بيقرا اى بتنجان وخلاص))



وقال جمال: (( محدش فاهم ياعم بس دى ممكن تتلخص لكن علم جمال لااااا))



وأضاف الهالوتى: (( المصيبة ياا أخونا أن علم جمال دى مفيهاش جملة واحده مفيده يعنى أنى حاولت أجمع هى عايزه تقوول أيه حتى فكرة عامة - معرفتش برده ))



فقال أشقر: (( ده عزو يا عم لما تبقى الماده متخلفة يبقى التهجيص فى الجون تكتب اى حاجة بس تحط فيها فن وجمال وتالف وتتفلسف يقوم الدكتور مش فاهم أنت كاتب أيه يعرف أنك بتفهم كده تنجح))



وقال ماجد مصدقا: (( ااايوة هى دى علم جمال لو الدكتور قرا جملة مفيده هتسقط لأنه هو اصلا مقلش جملة مفيده يبقى أيه حضرتك عامل ديك رومى وبتألف))



فقلت : (( ياسلام – متهرجوش يااخونا محدش فيكو يعرف حد عاملها ملخص طيب – عندكوا فى القسم ياحسين))



فقال محمد حسين: (( متحاولش يا قطب ده حتى سعودى اللي هو أبو الخزف مسكنى أمبارح يقولى متعرفش حد معاه ملخصات نقد وعلم جمال))



فقال اشقر: (( ابو الخزف ازاااى ؟؟؟؟؟؟))



فقال معطى : (( ده واحد دفعتنا بيحب الخزف وحوض الطين وورشة الجبس اكتر من أمه فسمناه أبو الخزف))



فقلت: (( يا حلاوه طب وبعدين—طب محدش من الحريم ظبط ورق دول دحااحين وأكيد مدكنيين))



فقال جيمى: (( صدقنى يا غالى حاولت بكل الطرق ألاقى بت من الكلية معاها حاجة مفيش وأنت عارف حبايبى كتير))



وقال اشقر: (( وأنا يا شقيق تعبت فى التظبيط وقعدت احور وقعدت ادحلبهم أن واحده تغلط بكلمة على تلخيص للمادتين دول مفيش))



وقال هالوتى: (( وأنى سألت باكينام وشلتها وطلعوا زينا كده كيف البطة البلدى مش عارفين حاجة))



فقلت : (( وأنت يااستاذ ميدا ))



فقال ميدا باسما وبلا مبالاه: (( أنت عارف يا أستاذ قطبو أنت مصدرى وملهمى يعنى لو أنت معندكش ورق يبقى لازم تبقى على يقين أنى مش هدور على ورق اصلا ))



فقلت: (( اللة يخرب بيوتكم طب وبعدين ))



فقال عبد المعطى متطوعا : (( خلاص يا قطب أنا هلخص معاك علم جمال))



فتعالت الاصوات لاااااااا وقال ماجد: (( أبوس أيدك يا معطى تنازل عن الشرف ده عايزين ننجح))



فقال فى براءة: (( لية بس يااخونا أنا عايز اخدم ))



فقال حسين: (( تخدم ولا تودينا فى داهية ناسى القانون يا عبدالمعطى كنت بتلخصة ازاى كنت بتعمل فى الصفح حادى بادى وقال أيه القأنون ده شكلة مش عاطفى والقأنون ده قديم مش هييجى والقأنون ده طويل والقأنون ده اتلغى فى معاهده 36 والقأنون ده حرام وقعدت يا مفترى لخصت 600 صفحة كتابين فى 20 ورقة ))



فقال وهو يضحك ضحكة مميزة جميلة : (( مش احسن من مفيش وبعدين وأيه يعنى أن تلخيصي مجاش منه حاجه يكفيني شرف المحاولة وبعدين أدينا نجحنا بالتهجيص برده ))



فقال جيمى: (( لالا ملكش دعوة بالتلخيص خالص أنت بس دعبث وحور على العيال يمكن توصل لورق ))



وأثناء جلوسنا دق جرس موبيل عبد المعطى فرد فى سوقية : (( الو أنت مين ؟؟؟ ))



وأكمل : (( حسونه مين ؟؟ – اه وعايز أيه ؟؟ ))



ثم انقلبت نبرة حديثة عشان فى مصلحه وقال بتودد : ((اهلا يا حبيبى وحشنى - أيه لا واللة بجد والورق ده فين- حلوان ومالة حلوان حلوان هجيلك اخده دلوقتى – بص بقولك أيه يااحسونة ابقى قول لأبوك يسكنكم فى حتة قريبة شوية – اة يا حبيبى مش كل شوية هروحلكم حلوان أنا --- هههههه لالا أنا بهزر معاك --- بس قولى صحيح هما كام ورقة اه نقد 18 وعلم جمال 23 – لالا حلوين- يلا سلام))



واغلق السماعة وهو يقفز فرحا : ((فى ورق نقد وعلم جمال فى حلوان حد يجى معايا نجيبه ))



فقال حسين : (( قشطة أنا جى - كده اتحلت ))



فقال عبدالمعطى : (( لالا دول هجبهم و تقعدوا عليهم تلخصوهم تأنى أنا عايز نقد فى 10 وعلم جمال مش اكتر من 11 اة أنا مقدرش اذاكر اكتر من كده ))



فقال ماجد: (( لا ولية ده حتى 11 كتير هما ورقتين وش وضهر يبقى حلوين تصدق يا عبد المعطى أنت دخلت التعليم غلط ))



فقلت مخاطبا عبدالمعطى : (( طب أنجز بس وبعدين نشوف ))



وبعد مرور ساعتين كان عبد المعطى يدلف الى الشقه هو و حسين ومعهم الورق بلإضافه الى أنهم احضروا طعام العشاء فول وطعمية وبطاطس وسلطات من مطعم أخر ساعة وطبعا أكلنا ولعبنا بلاى أستشن وأستمشن دون ان نلقى حتى نظره على الورق



وفى اليوم التالي قرأنا الورق وتمكنا أنا وهالوتى من أعاده صياغته وتنظيمه بأسلوب ابسط وأصبح نقد 15 ورقة وعلم جمال 18 ورقة من الطلاسم وحينما وصل الأوغاد أى أصدقائنا اخد كل منهم الورق ليقوم بتصويره له ولحبايبه وطبعا احنا فاهمين يعنى هالوتى أرسل الورق لباكينام وجمال أرسل الورق لحوالى 15 بنت واشقر يجى 12 بنت والغريبة سبحان اللة كل حبايبهم ( بالتاء المربوطه ) فقط .



**************************************



مر امتحان نقد بسلام وحمدنا الله وجاءت ليلة امتحان علم جمال وأثناء مذاكرتي أنا وهالوتى وأشقر بمنزل هالوتى وبعد مرور خمس ساعات دون تحصيل أى جمله مفيده أو استيعاب مجرد الفكره التي يدور حولها الموضوع وجدنا جرس الهاتف يدق



فرفعت السماعه وأجبت : (( الو – اهلااا أزيك يا أنسه اه بنذاكر لا لا مش فاهمين اى حاجة—نعم اه بس لالا أنتي بتهرجى ده كده أنتى تسقطى لا لا ما ينفعش خلصيها كمان مرتين عشان تنامى وأنتي مطمنه ، ايوه ده رأى ، تصبحى على خير ))



ثم أغلقت سماعة الهاتف وهمهمت ببعض كلمات الغضب فقال هالوتى: (( مين يا قطب ؟؟))



فقلت مغتاظا : (( دى الاخت ملك – منهاره وبتعيط ما خلصتش الماده غير مرتين بس وحاسة أنها هتسقط وهضيع))



وبمجرد إنتهائى ألقى أشقر الملزمة وقال: (( الله يخرب بيوتهم مرتين وهتسقط أمال إحنا هنعمل أيه ؟؟))



فقال هالوتى : (( الحقيقة هو أنا مش بحب احسد بس كددددددده كتيرررررررر مرتين ليه وأزاااااى ؟؟ ))



فقلت : (( مهو لازم كل سنة كده تتصل واحده تحرق دمى وتستفزنى لالا مش هذاكر ))



ثم أمسكت سماعة الهاتف وأتصلت بجمال : (( ايوه يا جمال --- لا يا شيخ هي حرقة دمك أنت كمان – طب تفتكر نعمل أيه ؟؟ --- تصدق فكرة جامده جدا يلا إحنا مستنينك))



فقال هالوتى : (( أيه فى أيه؟ ))



فقلت : (( لا مفيش مدام كده كده خربانه جمال هيعدى علينا نروح نشرب عصير من فرغلى بتاع مصر الجديده وملعون أبو علم جمال ))



فقال اشقر: (( هو ده الكلااااااااام ))



فقال هالوتى: (( بس يا قطب ضميري هيوجعنى قوى ))



فقلت : (( لما يوجعك افتكر حرقة الدم بتاعت ملك وهو يهمد ونصيحة أنسى ضميرك ده اصلا ، قال مرتين بس وبتعيط ، مهما دول اللى طمعوا الدكاتره فينا ))



وبالفعل خرجنا وتنزهنا وأحسسنا أنننا تخلصنا من الضغط العصبي فقال جمال وقد اقتربت الساعة من العاشرة مساء



: (( دلوقتى ممكن نذاكر يا أخونا هما 3 ساعات وهنام 1 اللي يخلص يخلص واللي ميخلصش عنه ما خلص ))



وبالفعل عدنا الى المنزل وعندما دلفنا الى شقة هالوتى دق جرس الهاتف فرفع الهالوتى السماعة قائلا: (( الهالوتى يتحدث مين معايا ؟؟))



فضحكنا من أسلوبه ثم وجدته يعطيني السماعه قائلا : ((طارق على التلفون ))



فتناولت السماعه وأجبت: (( ايوة يا أبنى أنت غطسان فين الله يحرقك – نعم يا حبيبي هو أنت لحد دلوقتى معكش ورق ---ليه أنت كنت فين ؟؟– لا والله كنت نايم ، اه طب تعالى عند هالوتى ما إحنا أصلا كلية كلها مجانين ))



ووصل أحمد طارق وجلسنا جميعا نحاول التركيز والعجيب أنه يبدوا أن عصير فرغلى كان به مفعول السحر صحيح أننا لم نستوعب شئ ولكننا حفظنا جيدا ودخلنا الامتحان وكتبنا كل ما كان يحتويه الورق دون النظر هل لة علاقه بالأسئلة أم لا فالأسئلة أيضا لم تكن مفهومة وانتهت مأساة نقد وعلم جمال وانتهت الامتحانات0



((ايوه يا أخونا ناويين تعملوا أيه فى الأجازة دى)) تلك هي الكلمات التي قالها الشال ونحن نقف بعد انتهاء أخر الأمتحانات ونحن نقف سويا فى الكلية



فقال ماجد: (( أنا يا غالى رايح شرم من الأخر معزوم -- هههههه هنعط يا شيخ ألدو)) قالها وهو يمسك معدة ألدو ويداعبه



فقال الشيخ ألدو: (( ربنا يهديك يا أبنى ده بدل ما تقول هخرج فى سبيل الله ولا تعمل حاجة كويسه - فرحان قوى بالعط ))



فقال الحج هرم: (( أيه يا شيخ بحه ما تشتغلناش بقى - ولا يا ماجد أنا احتمال احصلك متقلقش ))



فقال ماجد مؤكدا: (( لا ما تحصلنيش أصلى مش هبقى فاااضى أنا معرفكش حتى لو شوفتينى وش فى وش هعمل اجنبىىى أنا هيبقى معأيه مقرر ومش عايز تشتيت عايز أركز ))



فقال الهرم: (( أنت الخسران ده أنا هظبطلك أصطف وأنا جاى من اللي وصى عليه سمسون الحكيم ))



فقال الهالوتى وهو يمسك يدى ويقول فى أذني: (( يعنى أيه أصطف ؟))



فقال معطى وهو يضحك ضحكته المميزة: (( يعنى حشششششششششيش ياغالى حشييييش ))



فقال الهالوتى: (( يا نهاركوا اسود مخدرات ))



فقال معطى: (( ماتبصليش أنا بشرحلك معناها بس - أنت هتلبسنى تهمه أنا ماليش دعوه ))



فقال الحج هرم وهو يتكلم بجدية ملفته: (( بس متقولش مخدرات يا أبنى ده الحشيش ده فوايده اكتر من الاكل سيبلى أنت دماغك وأنا أخليك تحس أنك ملك مصر والسودان وعابدين بعد أول مسمار ))



فقال جيمى: (( بس يا حج هرم الهالوتى مش حملك وكفايه عليك أنك سبب انحراف نص شباب مصر ))



فقال الحج : (( انحراف أيه يا فرافير يا كرديات ده الحشيش ده مصنع الرجال ومنبع الأبطال ، يلا ما علينا أنا مش فاضي عندي شغل وبعد كده هعدى على المصنع وورايا 100 حاجة ))



قال مينا : (( أنا كمان رايح شرم عند أبويا ))



قال أشقر: (( أنا بقى قاعد مش متعتع – وأنت هتعمل أيه يا هالوتى ؟؟ ))



فقال هالوتى: (( لا لا أنا رايح قنا وأشوفكم بقى بعد أسبوعين ))



فقال جيمي : (( طب ما تسيب مفتاح الشقه مع قطب يا هالوتى خليك جدع عشان نتجمع هناك ))



فقلت : (( لا لا ماتسبهوش يا أبنى ، دول هيروشونى وأى واحد يحلم فى بيتهم أنه عايز يلعب بلاى استشن هلاقيه واقف لى على باب بيتنا وهيقرفونى بقى ))



فقال أشقر: (( متخفش يا قطب إحنا أصلا مش هنتحرك من شقة هالوتى عشان نجيلك هههههه))



فقال هالوتى: (( من عنيا يا أخونا بس ليا شرط عشان نبقى على نور لا تشربوا فيها حاجة حرام ولا يحصل فيها حاجة غلط))



فقال اشقر: (( عيب عليك يا ريس وأنت تعرف عنننا كده برده ))



واكمل جمال: (( ماتقلقش اى حاجة هتدخل بيتك هتبقى شرعى ))



فقال هالوتى : (( وليا شرط تانى تيجو عندى قنا تقضيلكم يامين (يومين)تغيروا جو ))



فقال جمال : (( يامين أيه بس يا عم بلدكم دى بعيده قوى دى بتاع12 ساعة بالقطر يعنى رايح جى بس يوم لا لا مش رايح))



فقال اشقر: (( أنا هاجى يا هالوتى ))



وقلت : (( وأنا كمان ))



واتفقنا على ذلك وأنطلق كل منا الى طريقه حيث الأجازة وانتظرت أنا وهالوتى لأن باكينام قد تأخرت لتنهى بعض الأمور وأثناء جلوسي مع الهالوتى نحتسى سحلب عند ورشة نسيج قال لي :



(( ما تيجى تخرج معايا أنا وباكينام أنهارده ))



فنظرت له ثم أشحت بوجهي فى اتجاه أخر وتشاغلت بحجر ك فى الأرض ولم أرد فقال بعصبيه:



(( أنا مش بكلمك يا زفت بقوك ما تيجى تخرج معانا أنا وباكينام أنهارده))



فقلت بهدوء: (( وماله وبالمره اشترى أريالين أوزى كده وأعلقهم ))



فقال متسائلا : (( أريال أيه ؟ ))



فقلت : (( واحد خارج مع خطيبته ولا حبيبته أجى أنا بقى اعمل أيه ألمع أوكر ولا اقفلهم حرس ولا ندورجى ))



فقال فى غضب: (( براحه يا دزمه أصل بيني وبينك أنى وهى متخانقين ))



فقلت ساخرا : (( أنى مش كان لسناك أتعدل رجعنا تانى ، ومدام متخانقين هتخرجوا ليه ما تروح بلدكم وتريح دماغك وبعدين البنات مورهمش غير وجع القلب والقمص ))



فقال وكلماته تقطر حنان وصدق : (( لا يا قطب ماقدرش أسافر وهى زعلانه منى لازم أصالحها وبعدين أسافر ))



فنظرت إليه فى استياء وحركت رأسي وقلت: (( مهو ده اللي بينطط البنات علينا أمثالك من اللي قلبهم قلب خصايه – تعرف أنت وأمثالك سبب نص المشاكل ))



فقال وهو يبتسم : (( ليه يا دزمه ؟ ))



فقلت بحده : (( لأن أى واحده تتخانق مع حبيبها ولا خطبها تقوله أنت وحش ومش مهتم بيا ومش حنين ومش جنتى ( بتعطيش الجيم)) ده فلان صاحب صحبتى ما يقدرش يزعلها أبدا وبيعمل وبيعمل ))



واسترسلت قائلا : (( طبعا بيستشهدوا بأمثالكم من الرعاع اللى مدلعين حريمهم ))



فقال وهو يضحك: (( لا ياقطب العيب مش فينا العيب فى اللى ميعرفش يعنى أيه ارتباط اللى فاكرها تقليعه ولا كمالة منظر لازم ابقى مصاحب وخلاص -- يعنى أيه مدلعش حبيبتى ويعنى أيه اسيبها زعلأنه ويبقى قلبى جامد عليها ولما تزعل اقول تتفلق هى هتيجى تصالحنى – الحب مش حرب احنا بنحب عشان نعيش أفضل يا قطب بنحب عشان الحياة يبقى ليها طعم تانى وضرورى الطعم ده يبقى أحلى – لكن لو سبنا نفسنا للمشاكل والنكد يبقى الحياة هتبقى رخمة ويبقى الحب مغيرش حاجة فينا وساعتها مايبقاش حب ))



فقلت متلعثما: (( بقولك أيه الكلام ده أنا مفهموش وبلاش تتنحنح قوى كده وتعملى فيها رومانسى ))



فقال بجديه: (( أنت مش فاهم عشان ماحبتش وأنا مش نحنوح ولا بدعى الرومانسية أنت عارفنى وعارف أنى صعيدى وغبى وخشن كمان بس مش مع باكينام لأن هى دى اللى لازم ابقى رحيم وحنين معاها الدين بيعلمنا كده --- ياقطب أنتوا واخدين الموضوع صراع بين الولاد والبنات ومين ممشى صحبته على العجين متلخبطوش ومين معلمه حبيبها الادب – ده هبل ))



فأنتزع منى نظرة إعجاب رغما عنى وقلت: (( عندك حق يا هالوتى بس البنات اللي تستاهل أنك تكون كويس معاهم قليلين لكن الباقى مايستهلوش اللى أنت بتقوله ده ))



فأجابنى وأبتسامه رائعه تزين ملامحه: (( بس أنا حبيبتى تستاهل))



ثم أكمل قائلا : (( وبعدين العيب مش فى البنات بس العيب فى الولاد كمان اذا كان البنت اللى تستاهل الاحترام والمعاملة الكويسة نادره فكمان الرجاله بقم قليلين قوى ))



فقلت فى عناد: (( بقولك أيه بقى أنا مش هخلص معاك المهم قولى اتخأنقتوا ليه ؟))



فتنهد بضيق ثم قال : (( عشان كانت عايزه تسافر مع بنات صحابها الاقصر واسوان على مركب فى النيل لوحدهم وأنا رفضت ))



فأطرقت برأسي مفكرا ثم قلت: (( مممم عندك حق – طب وأنت عايز تعمل أيه دلوقتى ؟؟ ))



فقال: (( أنا هعزمها على العشاء واتفقت مع عمر أخوها يجيب عليا ويخرجوا معانا وأنت بقى تيجى عشان تخلى القعده فيها ضحك وكمان أنت بتعرف تنطقها ))



فقلت : (( اه اراجوز يعنىىىىىى))



فقال فى غضب : (( عيب عليك ماتخلنيش أضربك ))



فقلت فى سخريه: ( كمان تضربنى ده أنت مفترى قوى ))



ثم اكملت : ( طب الخروجه كلها ولد بنت ولد بنت أجى أنا لوحدى اعمل أيه ?? ، لا مينفعش ظبطنى وأنا ااجى))



فقال : (( اظبطك ازاى يعنى ؟؟))



فقلت: (( خلى باكينام تجيب واحده صحبتها ،اهو الواحد يطرى على قلبه برده ))



فقال فى عتاب: (( بقوووولك متخانقين أنت عايزنا نسيب بعض ياا قطبو أنت بالذات محدش يظبطك ولا يدخلك فى حورات من دى لأنك مبتسترش ))



فقلت فى براءة: (( أنا ))



فقال : (( ايوه أنت ، أغشك يعنى -- ده أنت مستفز ورخم وبتعامل اى بنت كأنها واحد صاحبك لا لا أنسى ))



فقلت فى تأثر مصطنع: (( تؤ تؤ تؤ مكنش العشم يا هالوتى فعلا أخرة خدمة الغز علقة ))



وقبل أن أنتهي من الجمله وجدت نفسي محمولا بين يدي هالوتى كالطفل الرضيع وقال : (( هتنجز وتبطل لماضه ولا أفرج عليك الكلية دلوقتى))



فقلت بخوف: (( خلاص يا أبو كمال حقك عليا يا غالى هتصرف أنا وهاجى بالمقرر بتاعى ))



****************************



قابلنا باكينام وكان يبدو على ملامح وجهها الضيق فعلا بالتعبير الدارج ( لابسة وش جزمه ) كما أنها تبتسم بفتور ولا تتحدث شأنها شأن كل البنات حينما يقررن النكد فكلهن يملكن لوية بوز ولا بوز العربية الكاديلاك القديمة وحينما خرجنا من باب الكليه تركتهم وقلت : (( أنا ماشى ))



فقالت : (( ما تيجى أوصلك يا أبنى ما كده كده هوصل عرفه ))



فقلت : (( لالا أنا ما احبش أبقى عزول ))



فقالت فى تهكم: (( يا أبنى تعالى عزول أيه بس محدش فينا طايق التانى )))



فقلت بدهشه مصطنعه: (( يا نهار أيه ده أنتوا متخانقين ولا أيه لا لا لا اتحسدتوا ))



فقالت بنفاذ صبر: (( قطب أنا مش ناقصاك هتيجى تركب ولا لا ))



فقلت ببرود : (( لا أنا هركب السى تى أيه (الاتوبيس المكيف))عشان عايز اسمع أغنية أنت عمري ))



وقلت مخاطبا الهالوتى: (( خلاص بليل يا عرفه الساعة 7 قشطه – يلا سلام )))



وأثناء عودتى بالأتوبيس كنت افكر في من تصلح لـ موعد المساء وكم أنبت نفسي كثيرا لأنني كنت سخيف وحاد مع كل الفتايات ((ومعملتش حساب يوم زى ده أتزنق فيه وفجأة خطر على بالى منقذتى وصديقتى العزيزه إيناس فأمسكت بموبايلى (( ملحوظة اه ربنا فتح عليا وجبت موبايل نسيت أقولكم))))



[اتصلت بها وكان هذا عمل متهور بس يلا مش خساره فيها المكالمه ولو أنى كنت معاهد نفسى اقضيها رنات فقط ]وسرعان ما سمعت صوتها على الطرف الأخر فقلت: (( الووووو أنووووووس وحشتينى ، هههههههه تصدقي عيب عليكى هو أنا معرفكيش غير لما أكون عايزك فى مصلحه ، ايوه عندك حق فى دى ، فعلا أنا مابدلعكيش غير لما يكون فى حوار ))



ثم أكملت (( بصى بقى أنتي وراكى أيه بليل ، أصلى هعزمك على العشاء مع بعض الأخوة والأصدقاء ، يا إيناس بطلى رخامة وهو لا سمح الله أنا خارج معاكى حب ونحنحه ، لا لا احنا ال2 مننفعش خالص ، ايوه قولتيلى امال أيه؟ ، اقولك أن والله هى مسألة أنسأنية وأنجزى بقى دخلنا فى الدقيقة الثالثه، بصى هرنلك تكلميني في البيت لما أروح ، يلا أنتي لسه هتحكى ، هههههههه معلش مقبوله منك ))



وبعد مجهودات مضنيه وافقت إيناس بعد أن علمت أن الموضوع متعلق بالهالوتى وباكينام فقد سبق أن اختارت هدية أول زلانطين بينهما كما أنني دائم الحديث عنهما معها حينما نتقابل وفى السادسة والنصف قابلتها على ناصية مكرم عبيد بعيدا عن مراكز سيطرة أمى .



وركبت بجانبها فى السيارة فبادرتنى قائلة : (( ازيك يا ندل))



وحينما اعتدلت وهممت بالرد عليها فوجئت بأنها قمر 28 وليس 14 فقلت ساخرا: (( طب ما أنتي أنثى اهوه امال مسترجله طول الوقت ليه ))



فقالت فى أنوثة طاغية: (( أنت اللي نظرك ضعيف ))



فوافقتها قائلا: (( هو الصراحه انا دلوقتى بس عرفت أنى كنت أعمى ، طب بقولك أيه أنا ممكن اتنازل وأصاحبك ))



فضحكت ضحكة عفوية شديدة الرقه وقالت: (( ليه هصوم اصوم وافطر على قطب ))



فقلت فى عناد: (( وأنتى تطولى أصلا ده أنا قلت أصاحبك شفقه أو فرااغ هههههههههه))



فابتسمت وقالت: (( ممكن نخلص بقى إحنا لو قعدنا نرخم على بعض من هنا لبكره مش هنزهق والمفروض نبقى مؤدبين أنهارده عشان خاطر أصحابك اللي عايز تصالحهم ولا أيه؟ ))



فقلت مبتسما: (( ايون عندك حق طب يلا اطلعي بينا على النايل سيتى ))



فداعبتنى قائله : (( ولا نضفنا وعرفنا نايل سيتى وطلعنا بره مدينة نصر ونسينا حسبلوا وقعدة الكشك))



فقلت بأمتعاض : (( متفكرنيش بقى ، على فكره الأماكن دى ضد مبادئي بس هنعمل أيه الخنافس اللي خارجين معاهم رايحين هناك أنا مضطر ليس إلا ، وبعدين نايل سيتى أيه وفرايديز أيه دول ييجو أيه جنب حسبلو ولا حمامه بتاع السدق والكده))



وطوال الطريق مكثنا على تلك الحال حتى وصلنا ، وحينما هممنا بالدخول أمسكت يدها وقلت : (( إيناس من هنا لحد ما نيجى مروحين هنعمل معاهدة سلام مش عايزين اى رخامه خااالص ))



فقالت بكبرياء : (( هفكر )) قالتها وهى تنظر بطرف عينها لي وتتحرك للإمام ثم أدارت وجهها وقالت لي وهى على بعد خطوات : (( يلا يا أحمد هنتأخر على الناس)) وكانت الابتسامة تزين وجهها.



فعدلت من ثيابى كما فى أفلام السيما وقلت وأنا اتجه نحوها : (( يلا يا فاتنتي ))



وحينما وصلنا [كان على وجه باكينام غضب ربنا ولسة لاويه بوزها] ولكن فضولها لتعرف من التى حضرت برفقتى أنساها مشاكلها وكان الهالوتى أول المرحبين وقد لاحظت وأنا أصافح عليا علامات الخجل على وجهها فقلت مداعبا : (( اهلا اهلا يا مشحورأنى ))



فأذادت حمرة خجلها وضحك الجميع ثم قدمت إيناس الى الجميع فقالت باكينام مخاطبة ايناس : (( اهلا ياايناس ميرسى قوى على هدية الفلانتين اللى قبل اللى فاتت عرفة حكالى أنك أنتى اللى نقتهالى ))



فردت ايناس بود: (( يا حبيبتى المهم تكون عجبتك – وعلى فكره أنا مش من عادتى ادخل فى مواضيع زى دى بس من كتر ما شوفت عرفة بيحبك اد أيه ونفسه يجبلك الدنيا أتحمست ونزلت معاهم ))



فقالت باكينام بتزمر : (( مهو باين اهوه ، عشان كده منكد عليا ومزعلنى ))



فقالت ايناس نافيه: (( لالا مفتكرش ده عرفة ده طيب قوى وبيحبك كمان اكيد الموضوع فى سر ))



وتم طرح الموضوع واتفق الجميع أن عرفه على حق وأنه لا يصح سفر باكينام بمفردها وهنا اقتنعت باكينام ولم تكن بينهما كلمات عتاب أو اعتذار بل يكفى تلك النظره التى اهدتها باكينام لعرفة معبرة عن اعتذارها وخجلها منه والتي رد عليها عرفة بنظرة حانيه مفعمه بالحب مما كان كفيلا بإنهاء الموضوع ولقد أضفت إيناس بكلماتها ومداعبتها حيويه شديده على الجلسة وأصبحت هي وباكينام وعليا أصدقاء بشده وأثناء مغادرتنا أمسكت باكينام يدي وهى تجذبنى للخلف



وقالت : (( عرفتها منين دى يا منيل دى سكر ولذيذه قوى))



فقلت بزهو : (( ههه دى اقل حاجة عندى يا بنتى –أمال أنتي فاكره أيه ده أنا بقعد معاكوا حرصا على مشاعر الزمله ليس الا)



فلكزتنى فى كتفى ونحن نضحك وقالت: (( طب أيه متشد حيلك ))



فقلت : (( تؤ تؤ تؤ تؤ أنا وإيناس أحلى حاجه أننا أصحاب بجد لا فيها حب ولا مصلحه وأنا عايز أحافظ على صداقتها وأنتي عرفانى مش هستر ))



فقالت مؤيده: (( ايوه عندك حق البت كويسة قوى تستاهل واحد عدل))



فابتسمت قائلا: (( ههههههههه مقبولة منك يا بلحه ))



وغادرنا المكان وبعدها بساعات كان الهالوتى فى القطار متجها الى قنا وكنت أنا فى نوم عميق وفجأه استيقظت على جرس الموبايل وكانت عقارب الساعة تشير للرابعة صباحا وكان الهاتف من باكينام وقد أصابني الذهول لتوقيت الاتصال ونفضت النوم عنى فى سرعه وقلت فى لهفه وانا اجيب على الهاتف : (( الووو ))



جائنى صوت باكينام على الطرف الأخر وهى تقول: (( ازيك يا أحمد هو أنا صحيتك من النوم ولا حاجة ؟))



فقلت فى أندهاش: (( أيه السؤال ده هو المفروض الساعة 4 الفجر الناس تبقى فى البانيو ولا فى السرير ))



ثم اكملت قائلا: (( المهم قوليلى أنتى كويسه فى حاجه ؟حد حصله حاجة؟؟؟))



فقالت وصوتها اقرب للبكاء: (( مشمشه يا أحمد تعبانه قوى ))



فقلت بفزع : (( مشمشة مين؟؟))



فقالت وقد علا نحيبها: (( الكلبه بتااااعتىىى ))



فسكت برهه لاستجمع ماقالته ثم قلت فى وقاحة: (( نهارك اسود يعنى أنتى مصحيانى فى الفجر عشان تقوليلى شحيبر ولا مشمشة اللى هو حتة كلب تعبان ))



فقالت فى استياء: (( شحيبر أيه أيه الأسماء اللوكال دى وبعدين دى كلبه بنت مش كلب ولد))



فقلت بنفاذ صبر: (( هو اااااااااأنا هنااسبها ولد ولا بنت تصدقى أن أنتى بنت بوووووووبى بقى زى الكلبه بتاعتك أمشى يا بت - امشىىىىىىى ))



فقالت فى عناد: (( تصدق أنك قليل الأدب وأنا غلطانه انى كلمتك لأنك أول حد جه فى بالى بعد عرفة عشان نوديها للدكتور ))



فقلت فى استفهام : (( دكتور؟؟؟ هتودى الكلبه للدكتور ))



فقالت فى غضب: (( طبعا امال اسبها تتألم كده – بص يا أحمد يا نهار دى بتتألم قوى سامع صوتها بتأن ازاى ))



فحركت رأسى وأنا احاول تمالك اعصابى وقلت فى سخريه: (( اه يا عينى طب شوفيها كده يمكن سخنه ويمكن محتاجة كمدات وأوعى تنامى بقى اسهري جنبها لحد الصبح – ااه وأوعى تنسى أكليها مسلوق فى مسلوق بس --وهى كلها 48 ساعة وتبقى زى الفل وتقوم تتنططط ))



فقالت بسذاجه واضحه : (( بجد يا أحمد ، هو أنت بتفهم فى الكلاب ؟؟ ))



فأجبت مؤكدا : (( طبعا يابنتى الا بفهم فى الكلاب دول زى اخواتى - يااااااااااااااه فين ايام فله الام وابنها روووى ولا عجميه وعنتر يااااه زكريات ))



فقالت ومازالت حالة السذاجه مسيطره عليها : (( أيه ده كل دول كلاب كنت تعرفهم ياااه مع أن اساميهم وحشه قوى بس مش مشكلة ودول كانت أنواعهم أيه ))



فقلت وأنا أخطو من باب الشرفه لأشعل سيجاره : (( دول يا ستى 2 دنوا و2 روت فايلر ))



فقالت فى أنبهار: ( واااااو بس دول شرسين خالص لا لا أنا مشمة لابلادور ))



فأجبت فى محاوله لاستيعاب السبب الحقيقى لتلك المكالمه: (( قوليلى بجد يا باكينام أنتى مكلمانى دلوقتى عشان الكلبه بتاعتك عيانه وترغى معايا فى أنواع الكلاب ))



فقالت ببرود أستفزنى: (( اه ))



فقلت فى غضب : (( اه وبتقوليها فى وشى يااا قادره تصدقى أنتى معندكيش قلب يا بت--- أنتى حد مسلطك عليا عايزه تموتينى بالضغط – أنتى مش عارفة يا ست باكينام أن أنا خلقى ضيق وماليش فى القصص دى))



فقالت بخجل : (( أنا آسفة قوى يا أحمد اصلى كلمت عرفة مردش تقريبا مش سامع صوت الموبيل من القطر وعمر نايم وعليا اكيد نايمه وكل صحباتى نايمين ومش عارفه أتكلم مع مين وكنت مخضوضة قوى على مشمشة))



فقلت مقاطعا: ((يعنى هما كلهم نايمين وأنا الغفير بتاعكوا ما بنمش ))



فقالت بصوت هادىء أخجلنى: (( اصل بصراحه حبيت أرخم عليك شويه وبعدين خلاص بقى أنت تطول أصلا أكلمك الفجر ولا أى وقت – يا بابا فوق ده أنت المفروض تحتفل باليوم ده كل سنه بعد كده))



فقلت بامتعاض: (( ايون طبعا ده اللى أنا هعمله خصوصا أن خلاص ))



فقالت فى استفهام: (( خلاص أيه؟؟؟))



فقلت : (( احنا نعرف بعض بقالنا بتاع 3 سنين ونص مش كده ؟ ))



فقالت: (( اه تقريبا من إعدادى ))



فقلت: (( يبقى أنا كده قضيت المده خلاص ومش هعرفك تانى لا أنتى ولا البيه اللى هيتجوزك عشان هو يسافر ويسيبك تطلعى عنينا كده ))



فقالت بتمرد: (( احسن برده يبقى ارتحنا منك يا ساتر))



ثم سكتت برهه ثم قالت : (( قولى هو أنت صحيح هتبقى تسافر أنت وأشقر عند الهالوتى الصعيد ))



فأجبت: (( اه احتمال بس أنتى عارفة احنا بمية رأى على حسب الكاشات اللى معانا وعلى حسب المزاج ))



فقالت فى استفهام: (( كاشات أيه؟؟))



فقلت بسخريه : (( اه ما أنتى معندكييش لغه الكاشات يعنى فلوس يا فاتنة مصر الجديده))



فقالت : (( ااااه طيب قولى هو أنت بتجرى الصبح فى نادى أيه ؟؟))



فقلت بنفاذ صبر : (( لا كده كتير بجد ارحميني نادى وأجرى والصبح يا بنتى الرفاهيه دى سبنهالكم أنا اخرى مركز شوباب ولا ناصية شارع ، أنتى فهمانى غلط على فكره ))



فقالت فى ضجر: (( طيب طيب خلاص – طب هو أنت تعرف نادى هليوبوليس إحنا بنجرى فيه الصبح كل يوم فى الأجازة لو تحب تبقى تيجى ))



فقلت فى ترقب: (( أنتوا مين ؟؟؟؟))



فقالت فى خبث أنثوى : (( أنا وعمر وعليا وومين ومين اه ونرمييييين وناس تانيه كده متعرفهمش))



فقلت بمكر ذكورى : (( اه نرمين مين ؟؟))



فقالت ببراءه مصطنعه : (( نرمييين يا أحمد أنت نستها اللى كانت معانا فى رحلة دريم فى إعدادى ودايما بتشوفها معايا فى خروجاتنا نرميننن ياااا راااجل ))



فقلت: (( ااااااااااه نرمممييييييين يااا راااجل - مش تقولى ))



ثم اكملت فى حسم : (( طيب ربنا يسهل – بس أنا لو اللى فى بالى طلع صح يا باكينام ده أنا هطلع عينك أنتى وهى على أنكم تصحونى الفجر كده ))



فقالت بتلعثم: (( أيه ده وهى مالها وبعدين هو أيه اللى فى بالك ده ؟؟))



فقلت : (( لاااا مفيش مهى الاجازة ابتدت والفضا والفراغ يعملوا اكتر من كده ، ماعلينا يلاااا بقى عااااايز أنام هبقى اكلمك لما ااصحى))



فقالت : (( طب بقولك أيه يا قطب خليك جدع وماتقولش لعرفة أنى صحيتك الفجر وأوعى تتخانق معاه لايتخانق معايا ))



فقلت بأسلوب أبتزازى : (( بشرط لما أبقى اصحي بكره تقوليلى ليه أتصلتى بيا دلوقتى وسيبك من حوار مشمشه ده))



فردت بإحباط : (( أنت رخم ، يلا باى ))



***************************



-11-


مرت الايام دون أن اتصل بباكينام أو أعير ذلك الموقف أى أنتباه وهى أيضا لم تتصل ويذكرنى هذا الموقف بمواقف كثيرة تحدث فى حياتنا ليس لها مدلول ولكنها نابعه من الملل والفراغ أو الاعجاب الغير مبنى على اسس مجرد شكل ومظهر ليس الا وبالتالى لا يدوم ولا نحاول المحافظه عليه اعملا بالمبدأ الشبابى الدائم (( ايزى كم ايزى جو )) وبالتالي لم تهتم باكينام أو بالأحرى من جعلت باكينام تتصل وهى صديقتها نرمين لأن الامر لا يعدوا مجرد نزوة تعارف وما أكثر تلك النزوات فى حياتنا ولكن المشكله الحقيقيه تحدث عندما ننمى تلك النزوة ونعتقد أنها حب ومن هنا تأتى المشاكل ومن هنا يحدث مليون ارتباط وانفصال فى الثانية بين المراهقين والمراهقات (المراهقه ليست سن معين ولكنها مستوى تفكير معين لذا فربما تقابل عجوزا مراهقا وتقابل شابا ناضجا ) .



وكما اتفقنا فى الكليه أصبحنا نتجمع فى منزل هالوتى يوميا لنلعب استمشن وترنيب وبلاى استشن وكان يعد فى الحقيقة وكر مميز فهو غير مكلف كما أنك تجد فيه كل ما تحب ومن تحب ومرت الايام سريعه واتصل بى الهالوتى ليذكرنى بوعدى بالسفر الية واتفقت معه أننى ساحضر أنا واشقر



وقد اتصل ايضا بكل اصدقائنا فى محاولة منه ليقوم بضيافتهم حتى انه وصل به الأمر الى ان يعرض أن يرسل تذاكر طيرأن لنا ونسافر للاقصر وتنتظرنا سيارة فى المطار لتاخذنا لقنا لحث اصدقائنا الذين يتخوفون من طول المسافة على السفر ولكن محاولاته باءت بالفشل .



وفى ليلة سفرنا أنا واشقر اتصل صديقنا ماجد وحضر الى شقة هالوتى لنجلس سويا فطوال الفتره الماضيه لم نره أو نسمع عنه أية أخبار



وحينما وصل قال اشقر مرحبا :(( حمدالله على السلامة يا نجم وصباحية مباركة يا عريس ))



فقال ماجد بفكاهيته المعهوده: (( هههههههههه مهو أركم ده اللى جايبنا ورا الله يحرقكم ))



فقال اشقر بأسلوب فاحش : (( شكلك مشرفتناش ونكست العلم ههههههههه))



فرد ماجد بنفس الأسلوب : (( الحقيقة العلم مترفعش اصلا يا أبن القراره السفريه اتلغت ))



فقال اشقر مندهشا : (( امال أنت كنت غطسان فين ))



فأجاب بضجر : (( كنت شغال سواق لفيت كل حت فى مصر – اخويا هيتجوز ياعم وأمى ملقتش غيرى قدمها الف معاها ومع مرات اخويا نشترى حاجات الشقة – والبيه اللى هيتجوز مقضيها جيم وساونا وجاكوزى ويطلع عين أبويا أنا))



فضحك أشقر وقال شامتا : (( ههههههههههه احسن عشان تبقى تقول معرفكمش محدش يجينى أنا هعمل اجنبى اديك اتروقت يا نجم ))



فقال فى اسى : (( بس ماتفكرنيش ))



ثم قال موجها كلامه لى : (( أيه يا عم قطب أنت قاعد بتفتكس فى أيه ؟ وبعدين مين ده اللى مقعدك قدامه زى التلميذ وممسكك السلوك دى كلها ))



فقلت فى تزمر: (( اخويا الصغير ))



فقال ماجد مندهشا : (( أنا مش عارف هما الاخوات بيعملوا فى بعض كده ليه أنا اخويا طلع عينى وأنت اخوك معلمك الادب ))



فنظر اليه ابراهيم من أسفل نظارته بأشمئزاز ثم عدل من وضعها ثم اكمل عمله فى سكون فقد كان يقوم بأصلاح أذرع البلاى استشن التى تلفت وكنت اجلس بجواره صبى فنى الكترونيات لكى أساعده وأناوله أدوات الصيانه .



وبهدوء ووقار العلماء قال أخى بكبرياء: (( مكوة القصدير ))



وبسرعه واستسلام ناولته أياها فنظر الى بأمتعاض وقال بتزمر : (( هعمل بيها أيه كده وصلها بالكهرباء ))



فقلت فى خفوت: (( اللهم طولك يا روح)) وكانت ضحكات ماجد واشقر تعلو .



ثم قال ماجد مخاطبا ابراهيم: (( قولى يا أبوالكباتن هو أنت بتدرس أيه ؟؟ ))



فأجاب وعينيه لم تتحرك عن ما يفعل : (( أنا فى كهرباء قسم ميكالكترونكس –هندسة اسيوط))



فقال ماجد فى تادب مصطنع: (( ما شاء الله لا ربنا معاك – بيقولك ميكا الكترونكس مش احنا بتوع قماش وفتل هههههه ده حتى المواد اللى بندرسها غريبه تراكيب والالات وطباعة ))



فأكمل اشقر : (( ولا تحلييل بتاع د / مهاب واللى بيعملوا فينا ))



فقال ماجد : (( تحليل ؟ اسمها تحاليلى ياا أما )) وتبع تلك الجمله بضحكه عاليه



فنظر اليه ابراهيم نظره حاده مما جعله يتوقف عن الضحك وقال ساخر : (( أيه ياعم الرعب ده تعالى اضربنى احسن ))



فقلت مخاطبا ابراهيم: (( ماتخلص يا زفت اديا وجعتنى ))



فأجاب موبخا : (( عشان تبقوا تتعاملوا مع التكنولوجيا برفق أيه جواميس بتمسك دراعات – واحد يخبطها فى الارض والتانى يتغلب يكسرها كتكم القرف مليتوا البلد أنا عارف أيه يلعبكم أنتوا بلاى استشن خليكوا فى الاتارى ابو الساعه بنص جنية حرب الكواكب والعصابات ده مستواكم الحقيقى ، لوكال ))



فسكتنا متزمرين ولحظات وكان قد أنتهى من أصلاحهم وجلسنا نتجاذب أطراف الحديث فعلم ماجد بسفرنا فى الفجر الى قنا ووضح من كلامه أنه يمكن السيطره والتأثيرعليه ليسافر معنا



فقال اشقر مشجعا : (( يا ماجد تعالى معانا دول هيبقوا يومين فى الجون وهنروح الاقصر وبتاع))



فأجاب ماجد : (( بس يا عم ده أنا كنت هروح شرم أقوم اروح الصعيد مفيش حريم هناك كلهم لابسين خيم ولو كلمت واحده ممكن ندبح ))



فقلت نافيا : (( مين قال ده السياح فى الاقصر بالهبل يا أبنى ))



ثم اكملت: (( ولا الاكل بقى ))



ويبدو أنننى امسكت بمربط الفرس فقد امسك ماجد معدته وأخذ يداعبها .وقال : (( متحولش تغريبنى يا قطب ))



فأستمر أشقر يعزف على نفس الوتر قائلا : (( ولا الفطير يا قطب والعسل الاسود يا نهااااار ابيض))



فأنتبهنا الى أن قوى ماجد بدأت تخور ومعدته وحبه للطعام بدأ يسيطران عليه فقال محاولا عدم الأستسلام بسهوله : (( طب أنا محجزتش تذكرة ))



فأجبت ناسفا أخر محاولاته : (( من المحطة يا غالى نروح بدرى شوية ونحجز وبعدين قطر النوم بيبقى فيه تذاكر ولو ملقناش ندفع فى القطر وهنبقى مع بعض ))



وأثمرت محاولاتنا فسهرنا سويا ثم ذهبنا لمنزل ماجد وأحضر حقيبة ملابسه وأخبر أهله بسفره ومن حسن حظه أننا وجدنا لة تذكرة فى نفس العربة التى حجزنا فيها وكانت رحلة جميله ومختلفه وعلى الرغم من حركة القطار الارتجاجيه ولكنها مجرد نصف ساعة ويتعود الجسم على تلك الحركة على أسوء تقدير



ولقد تحرك القطار فى السادسة صباحا ووصلنا حوالى السابعة مساء وعندما هبطنا من القطار وجدنا الهالوتى فى أنتظارنا وقد فوجىء بماجد ولم يكن يصدق لأن ماجد ابعد من كان يتخيل حضوره ولاحظنا نظرات الأندهاش فى المحطة وهم ينظرون لماجد فقد كان [ خنفس ذو ملامح ايطالية وخاصة سكسوكته الصفراء بالاضافة اللى ما يرتديه فى يده ورقبته من سبح وحركات].



ولقد فاجئنا مظهر الهالوتى فقد كان يرتدى جلباب وعباءه ويربط رأسه بلاثة صعيدى وشكلة تغير تماما



فقال ماجد مداعبا : (( أيه ياجدعان أنتوا جايبنا عند الخط بتاع الصعيد ولا أيه ؟؟ ))



وقال اشقر منبهرا : (( جامد كيك يا بنى أنا عايز البس لبس زى ده يا هالوتى ))



فقال عرفة بلكنه صعيدية: (( من العين دى جبل (قبل)العين دى ))



ولقد كان بصحبة هالوتى بعض الأشخاص قاموا بحمل امتعتنا واستقلينا سيارة (باجيرو) كانت فى أنتظارنا فى الخارج وتبعتنا سياره بيجو 405 يستقلها الغفر مع الامتعه واستغرقت المسافه نحو 45 دقيقة من محطة القطار لمدخل القرية التى ينتمى اليها هالوتى وقد حل المساء وكعادة القرى كانت الاضواء خافته واحيانا معدومه .



واثناء الطريق كنا نتجاذب الضحك والقفشات وفجأه سمعنا صوت طلقات ناريه ومرت امام السيارة ومضة ضوء سريعه مع فرقعة شديده وهنا أوقف السواق السياره بغته وهبط مسرعا وهبط من فى السياره الخلفيه من الغفر وهدر صوت الطلقات كالمطر ووجدنا الهالوتى يقول بلهجة آمرة : (( أنزلوا فى أرضيه العربيه بسرعه ))



فقلنا فى نفس الوقت بذعر : (( هوو فى اااااأيه؟؟؟؟))



ولكننا لم نتلقى أجابه فقد لمحنا الهالوتى يلقى بعباءته ويخرج مسدس من تحت أبطه ويهبط من السيارة ويصيح فى الغفر بصوت مرعب : (( لو طلقه جت فى العربية اللى راكب فيها ضيوفى هدبحكم ))



ثم أنبرى فى اطلاق النار كالأخرين وبعد لحظات هدأت الأمور وساد السكون فجأه ولمحنا أنوار سيارات كثيرة قادمة مع صوت هالوتى وهو يفتح الباب ويقول وهو يبتسم ابتسامه هادئة لا تتناسب مع الموقف : (( حمد لله على السلامه يااخونا ))



حينما نطق الهالوتى عبارته السابقه وفتح باب السياره فوجىء بالوضع التالى كنا ننام متجاورين فى ارضية السياره بالنصف العلوى من أجسادنا من الرأس الى منطقة الخصر ومن الخصر الى الركبه ترتفع عموديه مستنده على قائم الكنبه الخلفيه ومن الركبه الى القدم تستقر فى انثناء على الكنبه الخلفيه وكنا ننظر الى سقف السياره وقد عقدت المفاجأه السنتنا



وقد استغرق إخراجنا من هذا الوضع بعد الوقت وكانت أول عبارة ننطق بها في هلع وتوتر : ((هووو فى ااااأيه ؟ ))



فكانت الاجابة هذة المرة من والد هالوتى الذى جاء بصحبة جيش جرار من الأشخاص والذى قال فى هدوء وابتسامة لا تتناسب مع الموقف كما فعل هالوتى : (( معلش يا أولاد دى غلطه بسيطه وعدت وحمد لله على السلامة ؟ ))



ويبدو أن كلمة بسيطة قد أزعجت ماجد فقال بحده : (( بسيطة كنا هنروح فطيس وتقولى بسيطة ؟))



فأمسكت يد ماجد وقلت له في خفوت: (( اهمد ياعم ده ابو عرفة متعكش فى الكلام )) فنظر الى وهو يجز على أسنانه بامتعاض



*****************************************




مكثنا فى صمت مطبق ما تبقى من الطريق حتى وصلنا منزل هالوتى وأغلقت علينا غرفة واحده وفى تلك اللحظة هجمنا جميعا على عرفه ، فقد جلس ماجد فى وضع الكلب خلفه مباشرة ودفعه أشقر فسقط وهنا قفزت أنا عليه وجلست فوق وصدره وثبت ذراعيه للحظات قبل أن يمسك ماجد بساق واشقر بساق وبلغة الشارع: (( أتكمر تكميره لوز))



وقلت له بحده و عبث طفولى: (( بص بقى أنت هتموت أنهارده لو معرفناش عاصفة الصحراء اللى كانت بره دى حصلت ليه ؟؟ ))



فقال وهو يضحك : (( طب سبونى بس أيه اللى أنتوا عاملينة ده هجووول))



فقال اشقر ساخر: (( جووول يا روح أمك جوووووول ، بس وأنت كده ده أنا هطلع عينك))



فاجاب : (( طب براحة سبونى والله هفهمكم )))



فنظرنا لبعضنا البعض فقال أشقر وهو يترك ساقه : (( اما نشوف)) وتركناه



فقال وهويعتدل ويجلس : (( كل الحكايه غلطة ))



فقال ماجد بحنق: ((يا أبنى متنرفزنيش أبوك يقولى بسيطة وأنت تقولى غلطه أيه العيله البارده اللى وقعنا فيها دى ))



فأجاب لا يزال يضحك: (( اه والله غلطه كل الحكايه أن فى تار بين عيلتين فيظهر أن عيله منهم افتكرتنا من العيلة التانيه على سبيل الخطأ وضربوا نار واحنا ردينا عليهم ولما عرفوا أنا مين مشيوا وكلها شوية وييجى حقكم لحد عنديكم ويتأسفوا ويدبحوا الدبايح تحت رجليكم كمان يعنى متزعلوش هى كلها غلطه ))



فقلت وانا اجز على اسنانى وأحاول السيطره على أعصابي : (( طب لو كان حد فينا مات يا نجم وراح فطيس كانت هتبقى غلطة برده))



فقال بجديه وبلكنه صعيديه : (( لو حد منيكم كان جراله حاجة كانت اتجلبت نار ومبتش منيهم واحد يمشى على رجلية وديته كانت هتروح لحد أهله ))



فقال اشقر ساخرا : (( لا طمنتنى فيك الخير – أيه ياعم الهبل ده وأنا هستفاد أيه من ده كله وأنا مت خلاص ))



فقال ماجد بصوت اقرب للبكاء: (( منكم لله الله يخرب بيوتكم أنا مستقبلي ضاع ))



فقال عرفه بقلق ومازال محتفظ بلكنته: (( مالك يا ماجد حاسس بحاجة أشيع أجبلك دكتور ولا أنجلك للمستشفى ))



فقال ماجد بأسى: (( دكتور ؟ مستشفى ؟ ما خلاص الله يخرب بيتوكم ضيعتوا مستقبل أسره – يااحبيبببيىىىى ياا ادهم )) قال الجزء الاخير فى تأثر كوميدى



فقلت فى استفهام: (( ادهم مين ؟ ))



فنظر الى فى حزن وقال : (( ادهم أبنى ))



فقال اشقر مندهشا : (( أيه ده هو أنت أتجوزت وخلفت ))



فأجاب ماجد فى استياء: (( لا يا ذكى ده اللى كان هييجى لما أتجوز بس بعد اللى حصل أنهارده خلاص مفيش ادهم ولا حتى هعرف اجيب صباعه))



فقال عرفة باسما: (( يا عم ماجد أنت مكبر الموضوع أنت زى الفل ....))



فقاطعه ماجد غاضبا : (( ماتقوليش ماجد قولى ماجده – مجيده اهى اى حاجه تتناسب مع وضعي الحالي أنا قطعت الخلف يا اخونا—أنا أيه اللى كان جابنى هنا ما كنت سمعت كلام أمي وكنت روحت دريم معاهم ولا كوكى بارك ولا أى حاجة الله يحرقك يا قطب أنت السبب ))



فقلت فى محاوله للتنصل من الأمر: (( وأنا مالى يا عم ما أنا زى زيك اهوه ما أنا كمان اتخضيت ويا عالم بقى ))



فقال أشقر بعد أن شرد برهه: ( يا نهار اسود طب ما أنا كمان اتخضيت لا لا ده أنا مايكفنيش عيلتكم كلها يا عرفة الزفت أنت لو العيال دى بتتكلم صح ))



فقال عرفه مازحا: (( طب ما احنا فيها نوديكم المستشفى ونتوكد عشان لو حد منيكم يعنى بقى كده ولاكده ندفعلة الديه ههههههههه))



فنظرت لماجد وأشقر نظره ذات مغزى وقلت باسما : (( أنت بتستظرف مش كده طيببببب هجووووووم ))



وقفزنا عليه مرة أخرى وفجأه سمعنا طرقات على الباب وأنفتح الباب ووجدنا فتاه ريفية تتقدم ومعها مائده عليها بعض المشروبات ولا أخفيكم القول كانت تتمتع بقدر كبير من الجمال الطبيعي الفطرى (مش تقليد) فقد كانت بيضاء البشره ذات عينان سوداوان واسعتان يتدلى على كتفها ضفيرة مفعمة السواد ذات قوام بديع ، ملامحها وكأنها نحتت



وحينما خطت بقدميها داخل الغرفه قام كل منا يعدل من هندامه ونحن ننظر إليها في ذهول وملامحنا لا تخلو من الانبهار وهنا قال أشقر في خفوت: ((( الحمد لله أنا صحيتى زى الفل ،أنا كويس يا جدعان))



وتبعه ماجد قائلا : (( طلعت إشاعة أنا زى الفل ))



فرددت عليهم وأنا مازلت أحدق في الفتاه : (( يظهر أن احنا كبرنا الموضوع ))



فقطع هذا الهدوء وتلك اللحظة صوت هالوتى الجهوري وهو يقول بلهجة آمرة: (( حطى الصينية يا سعاد ويلا امشى ))



وفى لمح البصر وضعت الفتاة ما تحمله وملامحها ترتعد من الخوف والفزع واحمرت وجنتاها وسحبت طرحتها اللى تتدلى خلف ضهرها لتغطى بها نصف وجهها واستدارت وانطلقت خارج الغرفه بأسلوب اقرب للعدو واغلقت البا ب خلفها



والتفتنا لعرفه بحنق وكان أول من تحدث ماجد: (( فى أيه يا أبنى أنت لا منك ولا كفاية شرك – مصدقنا الصعيد طرى والحياة أبتدت تندع معانا – أيه اللي أنت عملته ده شخط فى البت كده ليه))



فقال عرفة فى جدية: (( ماجد بنات الصعيد مش زى بنات مصر والبنات اللي بيشتغلوا في الدووار ده حته منيه ومانسمحش بالمصخره خالص))



فقال اشقر مندهشا: (( يعنى أنت عايز تفهمنى أن البنت دى شغاله ؟؟ ))



فقال عرفه بنفس الجديه: (( إحنا مابنسميش بناتنا شغالات دى بنت من اهل البلد بتيجى تساعد الحاجه وأخواتي زى بنات كتير )))



فقلت وأنا أمسك الهلوتى من أذنه : ( بقولك أيه يا ابوالهلاليت والنبى متصدرلناش الوش الخشب تانى وتتنرفز علينا ها واخدلى بالك ، هو انت فاكرنا بنبصبص لا سمح الله ولا نقصد حاجة اكده ولا اكده نوووووو نيفر (NO ,NEVER) إحنا بنعاكس بس يا غالى ))



وهنا ابتسم الجميع وقال هالوتى مازحا: (( منين مستقبلنا ضاع وعاملنلى مناحه ومنين أول ماشفتوا واحده وقفتوا زى الأسود وكل واحد عاملى سبع السبعه ))



فقال ماجد : (( والله يا أخ هالوتى على ما يبدوا أننا أخطأنا التقدير وواضح أنه كان تأثير مؤقت للحادثة ليس الا ))



وقال اشقر هائما : (( وكمان البت جامده قوى يا عرفه – ده لو كل الحريم بالقطعيه دى أنا هتجوز من هنا))



فقال عرفه محفزا : (( لو عملتها مهرها عندى وفرحكم 7 ليال فى الدوار ده ونوصلها لحديك فى مصر ))



فقلت ضاحكا: (( قشطه الولا أشقر أدبس ))



فقال اشقر مصدقا على كلام عرفه : (( اد القول يا غالى وهى هترسى على كده فعلا أنا لما أجى أتجوز أجى أتجوز من بلدكم عشان يبقى الحاجة مضمونه ولسه بالسلوفانه ))



فأكمل ماجد مازحا: (( هي فكره اه بس ساعتها واحده ما تنفعش إحنا ناخد بالجملة نتجوز 4 –ههههههههه))



فرد عرفه قاضبا حاجبيه : (( هى دى مشكلتنا نعرف بنات ونقول بحبك ونوعد وساعة الجواز نقول اخلى أمي تجوزنى ولا أتجوز من البلد عشان تبقى مضمونه – وتيجى تسأل واحد لية يا أبنى كده يقولك أنا ماتجوزش واحده مشيت معاها – وماحدش سأل نفسه هى البنت دى مشيت معاك لية ولو أنى معترض على اللفظ بتاع مشيت معايا دى ، بس لازم تسأل نفسك هل لأنك أي حد ولا لأنها أأتمنتك على قلبها اللي هو أغلى من أي حاجه بعد كده ))



فنظر إلينا ينتظر من يجيبه ثم قال بنفاذ صبر : (( حد يرد عليا ، جاوبونى))



فصمتنا طويلا ثم قال ماجد: (( أنت راجل طيب يا عرفه بتتناقش وبتتكلم كأن النوايا صافيه وخالصه أنت ملفتش ولا دورت ولا عرفت حاجه ، ده فى بنات يا عرفه يلعبوك على الشناكل ولا مؤاخذة فى التعبير يقرطسوا بلد))



فقال فى هدوء وثقة: (( وفى ولاد برده وحشين كتير وأتحداك أن اى بنت سلوكها منحرف أو يشوبه شىء غلط مايكنش السبب فى ده حب حقيقى وغدر أنسأن أخلصت له وطلع جبان وندل ))



ثم اكمل : (( وبعدين الطيور على أشكالها تقع أنت منحرف وملتوى هتقع فى منحرفة وملتوية أنت كويس هتقع فى حد كويس ))



فقاطعه اشقر قائلا : (( لا ياعم فى عيال كويسه كتير واقعين فى بنات ما يعلم بيهم الا ربنا وعيال سفله بتقع فى بنات ناس وكويسين ))



فابتسم عرفه : (( وأيه اللي بيحصل فى الحاله دى يا محمد ؟؟؟))



وتابع دون أن ينتظر رد قائلا : (( أقولك أنا العلاقات دى حاجة من اتنين يا اما مش هدوم وده فى الغالب يا اما احد الطرفين بيغير التانى – اللى أنا عايز اقوله يا محمد لماجد أن عنيك هي اللي بتشوف الناس فلو عنيك اتعودت على الكويس هتشوف الناس كويسه لو عنيك اتعودت على الوحش عمرك ماهتثق فى حد فياريت تعودوا عنيكم على الشىء الكويس))



ثم أسترسل قائلا : (( يعنى أنتوا بتقولوا أنكم صيع ولفيتوا ودورتوا تقدروا تقولولى أيه نتيجة الصياعة دى ؟ ))



فقال ماجد : (( ماينضحكش علينا طبعا ))



وقال اشقر: (( مفيش واحده هتقدر تحور معايا ))



ونظر لى فقلت بسخرية : (( لا الحقيقة أنا كان طموحي ابقي صايع بس معرفتش فمتبصليش ))



فقال عرفه : (( لا يا اخونا مش ده اللى استفادتوه أنتوا فقدتوا الأمان والثقه اى بنت فى نظركم بتحور اى واحده لازم يبقى ليها ماضى وبالتالي هتفضلوا تعانوا من الشك وقلة الثقه الا لو ربنا أكرمكم بملايكه ترتبطوا بيهم يعيدوا تقويمكم ))



فقلت موافقا : (( عندك حق يا عرفه وهو ده سبب معظم مشاكل المراهقين فى فترة الدراسة اللى بيرتبطوا أو بيقولوا كلمة بحبك )))



فقال ماجد فى تزمر مخاطبا اشقر: (( الرحلة دى شكلها مش فرايحى احنا عبط حد يطلع رحلة مع قطب وهالوتى ))



فقال اشقر وهو يخاطبنى أنا وعرفه: (( بقولكم أيه يلا أنت وهو أنجزوا وقفلوا على السيره دى ماكنش كلمه قلناها عملتوا حوار—ودينى هنسبكم ونرجع مصر ))



وقبل أن نجيب سمعنا طرقات على الباب مصحوبه بدعوه لتناول طعام العشاء أو وليمة العشاء أن صح التعبير ولا اخفى عليكم القول كانت رحله ممتعه على خلاف ظن ماجد وأشقر فى البدايه ولقد قضينا أربعة أيام من السعاده دون التفكير لحظة فى صخب وضجيج وحفلات المدينة ولقد قضيناهم بين الاقصر وعزبة الهالوتى ودوار والده



كما لعبنا مباريات كورة قدم يوميا وقضينا وقت ممتع لطيف وفى النهايه عدنا للمدينة وعدنا لحياتنا ولكنى اعتقد أن فترة الاستجمام تلك قد غيرت فينا بعض المفاهيم والمعاني وجعلتنا فى حالة سلام نفسي ، قد يظن البعض أنه كلام فلسفي ولكن اذا أتيح لبعضكم الذهاب إلى مكان هادئ ونقى ويحيط به الحب من كل جانب اعتقد أنه سيتفهم هذا الكلام .



ووجب علي أن أخبركم أننا عدنا لمنازلنا محملين قهرا وإجبارا بكل أنواع الفطير والعسل وقد كان سيتطور الأمر إلى أن نحمل بلحوم وطيور ومرفقاتها لولا أن وقفنا وقفة رجل واحد ضد هذا الموضوع وقبلنا بالفطائر والعسل فقط .



*************************************



فى صباح اليوم التالي لعودتنا اتصلت بمينا لكي أنسق معه لشراء سيارة مستعمله لعرفة ليتعلم عليها أولا ويكمل بها ما تبقى من فترة الكليه ودق جرس الهاتف في منزله وجاءني الرد :



فقلت : (( الووو – أهلا أزيك يا طنط وازى أنكل وساره ، طب تمام هو مينا موجود ، طيب شكرا ،الووووو ازيك يلا ، أنا برده مش أنت اللي قلت رايح شرم ، لايا راجل ورجعت امتى ؟ ، طب عنب بقولك أيه أنت وراك أيه أنهارده ؟؟ ، عيد ميلاد شوشو أيه بس ، اااه الخميس ورايح تقابل وبتاع ، طيب يا غالى مفيش مشكلة أنا ااقصد من دلوقتى لبليل ، طب تمام عايزين ندور للولا هالوتى على عربية مستعملة يتعلم عليها ، طب يلا عدى عليا أنا مستنيك ))




وبعد نصف ساعة كنت أنا ومينا وهالوتى فى سيارة مينا متجهين للبحث ولقد ذهبنا للعديد من المعارض التى يعلمها مينا وفى النهايه استقر الأمر على سوق الجمعه ، وفى اليوم التالى ذهبنا الى السوق بعد أن اتفقنا أن السياره التى تصلح لهالوتى فى تلك المرحله اما 128 أو 127




فقد قال مينا: (( هما دول بس يا غالى عشان تاخد السلم من أوله وكمان متصرفش عليك كتير حتى لو كسرتها هترجع عروسه بفلوس قليله ))



وقد لفت أنتباهنا سياره 127 فيورا 4 باب حمراء اللون وقد كنت متحمس لها لأنى اهلاوى ولقد كان مينا متحمس لها لأنها كسيارته وبالفعل اشترينا السيارة وبدأنا رحلة المعاناه ليتعلم هالوتى القياده .



((ما بلاش نطلع الكوبري يا هالوتى)) تلك هي الكلمات التي قلتها لعرفة أثناء ذهابنا للكلية لأول مرة بسيارته بعد أن تعلم القياده نص ونص .



فقال فى زهو زائف لا يتناسب مع مستوى قيادته: (( يا أبنى عيب عليك بعون الله هتوصل فى ربع ساعه أنت راكب مع شوماجر ))



فقلت فى استياء: (( طيب بس اسمه شوماخر يا اابو جهل – وبعدين أنت فاكرنى أنا قلقان منك نووو نيفر كانت تبقى سهله أنا قلقأن من العربية صحتها على ادها ولو عطلت فوق هنتسوح ))



فقال هو مازال سعيد بنفسه: (( لالا دى سعديه ولا المرسيدس))



فقلت باسما : (( هو أنت خلاص سمتها سعدية ))



فقال وهو يشغل الكاست : (( ايون – ااسمع اسمع )) وقد صدح المغنى الراحل رمضان البرنس بأغنية ( يا عيني على الأم وحنان الأم لا خال ولا عم بيشيل الهم ) .



فأغلقت الكاست وقلت: (( أيه يا عم ده ماتشوفلنا حاجه فرايحى ))



فأجاب بزهو : (( خد يا أبنى وأدعيلى )) وقد أمتعنا المطرب المعجزه عبد الباسط حموده برائعته الخالده ((بوسى كات بوسى كات بوسى كات قطتى دمها شربات وااااا ييييييييييه وااااااااااااااااه )) .



واثناء قيادة الهالوتى (الكلابى ) ومعذرة للوصف فهو التعبير الوحيد الذى يصف قيادته فهو يسير فى اليمين قليلا ثم فجأه يسير فى اليسار وأصاب كل من يسير خلفنا أو جوارنا بالتوتر وأقنعته بعد جهد أننا نسير فى اليمين بهدوء وكما يحلو لنا ورجوته أن يترك اليسار لكى تمر السيارات وكفانا سباب من كل من حولنا



ومن حظنا العسر توقف الكوبرى عند المنطقة المعلقة واليكم الوصف [احنا واقفين على مطلع هب كل شوية العربية ترجع لورا يقوم الناس مكلكسه جامد يقوم عرفة يدوس بنزين بغباء ( عنعننن)) فيتحرك للامام بسرعه ويكاد يصتدم بالسيارة التى امامنا وهكذا الى أن توصل بعد عناء ليرفع الهاند بريك ويمور الفتيس وتحرك الكوبر وحلنى بقى ساعة لحد ما ينزل الهاند بريك ويدى أول وبعدين يتحرك فتبطل العربية فيبتدى يدورها والحقيقة كانت الرحلة دى تجربة مفيده لتعلم كلمات تضاف لقاموس الشتايم لدينا على سبيل المثال : (( يابن المضايقة – يا خرونج – يا......... طبعا مينفعش الرقابة لاتسمح ]



واخيرا وبعد عناء وصلنا التحرير فى تمام الساعة العاشرة وقد تحركنا من الثامنه وكما هو معروف فى هذه المنطقه يزداد أتساع الكوبرى ولكن هذه ليست ميزه بالنسبه لمن يركب بجوار هالوتى فهذا الأمر جعله أكثر رعونه وتسرع وكدنا نصتدم بغيرنا عشرات المرات ولكن أخيرا وبحمد الله وصلنا الى الكلية



وقال هالوتى : (( أنا هلف واركن ))



فقلت : (( ماتروح تركن عند مترو وسيبها هناك وهما يركونوها ))



فقال بعجرفه : (( ليه يعنى هو أنا معرفش اركن صغير اياااااك – طب اتفرج عليا ومتع نظرك )) قالها وهو يتحرك ليصف السياره فى الجهه المقابله للكليه بجوار حديقة الاورمان عند يسرى السائس.



وحينما لمحه يسرى قال له : (( استاااااااذ هالوتى الف مبروك --- فييين الحلاوه بقى ))



فقلت محدثا نفسى فى خفوت : (( هههه حلاوه ده أنت يا يسرى هتندم على اليوم اللى الهالوتى ساق فية ))



وقام يسرى كعادته بتحريك السيارات لتصطدم مقدماتها فى بعضها البعض وأوجد مكان لعرفه يسع لسيارتين ولكن هيهات فقد ظل عرفة يحاول أإن يصف السياره ما يقرب من نصف ساعة وتسبب فى تعطيل حركة المرور اكثر من مرة وفى نهاية الأمر قد أصابه التوتر والعصبيه نتيجة لصوت أبواق السيارات المرتفع وقرر أن يعود للخلف مسرعا ((مارشدير)) وحدث ما كنت أخشاه وسمعنا صوت (( طاااااااااااااااخ)))



وأحتضن عرفة السيارة التي تقف خلفه وبدأ يسرى فى العويل والصراخ .



حينما اصطدمت سيارة عرفه بالسيارة التى تقف خلفه تجمع كالعاده العديد من الأشخاص خاصة رواد كشك ابو شيماء ومكتبى تصوير امل وسميه المقابلين للكليه تماما وهبط الهالوتى من السيارة ليرى نتيجة الأصطدام ، و كل هذا يحدث وأنا اقف يجوار السياره التى صدمها الهالوتى واتفحصها و ساورنى الشك بوجود سابق معرفه بينى وبين تلك السياره وبدأت الصوره تتضح أمامى ، حينما نظرت بداخلها قد تأكدت تماما من هواجسى وقبل أن اتحدث سبقنى يسرى وهو يصرخ فى الهالوتى قائلا: (( ياااخرااابى ملقتش غير ده وتخبطة نهارى اسود))



فقال عرفه فى غضب: (( ماتهمد ياعم أنت وبطل تصرخ كيف الحريم اكده فرجت علينا الناس خلاص انا هصلحه اسكت بقى ))



فقلت بهدوء وأنا اخاطب الجميع : (( بس يا يسرى خلاص يااخونا كل واحد يشوف مصلحتة دى عربية واحد صاحبنا ))



فتفرق الناس ووجدت أحمد طارق يقترب فقلت له مبادرا قبل أن يبدا سخرية : (( اركن عربية هالوتى عدل الأول وبعدين استظرف ))



وحاول يسرى منعه قائلا : (( لالا لما ييجى صاحب العربيه اللى خبطوها عشان يشوف أنا ماليش دعوه))



فقال أحمد طارق بصوت مرتفع مخاطبا يسرى: (( وأنت مال اهلك مقلنالك احنا صحاب فى بعض اخرج منها يايسرى وبطل بقى رخامتك دى))



وقام أحمد بصف السيارة جيدا ثم قال عرفه : (( صاحبنا مين هى العربية دى بتاعت مين يا قطب))



فقال أحمد طارق فى تهكم : (( دى بتاعت اللى هيفرج عليك الكلية اكتر مايسرى عمل هههههه))



فقلت فى استياء: (( دى بتاعت اشقر ياعرفة ))



فحدق الهالوتى فى ثم تخلص من دهشتة وقال: (( يانهار اسود ده مش هيفرج عليا الكلية بس ده مش بعيد يخبطنى بالعربية ------- وبعدين بقى ))



فقال طارق مداعبا : (( بس هى الخبطة مش جامده قوى الاكصدام وقع والشبكة اتكسرت والفانوس اتشرخ بس))



فقلت لهما : (( أنت تطلع تحضر وملكش دعوه – وأنت ياأحمد ادخل قول لاشقر قطب عايزك برة ))



وبعد شد وجذب ورفض استسلم الهالوتى لفكرتى ودخلا الكلية سويا وماهى الا لحظات ووجدت اشقر يخرج بصحبة أحمد وهو يقول بصوته المرتفع وهو فى منتصف الشارع: ((( صباااااااااح الفل يااااشقيق أيه الحكايه ياعم أنت مممنوع من دخول الكلية ولا أيه ))



وحينما اقترب قال محدثا نفسة وهو ينظر لسيارته: (( أيه ده عربيتى دى – اه عربيى )) ثم حدق فى الاكصدام ومقدمة السيارة ثم قال : (( يا نهار ابوك اسود ياايسرى ده أنا هطلع ........ ))



وقبل أن يكمل قلت له : (( أنا اللى خبطك ياعم-- يسرى مالوش دعوه ))



فنظرا الى مستفهما فاكملت : (( ما فيش هالوتى جاب عربية فقلتلة هات اركنها فخطبتك بس كده ))



وهم بالحديث ولكن يسرى جاء مسرعا وهو يقول بعلو صوته : (( أنا ماليش دعوه يا ااشقر بيه ده الاستاذ عرفه اللى خبطهالك ))



فقلت محدثا يسرى : (( مالكش دعوة وامشى من هنا يايسرى ))



فقال اشقر وهو يحدثنى فى نفاذ صبر: (( قطب أيه الحكايه أنت ولا عرفة اللى خبطتنى ))



فقلت فى هدوء : (( أنا اللى خبطك ياعم ده هو افتكر عرفه عشان عربيته ومن غير بقى قلة ادب ونلم علينا الناس خدلك سيجارة حمرا كده وبراحة وكل حاجة هتتظبط ))



ثم قلت لأحمد : (( ما طلع ياعم سيجارتين بدل ماأنت واقف كده )) فاخرج العلبة واشعلنا السجائر ونفثنا الدخان فى الهواء بشده ونحن فى حالة ضيق وحنق ثم اخذنا فى تفحص السيارة جيدا .



كل هذا وأنا اشعر بالاشقر كالبركان الذى يريد الأنفجار ويسيطر على نفسة بصعوبه خشية أن يتفوه بكلمات تتسبب فى مشاكل بيننا فقد كانت العلاقة بيننا قوية لذا اثرت على نفسى تحمل المسئولية لأننى اعرف أنه سيتمالك نفسة عندما يعرف أنننى المتسبب و لأمتص غضبة ولا تحدث مشاكل بينه وبين عرفه .



ودلفنا الى الكلية وحيث أننا نتحين الفرص لكى لا ندخل المحاضرات لذا فاتخذنا من حادث التصادم زريعه لكى لا ندخل وبما أن أصدقائنا مثلنا فلم يحضر احد تضامنا معنا وجلسنا فى الكلية جميعا ننعم بيوم من الفشل وعدم المسئوليه



فبادرنى الشال قائلا: (( هو أنت بتعرف تسوق يا قطب ؟؟؟))



ويبدو أن الاشقر تنبه الأن لما غاب عن ذهنه فقال صائحا : (( ايوه صح أنت ما بتعرفش تسوق اصلا يبقى ازاى أنت اللى خبطنى أنت كدااااااب يا قطب ))



فقلت منفعلا : (( كداب ؟؟؟ -- أيه كداب دى – أنت بتهرج يااشقر قال كداب قال ))



فقال ماجد مندهشا : (( فى أيه ياعم مالك اتنرفزت لية امال لو كان شتمك بجد كنت عملت أيه ))



فاجبته: (( يشتمنى ياعم بس مايقوليش كداب ؟؟؟))



فقال عبدالعظيم : (( اشمعنى يعنى ؟؟ ))



فقلت متلعثما : (( معرفش بس كداب كلمة تنحة كده تخيل واحد بيقولك بكل برود أنت كداب يا نهار اسود ده لو كان شتمنى ارحم ياعم – كداااب أنا يتقلى كداب))



ثم اكملت فى برود: ((طبعا مش بعرف اسوق مهو أنا لو بعرف ما كنتش خبطك يا غبى ، أنا اتعلمتلى حركتين كده اطلع وارجع وعملت ابو العريف وقلت لهالوتى هات اركنهالك بس فلبست فيك ، ايه يعنى مجرد كبوه ))



فقال اشقر وهو يكتم غيظة: (( مين بقى اللى بيحرق دم مين قال كبوة قال ، يعنى اركن العربية عروسة اطلع الاقيها دايسها قطر وتقولى كبوه ))



فقال معطى بخبث : (( لالا ياقطب مالكش حق تعمل كده ابدا وبعدين الهالوتى غلطان أنه يسيبك تسوق عربيته وبعدين الاشقر ذنبه أيه فى القصة دى ))



فقاطعه الحج هرم قائلا: (( أيه يااخونا ماكنش اكصدام وقع وشبكة اتكسرت يعنى --- نازلين فى الواد تقطيم ولا ياهمك ياريس متقلقوش واحنا مروحين هخدكم عند واد ميكانيكى صديقى بنضرب سوا يظبطهالك يااشقر ولا يكون عندك فكر))



فقال ماجد مخاطبا الحج: (( أوعى تقولى الواد سعيد شاسيه ))



فقال الحج موافقا: (( ايوووووه ، ده واد دماغة عالية وهيخليلك العربية عروسة ))



فقال ماجد ساخرا: (( عالية أيه ياعم ده مش بعيد يركب المروحة قدام الشبكة ده مسطول على طول ولا طريقة كلامة تحس أنه مكسل يطلع الكلمة ))



فقال الهرم مدافعا: (( حرام عليك ياعم ده واد عبقرى بس هو مابيحبش يتكلم عن نفسة كتير هههههه ))



وهنا اقترب الهالوتى قادما من أتجاه قسم زخرفه وهو يقول : (( سلاموا عليكوا ))



فبادرة معطى قائلا: (( ازيك يا نجم حد يسيب واحد مابيعرفش يسوق يركنله عربيته ويخبط عربيات الناس ))



فقال عرفة فى اندهاش مصطنع وهو يخاطبنى : (( أيه ده هو أنت مبتعرفش تسوق يا قطب ))



فقلت وأنا ابتسم: (( بعرف ياغالى بس تقريبا جيت اطلع لقدام رجعت لورا فخبط عربية الاشقر))



فقال فى أندهاش كاذب: ((( يا نهااار وبعدين عربية الاشقر حصلها حاجة ))



فقال ماجد متشككاا: (( أيه ياعم البرود بتاعك ده بتتكلم عادى كده ولا سالت على عربيتك ولا اى حاجة أنت لاقيها فى الشارع يا أبنى ))



فقال الهالوتى متسامحا: (( ياعم فى داهية العربية فدا قطب وعلى العموم عربية الاشقر أنا متكفل بيها هتتصلح وترجع عروسة ))



فنظر الية اشقر نظرة تنم عن الأمتعاض وقال فى حنق: (( اجرى يلا من هنا حد قالك أنى بقبل العوض وبعدين ماتعملش نفسك اجدع منى ))



فقال الهالوتى فى عدم مبالاه: (( خلاص براحتك اصلى شايفك زعلان وشايفكم عاملين مؤتمر فقلت اريحكم ))



ثم التفت الى وقال : (( ها يا قطب وسعديه حصلها حاجه ))



فقلت فى براءه: (( لالا سعديه كويسه وش الفنوس اللى ورا بس اتكسر حاجة بتاعت 7 جنيه كده ))



فقال مينا متفاخرا : (( ده 7 جنيه كتير كمان هى دى حلاوة العربيات اللى ذى بتاعتنا مش تقولى هيونداى ولانوس وأوبل وحاجات الخنافس دى اللى تتلمس بس تجيب لصاحبها الكفيه أنا رئى تبيع الهيونداى بتاعتك ياااشقر وتجيب حتة 28 ))



فقال اشقر بنفاذ صبر: (( اللهم طولك ياروح يأولاد ال........ ماكل واحد يلم لسانه ويخليه فى حاله ))



فكف الجميع حديث عن هذا الامر واخذ الحديث منحنى اخر وتحركت أنا وأحمد طارق والهالوتى بعيدا ثم قال هالوتى لى وهو متذمر: (( ااأنى مش جبان ياقطب وأنت مش اجدع منى عشان تتحمل ده كلة وأنى واقف اتفرج ))



فقال طارق: (( ما خلاص ياعرفة الموضوع أنتهى وقطب لبسها وعدت على خير وخلصنا اى كلام يبقى مالوش لازمه ))



واثناء سيرنا قابلنا صديقتنا سماح وخطيبة أحمد طارق فقالت وهى تضحك بشده : (( ازيك يا قطب يا موكوس كده تخبط عربية الواد وتكسرهاله مش حرام عليك ))



فقال الهالوتى فى غضب: (( اتفرج ياعم ملحقناش والكلية كلها عرفت وكلة هيستلمك تريقه ))



فأمسكت يده وأن اخاطب سماح مبتسما : (( هههههههه حد قالة يركن ورايا ماهو اللى غلطان ))



فقالت فى مرح وهى تخاطب خطيبها: (( وأنت يامنيل كنت واقف بتعمل معاهم أيه بره ، أنت مالك ومال الأوباش دول ))



فقال أحمد : (( شفقتا بيهم مش اكتر خفت اشقر يضرب قطب ولا حاجه فقلت أنقذه ))



فقالت مداعبه : (( اه بس ياريت متخطلتش بيهم كتير احسن يبوظوا اخلاقك ))



فقلت ساخرا : (( ايون صح خلى بالك منه احسن العيال الوحشة تضحك علية ويرجعوه لعقله ويكتشف الجريمة اللى ارتكبها فى حق نفسة ))



فقالت فى لهفه : (( قولى بسرعة يا واد يا قطب جريمة أيه ؟؟ ))



فأبتسمنا جميعا وأكملت مجيبا : (( أنه خطبك يا غزال ))



فاصابها خيبة الامل وقالت فى عناد الأنثى: (( لا وعلى أيه احنا لسة فيها خدوة مش عااايزاه ))



فقال أحمد بتملق : (( كده يا موحة واهون عليكى ))



فأجابت بوداعه: (( لا يا مودى بس شوفت صحابك عايزين يوقعوا بينا ازززاى عشان لما اقولك دول أوباش وابعد عنهم تصدقنى ))



وهنا قال عرفه: (( احم حم اه احنا كده بقى شكلنا وحش ومابقاش لينا مكان يلا بينا ياعم قطب ))



فتركناهما واكملنا سيرنا حول الكلية وعند المكتبه وجدنا مجموعه من صديقاتنا جالسات فقلت لعرفة : ((تعالى نسلم ياعم على نرمين وسلمى وملك والبنات ))



فقال : (( طب أنا هروح اجيب حاجة من عند قسم زجاج وهرجعلك )) وتركنى ومضى



***********************************



-12-



حينما تركنى عرفه أقتربت منهن وجلست معهن نتجاذب اطراف الحديث ونتحدث عن الحادث الذى اصبح حديث من يعرفنى ومن لايعرفنى فهذه هى كليتنا تنتشر فيها الاخبار كانتشار النار فى الهشيم كما أن جلسات النميمة تعتبر سمه مميزه لجلسات الكليه .



واثناء جلوسى معهن لمحت باكينام تقف مع شاب يبدو من ملامحه أنة غريب عن الكلية وقد يتسأل البعض لما ساورنى ذلك الاحساسس والاجابه بسيطه



[ولاد تطبيقية ليهم سحن كده مميزه يا تلاقيه لابس بالطو يا واخد ضربة فرشه فى وشه يا شعرة طويل يا ماسك بلتة الوأن يا ماسك شاسيه يا مركب قلم رصاص فوق ودنه من ساعة محاضرة التصميم ونسي يا ماسك سندوتش بيفترسه ولا اطفال الشوارع من كتر الجوع وعشان يلحق محاضرة الدكتور فلا ن يا بيضرب كباية شاى من عند عم محمد يا بيصرخ ويقول أشكو إليك وهو يبتهل الى الله لكى يتخلص من معيد ]



[أما هذا الشااب فيبدو انه يستحم كثيرا وكنت على يقيين أننى لو أقتربت منه كانت هتبقى رحته حلوة بعيدا تماما عن ريحة ألوان التلنز أو الغرا الأبيض] لذا ومما سلف ذكره ساورنى شعور بالشك .



ولا أخفى عليكم قد تملكنى الفضول خصوصا بعد أن شاهدتهم فى حالة من الأنسجام التام ويبدو أن الشاب لطيف وخفيف الظل لأن باكينام كانت فى هستيرية من الضحك وأثناء ذلك لمحت عرفة قادم وتوجست خيفة من أن يشاهدهما ويحدث ما لايحمد عقباه فقابلتة فى منتصف الطريق وقلت له .



((( تعالى نمشى من قدام خزف كنت عايز ابص على الولا محمد حسين مختفى بقاله يومين احسن يكون غرق فى حوض الطين ولا حاجه ))



فوافق وفعلا غيرت طريقه وسلكنا طريق المسجد مرورا الى خزف ومن ثم يسارا الى نحت ثم الدخول فى النفق ثم الخروج لساحة الكلية من الجهة الاخرى وحمدت الله أنه لم يشاهدهما ووقفنا مع اصدقائنا الى أن قال احدهم بخبث واضح مخاطبا هالوتى : (( هو اللى واقف مع باكينام عند الكافيتريا ده اخوها ولا أيه يا عرفه ؟ ))



فقال عرفه متسائلا : (( هما فين دول ؟؟ ))



فقال نفس الصديق وهو يشير باتجاههما : (( هناك اهم ؟؟؟))



فألتفت الجميع فى الاتجاه الذى يشير إليه هذا الصديق السىء إلا أنا ، فكنت أنظر على ملامح هالوتى وبالفعل تغيرت ملامحة ونفض العرق الذى ينفض عند الغضب ليس فقط لأنه وجد باكينام تقف مع شخص ولكنه فى لحظة النظر وجدهما يضحكان بشده وأيديهما تتصافح بصوره عفويه ولا إراديه كعاده تحدث بين الاصدقاء الحميميين حينما يضحكون بشده .



فتحرك ببطىء فى اتجاههما وهو يقول: (( عن اذنكم ))



فقال جمال فى أذنى : (( روح معاه يا قطب ده غبى ووممكن يعمل مصيبه ))



فنظرت الى صديق السوء اياه نظرة اشمئزاز وقلت له: (( على فكرة أنت عيل من جوه مش نضيف ))



فقال مدعيا البراءه : (( ليه بس يا قطب أنا عمت أيه ؟؟؟ ))



فأشحت بوجهى عنه وغادرت لألحق بعرفه وحينما وصلنا اليهما قال عرفه بهدوء : (( سلامو عليكم ))



فرد الشاب بأسلوب بارد : (( وعليكم السلام اى خدمه ))



فقلت ببرود مماثل : (( لا منستغناش يا اا ......))



ثم قلت لباكينام : (( مش تعرفينا بالا خ))



فقالت فى ارتباك : (( ده شادى ))



فقال عرفه وهو ينظر اليها : (( شادى مين ؟؟؟))



فقال شادى بتحفز وسخافه : (( وأنت مالك ؟؟ - أنت اللى مين وبتسأل كتير ليه ؟؟ ))



فقالت باكينام فى سرعة وارتباك : (( ده عرفة ياشادى))



فصمت قليلا ثم قال باسلوب استفزازى: (( اه عرفه اهلا ))



فتحركت بسرعه ووقفت بين عرفه وشادى تحسبا لأن ينفعل عرفة وتحدث كارثه وفهم عرفه مغزى تحركى فنظر الى باكينام وقال: (( واضح أن البيه يعرفنى كويس مش واجب بقى اعرف ده يبقى مين ))



فقالت فى ارتباك: (( ده شادى صاحبنا من النادى وكان جنب الكلية فقال يعدى يسلم عليا بس ))



ويبدو أن شادى هذا يتمتع بقدر كبير من السماجه فاكمل على كلامها قائلا: (( ولو خلصت كلية هنخرج عشان عزمها على الغداء ده لو مكنش عندك مانع)) حينما قال الجزء الاخير تحركت من بينهما فقد استفززت بشكل جعلنى ارغب أن يقتله هالوتى .



ولكن عرفه فاجئنى حينما قال فى هدوء: (( لا معنديش مانع خالص براحتكم ))



فقالت باكينام وهى تنظر فى الارض: (( لالا غداء أيه يا شادى احنا ماتفقناش على كده ))



فقال شادى بأسلوب جعلنى اشك فى نواياه: (( لا لا يا باكى أنا لازم اردلك عزومة الاسبوع اللى فاتت بتاعت بكين ))



فاحمر وجه باكينام ونظرت الية نظرة معاتبه لم تخفى علينا فقال عرفه مخاطبا شادى: (( أنت معاك عربية ياشادى بيه ))



فابتسم فى زهو وقال : (( ايوة طبعا ))



فقال عرفه : (( طب كويس حضرتك تطلع تستنى فى عربيتك وأوعدك أنى مش هخليها تتاخر عليك ))



فقال شادى فى استعلاء : (( نعم أنت مين عشان تقولى اطلع ولا مطلعش ))



فقلت وأنا اداعب علبة سجائر ملقاه على الارض وأنظر اليها : (( مهو أنت لو مطلعتش بمزاجك هيبقى قدامك حل من 2 شايف شلة العيال اللى هناك دول ممكن اخليهم يشلوك ونرميك بره وساعتها برستيجك هيروح والحل التأنى أنى افترى عليك واتلكككلك واجبلك الامن وساعتها هيطردوك برة وبرده برستيجك هيتبعتر ده بالاضافة أنك هتتسبب فى مشاكل لباكينام قلت أيه؟ )) قلت الجزء الاخير وأنا ارفع عينى فى عينه بتحد واضح .



فرد فى ارتباك : (( أيه يعنى بلطجة؟؟ ))



فابتسمت وقلت ببرود: (( اللى تشوفه ))



فقالت باكينام فى عصبية: (( اخرج ياشادى أنا مش عايزة مشاكل ويا ريت تروح أنا مش رايحة معاك مكان))



فقال فى برود وسماجه: (( طيب يا باكى اشوفك بقى بليل باى باى ))



فهممت بالرحيل خلفه الا أن عرفة امسك معصمى وقال فى حده : (( استنى ))



ثم قال لباكينام : (( من غير كلام كتير مين ده وأيه علاقتك بيه ))



فقالت فى عصبية وعناد: (( أنت بتكلمنى ازاى كده وبعدين قطب يستنى ليه وفيها أيه يعنى واحد من صحابى بتوع النادى جه يزورنى فى الكليه))



فقال : (( بس أنا ماكنتش اعرف أن معارفك من النادى اسمهم صحابك وماكنتش اعرف أنك بتعزميهم برة من غير ما اعرف وماكنتش اعرف أنكو بتعدوا على بعض بليل ))



فقالت فى مكابرة: (( اديك عرفت وبعدين كفايه تخلف بقى وشغل صعايده أنت هنا فى كايرو وأنا مش جايه من ورا الجاموسه ،أنا باكينام ، ولازم تبقى واثق فيا اكتر من كده وبعدين أنا حره ))



قال وهو يبتسم ابتسامة ضيق : (( تخلف ؟ ومن ورا الجاموسه ؟ الله يكرم اصلك يظهر أنى كنت غلطان لما فكرت أنك ممكن تتغيرى وتفهمى الحياه وتفهمى الاصول عمر ما كانت الاصول والعيب والصح و الغلط تخلف ولا كان الأنحلال والاختلاط حداثه أنتى فاهمة الحرية غلط يا ينتى ))



فقالت بصورة مفاجئه بحده شديده : (( أنا زهقت بقى من مثاليتك دى زهقت من عقلك ده كل الناس بتحبك كل الناس شايفاك عاقل كل الناس شايفاك صح عايزه اسافر لوحدى تقول لا عايزة اروح ديسكو برده لا ولما تروح معايا حفلات مترداش ترقص ولا نسهر ولا تندمج معاهم ،مفيش حاجة مجنونه مفيش حاجة جديده ))



ثم اقتربت منه اكثر وقالت بغضب: (( زهقت من طيبتك اللى بتوصل للسذاجة وكمان أنت بتسمح للناس تاخد عليك وتهزر معاك بسهوله قوى متواضع زياده عن اللزوم أنت شخص ماينفعش يكون موجود دلوقتى اللى زيك أنقرضوا وماينفعش يعيشوا فى العصر بتاعنا اى واحد فى وضع عيلتك وفى نص امكانياتك كان لازم يبقى حاجة تأنية خالص ))



فنظر اليها طويلا ويبدو أنه كان يثبر اغوارها يريد أن يرى ما يعتمل فى نفسها وما تخفيه وراء تلك الكلمات الجافه الشديده اللهجة .



فقطعت صمتهما قائلا : (( وحدوا الله يااخونا امشى ياباكينام شوفى اللى وراكى وتعالى أنت معايا ياعرفه ))



فقالت فى وقاحة وعصبية: (( وأنت مالك ))



فقلت فى حده: (( لا ليا كتير أنتوا مع بعض بسسببى أنتى جبتينى وقلتيلى أنا بحبه وهو قالى أنه بيحيك أنا اللى عملت منكم قصة فمش أنا اللى يتقلى أنت مالك بس يظهر أنى كنت مخدوع فيكى --أيه أنت متواضع وأيه طيب وأيه عايزه تسافرى وأيه عايزه ترقصى وأيه الناس بتحبك ، ملقوش فى الورد عيب قالوا يا أحمر الخدين ده كلام واحده بتتلكك وبتخلق مشاكل أو بنت هايفة ومغرورة ومتستهلش نضيع وقت معاها أنا ماشى ))



فقال عرفة وهو يمسك يدى: (( استنى يا قطب أنا ماشى معاك ))



ثم أكمل وهو ينظر اليها بحزن وأسى : ((خلى بالك على نفسك من نفسك ياباكينام ياخساره – بجد خساره ))



فقالت فى تحد: (( أنا مخسرتش حاجه أنت اللى هتندم عليا ))



فقال بهدوء: (( فعلا الخساره ليا وأنا اللى هندم بس مش عليكى هندم على الوقت هندم على دمك اللى بيجرى فى عروقى هندم على مشاعرى هندم على الصوره الجميله اللى رسمتهالك هندم على المعنى الحلو اللى فى كلمة بحبك هندم على كلامك اللى صدقته فعلا ياباكينام هندم على حاجات كتير ))



وتحركنا فى اتجاة باب الكليه وكان يبدوا علينا الضيق الشديد فاعترض ماجد طريقنا وهو يقول: (( فى أيه يااخونا ؟؟))



فلم يجيبه احد واثناء مرورنا قال عرفه لاشقر وكان يجلس : (( أنا اللى خبط عربيتك يا أشقر مش قطب))



فأنتفض اشقر من مكانه وقال فى عصبيه : (( والله كنت حاسس ، كده يا قطب بتشتغلنى ، أيه يعنى بتحور عليا كيس جوافة أنا ، ماشى يا قطب مش هعديهالك )) كان يقول تلك الكلمات وهو خلفنا فلم نقف فقد كان كل منا يصارع شعور مختلف هو كشخص مجروح ومطعون وغير مصدق وأنا كشاهد فقد اتزأنه وثقته فيما كان يراه



حينما خرجنا من باب الكلية وقفنا طويلا دون هدف أو مبرر ثم تحركنا يسارا فى اتجاة المساحه ثم توقفنا عند النافوره لنتذكر أن السيارة تقف بجوار الكشك فعدنا دون ان ننطق بأى كلمه ثم وقفنا امام السيارة ولم ندرى ماذا نفعل فجلسنا على مقدمة السياره أنا اجلس ووجهى فى اتجاة الأورمأن وهو يجلس ووجهة فى اتجاه الكليه وظللنا فترة هكذا وعلى مايبدو أن كل منا كانت تمر امامة الاحداث فى بانورما طويله لعل احدنا يصل لسبب لما حدث وظللنا على تلك الحالة حتى جاء يسرى السائس وقال :



: (( أيه يا بهوات هو فى حاجة – هو أنتوا مروحين ولا قاعدين ؟؟؟))



فقلت وأنا اهمهم : (( اه هنروح – يلا يا عرفه ))



وركبنا السيارة فنظرت لعرفة فوجدته فى ملكوت اخر ويبدواعلى ملامحه الضيق الشديد فقلت له قبل أن يدير المحرك: (( استنى ياعرفة أنت مش هتعرف تسوق كده ))



فقال وملامحة لاتحمل اى تعبير: (( طب هنعمل أيه أنت مابتعرفش تسوق ))



فلم اجيبه ولكنى اتصلت برقم من الموبيل وقلت: (( ايوة يا ميدا أنت فين ؟؟ أنت معاك عربيتك ؟؟ طيب وراك حاجة ولا ممكن تروح ؟؟ قشطه طب اطلعلنا برة عند الكشك هتلاقى فيورا حمرا بتاعت هالوتى تعالى روح معانا وعشان تسوق أحسن عرفه تعبان ))



وفى لحظات كنا فى طريقنا الى كوبرى اكتوبر اجلس فى الأمام بجوار ميدا وعرفه يجلس فى المقعد الخلفى دون أن ينطق احدنا بأى كلمه



فقال ميدا مداعبا: (( وحدددددددوه فى أيه يا جدعان كل واحد فيكوا لابس وش كلب ليه مالكم ))



فقلنا فى نفس واحد: (( لا اله الا الله- لا مفيش حاجة ))



ووصلنا لمنزل عرفة فأوقفنا السيارة وقلت مخاطبا عرفه: (( عايزنى اطلع معاك ؟؟ ))



فقال : (( لا أنا كويس بس اتفضلوا خدوا واجبكم ))



فقال ميدا: (( لا ياعم أنت شكلك مضايق واحسن نسيبك لوحدك ))



وودعناه واكملنا طريقنا سيرا على الاقدام فقال ميدا: ((( صحيح هالوتى وباكينام سابوا بعض ؟؟ ))



فقلت مندهش: (( هى الكلية لحقت تطلع اشاعات ))



فقال فى تأثر: (( أنت عارف كليتنا وبعدين باكينام هى اللى قالت لما ملك بتسألها فى أيه قالتلها أنا وعرفه سيبنا بعض ، بس بينى وبينك يا قطب خساره بجد ده محدش مصدق ))



فقلت فى حزن : (( محدش عارف النصيب فين ؟؟؟ ))



***********************************



أنتهى الطريق وودعت ميدا وصعدت الى المنزل ، ودلفت لغرفتى واغلقت الباب خلفى ولم أشعل الإضاءه وجلست فى الظلام ومازلت استرجع فى ذهنى كل ما جمعنى بعرفه وباكينام واخرجنى من تلك الحالة تلك الطرقات على باب غرفتى فقلت : (( ادخل ))



وكانت والدتى فقالت وهى تضىء الغرفة: (( أيه ياأحمد قاعد فى الضلمه لية ؟ ))



فقلت وأنا اعتدل فى جلستى : (( احم ، لا مفيش مضايق بس شوية ))



فاقتربت وعيناها تتفحصنى وملامحها تنبىء بالأندهاش: (( أيه مالك اتحرمت من دخول امتحان ، ولا اتخانقت مع دكتور وهيسقطك—ولا يمكن زعلان على فلسطين واللى بيحصل فيها ))



فقلت فى استياء: (( ماما أنا مش ناقص تريقه ))



فقالت فى هدوء: (( أنا مبتريقش اصل الحالة اللى أنتى فيها دى يعنى فى مصيبة حصلت ومفتكرش فى حاجة تستاهل غير كده ))



فقلت ممتعضا : (( بس فى حاجات فى الدنيا ممكن الناس تشوفها هايفة بس تضايق وتحرق كمان ))



فأومأت برأسها موافقه وقالت : (( طبعا فى بس متخلناش نقعد كده ونقفل على نفسنا الأوده ونكتئب ، المفروض نواجها ونعديها ونحاول أنها متتكررش ))



فقلت موافقا: (( عندك حق ))



فقالت بفضول الأنثى: (( يلا اقول بقى أيه الموضوع؟؟؟؟؟؟ ))



فقلت : (( مفيش عرفة وباكينام سابوا بعض ))



فقالت فى أندهاش : (( مش ممكن – طب لية أيه اللى حصل؟؟؟ ))



فقلت وأنا بضرب كف على كف : (( مش عااااااارف ))



فقالت : (( وعرفه فين دلوقتى ؟؟ ))



فقلت : (( فى البيت عايز يقعد لوحده شويه))



فقالت فى هدوء عجيب : (( طيب ))



فشعرت بالحنق من رد فعلها فقلت : (( طيب ايه ؟ هو أنا بحكيلك عشان تقوليلى طيب ))



فقالت وهى تبتسم : (( تفتكر فى حد بيتجوز غير مراته أو واحده بتتجوز غير اللى هو نصيبها ))



ففكرت برهه ثم قلت : (( لااا ) ثم أكملت : ( بس المشاعر والاحلام مبتتقاسش كده والخيانه والغدر بيجرحوا ))



فقالت بحكمه ورحابة صدر : (( بص يابنى ماترميش تهم فى ساعة غضب وتقول غدر وخيانه محدش عارف فى أيه ؟؟ بس تأكد لو المشاعر دى غرضها وجه الله وتكوين اسرة والوصول للحلال اللى هو الجواز صدقنى ربنا هيساعدهم ويخليهم يجتازوا اى حاجة اما لو كان شىء تأنى يبقى هما خسروا دنيا واخره ))



واكملت مغيره دفت الحديث قائله : (( وخلاص قوم يلا خد دش عشان عندى ليك خبر كويس ))



فقلت مازحا : (( استحمى ليه؟؟ هو احانا جيلنا ضيوف ))



فقالت فى استياء: (( لا يا خفيف هتروح تجيب بابا من المطااااااار ))



فقفزت فرحا قائلا: (( أنتى بتتكلمى جد وحياة ابوكى ))



فقالت فى ابتسامة تغلفها الجديه: (( ووووووولد ))



فقلت وأنا اتلعثم : (( اسف اسف بس المفاجأه والخبر جامد ، ها جى فى طياررة الساعة كام ؟ ))



فنظرت الى ساعة الحائط وقالت : (( بعد ساعة ونص من دلوقتى ))



وكان يعنى هذا تمام الخامسة ، وبالفعل فى لمح البصر كنت امسك بالموبيل واحدث جيمى قائلا : (( ايوة ياغالى أنت فين؟؟ ، طب قشطة خلص أكلك بسرعه وتعالى عدى عليا ، لا هتيجى عشان هنطلع المطار ، ايون هيوصل انهارده ،والله ماكنتش عارف ماما لسة قايلالى حالا ، قشطه يلا مستنيك ))



واثناء وقوفنا فى صالة الوصول بمطار القاهرة قال جيمى : (( بس ابوك طول المرة دى يلا يا قطب ده بقالوا كتير قوى أنا فاكر وصلناه فى إعدادى باين ))



فقلت موافقا : (( اه يظهر والله واعلم أنه بيرتاح من وشنا ))



فقال جمال : (( ولا مممكن يبقى متجوز هناك ويكون مخلف اقطاب صغيرين وأنتوا متعرفوش ))



فقلت مفكرا : (( تصدق ممكن ، وعلى العموم يلا خلى الراجل يعيش حياته ))



وبدأ الركاب فى الخروج من الصاله وتأخر ابى فى الخروج فقال جمال مداعبا : (( ولا يا قطب أنت عارف شكله احسن يكون خرج ومخدناش بالنا ))



فقلت فى تزمر: (( بقولك ابويا ياعم طبعا عارف شكلة )) ثم اخرجت صورة من جيب القميص وقلت مازحا


: (( اهوه كمان جايب له صورة احتياطى ))



فنظر جمال للصورة ونظر الى واخذتنا هيسترية ضحك وفى تلك الاثناء خرج ابى وبعد السلام والترحيب وبعض القفشات من ابى ومن جيمى وصلنا لمنزلنا وصعد ابى وأنتظرت مع جمال قليلا فقال : (( بقولك أيه يلا ، هتعرف تخرج بليل ولا أيه النظام ؟؟؟ ))



فقلت فى استياء: (( اخرج أيه ياعم ده أنا مش بعيد أنام من العشاء ابويا جه والاحكام العرفيه هتشتغل والباب يتقفل الساعه 11 ونتغطى كويس واحنا نيميين ))



فقال جمال : ((أخ يييييي اهو ده عيبه بقى ، على العموم متقلقش هشوفلك صرفه ، يلا سلام وحمدالله على سلامة عمو ))



وفى المساء حدثنى جمال : (( ايوه يا قطب مش خارج ))



(( لالا قاعد مع ابويا أنهارده ))



(( طب الولا هالوتى مفيش اخبار عنه ))



(( لالا سيبه لوحده أنهارده حالته زى الزفت ))



(( طب واللى يخرجهولك من الحالة دى ))



(( ايدى على كتفك بس ازاى ))



(( بكره أنا مش رايح الكليه رايح لممدوح اللى بيعملى قوالب الجبس ، تيجى معايا وناخد عرفه هما نص ساعه مع ممدوح وينسى اهله ))



(( قشطة ياغالى هتعدى عليا امتى ))



ثم اكملت بعد سماع رده : (( حلو تمام هستناك على عشره ))



وفى صباح اليوم التالى كنا فى الطريق لورشة ممدوح بمصر القديمه وقد استطعنا أقناع الهلوتى بالقدوم معنا بعد عناء وحينما وصلنا للمكان وهو عبارة عن منزل قديم نسبيا اسفلة يوجد محل كالكهف وتزين واجهته أعمال الجبس وتماثيل الجبس وكانت المنطقة المحيطة عبارة عن مقابر



وحينما خطونا داخل المحل وجدنا رجل فى أواخر الثلاثينات من عمره يجلس على طاوله فى منتصف المحل وأمامه ((جوزه)) وكان منهمك فى أشعال الفحم ورص الحجاره وعندما لمحنا قال وعينية لم تغادر المعسل



(( اهلا اهلا بزينة تلاميذ كليات الفنون ، اهلا بمحمد بيه وصحبته ))



فقال جمال بأسلوب مبتذل : (( أيه ياا ممدوح ينفع كده يعنى قاعد بتتسطل وسايب القوالب ماتفوء ياعم ))



فقال ممدوح بعينين نصف مغمضتين: (( عيب ياجدع امتقولش كده ولا يا سفروت قوالب محمد بيه يلا ))



فخرج طفل يرتدى مريله ويمسك فى يده نصف قالب قائلا : (( بنبيضها وبنزنجفها يامعلم ))



فقال ممدوح وهو يرفع يديه ببراءه : (( شوفت بقى اهو بيزنجفهالك اهوهه عشان متقولش (ممدوح لميتد) حرمك من حاجة ))



ثم اكمل وهو يصيح فى الفراغ : (( كراسى للبهوات يلاااااااا ))



فأحضر ذلك الطفل ثلاث صفائح ثم قلبهم ووضع فوقهم ورق كراتين وقال : (( اتفضلوا يابهوات ))



فجلسنا ونظر الينا ممدوح متفحصا والجوزة فى فمه ثم اشار نحوى وفى يده ماشة الفحم: (( الاخ ده أنا شفته بتاع 6 مرات معاك قبل كده بس حقيقتا مش فاكر أسمه ))



فقلت مبتسما : (( عيب عليك يا نندوح كده تنسى أول واحد قلك الحشيش حرام))



ففتح عينيه عن اخرهما ثم قال: ((( اااااااااايووووووه الشيخ قطب أ زيك يا مولانا مابتجيش ليه مش تبقى تيجى وبعدين أنا زعلان منك من ساعة ماقولتلى الخبر ده لأنى مش مقتنع بيه ، أنا عمر ما حد قالى الحشيش حرام ))



ثم نظر الى عرفة وقال: (( سلامو قولوا من ربا رحيم مالك يا جدع شايل الدنيا على دماغك ومبوز كده ليه ، ماتشوفوا صاحبكم يا اخونا ده حتى فال وحش فى ساعة صبحيه كده والرزق بيتوزع ))



فقال عرفه ساخرا: (( اه صححيح واللى أنت بتشربة ده فال حلو ))



فقال ممدوح وهو يحرك يديه تعبيرا عن الأمتعاض: (( أنا مش فاهم أنتو مالكم ومال الحشيش زعلانين منه ليه مع أنه كله فوايد ، يعنى اقولك ادى احنا فيها اهوه لو خدتلك نفسين فى تلك اللحظه أتحداك أنك تفتكر أنت كنت زعلان من أيه ، يعنى اخر بهججه ودلع وبعدين دى نعمه وأنتوا بصراح كده بترفسوا النعمه ))



فقال جيمى: (( نعمه نقمه مش موضوعى أنا دااخل اشوف القوالب شكلك هتودينى فى داهيه يااممدوح ، ولا يا سفروت أنت فين ؟؟؟؟ ))



فقال ممدوح وهو يخاطب الجوزه: (( يرضيكى كده يا بتعه الاستاذ مش واثك (واثق) فينا ، يلا مش مهم كله لوجه الله))



ثم قال لعرفه بود: (( مالك يا استاااذ اااااا—الا أنت اسمك أيه صحيح ؟))



فرد الهالوتى فى اقتضاب: (( عرفه ))



فرد ممدوح بتلقائية: (( ربنا يوعدنا يا سيدى ونجمع سوا على جبل العرفه وربنا يكتبلنا نحج ونتوووووووب ))



فأبتسم عرفة: (( اسمه جبل عرفات مش العرفه ))



فرد ممدوح موافقا : (( اه ما أنا عارف بس دى غلطه لغويه وبعدين أنت هتمسكلى على الكلمه ولا أيه ))



فقلت : (( لا ياريس قول اللى يعجبك ))



فأكمل: (( ها والاستاذ بقى منين؟؟ ))



فرد عرفه: (( من قنا ))



فقال ممدوح : (( يااااساااتر يارب ربنا يجعل كلامنا خفيف عليكم ))



فابتسمت قائلا : (( ليه بس يا دوح حد منهم زعلك قبل كده ولا أيه))



فقال فى استياء: (( دول مابيتفهموش ياعم أغبيه جدا بعيد عنك تقول للواحد يمين يقولك شمال ولا لو دماغه تربست بتبقى لا مؤأخذه زى الجزمه القديمه ))



فقال عرفة متحفزا: (( ولا مؤاخذة لية خد راحتك ))



فقال ممدوح بقلق : (( أوعى تزعل منى يااستاذ أنا بس بقول اللى فى ضميرى على طول اصل أنتوا الصراحه دماغكم صغيره وبتأفشوا على طول ومابتتفهموش))



فقلت مبتسما: (( وهما لو دماغهم صغيره يااممدوح كان عرفه زمانه سايبك تشتم فيهم كده وبيضحك ))



فسكت برهة ثم سحب نفسين ورفع الحجر ثم قال وهو يضع حجر اخر: (( تصدق عندك حق أنا اسف ياافندى فعلا صوابع رجلك مش زى بعضها كل منطقه فيها وفيها ))



ثم اكمل : (( على العموم أنتوا نورتونى بس أنت شكلك فى موزه لامؤاخذه أدتك بمبه ونفضتلك صح ولا الحشيش ده مغشوش ))



فنظرنا الية بأندهاش وقال عرفة متسائلا : (( طب وأنت أيه خلاك تقول كده ؟؟ ))



فقال وهو بيعدل من وضعية الفحم فوق الحجر : (( تقدر تقول وجهة نظر فى الدنيا معظم مشاكل الشباب يا موزه مطرقعاله يا أبوة قارفه يا مش لاقى شغل ، وأنتوا لسه تلاميذ ، وأنت من قنا يعنى عايش لوحدك هنا ، يبقى مفضلش غير أن موزه منفضالك))



فقلت فى اعجاب: (( تصدق نظريه يااممدوووح ))



فصاح بزهو: (( طبعااااااااااا ياا مولانا خذ الحكمه من افواه المساطيل – اصل أنت لما بتتسطل بتشوف الدنيا من منظور تانى خالص وبيبقى ليك سخصيتك(شخصيتك) المستكله(المستقله) بالاضافه أن محدش يعرف يشتغلك خالص لأن أنت اساسا بتتزاول مع نفسك فاللى هيجى يزاولك هيتزاول هو ))



فقال عرفه ساخرا : (( يا ااااااسلام ))



فرد مؤكدا: (( طبعا ونصيحة من اخوك اللى أنت شايفه راجل مسطول وجاهل الدنيا دى زى واحده حلوة قوى لو جريت وراها تحلقلك ولو نفضتلها تجرى وراك لو حبتها هتذلك ولو مفكرتش فيها تعملك الف حساب ))



فقال عرفه : (( منطق بس أنت كده بتتكلم على الدنيا ))



فقال ممدوح بامتعاض وهو ينظر الى : (( مش بقولك اغبيا الصعايده دول ، مهو أنا بتكلم على الدنيا والست الحلوة واكيد اللى بتحبها واحده حلوه مش هتحب شيخ غفر ، يبقى اعمل اللى بقولك علية هتجرى وراك ))



فقا ل عرفه مبتسما: (( بس الموضوع مش كده يااممدوح وعلى العموم اشكرك على نصيحتك ))



فقال ممدوح وهو يضحك بصوت مرتفع: (( تشكرنى ههههههه ياصلاة النبى قال يشكرنى قال هههههههه تصدق أنا هجبلكم حاجه ساقعه عشان تشكرنى دى ولااا ياااسفروووت 3 ساقع بسرعة يلا ))




فقال الهالوتى: (( طب اما أنت حكيم كده وفاهم الدنيا والحياه ، فى حد يشرب الهباب ده على الصبح والناس بتقول يا فتاح ياعليم يا رزاق ياكريم ))



فضحك ممدوح ضحكه سوقيه وهو يقول: (( ده هو ميتشربش غير دلوقتى ياااستاذ عرفه ، قولى لية ؟ ))



فقال عرفه مجاريا اياه: (( ليه ؟ يا حكيم زمانك ))



فتبدلت لهجته فجأه واصبح اكثر جدية وهو يقول: (( عشان أعرف أتعامل مع البشر عشان اعرف ميضحكش عليا عشان أعمل عبيط ومسطول مع اللى عايزين يكلونى عشان أعرف أترجم الدنيا ماشيه ازاى عشان ماتخنقش وأمسك فى كل زبون قليل الادب عشان أبقى مهاود وباخد كل حاجة ضحك وأعرف أسايس الناس اللى مش طايقه بعضها بره عشان أستحمل اللى هيعملوا صحابكم لما يخرج بعد شويه يتخانق معايا ومش عاجبه الشغل عرفتوا ليه يا بهوات هو مايتشربش غير الصبح ))



فصمتنا قليلا ثم قلت : (( طب وبليل ))



فقال : (( حاشا وماشا لا بليل ده أنا مشربوش أبدا لا مؤاخذه بليل ده بتاع الجماعه و أنا راجل منظم وأعرف حقوق بيتى ، وبعدين نم مبكرا تستيقظ مبكرا تقضى وقتا لطيفا ))



فقال عرفه: (( ومتجوز كام واحده على كده ))



فضحك ثم اخذ يسعل بشده وقال : (( كام واحده ؟؟؟ هى واحده بس يا مؤمن فى حد عاقل يتجوز مره ويكررها ميعملش كده غير اللى بايع عمره ومقطع بطاقتة ولامؤاخذه مسطول بس مسطول حريم وربنا يكفينا شر دماغ الحريم ويخليلى أم فيروز ))



فقلت بود : (( أنت بنتك اسمها فيروز يا ممدوح ))



فقال نافيا : (( لا أنا معنديش بنات ، ههههه ولا حتى ولاد ))



فقال عرفه مندهشا : (( امال أيه ام فيروز دى ))



فأجاب ضاحكا : (( ده على أساس ما سوف يكون اه ما أنا ناوى اخلف بت وأسميها فيروز اصل أنا بحب اسمع فيروز قوى خصوصا وهى بتحكى عنها هى والواد شادى ))



فأجبت بتلقائيه : (( تقصد انا وشادى))



فحدق الهالوتى فى بعدما نطقت أسم الأغنيه وقد لاحظت ما يعتمل بداخله فقلت مداعبا فى محاوله لتغيير دفة الحديث : (( بس أنت طلعت رومانسى وحساس أهوه ))



فضحك ساخرا: (( الا رومانسى يا اخونا أنا كنت ديب كبير بس يلا بقى الواحد تاب على ايد الست ام فيروز عرفت تلجمنى صح مهو كل واحد مننا يااخونا حصان جامح وطول الوقت بيدور على اللجام بتاعه ))



فقال هالوتى: (( ياسلام على المعانى والمواعظ لالا أنت تحفة يا عم ممدوح ))



وهنا خرج جمال من الداخل وهو يقول صائحا : (( ينفع كده يعنى ياا ممدوح ده شغل ده أنت عايز تودينى فى داهيه ؟؟ ))



فنظر الينا ممدوح وهو يضحك غامزا بعينه وهو يقول : (( وحد الله يا أستاذ مالك بس زعلان ليه الشغل فى حاجه مكسوره ولا مشرخه ولا مش نضيفه ))



فقال جمال: (( هتستهبل ياامممدوح الشغل حلوووو قووووووى ))



فقال عرفه مندهشا : (( امال فى أيه يابنى زعلان ليه ؟ ))



فقال بضيق : (( لأنى لو رحت القسم بالشغل ده هروح فى داهيه وهيتعرف أنه معمول بره ))



فقال ممدوح بسعة صدر وهدوء عجيب : (( أنا اسف يا غالى معلش عندى دى ، هخربلك القوالب بااايدى ولا تضايق نفسك هو احنا عندنا اعز منك ))



ثم قال لنا قبل أن يدلف الى الداخل : (( صدقتوا كلامى بقى أنه مايتشربش غير الصبح ))



******************************************



منذ ذلك اليوم الذى كنا فيه عند ممدوح وقد أصبح الهالوتى اكثر تماسكا رغم نظرة الحزن التى دائما ما تتطل من عينيه الا أنه كان يبدع فى قسمه ومشاريعه التى اصبحت حديث القسم مما دفع بعد اساتذته لمحاولة ضمه للعمل معهم خارج الكليه الا أنه رفض فقد كان يرى أنه مازال يحتاج للكثير من الدراسه الاكاديميه كما أن طموحه ليس أن يعمل فى الديكور كمهنه أو يرسم بعض اللوحات ولكنه كان يريد أن يحول إمكاناته ودراسته لأعمال يمكن أن تصبح بعد مرور الزمن تحفا فنيه .



اما من حيث علاقته بباكينام فقد فطرت تماما وقد كنا نشعر أنه لا يراها حتى وأن كانت تقف بجانبه فلم تصدر منه اى حركه أو لفته تدل على أنها مازالت تحتل جزء فى حياته أما هى فقد كانت كثيرة التغيب والاعتذار عن المحاضرات .



أما بالنسبه للطلبه فى الكليه فقد اخذ الامر وقتا حتى تكف الألسنه عن الخوض فى الأسباب التى دفعت باكينام لتفعل ذلك أو التكهن بحالة هالوتى النفسية الا أن بمرور الوقت ومع أقتراب إمتحانات الترم الثانى من السنه الثالثة ومع أنشغال الجميع بمشاكله وتسليماتة ومحاضراته أنتهى الأمر .



وخلال كل تلك الفترة حاول العديد من الأصدقاء الإصلاح بينى أنا وهالوتى فى طرف والاشقر فى طرف اخر الا أن محاولتهم باءت بالفشل فقد كان أشقر غاضب تماما من كليناا ولكن لأن الصداقه الحقيقيه لايمكن أن تموت ربما تفتر بعض الشىء أو تمر بها سحابة صيف عابره ولكنها فى النهايه تستقيم لذا قررت أنا وهالوتى مصالحته والاعتذار له.



وقد لمحناه يجلس بجوار غرفة الجدول المجاوره للكافيتريا بصحبة العديد من صديقاته كالعاده فأقتربنا منهم وبادرهم عرفه قائلا بحسم: (( لو سمحت يا جماعه عايزين نتكلم مع محمد كلمتين ))



فنظر الحضور لبعضهم البعض فبدأن كلن منهن تتحرك بداعى أنشغالها بأمر ما اللى تقولك :أنا طالعه القسم واللى تمسك معصم صديقتها قائله : تعالى نطلع عند سميه (( تملك كشك لمواد فنون وتصوير مستندات امام الكلية )) نجيب حاجة وهكذا



وحينها اصبحنا بمفردنا فقال اشقر بفظاظه : (( عايز أيه يا أبنى أنت وهو إحنا مافيش كلام بينا ))



فقلت ببرود : (( لا فى ياأمور واهمد كده واسمع الكلمتين وبعدين اعمل اللى يعجبك))



وقد كنت قد أتفقت أنا وعرفه على اسلوب للحديث معين ومبررات سوف نسوقها له الا أن عرفه قال بشجاعه أنهت كل شىء فى لحظه : (( أنا ااسف ياامحمد حقك عليا )) وأنحنى على رأسة وقبلها .



ولم تكن دهشة محمد من تصرف عرفه امام العديد من الاصدقاء الذين تجمعوا حولنا بأقل من دهشتى وقد تحرج اشقر كثيرا وقال بتلعثم : (( يااعرفة اللى أنت عملته ده كبير عندى قوى وماكنش لية لا زمه ))



فقال عرفة : (( لا لية وأنت ليك حق عرب عندى أنا وقطب ))



ثم اكمل : (( بس أنا عايزك تفهم حاجه قطب لما قال أنه هو اللى عمل الحادثه بالكدب - مكنش يقصد أنه يطلعك عيل أو بيروش عليك بس كان خايف أنك تتخانق معايا فقال يشلها هو وده موقف جدعنه مش العكس))



فقال اشقر مقاطعا: (( مهو ده بقى اللى ضايقنى لأنى مش هفرق بين صحابى وأنت صاحبى وهو صاحبى معنى أنة يعمل كده أنى أنا عيل خسيس مش هيطمر فيا العشره والعيش والملح اللى كلته فى بيتك وهتخانق معاك وهقولك صلحهالى ))



فقلت مازحا : (( عندك حق يااشقر أنا اللى غلط وحقك علينا ياعم ولولا أنى بقرف كنت بوست دماااغك )) وتبعتها بأبتسامه مستفزه



فأسقطنى اشقر أرضا بلغتنا الدارجه ( كلنى نص) ثم رفعنى فى الهواء كأنه يحمل الواد كريم بن اختة وقال مازحا : (( هتبوس ولا هفرج عليك الكلية ))



فقلت ساخرا : (( لا ياشيخ وهما لسه هيتفرجوا ما خلاص أتفضحت واللى كان كان ))



وأنتهى الجفاء نظرا لتصرف شجاع من شخص يعرف كيف يحترم الاخرين كما يحترم نفسة ، وكثيرا ما تحدث مثل تلك المشاكل بين الاصدقاء بل اقل من ذلك ولكن التصرف يختلف وبسهولة يمكن أن يخسر الاصدقاء بعضهم البعض فكل منهم يرى كرامته وحقوقة ولا يرى حقوق صديقة لذا تجد كثير من الصداقات تنتهى عند باب الكلية أو بين جدرانها ولكن عفوا هذه ليست صداقه ولكنها مجرد معارف أوعلاقات مصالح متبادله وما اكثر أنتشارها فى تلك الايام ليس فى نطاق الطلبه وحسب بل فى حياتنا كلها .




**************************************


ليست هناك تعليقات: