الاثنين، ديسمبر 13، 2010

رواية الهالوتي & باكينام - 2



-4-



كعاده الأجازات فى تلك المرحله العمريه مرت على القهاوى وفى الشوارع و بين (بولات الترنيب والاستمشن والبلاى أستشن) ، سهر طوال الليل والنوم طوال النهار خطأ فظيع نقع فيه جميعا ولا نتعلم وتتوارثه منا الأجيال ولن أنصب نفسى ناصحا لأحد ولكنى اعترض على نفسى وليس على الأخرين .



وقبل نهاية الأجازه بأسبوعين فوجئت بأتصال من الهالوتى يعاتبنى فيه على عدم أتصالى مثلما وعدته وبعد شد وجذب وتوبيخ أخبرنى أنه قادم الى القاهره وسألنى إن كان يمكن أن استقبله واستضيفه حتى نعثر على شقه له أم لا؟ وطبعا الاجابه كانت على الرحب والسعة .



ووصل الهالوتى وبدأنا عملية البحث بمساعده بوابين المنطقة أقصد سماسرة المنطقه فكل بواب سمسار وله شققه والبنايات التابعه له ومعارفه ولقد طلب والد الهالوتى منه البحث عن شقه تمليك وليس إيجار حتى تكون شقته فى المستقبل وتكون (( مرسى)) على حد تعبيره لكل من يأتى من عائلته للقاهره .



وبعد مجهود مضنى وجدنا شقه مناسبه ولكنها باهظة الثمن نظرا لطبيعة المنطقه وفى اتصال سريع مع والده اتفقنا على كل شىء وقابلنا السيد عوضين محامى أسرة الهالوتى فى القاهرة وهو صعيدى من قنا ايضا وتمت الاجراءات واصبح السيد عرفه الهالوتى يملك شقه فاخره فى مدينة نصر وسيجلس فيها بمفرده.



شقة الهالوتى كانت تقع فى نهاية الشارع الذى اسكن فيه وقد اتفقنا أنه سيؤثثها أثاث خفيف لأنها ستكون شقة عازب بل وفنان بمعنى ادق ستكون عرضه للتلف وتم إحضار أثاث نصف عمر فى غرف النوم والمعيشة وتلفزيون وبوتجاز وثلاجة من سوق الكانتو وقد أصبحت صالحه تماما للمعيشه .



وقرر هالوتى أن يقيم إحتفال بمناسبة الشقه وتم دعوة كل اصدقائنا وقد أنتشر الخبر على مستوى واسع فالأن اصبح لدينا ((مكنه )) على حد تعبير احد الاصدقاء بمعنى شقة خاليه من الأهل لصديق لنا تصلح للنوم والرسم والمذاكره واللعب وتنفيذ مشاريع الكليه بأختصار أصبح الهالوتى (( ووونتد )) وتم تسميتها (( وكر المقاطيع )) .



و فى صباح الخميس اليتيم اى أخر خميس فى الأجازه دق جرس الهاتف فى منزلنا العامر وكنت نائم ووجدت والدتى تقف على الباب وتقول:



(( أحمد – ياأحمد اصحى تلفون ليك ))



فأجبت فى بتكاسل : (( أنا نايم بعدين ))



فقالت: (( بس دى بنت بتقول عايزاك فى حاجه مهمه ))



فأنتبهت ودار الحديث فى عقلى: (( بنت – بنت مين أنا مفيش بنات بتكلمنى على البيت – اهلا ده أمى مش هتعتقنى أنهارده – طب هى ازاى أمى بتكلمنى ببساطة كده اصلا – اكيد أكيد الفضول عايزه تعرف فى أيه ؟ ))



كل هذا دار فى عقلى فأمى من امهات زمان وليس من جيل الأمهات الروش بتاع كله عادى وقشطه ومن عنيا ياحبيبتى ومش بتيجى ليه مش تبقى تيجى وبتاع المهم أنتفضت وقلت : (( أسمها أيه البنت دى ؟؟))



فقالت فى استفهام وعينيها تنبىء بالشر : (( بتقول اسمها باكينام – وأيه باكينام دى أيه الاسأمى المايعه دى ))



فأمسكت سماعة الهاتف : (( ألو – اهلا أهلا – ده أيه اللى فكرك بيا بقالنا 3 شهور مسمعناش عنك حاجه – والنبى أيه لالا مش مصدقك لخصى عايزه أيه ؟؟- ايوه هى دى المعامله – ايون قولى كده أنتى بتحبيه يابت ولا أيه ؟؟- طب خلاص ماتزقيش ايوه الهالوتى جه وبقى من سكان مدينة نصر كمان-أيوه اشترى شقة فى اخر الشارع بتاعى- لالسه مقدمين على تلفون – أنهارده مش عارف طب هشوف وابقى اكلمك- عنب يلا سلام ))



هذا ملخص حديثى مع باكينام كل هذا وأمى تقف أمامى وتمسك سكينا فى يدها يظهر عليه اثار تقشير بصل وقبل أن تقول شيئا بادرتها قائلا : (( أديكى سمعتى بتسأل على هالوتى يعنى أنا مجرد واسطة خير فبلاش البصه دى احسن شكلك فهمتينى غلط))



فنظرت الى طويلا وهى صامته ثم قالت باسلوب وبهدوء يبعث على التوتر : (( براحتك ياأحمد )) ثم تركتنى واتجهت الى المطبخ فتبعتها لكى أستشف ما يدور فى عقلها فأمى (لابد أنها هترقدلى) .



وقلت مازحا : (( أيه الحلاوه دى ريحت الأكل جامده قوى الباميه ريحتها مكسره الدنيا ))



فرسمت أبتسامه باهته وقالت فى تهكم : (( أنا مش بعمل باميه دى بطاطس يا منافق))



فقلت بسرعه : (( أيون ايون ما أنا عارف بس بهزر معاك ياجميل )) ووجدت نفسى وقعت فى حارة سد فأدرت وجهى واتجهت للخارج وقبل أن اغادر من باب المطبخ



قالت : (( جيب عرفه عشان يتغدى معانا ))



فقلت : (( طب ما أنا كل يوم بخدله الأكل اشمعنى أنهارده ))



فقالت فى اقتضاب : (( كده ))



ولم أستطع النوم مرة أخرى فدخلت لكى أستحم ثم أرتديت ملابسى وخرجت متجها نحو منزل الهالوتى وأنا فى الطريق توقفت عند عم على بتاع الكشك واشتريت زجاجتين مياه غازيه ثم اكملت طريقى وبعد عده طرقات على الباب فتح الهالوتى وبادرنى قائلا :



(( صباح الفلل يا كبير ))



فقلت : (( صباح باكينام ياسيدى ))



فلم يفهم وسكت قليلا ثم تبعنى الى داخل الشقه وهو يقول : ((باكينام ازاى قولى فهمنى))



فقلت :(( بص وصحصح معايا كده باكينام اتصلت عندى فى البيت وأمى اللى ردت وأنت عارف أمى يعنى لازم تطلعنى من المطب ده ))



فقال فى برائة مستفزة : (( طب وأنى مالى ؟))



فقلت حنق : (( ولاااا بلاش لئم الفلاحين ده أنا مرمى بقالى 3 شهور معبرتنيش دى أتصلت تسأل عليك يعنى أنا بره الليله ))



فقفز فى الهواء من السعاده : (( وحياة أبوك أتصلت عشانى بجد ياأحمد لالا أنت بتضحك علي))



فقلت بنفاذ صبر : (( أضحك عليك ليه ، بص يابنى أنا قلت لأمى أنها متصلة عشانك وبتاع وأمى مصممه أنك تروح تتغدى عندنا عشان اكيد عايزه تعرف أيه الحكايه ؟ ))



فقال كالنساء: ((يا فضحتى لالا لايمكن أنى مقدرش عنيا تيجى فى عنين امك بعد أكده خلاص هيبتى راحت وأتفضحت يعنى كنت لازم تقولها يعنى أنها بتسأل عليا يادزمه أمك تظن فيا أيه دلوكيت تقول عنى أيه يافضحتك ياعرفة))



فقلت فى غضب : (( أنت هتعملى زى الستات يلا اا – متركز معايا كده بص أحنا هنقول أنها بتسال عليك عشان مشروع من السنه اللى فاتت كانت عيزاك تجبهولها وبتاع كأنه حاجات للكليه ))



فقال فى لهفه : (( ايون صح كده ))



ثم عاد وقال : (( بس أنى خايف أمك تزنقنى فى الكلام وأنا مع أول قلم هعترف على طول ))



فقلت : (( أنا ماليش دعوه تعترف متعترفش أنا مش عايز مشاكل مع مأمى أنت عارف أمى زعلها وحش ))



وعلى موعد الغداء ذهبنا للبيت وبعد الترحيب وجدت إبراهيم يشكل ثنائى مع محمد قائلا :



((عرفت يا نونى الخبر الجديد ))



فرد محمد فى براءه مستفزه : (( ياترى أيه هو يا هيما ))



فرد ابراهيم : (( قال أيه بيقولوا فى بنت اسمها بكيزه ، لابلحه ، لا بتنجأنة ، اه اه باكينام أتصلت أنهارده وبتسال على أحمد ))



فرد محمد فى استنكار : (( يخرابى بنت تتصل فى بيتنا يا أبا الهول تؤتؤ الولا اخوك اخلاقه باظت خالص ))



فأجاب إبراهيم وهو ينظر إلينا : (( اه فعلا بس قال أيه البنت دى كانت متصله تسأل على الهالوتى ويظهر كده أن بينهم قصة حب ))



ومع اخر حروف هذه الكلمه امسك الهالوتى وجهه وكأنه فقد عذريتة ثم امسك معدته وقال فى اعياء: (( عايز أروح الحمام ))



فقال ابراهيم فى أستفزاز : (( يا حبيبى أول باب على ايدك الشمال روح ماتخفش البيت بيتك ده أنت طلعت نمس))



وبعد أن دلف الهالوتى الى الحمام قلت فى حسم : (( ولا أنت وهو أتلموا أنتوا هتقسموا علينا ولا أيه ومش هتكلم كتير فى لمح البصر أعرف عرفتوا أزاى وأيه الاجواء فى المنزل وإلا ودينى لاتشوفوا معامله ولا معاملة الكفار))



ويبدوا أنا كلماتى قد اتت مبتغاها وقد اعترافا أن أمى كانت تتحدث مع خالتى عن الأمر وأنها لابد أن تعرف ماقصة تلك البنت



وخرج الهالوتى وتركنا ابراهيم ومحمد وهم ينظرون اليه نظرات زادته توترا ثم قال : (( أنى اتفضحت فى بيتكم خلاص أنا معادليش عيش هنا شوفت العيال أخواتك بيتنقوروا عليا ازاى ياخسارة هيبتك ياعرفه ))



فقلت مبتسما من طريقة حديثه : (( ياعم دول بيهزروا معاك متقلقش كله تحت السيطره أعمل بس اللى حفظتهولك وهنخلص))



وتناولنا طعام الغداء ثم جاءت أمى وجلست معنا على غير عادتها ووجهت حديثها للهالوتى قائله :



(( اسمع ياعرفة أنا بحبك زى ولادى وأنا مش بحب أدخل فى حياة ولادى بس احب ابقى عارفه وفاهمه هما بيعملوا أيه عشان لما يغلطوا أقدر أساعدهم وعلمهم))



ثم اكملت : (( أنا عارفه أن جيلنا غير جيلكم وأفكارنا غيركم ولا احنا بنشوفه غلط أنتوا بتشفوه عادى – أنهارده اتصلت بنت وسألت على أحمد ومن الحديث يبان أنها بتسأل عنك الكلام ده صحيح ؟))



فقال فى إنكسا ر وخجل : (( أيوه صوح ))



ثم اكمل : (( وأنى مش هكدب أنى بحب البنت دى وعايز اتجوزها لما اتخرج وغرضى شريف ))



فابتسمت أمى : (( أنا مسألتكش ياعرفه وأنت مش لازم تقول أنا بس كنت عايز اعرف ابنى بيكذب ولا لا على العموم طالما قلت الحب مش عيب ولا حرام واللى بيحب هيحافظ على اللى بيحبه بس عشان تحافظ على حبك أجتهد وحقق ذاتك عشان تكون جدير بيها ))



فابتسمنا وأنتبهنا لكلام أمى التى اكملت قائله : (( أنتوا دلوقتى عيال بتخدوا مصروف من اهاليكم مسئولين مننا فهل ينفع وأنتوا مش قادرين تتحملوا مسئوليتكم تتحملوا مسئولية حد تانى ؟ ))



فاجبنا بتلقائيه : (( لا طبعا ))



فأبتسمت ثم اكملت : (( يبقى مشاعركم تفضل جواكم وحتى لو خرجت تبقى فى إطار محترم ومؤدب وما توعدوش بشىء ماتملكهوش ، وأنتوا بتعاملوا زميلاتكم اتخيلوا أن ليكم اخوات بنات ساعتها هتعرفوا أزاى تعاملوهم صح - ربنا معاكم يأولاد وأنا عارفه أنكم رجاله وهتفهموا أيه اللى المفروض تعملوه ، يلا أسيبكم بقى ومبروك عليك شقتك يا عرفة وخلى بالك من نفسك وعلى صاحبك ))



نقطة نظام أن هذه الكلمات لم تكن مجرد كلمات مرت مرور الكرام علينا بل إننا وعيناها وأحسسنا كم هى منطقيه فهى لم تكن كلمات عقيمه وقديمه قدم الزمن وليست بالحداثه التى تخالف دينننا وقيمنا وبالتالى كانت مقنعه بالنسبه لكلينا وأعتقد اننا لم نحد عن مضمونها كثيرا .



***************************



بعد تلك الجلسه أخبرت الهالوتى قائلا : (( على فكره باكينام كانت عايزه نخرج أنهارده – ها أيه رئيك ؟))



فرد فى دهشه : (( نخرج؟ ))



ثم أكمل فى توتر : (( يعنى أنا وهى وأنت وكده يعنى – لالا أنا مقدرش ده أنا كده هتفضح ))



فأجبت معترضا : (( ليه بس يا فقرى ما أنت لازم تتعامل ياهالوتى عادى لحد مايجى الوقت المناسب وتقولها وبعدين يعنى كل ما تقعدوا أكتر ووتتعرفوا أكتر هيبقى كويس عشان تفهموا بعض والموضوع يتم ))



فأجاب فى حذر : (( طب هنروح فين ؟؟))



فاجبت فى امتعاض : (( هيكون فين يعنى مول ولا كافيه ولا سينما أى حاجه من دول يعنى ))



فرد فى قلق : (( لالا سيما أيه وبتاع أيه أنا ماليش فى الكلام ده ، بص أنا عايز أروح النيل نأجر فلوكه وناكل ترمس ولب وسودانى وبطاطا ))



فقلت بأسلوب لا يخلو من السخريه : (( يعنى أنت عايز باكينام تروح معاك تركب فلوكه وتوكلها زر بطاطا وشوية لب وترمس ؟؟ ، أنت عبيط يابنى دول يخطفوها منك وأنا لو منهم أعذبك عذاب الكفار لأنك غبى أنك تاخد مودموازيل زى دى فى مكان زى ده))



فقال بأمل زائف : (( ما أنت هتبقى معايا ياكبير ))



فأبتسمت نافيا : (( يا أبنى أنا معرفكش أصلا وبعدين هاجى معاكوا أعمل أيه لا ياعم أنا ماحبش أبقى عزول ولا أتقرطس يا أمور ، هى عايزه تخرج معاك أنت ، أنا محبش أكون سنيد يا ألعب دور البطوله يا بلاش))



ثم أكملت : (( بص أنا هظبطلك الخروجه عايز تخرج تخرج مش عايز فكك منى ))



فصمت وقبل أن يتحدث أو يجيب أتصلت بها وأخبرتها أن الهالوتى على أستعداد للمقابله ولكنى لن استطيع المجىء معهما لأمور خاصه ، كما أخبرتها برغبته للذهاب إلى النيل ، والغريب أنها قد وافقت بحماس شديد للفكره ، فتم الأتفاق على أن يتقابلا فى أول شارع عباس العقاد وانتهت المحادثه .



أغلقت السماعه ونظرت له قائلا : (( أى خدمه ياعم تظبيطه أهوه وهى دى اللى ليك عندى بعد كده عدانى العيب ))



فأجاب متوترا : (( بس أنى هلبس أيه؟ ، وهجولها أيه؟ ، وهعمل أيه ؟))



فقلت مطمئنا له : ( لا تقلق تعالى نروح عندك البيت نظبط طقم كده وتستحمى حماية العيد ، اما هتقولها أيه وبتاع سيبها للموقف ، المهم خليك صادق وأتصرف بطبيعتك وبشخصيتك بلاش تحور او تمثل ))



وحينما هبطنا للشارع طلبت منه أن يعود لمنزله ليستعد ولا يتحرك قبل حضورى ، وتوجهت لأحد محلات الورد القريبه لتجهيز بوكيه لطيف حتى يكون المفتاح لقلب باكينام ، وقبل الموعد المحدد بنصف ساعه كنت أطرق باب منزل هالوتى وعندما فتح لى وشاهد البوكيه أصابته صاعقه وقال :



(( لالالالا أنت بتحلم أنا مش همشى فى الشارع ماسك البتاع ده دانى لو حد من بلدنا شافنى أتجرس ))



فقلت مبتسما : (( أيه ده أنت طلعت بتفهم اهوه أنا قلت هتقعد تسألنى جايبه ليه ولمين ، هالوتى أسمع الكلام أنت مش عارف مصلحتك سبنى أظبطك للنهايه ))



فقال فى عناد : (( لايمكن ورد أنى أشيل ورد )) ثم اكمل فى أستعطاف : (( وحياة أبوك ياقطب بلاش موضوع الورد ده ))



فقلت بهدوء ولا مبالاه مصطنعه : (( براحتك أنا غلطان ، هو الورد هيبوظ أكيد هتطلعله مصلحه وحد بيفهم هيستفيد بيه ، يلا أنزل ))



فتحرك فى إتجاه الباب ثم عاد وأمسك الورد بين يدىه وقربه من أنفه ليستنشق رائحته ثم حركه باستخفاف وهو ينظر إليه وكأنه يثمنه وقال : (( ودفعت كام فى البتاع ده ؟؟))



فقلت : (( 35 جند ))



فقال بصوت مرتفع : (( 35 جند ))



ثم أكمل بإستسلام : ((يلا مش خساره فيها ، طب ممكن تيجى معايا أمسك البوكيه فى الشارع بس لحد ما اركب أحسن أنا لو مشيت بيه هفضل مروووش وحاسس أن كل الناس بتبص عليا ))



فقل ببرود : (( تؤ ))



فرد فى حنق : (( تؤ ماشى يا حنين ليك يوم هنروح من بعض فين ؟))



وانطلق الهالوتى وغادرت انا الأخر الى منزلنا ثم تقابلت مع بعض الأصدقاء فى سهرة (أستمشن عالميه) وعند عودتى الى المنزل فى حوالى الواحده بعد منتصف الليل وجدت الهالوتى يقف اما م باب العماره



فقلت مندهشا : (( أيه يا بنى واقف كده ليه ؟ ))



فقال فى غضب : (( أنت كنت فين ياعم أنت ، أنا بقالى 3 ساعات مستنى هنا ))



فأجبت ببرود : (( ومستنى هنا ليه مطلعتش قعدت مع العيال أخواتى ليه ؟ ولا قعدت فى بيتكم وكنت هعدى عليك بكره ))



فبادرنى بخجل : (( ما أنى أتكسفت بقى ده أنى سألت عليك كذا مره وفى الأخر أستنيتك هنا بقى ))



فقلت متفهما : (( طب أستنى هطلع أمضى حضور فوق واتخاق اكيد وأرجعلك هبات عندك ، اه صحيح أتعشيت ولا أظبط عشى واجيبه ))



فقال بنفاذ صبر : (( لالا مش جعان بس أخلص ))



وصعدت لمنزلى وما هى الا بضعة دقائق وعدت إليه وأنطلقنا سويا إلى منزله وطوال الطريق الهالوتى فى حالة صمت مطبق ولم اشأ أن أبدأ الحديث ، فقد كنت أشعر أن هناك أمر ما ، وعندما صعدنا وجلسنا بادرنى قائلا بحزن :



((( أنى أتخانقت مع باكينام))



فقلت فى غضب مغلف بالهدوء : (( اتخنقت ازاى وليه يا هالوتى يا حبيبى ؟؟ الله يخرب .... يعمر بيت ابوك ))



فقال : (( بص أنا هحكيلك من الأول ؟؟))



فلم أجيبه وإن كنت فى حالة أنتباه تام وأنظر اليه ، فأكمل قائلا :



(( أنى قابلتها فى المكان اللى قولتلى عليه جت وكان معاها عربيه بسواق ، نزلت من العربية والسواق مشى وجت سلمت عليا ، فروحت مديها البوكية على طول ))



فقالتلى : (( أيه ده بجد أنت سو سويت يا هالوتى وجنتى موت ))



وتابع وهو يستجمع كلماته :((وكانت مبسوطه بجد - فقلت فى عقل بالى بركاتك يا أبو قطب وقلت بس بقى الليله شكلها فرايحى فأتشجعت بقى وقلتلها أنا عايز نروح على النيل ونركب فلوكه عندك مانع ))



فقالتلى : (( نووو خالص زى ما أنت عايز ))



(( فشاورت للتاكسى وفتحتلها الباب وركبت ورا وروحت قافل الباب وركبت قدام))



فقاطعته : (( هى حركة فتح الباب فى الجون بس ركبت قدام وأديتها افاك ليه ياعم النجم ؟؟))



فقال فى تزمر : (( أمال كنت عايزنى اركب جنبيها ولا أيه لالا مينفعش ماقدرش يا قطب دداانى لما بشوفها بعرق عايزنى أقعد جنبيها واحس بريحتها ومش بعيد كمان تبصلى وأبصلها لالالالا ماينفعش))



فقلت بأستياء : (( طب كمل ياعم النحنوح ))



فأكمل قائلا :((المهم فضلنا طول الطريق ساكتين وبعدين وصلنا على الكورنيش ونزلنا وسواق التاكسى بن الدزمه أستغل الظروف وخد 15 جنيه وطبعا مافتحتش بقى وعملت فنجرى ودفعت زى الدزمه ))



وتابع : ((وبعد مانزلنا ومشينا شويه أكده قلتلها أنى بحب البطاطا والتسالى وهجبلك بقى عشان يبقى عيش وبطاطا ، راحت بصالى يلا ياقطب وقالتلى ووشها بيضحك ماشى بس أنا هاكل سودانى بس الباقى مش هعرف ))



فقلت : (( وهوا كذلك))



وهنا قاطعته وقلت : (( قلتلها أيه ياعنيا ))



فقال : (( وهو ا كذلك))



فقلت فى استنكار : (( وهوا كذلك ياهالوتى حرام عليك يا أبنى أنت واقع من فيلم أبيض وأسود قال وهوا كذلك قال- كمل ))



فأحمر وجهه ثم أكمل : (( المهم ركبنا فلوكه وفضلنا ماشيين فى النيل وحكتلها بقى عن أهلى وأبوى وأمى وأخواتى وعن سعدية وهى كمان حكتلى عن أهلها وكنا حلوين قوى وأكلتها بطاطا وترمس وكانت أخر حلاوه وبعدين المركب رجعت ، فطلعنا على الكورنيش وهنا بقى حصل اللى حصل ))



فقلت بلهفه : (( وأيه بقى اللى حصل ؟ ))



فأجاب فى حنق : (( مفيش 2 ذباله معديين عكسوها الدم جرى فى عروقى كان فأيدى كيس لميت فية قشر البطاطا والترمس واللب وبتاع روحت مدهولها وقلتلها احتفظى بده للذكرى، بس واتخنقت ))



فقاطعته : (( أيه اتخنقت ازاى يعنى كلام وشد وكده ولا ضرب ))



فقال : (( لالا ضرب وفتحت لواحد نفوخه منهم ولولا الناس كنت أكلتهم بسنانى ))



فقلت : (( طب تمام أوى انت طلعت راجل وأسد فين المشكله بقى ؟ ))



فقال : (( المشكله أن لو الهانم نازله من بيتهم بلبس حشمه ومداريه شعرها الحلو ده ولا وشها اللى زى القمر ماكنش حد قدر يعاكسها لكن هى مستهتره ))



فقلت وأنا امسك كتفه بحذر : (( مداهيه لاتكون قلتلها الكلمتين دول ؟ ))



فسكت قليلا وقد أحمر وجهه وأومأ برأسه موافقا : (( أيوه طبعا ))



فأجبت وأنا أحاول تخيل الموقف : (( والكلام ده كان قدام حد ولا بينك وبينها ))



فقال بأضراب : (( معرفش أنا كنت متعصب ومش دارى – المهم رحت مشاور لتاكسى وركبتها ووصلتها لحد بيتهم فى مصر الجديده من غير ما أقول ولا كلمه وجيت على بيتكوا عدل ملقتكش))



ثم قال فى تاثر : (( بس بينى وبينك يا قطب انا كنت بتقطع من جويا وهى عنيها مليانه دموع ونازله من التاكسى بس أعمل أيه يا قطب الدم ضرب فى نفوخى لما العيال عكسوها ومعرفتش بعمل أيه ولا بقول أيه ،هو أنا كده غلطأن يااقطب))



فسكت قليلا ثم قلت بتردد : (( والله ياغالى أنا مش قادر أحدد بس هى كانت لابسة أيه يعنى ))



فقال بأشمئزاز: (( تى شيرت كده لونه روز بنص كم وبنطلون ابيض غريب كده لحد نص رجليها ولابسالى زنوبه فى رجليها وخواتم فى صوابعها وخلخال فى رجل من ال2 ولابسالى حاجات فى رقبتها واديها مخليها قمر بعيد عنك لازم تتعاكس))



فأجبت : (( تقصد بدى وبنتكور وسابو فى رجلها أدردح بقى - طب ياهالوتى ما معظم البنات بتلبس كده يعنى وخلى بالك هى بيئتها والجو اللى عايشه فيه اللبس ده كده حلو قوى ، بص أنا مش عارف بس هو الموضوع أتلعبك ))




ظل الهالوتى متجهما فى تلك الليله وأظن أنه لم ينم حتى الصباح وفى اليوم التالى وبعد أداء صلاة الجمعه تجمع عدد لا بئس به من الاصدقاء فى منزل هالوتى لإقامة بطولة بلاى استشن (( وااان )) وقد حضر عتاولة اللعبه جمال واشقر ومجدى وهو صديق من خارج الكليه بالإضافه لمعطى والسعدنى ومينا و ((نوجه )) والنويهى وهشام وديفيد وتناثر الشباب فى الشقه البعض مشترك فى البطوله والبعض يلعب أستمشن وقد أندمج هالوتى معنا متناسيا لفتره ماحدث بالأمس وقرر الهالوتى أن يتعلم الأستمشن وكانت نصيحتى له أن يتابع فقط فى المرحله الأولى ويرى ماذا سيستوعب ومن حسن حظه أنه تابع بولة أستمشن تضم قطب وهشام ونوجه والنويهى وبالطبع جلس نوجه فى مواجهة النويهى وأنا فى مواجهة هشام فى محاوله منا أن نكمل البوله بدون قلة أدب وزى مابيقولوا بداية القصيده كفر



فلتتخيلوا معى زوووم على الجلسه من فوق وعاده أقوم أنا بعملية الحساب وضبط الأسكور وبدأت المعمعه



الكلام على لسانى : (( كلامك يا نو يهى ))



النويهى : (( 6 كاروه ))



نوجه : (( اللهم طولك ياروح أبتدينا فتى طب ماشى 8 كاروه يا نويهى اما شوف هتجبهم منين السته دول))



هشام : (( يابن التخينه موجها كلامه لنوجه أتكلم فى دورك أتفضل ياعم قطب لسة مقلناش بسم الله الرحمن الرحيم وابتدينا طب أتفضلوا ودينى لطلعك أونلى ونر يا قطب ))



قطب : (( يا أخونا مش هنقعد كل بوله نعمل الفيلم ده الكلام فى الدور ليك كلام يا نويهى أنا باص))



النويهى بأبتسامه مستفزه : (( لا ))



نوجه وعلامة النصر على وجهه : (( أنا 8 ونويهى بن الفتايه 6 كلامك ياقطب))



قطب (( داش يااخونا يعنى ( زيرو) ))



هشام : (( 3 دبل ريسك ))



وبدأ الدور : (( أستطاع نوجة أن يحصل على 7 لمات متتابعين ثم أصابه عطل وقال هشام ورينى بقى هتجيب ال8 منين وخسر الثلاثه بالفعل وكنت الفائز الوحيد(( أونلى ونر)) كما قال هشام))



كل هذا يحدث والهالوتى يفتح فمه ولا ينطق بشىء وملامح وجهه تنم عن البلاهه ولم يفيق الا ويد النويهى على ضهر وهو يقول بأسلوب سوقى : (( منور يااابو الهلاتيت ماتقوم تعملنا واجب شاى كده ده احنا ضيوفك يااعم ))



فقال نوجه وهو ينظر فى الورق : (( بجح )) ويقصد النويهى



فقام الهالوتى بشهامه وجدعنه وعمل واجب شاى لكل البشر ومر اليوم فى اللذيذ و لم نكمل البوله بسبب نويهى ونجيب ((نوجه)) وفاز مجدى ببطولة البلاى أستشن بعد أن فاز فى النهائى على الأشقر ولم يخلو الامر من أن يقول كل من خسر للأخر ده حظ ومش عارف الولا مين مكنش عايز يجرى وأنت عورتلى رونالدو وهكذا ليكون ذاك اليوم هو فصل الختام فى الاجازه





******************************************





-5-



فى صباح اليوم التالى ذهبت أنا وهالوتى وجمال واشقر بسيارة جمال الى الكليه والصباح تعنى الساعة الحادية عشر وعندما وصلنا قابلنا النويهى الذى قال وهو يقف فى وسط الكليه بصوت مرتفع : (( جمال وعبدالمعطى وحسين وكريم راحوووا خزف هتلعبوا فى الطييييين يا خزااافين وأنت ياد ياقطب واشقر وأحمد طارق وسماح روحتوا نسيج الواد الهالوتى والبت باكينام والواد محمد على كنبه راحوا زخرفه وأنا روحت مع حبيبى هعهعهعهعهعهعهعهع حديد ))



ولم يستوعب جمال الصدمه هو وعبدالمعطى فقال جمال : (( خزف أيه خزف دى بيعملوا فيها أيه يعنى ? ))



فقال عبدالمعطى ساخرا : (( فاكر لما روحنا قسم فى أخر الكليه فى تكنولوجيا تخصصات والعيال كانوا غارقنين فى الطين والجبس اهو هو ده ))



فقال جمال : (( طين وجبس لالا أنا هحول من الكليه مش لاعب قال طين وجبس ))



واكمل عبدالمعطى وهو يضحك بعصبيه : (( اقول لأمى أيه هطلع نقاش ولا ابويا اه يأولاد ال .... أنا قلتلك من الأول ياعم كنا اترمينا فى العاشر ولا أكتوبر بدل الارف ده )) موجها حديثه لجمال



فقلت مستفهما : (( ونجيب ومينا وهشام والبير وباقى العيال ))



فقال النويهى فى سعاده : (( مش بقولك روحت مع حبيبى أنا ونجيب ومينا وهشام وألبير فى حديد ))



ثم أصابته هيسترية ضحك وقال : (( عارفين الواد ديفيد راح فين ?? ، راح نحت هههههههههههههههه))



فقال الهالوتى : ((طب أنا هطلع القسم بتاعى أشوف بقى أيه النظام ؟؟ ))وقد كان فى قمة سعادته فسيجمعه قسم واحد مع باكينام ولمده أربع سنوات قادمه .



فقال أشقر وهو ينظر الي : (( تعالى ياعم نروح نشوف نسيج اللى قعدت تقولى جامد جامد ))



فقلت مخاطبا جمال وعبدالمعطى : (( لا تعالى نروح مع جيمى ومعطى نشوف القسم بتاعهم )) فى محاولة للتخفيف عنهما



فقاطعنى عبدالمعطى قائلا : (( ودينى ماأنا رايح قال خزف قال مش هدخلة برجلى ))



وأكمل جمال : ((خزف أيه د اللى نروحه بس يا جدعان أخرتها نعمل سيراميك وحمامات يا نهار أسود ))



فقلت : (( اخذوا الشيطان ياجدعان كله ذى بعضة ومتزعلوش نفسكوا )) ولم تفلح محاولاتى لاقناعهم بالعدول والذهاب للقسم وقررا الرحيل .



واثناء حديثنا ظهر محمد حسن وهو صديق لنا قادما من اتجاه النفق وهى الوصلة التى تفصل مدخل وساحة الكليه عن أقسام نحت وخزف وورشة نسيج وهو شخص كوميدى بطبعه وقد كان يخاطب نفسة.



فبادره عبدالمعطى قائلا : (( أيه يابنى أنت بتكلم نفسك أتجننت ؟ ))



فقال: (( بس ياجدعان ماحدش يكلمنى أنا نفسيتى قابه عليا وحاسس أنى فقدت مستقبلى))



فقلت متسائلا : (( أنت جاى منين كده ؟؟))



فأجاب بثوره : (( من اللى مايتسماش اللى القدر اختارهولى من بين 14 قسم -- من اللى هقضي فيه 4 سنين ودول بعد اللى شفتة ممكن يبقوا 8 سنين من قسمنا السعيد يا جيمى من قسمنا البديع يامعطى من قسم خزف ))



فقال جمال مستنكرا : (( وأيه وداك ياعم أنت ماتروحش يا اما نحول من القسم ده يا نحول من الكليه ))



ويبدو أن حسين لم يسمع كلمات جمال فقد كان يبدوا علية أنه أصبح فى غيبوبه فقد استمر فى الكلام قائلا :



(( يااجدعان أنتوا مش فاهمين ده مش قسم ده وكر ده تدخله تلاقى نفسك فى عالم سمسم ده كفايه حوض الطين ولا ورشة الجبس الله الله الله حاجة تفرح مستقبل باهر يسعدنى بل يشرفنى أنى ابلغكم أن مستقبلنااااااا ضاااااااع ))



ثم تابع قائلا :(( وقال أيه طالبين حاجات غريبة كل اللى فهمته منها النشابه ))



فقاطعه اشقر : (( نشابة من بتاعت المطبخ دى ))



فاجاب حسين مؤكدا : (( اهوه حدش قال حاجة الراجل لايعرفنى ولا يعرفهم قال نشابة من بتاعت المطبخ – يعنى أنا اقول لأمى هاتى نشابة طب اقولها أيه مش هتصدق أنى فى فنون اكيد هتفتكرنى فى اقتصاد منزلى—ولا اخواتى البنات يالهووى ده أنا هبقى تريقة البيت ده أنا أحسنلى أقعد فى البيت واشوف حد يستتنى ))



ثم قال بتاثر كوميدى : (( أواجه المجتمع أنا ازاى دلوقتى يافضحتك ياحسين – أنا معترف يارب أنا غلط كتير بس العقاب شديد لا بلاش خزف مش كده ده أنا كده ممكن أنتحر ))



اثناء حديث حسين تجمع حولنا الكثير من اصدقائنا الذين فرض عليهم التنسيق الداخلى للكليه اقسام لم تكن يرغبون بها ولكن حسين وطريقته فى رثاء نفسه جعلت الجميع يضحك ويسخر من حاله نظرا لأن شر البلية مايضحك.



********************



ومع مرور الوقت بدأ كل منا يتعرف على قسمه فهو الأن مستقبلنا شئنا ام أبينا وأسعدنا كان الهالوتى ولكنه كان حزين لأن باكينام لم تظهر طوال شهر – واخيرا خضع جمال ومعطى وسلما بالأمر الواقع وقررا أن يبقيا ولكنهم رفضا دخول القسم واستمرا على هذا النحو مده شهر



ولقد كنت فى قسم أحبه وأريده وكان معى ثلاثة أصدقاء من أصدقائى فى إعدادى اشقر وطارق وسماح ولقد شعرنا بغربة فى القسم فهو مجال غريب تماما علينا وكما يقولون الطيور على اشكالها تقع فقد اصبح لنا مجموعه من الاصدقاء نتشابة لحد كبير فى طريقة التفكير والبيئة الاجتماعية وظللنا سويا طوال 4 سنوات .



وطوال شهر لم تظهر باكينام وأصابنا القلق جميعا الى أن جاء يوم وظهرت فجأه والعجيب أنها لم تصافح أحد منا وصعدت الى القسم ثم هبطت ووقفت مع مجموعة فتايات وتعالت الاصوات ولقد سيطر على الفضول بشكل رهيب وقررت أن أعرف ما الأمر فأقترب منهم قائلا :



(( أهلا أهلا فينك يابنتى أنا قلت أنتحرتى ولا حاجه))



فقالت بفظاظه : (( لا ياظريف أنا كويسه وأحسن منك بس ماكنش ليا نفس أجى وسافرت كمان المأنيا وفرنسا مع اهلى ))



فقلت بسخرية : (( هو كل واحد ركب طياره ولبس جزمه جديده هيشم نفسه علينا على العموم كويس أنك زى القرده أنا غلطان أنى جيت أعبرك ))



فأجابت بعصبيه : (( ما تبقاش تغلط تانى ))



فغضبت بشده من أسلوب حديثها ولكنى تمالكت نفسى من اجل هالوتى فقد شاهدته يهبط على درج قسمهما الذى كان خلفية المكان الذى تقف فية باكينام وصديقاتها وقبل أن اغادرهم قلت :



(( على فكره أنا هعدهالك عشان ماتعودتش اتخانق مع بنات بس فكك منى من هنا لحد ما نتخرج يلا سلام ))



فقالت بأستخفاف :(( مش هتستنى لحد ما نتخرج أنا سايبه لكم الكليه وماشيه أصلا- أنا هحول جامعه امريكيه ))



قالت تلك الجملة وكان الهالوتى على بعد خطوات وقالتها وهى تنظر إليه فأقترب الهالوتى منى وقد سمع ما دار وقال :



(( يلا يا قطب سيبك منها وحقك عندى ))



فقلت مبتسما بعصبيه : (( حق أيه يا غالى وأنت مالك – أنا اللي غلطان أنى جيت وعبرتها ))



وقبل أن نتركها قال الهالوتى موجها حديثه لها : (( على فكره كويس أنك هتمشى لأن الدفعه زحمة والقسم كمان ))



ونظر اليها نظرة عتاب شديده لا يفهمها الكثير ولقد أحست بها لا ن تعبيرات وجهها اختلفت فى تلك اللحظه مائة مرة وأشاحت بوجهها وغادرت فى اتجاه باب الكلية وظللنا نتابعها ببصرنا وقبل أن تختفي التفتت للوراء للحظات وحينما لمحتنا ننظر إليها هرولت واختفت تماما .



وتصاعدت حدة الأسئله وعدم الفهم والدهشة داخلنا.. ما الأمر ؟ ماذا حدث ؟ ولما كل هذا؟ ولكنها أسئله لم نجد لها إجابه فى حينها ؟



بعد مرور بضعة أيام على موقف باكينام فى الكليه دق جرس الهاتف فى منزلي فقلت : (( السلام عليكم ))



فجاءني الرد : (( وعليكم السلام أزيك يا أحمد )) ونبرة الصوت جعلتنى أنتبه فلم يكن سوى صوت باكينام



فقلت بلا مبالاه : (( مين معايا ؟ ))



فقالت مندهشه: (( أيه ده مش عارف صوتي على العموم أنا باكينام ))



فأجبت بعجرفه : (( باكينام مين أنا معرفش حد بالاسم ده ؟))



فقالت فى عناد : (( بطل رخامة بقى والله هزعل منك ))



فأجبت ساخرا: (( ده على أساس أننا صحاب وأنتي ما عملتيش حاجه من يومين ولا كنتى قليلة الذوق ولا حاجه ))



فبادرتنى بخجل : (( أنا آسفه بجد بس أنا تعبانه يا أحمد بجد وعايزه أتكلم مع حد ومش قادره هتجنن ممكن نخرج عايزه أتكلم معاك))



فقلت مداعبا : (( الحقيقة مش عارف مواعيدي وبعدين أنا مبخرجش مع بنات مفيش عمار بيني وبينكم استني أشوف السكورتيره ))



فأجابت فى غضب: (( والله هقفل ومش هكلمك تانى يا رخم))



فاجبت فى لامبالاه : (( اقفلي حد ماسسكك ولا هى تماحيك ))



فساد صمت وساورنى شعور أنها تبكى وأن كنت لم اسمعها ولكنى استشعرت ذلك لذا قلت بسرعه :



(( خلاص يا كوكى أنا بهزر ها نتقابل أمتى ؟ وفين؟))



فقالت : (( عارف أيه أن دبليو اللى فاتح جديد فى عباس العقاد تقابلنى هناك على 6 كده ))



فوافقت وفى الموعد المحدد كنت فى انتظارها ولم تتأخر كعادة البنات وجاءت فى موعدها وشاهدتنى اجلس على أحدى الطاولات فقدمت وجلست أمامى وقد كنت سخيف ولم اتصرف بلياقه تناسب فتاه فلم اقف أو أجذب لها المقعد لكي تجلس فلقد كنت مستاء جدا مما فعلته فى الكليه



وعلى الرغم من ذلك بادرتني قائلة : (( ميرسى قوى يا أحمد أنك جيت وبجد أنا آسفة أنى كنت سخيفه معاك فى الكلية)) وأمسكت يدها يدي التي كانت على الطاولة من باب الأسف والاستعطاف ليس إلا ولكنى أصبت بالخجل وقلت ساخرا محاولا التخلص من تلك الحالة :



(( لالا بقولك أيه أنا محدش يمسك أيدي غير مراتى وبعدين الناس تقول أيه أننا متصاحبين وبتاع لا كده هتوقفى حالي ومش هعرف اظبط البنت اللى قاعده على التربيزه اللي وراكى ))) قلت الجزء الأخير وأنا ابتسم وربت على يدها لكسر هذا الموقف ومحاولة منى لرفع الحرج عنها.



ثم قلت : (( قوليلى بقى أيه الحكايه ومالك تعبانه ليه؟ وهتحولى ليه؟ وكنتى مختفيه فين ؟))



فتنهدت بشده ونظرت فى اتجاه الشارع من خلف الزجاج الذي نجلس بجواره وقالت وعينيها تمتلئ بالدموع



(( أنا بحب هلوووتى يا أحمد شوفت المصيبه ))



ولم أجيب فلم أشأ مقاطعتها فكنت أريدها أنت تحكى فقط ، تفضفض دون تدخل فأنا أريد أن تنساب مشاعرها لكي تريح وتستريح ويبدوا أنها كانت تريد ذلك أيضا فأكملت :



(( مش عارفه أزاى؟ وليه ؟وأمتى ؟ ، دى مصيبه ))



ثم نظرت الى وقالت بانفعال : ((يا أحمد أنا وعرفه مختلفين تماما فى كل حاجه الشىء الوحيد اللى بنتفق فيه أننا بنحب الرسم لكن تربيتي ، بيئتي ، عيلتى ، أفكاري ، حياتي ما تتفقش مع الواد الصعيدي ده))



صمتت برهه ثم تابعت :(( فى الأول أسترخمته وبعدين أعجبت بيه ساعة موضوع الوصفية وبعد كده كنت بحب اقعد وهو موجود عشان طريقة كلامه وبنقعد نضحك وبعدين اكتشفت أنه فى مغناطيس راجل قوي و جدع قوى طيب قوى عمره متخابث ، واضح ، كوميدي ، كريم جدا ، عمرى ما شفته بتاع مصلحته زى كتير من الولاد عمرى ما سمعته قال كلمة على بنت ، بني ادم غررررريب... ))



ثم حركة رأسها بعناد وهى تقول : (( بس ده مش كفايه ده أنا لو أهلى شافوه وسمعوا طريقة كلامه سورى يعنى أنا آسفة أنا عارفة أنه صاحبك بس هيفتكروه بن البواب ))



((( يووه مش عارف أيه اللي بقوله ده أنت فاهمنى ؟؟؟))



فنظرت الى عينيها مباشرة وملامحي كانت خاوية من أى تعبير فأشاحت بوجهها بعيدا ثم مررت أصابعها بين خصلات شعرها ثم رشفت قليلا من ميلك تشيك شيكولاته كان أمامها فى محاوله أن تدارى توترها وهنا قلت :



)) اه فاهمك ومتفق معاكى فى كل كلمه الا حكاية بن البواب دى لأن عرفه مظهره كويس ومن عيله كبيره فى الصعيد وبمقياس الناس اليومين دول غنى وأبوه عمده وعيلته من اكبر عائلات قنا أنا مش بعملة دعايه أنتخابيه بس بفهمك لو مش عارفه ولأنه متواضع ومش بتاع مظاهر ما بيحكيش ، بس هو مش واد مسبسب وبيعمل أسبايكى وبيلبس فانكى وعملى خنفس ولد عادى ما بيدورش على ماركات اللبس مش لا زم يبقى البنطلون ليفيز ولا بيب ولا التى شيرت ديزل ولا القميص بير كردأن ولا الجزمة من أنجلش هأوس والساعه سووواتش عشان يبقى بن ناس ومش بن بواب ))



فأجابت بسرعه :: (( يووه مش فهمتنى بقول أهلي مش أنا ،أنا فاهمة ده لكن هقولك أيه ؟ أيوه أهلى بيبصوا للمظاهر وأنا كمان كده بس مع عرفه لاقيت نفسي مش كده وده اللي خلانى اعرف أنى بحبه لكن أهلي أصحابي مش هيفهموا ده ، انا مش عارفه اعمل أيه ؟))



فقلت متسائلا : (( عشان كده كنت مختفية وعايزه تحولى ؟))



فردت بالإيجاب : (( ايوه سافرت بره قلت يمكن أنساه ويمكن تطلع حاجة كانت عجبانى وشبطانه فيها وأنساه بس ما عرفتش ، أقسملك وأنا فى كل مكان فى باريس كنت بتخيله معايا لما بدخل سريري عشان أنام أول معنيا تغمض بلاقى دماغي بتفكر فيه ولما رجعت قلت لا مش هينفع هحول وخلصت كل الإجراءات ناقص بس اسحب الملف بس مش قادره )) وهنا أنسابت دموعها كالمطر .



فصمت وتركتها مع تلك اللحظة الخاصة وقمت أحضرت مناديل ثم عدت وقلت مداعبا :



(( امسكي فاين يا أمال ))



فابتسمت وكم كانت رائعه نضره ووجها مضىء بتلك الابتسامة ووجنتيها متشحتان بالحمره ودموعها وسط تلك التفاصيل كحبات اللؤلؤ تزين وجهها الملائكي الرائع الحسن ((بضم الحاء )) ، وجلست وقلت لها :



(( يعنى أنتى بتحبيه بس خايفه من رفض أهلك ومجتمعك و بالتالي عايشه فى صراع نفسي ؟ ))



فردت بإيمائه من وجهها علامة الموافقة .



فقلت : (( بس احنا كده اختلفنا اللى بيحب بياخد الحب لوكشه واحده لأن الحياة مش وردية وأنت مش بتختار حبيبك ولا بتنقيه أنت بتلاقى نفسك بتحب لوحدك من غير ما تحس ولما تكتشف حبك بيكون سيطر عليك يبقى بالتالي لازم نقبله بايجابياته وسلبياته والسلبيات ممكن نعدلها بالتدريج))



فانتبهت وقالت : (( طب قولى اعمل أيه ؟))



فقلت : (( بالنسبة لموضوع اللهجه مع الوقت ومخالطة الناس هتتظبط ولكنها جذوره واصوله اللى كونت جدعنته اللى هى أصلا مصدر أختلافه عن الأخرين وموضوع المظهر بالتدريج مش عيب أننا نصلح فى بعض حاجات وهى دى قيمة الحب ، بالتدريج تعلميه وتختارى له لبسه زى مهو برده هيغير فيكى حاجات مش عجباه واخدالى بالك أنتي )) وقلت الجزء الاخير وأنا اغمز بعينى



فقالت بلهفه : (( هو قالك حاجه ؟ بجد بجد كلمك عنى ؟؟ قولى قالك أيه ؟؟))



وهنا ابتسمت فنفس الموقف قد حدث من قبل بنفس الحماس من هالوتى فقد كان يريد أن يسمع أى كلمة قد قالتها عنه او حتى ألمحت بها



فقالت : (( أنت بتضحك ليه ؟؟))



فاجبت بصدق : (( تعرفى يا باكينام أن عرفة بيحبك من أول يوم لينا فى الكلية ؟؟))



فردت فى دهشة : (( نعم ؟؟ أيه !!! طب مقلش ليه ؟ وازاى ؟ ))



وهنا أحسست أنني قد اقتربت من أحقق حلم حياة صديقي واستطيع التوفيق بينه وبين من يحب ومن أحببته فرويت لها كل مكان منه .



بالطبع تعرفون القمر فعندما أنتهيت من سرد الحكايه لها كان وجهها مضيء كالقمر وفى حاله من النشوه والسعاده التى لا توصف وقالت كلمة كم كنت أتمنى أن يكون عرفة حاضرا ليسمعها وكم اقشعر جسدي من تلقائيتها وصدقها وعفويتها .



قالت : (( يا حبيبى يا عرفه ))



فأسرعت قائلا : (( عرفه يستحق أنه يسمعها منك – عرفه يستحق أن كوكى الجميلة تبقى حبيبته- عرفة يستحق أنك تساعديه أنه يبقى أحسن وأنه يساعدك أنك تكوني أحسن – قولي له يا باكينام صارحيه ما ضيعوش وقت وأجمل لحظات عمركم أنكم تكونوا سوا – مش كل يوم الواحد بيقابل حب بجد نضيف لافيه رغبه ولا مصلحه ))



وكان وجهها ينبىء بالموافقه ثم فجاءه قالت فى عناد : (( لالا أنا زعلانه منه ماقلكش عمل فيا أيه زعقلى وسط الناس عشان ولا د عاكسونى وروحنى قعدت أعيط أسبوع وكمان ماكلمنيش خالص بقاله شهر ونص لالا مش هكلمه ))



فأومأت برأسي ضاحكا : ((( ههههههه ايوه قالى وقالي أنه فتح نفوخ واحد وعرض نفسه للخطر عشان بس حد عاكسك وبعدين هو مزعقلكيش عشان حد عاكسك ده زعقلك عشان لبسك والدندشه اللي كنتى عملاها ))



فنظرت بخجل ثم قالت : (( تعرف ياأحمد بينى وبينك يعنى أوعى تقوله أنا كل ما أفتكر أتبسط قوى وأحبه اكتر حد كده تحس معاه بالأمان))



ثم أكملت متسائله: (( طب تفتكر هنقول لبعض ازاى ؟؟))



فقلت : (( لا سبيها عليا دى بس يارب مايجيش اليوم اللي تدعى عليا ))



وأنتهى حديثنا على وعد بالاتصال بها ووعد منها أنها لن تترك الكلية وستأتي الكليه فى اليوم التالى وتنتبه وتنتظم فى الحضور



**********************



بعد أن غادرت باكينام توجهت مباشرة إلى منزل هالوتى وطرقت الباب عده مرات قبل أن يفتح



فقلت :(( أيه يا بنى نايم على ودانك ساعه عشان تفتح ))



فرد : (( معلش أصلى كنت برسم ))



وسمعت أصوات أشخاص بالداخل وكان يبدوا من الحديث الدائر أنهم يلعبون بلاى أستشن فقلت وأنا أستكشف من بالداخل :



(( أيه يا أبنى أنت قلبتها ملعب ولا أيه مين عندك ؟))



وفوجئت بإبراهيم ومحمد أخوتي يجلسون وفى حالة اندماج تام فى مبارة



فقلت صائحا : (( يا نهاركوا اسود بتعملوا أيه هنا وأيه اللي أنتوا عاملينه ده ، أيه قلبتوها استاد ))



ثم نظرت الى هالوتى وقلت معاتبا : (( وأنت أيه خلاص أى حد يجى كده تفتحله وتدخله وسايبهم كده يلعبوا ))



فرد إبراهيم : (( افهم بس يا غالى احنا عاملين دييل (اتفاق) هو يرسمنا وإحنا نلعب هنا بلاى استشن براحتنا أنت عارف ماما وبتاع ))



فقلت ساخرا : (( يا سلام ودى خلق تترسم أنت دخلتلى زخرفه وهتروشنا بقى وهتبوظ أخلاق العيال ))



فضحك وقال : (( أنا ابوظ أخلاقهم يا عم دول يخربوا أخلاق بلد ده يدوبك برسم فى إبراهيم وحطيت أوت لاين ولاقيته قال أيه بيقول خلاص بقى أنا تعبت شويه ونرجع نكمل ، أخواتك ضحكوا عليا ))



فقلت : (( ما أنت اللى غلطان ، وبعدين أنت يلا أنت وهو أستكردكم بقى ولا بيدفع ثمن الرسم ده، ده الموديل بتاخد فى الساعة بتاع 40 جنية ))



فوقف ابراهيم ومحمد وتحركا نحوه وهما ينظران له بغضب مصطنع وقال محمد بأسلوب سوقى : (( اعلي يلا ب80 جند لا تندفن هنا )



وأكمل إبراهيم مسلسل الإرهاب قائلا : (( وعاملى فيها موجب معانا ، وأتاريك أول ما قلنا هنلعب بلاى استشن وافقت على طول ، اه ما أنت مش هتغرم حاجه ، اه يا أبن ال000 وعاملى صعيدي وطيب ، قب يلا بالفلوس ))



فقال هالوتى: (( فلوس أيه يا جدعان ده بيضحك عليكم عايز يوقع بينا ما تقول حاجة يا زفت دول صدقوا ))



فأبتسمت قائلا : (( بس يا أبنى أنت وهو أنا بهزر وبعدين أخلصوا أمكم لو عرفت الحكايه دى هتعلق الهالوتى من ودانه ، والواد طيب ما لوش ذنب يلا يا أبنى أنت وهو على البيت وأنت ما تستعبطش يجبولك صور يا اخويا وارسم منها – يلا يا أبنى وسيبوا البلاى استشن هنا ))



فقال ابراهيم فى عناد: (( نعم لية بقى ؟؟ ))



فقلت بأقتضاب : (( هو كده))



ثم أكملت : (( وعلى العموم ابقي تعالوا خميس وجمعه بس لو ماما عرفت أنا ما ليش دعوة هعمل اجنبى – يلا أخفوا من قدامى عايز الواد فى حوار))



وبالفعل غادرا وتركانا بمفردنا 000000000000000



*************************************


-6-



بعد أنا غادر أخوتى طلبت من الهلوتى ان يعد لنا عصير ليموناده وبعد ان قام بتحضيره قلت لـه وانا استلقى على الأريكه : (( تفتكر أنا جاى منين يا هالوتى ؟ ))



فقال وهو يتجه نحو المرسم وهو جزء من المنزل يقوم الهالوتى بالرسم فيه : (( وأأنى أش دراانى ))



فقلت فى تأفف : ((( مفيش فايده – يا أبنى فى فنان يقول وأنى اش درأنى ظبط بقى ياابنى اللهجه دى))



ثم اكملت : (( أنا كان عندى راند فو(ميعاد حريمى) فى عباس العقاد))



فعاد الى وجلس بجانبى وقال فى دهشة : (( اأنت ؟؟ مين وامتى ؟؟ أنت ما حكتليش ؟؟ اه يادزمه ))



فأجبت بزهو وتفاخر : (( والله يا شقيق دى جت صدفه أنا قاعد فى البيت لا بيا ولا عليا جتلى الخروجه ، نقول لا؟؟ ، وبعدين يلا اهو كله بثوابه ))



فأجاب مبتسما : (( ايون ماشى يا عم مين بقى؟؟ ))



فقلت وأنا ارسم على وجهي البراءه : (( باكينام ))



فرد : (( اه باكينام ياعم ياع ...... )) ثم اعتدل وتبدلت ملامحه وأصبح كالوحش : (( باكينام مين يا أحمد ؟؟))



فقلت باستفزاز : (( أحمد يا فضحتى تصدق بقالى كتير ما سمعتهاش قول أحمد كده كمان ))



فنفض عرق فى جبهته عجيب وقال بلهجه صعيدي صرف : (( اأنى ما بهزرش دلوكيت اشترى نفسك وجولى باكينام مين ؟؟ ))



فقلت بلهجته : (( أهدى يا كبير ما حصلش حاجه يا سليم يا ولدى اللي أنكسر يتصلح واستر عليا الهي يستر عليك ))



فرد بغباء : (( سليم مين ؟؟؟))



فقلت فى سخريه: (( بتاع فيلم صراع فى الوادي يا غبى ، عملتلى فيها حمدى غيث وعاملى السبع رجاله اهمد كده خلينى أحكيلك ))



وبدأت أروى القصه التى رتبتها فى خيالى وأنا فى الطريق عن أن باكينام أرادت أن تستشيرنى فى موضوع التحويل وأنها قد تأسفت على ما بدر منها فى الكليه فقد كانت متضايقة نظرا لوجود مشاكل منزليه وأنها أرادت التحويل خجلا مما فعلته بها على النيل وأنها متضايقة جدا منك وحزينة ففى الوقت الذي أحست فيه نحوك بمشاعر مختلفة أهنتها أمام الناس بدلا من أن تتكلم معها بهدوء وتشرح لها خطأها وقد عاشت فترة نفسية سيئة بسبب ذلك وظلت تبكى أسبوع .



وأثناء حديثي بدأت ملامح هالوتى تلين بل أصبحت ملامحه اقرب إلى البكاء عندما علم أنه كان سببا فى بكائها وحزنها وعندما انتهيت ظل صامتا ومحدقا فى فقلت :



(( أيه يا عم خلاص خلصت، أيه روحت فين أنت فى غيبوبه ولا أيه ؟))



فتنهد ثم ضم رجليه واحتضنهم بذراعية ثم قال وكأنه يخاطب نفسه : (( اا نى كنت عارف - أنى غلطان بس هى كمان يعنى لبسها ينرفز بس برده ماكنش يصح كان ممكن براحه نوعيها ونفهمها غلطها ، اااه يا دزمه ياعرفة ))



ثم أنتبه إلى فجاءه وقال : (( أنت بتجول أنها جالتلك أنها بدأت تحس مشاعر مختلفه ليا ))



فقلت فى خبث : (( اه بس ده كان قبل ما تتنيل تبوظ الدنيا ))



فقال فى لهفة : ((( لالا وحياة أبوك شوفلى صرفه دا أنى ما صدقت ))



فتظاهرت أنى أفكر وبين الحين والأخر أوهمه أنى سوف أقول شيئا ثم أتراجع مما أصابه بالتوتر وعندما أحسست أنه مؤهل الآن ليفعل أى شيء قلت :



(( بص يا عرفة أنا هساعدك بس فى نقط لازم تحطها حلقه فى ودنك يا أبن الناس ولو شايف أنك مش هتقدر عليها يبقى تنسى موضوع باكينام ده خالص اتفقنا ))



فأومأ بوجهه وقال: (( اتفقنا ))



فقلت : (( بص يا صاحبى وسط باكينام وسط متحرر نسبيا ونقدر نقول أنهم ناس بتوع مظاهر يبقى لازم نكسبهم ما بقولكش نبقى زيهم بس نقدر نحتفظ بتفكيرنا وفى نفس الوقت نظبط شوية حاجات زى اللبس والمظهر ونهتم بحاجات هايفه كده ، لأجل الورد ينسقى أيه ؟؟))



فرد : (( العليق يا غالى))



فقلت موافقا : (( عنب يعنى متفقين أننا ممكن نتغير عشان اللي بنحبه لأنه مش عيب ومدام مش حاجة ضد مبادئنا وتفكيرنا يبقى مفيش مشكلة ))



فرد بحذر: (( متفقين بس موضوع لبسها والتحرر اللى هى فى ده مش هينفع خالص يعنى مش أنا بس اللى هتغير وكمان الهيافه فى نظرتها للناس والغرور احيانا مش هينفع برده ، انت عارف أنى أهم حاجه عندى التواضع والناس كده تضحك فى وش بعض وتساعد بعض كلنا ولاد تسعه ))



فقلت موافقا : (( برافو عليك أنت تغير فيها الوحش وهى تغير فيك اللي يخليك أحسن وأفضل فى عيون الناس ودى قيمة الحب، متفقين ؟؟؟؟))



فأجاب موافقا : (( متفقين بس قولى ازاى بقى هقولها ))



فقلت : (( أنا هظبط خروجه وهخرج معاكم وأمري لله بس بقولك أيه هتقرطسنى وتقعد تسبل وتتنحنح هسيبكم وأقوم ، وهصالحكم على بعض وتقولها ساعتها ونشوف وافتكر أنها مش هترفض أنا حاسس أنها بتحبك برده ))



فرد فى لهفة : (( بزمتك يا أحمد أنت حسيت كده ))



فقلت فى تهكم : (( أيه ياعم حكايتك أنهارده أحمد أحمد فكرتنى باسم نسيته --- ايوه ياعم حاسس - على فكره هى تروح الكلية بكره وبعد الكلية هنروح نقعد فى ماك (ماكدونالدز) المساحه ونصفى الجو ))



فرد : (( طب متخليها المهندس أحسن عشان أعزمها على سندوشتين شكشوكه عشان تعرف غلاوتها عندى))



فقلت فى سخرية : (( هى شكشوكة المهندس جامده وتنفع تعبير عن الحب الجارف بس مش باكينام يا حبيبى ، بالتدريج ياهالوتى مش مرة واحده ناخدها المهندس وشكشوكة وقزازتين حاجة ساقعه من عند الكشك وبتاع ،برااحه يا مفترى ))



فقال : (( خلاص خلاص اللى تشوفه ))



فى اليوم التالي قابلت الهالوتى وركبنا سويا ( مينى باص)39 داش ( بشرطه) من أول عباس وقابلنا الأشقر بداخله فهو يركب قبلنا بمحطتين وكان الهالوتى تبدوا على وجهه إمارات الحيويه والتألق فبادرة أشقر قائلا :



(( أيه يلا الحلاوه دى أنت رايح تتجوز ولا أيه؟؟ ماشيه معاك يا عم ))



ثم اكمل قائلا : (( امسك يا عرفه يا حبيبي الأسكتش ده اعملي أى حاجه فاكرها من تماثيل المتحف المصري أحسن عندي أنهارده متاحف وكنت مزوغ الأسبوع اللي فات ))



ووافق الهالوتى على طلبه وبدأ يرسم ومن قال أن الحالة النفسية تؤثر فى خطوط الفنان ورؤيته لما يرسمه قد جانبه الصواب فقد أبدع الهالوتى فى رسم تحفة جعلت كل من كان يتابعه فى (المنى باص) ينبهر لدرجة أن بعض الفتايات كن سينزلن عند محطة طب أسنان ولكن أكملن معنا حتى محطة حديقة الأورمان امام جامعة القاهره



وقالت أحداهن بعد أن نزلنا جميعا لعرفه: (( على فكرة أنت فنان يا أبنى ، أنا مي فى طب اسنان ودول ريم وهند معايا برده )) ومدت يدها لتصافحه ولكن عرفة ظل متلعثما ومحرجا



فقال اشقر وهو يمد يده لمصافحة الفتاه بدلا من عرفه : (( وأنا محمد الاشقر فنون تطبيقية وده عرفة وده قطب برده معايا أنتوا بتركبوا كل يوم .....)) ولم يترك الفتايات إلا بعد ترتيب الموعد الثانى هذا هو الأشقر



وبعد أن غادرت الفتايات قال مبتسما لعرفه : (( بركاتك ياهالوتى تصدق بالله أنت يتظبط بيك اجدع من اى عيل صغير ))واخذ يضحك بصوت عالى وملفت ثم سبقنا عدوا الى الكليه لعله يلحق بسكشنه الاول



وقبل أن ندلف من باب الكلية وعند الباب مباشرة تصادف دخول باكينام ووقف ثلاثتنا الهالوتى وباكينام فى مقابلة بعضهما وأنا فى المنتصف ودعونا نختلس تلك الثواني ونسلط الضوء على لحظات لم تتعدى الثلاثين ثانيه ونوصف تلك النظرات الحانية المعاتبه من كليهما ثم تلك الابتسامة التي زينت وجهيهما ثم قال عرفه وهو ينظر بعيد عن عينيها :



(( وحشتينا يا أفندم ))



فقالت وهى تحاول كبت تلك الابتسامة التى تريد أن تنطلق مما تسببت فى احمرار وجنتيها وجبهتها : (( وأنت كمان ))



فقال بخجل وعينيه تنظر إلى الأرض : (( تحبى تكلى حمص بعد الكلية ))



فأجابت وهى تنظر للسماء علامة التفكير ثم حركت رأسها بإيماءة مع نظره حانية علامة الموافقة



فقال لها : (( طب يلا أحسن عندنا محاضرات مهمة وعايز أفهمك على اللي فاتك ))



ويبدوا أنهما نسيا وجودي تماما وتركاني ودخلا وشعرت وكأنني ( قفص جوافة) ولكنى ابتسمت وأنا أهز رأسي بلا معنى وتبعتهما إلى داخل الكلية وكانت تلك هي البداية



***************************************



فى ذلك اليوم لم أرى هالوتى أو باكينام مرة أخرى فقد كنت منشغلا بأمور فى قسمي العزيز كما أنهما اختفيا عن الأنظار تماما وأثناء وقوفي فى القسم وجدت شابا ذو ملامح أوروبية تماما (عيون زرق وشعر اصفر وحاجه طليانى خالص) يقترب منى ويقول لى بدون مقدمات :



(( هو أنت فاهم حاجة فى القسم ده ؟))



فأجبت : (( نهائى أنا حاسس أنى ضايع يا أبنى ))



فقال : (( زميل يعنى مدام كده بقى أنا ماجد ))



فقلت : (( وأنا قطب ))



وكما يقولون الطيور على أشكالها تقع أصبحنا بعد قليل اثنتي عشرة فردا نعانى من نفس الأمر وكان هذا سبب صداقتنا التي دامت سنين ، وهكذا تتم الصداقة فأنت ترتبط بأناس لهم نفس الاهتمامات والمشاكل فتصبحون زملاء وإذا أضيف إلى ذلك تشابهكم فى الأفكار والبيئة فتصبحون أصدقاء فقد جمعنا قسم ودراسة فجمعتنا الحياة ولم يفرقنا شيء وحتى وأن كانت دوامة الحياة .



ومرت ايام الكلية سريعة متلاحقة فكل يوم هناك تسليم أو مشروع أو امتحان أو سكشن مهم أو أو .... هذه هى سمة كليتنا ومع مرور الأيام يزداد هالوتى وباكينام نضارة وارتباط ويزدادون شهرة واحترام لأنهم احترموا بعض فاحترمهم الناس.



وفى احد الايام كنت اجلس مع بعض الاخوة النساجون نتناقش فى أمور نسيجية عويصة قدم هالوتى وقال :



(( سلاموا عليكم يا أخونا بعد أذنكم تعالى يا قطب عايزك ))



فقلت : (( قشطه يا جدعان نلتقى بعض الفاصل -- ها يا أبنى فى أيه ؟؟))




سيرنا سويا قليلا ثم قال :((اأنى واقع فى ورطة ومش عارف اعمل أيه ؟؟؟))



فقلت فى أنتباه : (( ورطة أيه يا عم قلقتنى ))



فقال : (( مش عارف أجيب هدية أيه لباكي ))



فقلت ساخرا : (( باكى والله وعرفنا نقول باكى الله يرحم يا أبن الــ 000 ))



فقاطعنى بغضب : (( ياا عم أنا ناقصك مش وقتك خالص قولى أجبلها أيه ؟))



فقلت مستفهما : (( ايوة بس افهم بمناسبة أيه ؟ هى مش عيد ميلادها زيك فى شهر أغسطس يعنى لسه بدري إحنا لسة فى فبراير ))



فقال فى اندهاش : (( لا يا جاهل مش أنهاره الزلانطين ))



فقلت غير مستوعب : (( زلانطين مين ؟؟؟ يعنى أيه ؟ ))



فقال فى نفاذ صير وكأنني غبي وجاهل : (( الزلانطين يا جاهل بتاع عيد الحب ))



فنظرت الية قليلا فقد كانت الكلمة اكثر من احتمالى ولكننى تماسكت : (( اه تصدق أنهارده الزلانطين أنا أسف معلش اصل أنت عارف ياهالوتى اخوك مفيش عمار بينه وبين الحريم فمعرفش الكلام ده ))



ثم اكملت : (( بس قولى ياهالوتى يعنى هو أنت قلتلها هابى زلانطين ولا لسة عشان أبقى فاهم ))



فقال : (( لالا لسة ما أنى مستنى ومدارى عنيها خالص عشان بس اعرف اقول أيه ؟ أجيب أيه ؟ كده يعنى ))



فقلت : (( اااه طب بداية كده ده اسمة الفلانتين مش الزلانطين يا نبيه عصرك والخنافس اللى زيكوا بيجيبوا ورد فى اليوم ده ويقولوا هابى زلأنطين والورد يبقى لونه احمر تعبيرا عن الحب وبليل المقاطف اللى زيك يخرجوا ويجيبوا هدايا مع تدبيسة عشا وفى السهره مكالمة تلفون من 12 بليل ل6 الصبح وفى الأخر تقولها الوقت سرقنا تصدقى محستش بالوقت وأنا معاكى يا حبيبتى وهى طبعا هتعيش اللحظة وتقولك ولا أنا يا هالوتى – بس))



فقال فى تشكك : (( أنت بتتمسخر عليا مش أكده – تصدق أنت أتغيرت لالا بجد أنت أتغيرت ))



فقلت موافقا : (( ايون يا أبنى أنا بقيت شرير خالص ومجرم فكك منى يا هالوتى قال زلانطين قال وواقع فى ورطة وحسستنى أن عليك تار وبتاع ))



فقال بحنق: (( خلاص اااأنى غلطان أنى جيت سألتك اصلا وبعدين أنت ايش فهمك أنت فى الحب والكلام ده ، ده أنت رخم وغتت ومستفز ))



فابتسمت من أسلوبه وقلت له بجدية : (( بص يا هالوتى أنا بصراحة لو مصاحب وبحب أو مرتبط والرغى ده يوم الفلانتين مش هعمل زى كل الناس ما بتعمل ، أجيب ورد وأقول نفس الكلمة، واخرج والجو ده ، قولي ليه يا فالح ما تتنحش ؟ ))



فرد بسرعه : (( ليه ؟ ))



فقلت : (( لأني لو عملت كده هبقى زى زى غيري هل أنتوا حبكم زى حب بقيت الناس ؟؟ ))



فرد فى حسم : (( لا طبعا احنا حاجة تانيه ))



فقلت : (( طيب يبقى تعمل زيهم لية وبعدين لما تحب تهادى حبيبتك مش لازم مناسبة لأنها حبيبتك ولما تحب تخرج معاها أو تجيب ورد أو تحس بلحظة رومانسية مش لازم فى الفلانتين ده الطبيعي اللى بينكم أصلا يبقى أيه لازمتوا بقى القرع ده وعقدة الخواجة ))



فاطرق برأسه برهه يفكر ثم قال : (( تصدق عنديك حق أنا هعمل عبيط خالص ويامين(يومين) كده ولا حاجة وأبقى أجبلها هدية ))



فقلت موافقا : (( ساعتها أنت جبت الهدية عشان بتحبها مش عشان بقيت الناس بتعمل كده ومش عشان الفلانتين افتكر أن الشعور ده لو وصلها يبقى احلى من 100 زلانطين يا غالى ))



وبالفعل اقتنع هالوتى بوجهة نظرى ونفذ ما قلته له بالفعل ولكن باكينام شأنها شأن كل البنات وحتى وأن كانت تحب هالوتى فهى تريد أن تفعل كما يفعل الجميع وقد استغل رفاق السوء ما فعله هالوتى وأوغروا صدرها علية وبقليل من التخيل يمكننى أن اتوقع الحوار الذى دار بينها وبين صديقاتها :



ست ابوها قالت : (( ها ياا باكينام وهالوتى هيخرجك فين فى الفلانتين ))



فقالت باكينام فى احراج : (( هو احنا لسه متقابلناش فمش عارفه ))



فقالت بمبه هانم : (( ياااى يعنى أيه ده مصبحش عليكى وقالك هابى فلانتين داااى ، سيترووووووو ))



فأطرق باكينام برأسها فى الارض وهى تعدل من بعض خصلات شعرها : (( عادى يعنى يا جماعة فيها أيه يمكن أنشغل أو وراه حاجة ))



فردت ست ابوها فى خبث : (( أو ممكن عايز يخلع من الهدية ما أنا عارفه الولاد دول مصلحجية عايزين يخدوا وبس ))



فقالت بمبه بمكر : (( لالا يا ست ابوها عرفه مش كده هو ممكن يكون مسمعش عن الفلانتين أصلا أصل هيعرفوا منين ده جى من الصعيد – بس أنتى اللى غلطانة يا باكى كنتى لازم تدردحيه شويه ))



فقالت نافيه : (( لا هو عارف بس هو ممكن يكون عاملى مفاجأة بليل ولا حاجة ؟ ))



فردت ست أبوها : (( على العموم بسيطة كلها كام ساعه ونشوف ، يلا باى بقى ياا جماعه أحسن تامر عازمنى على العشاء برة ده حتى مرديش يقولى فين عشان تبقى سربريززز ))



فقالت بمبه : (( وأنا كمان ماشية يدوبك أروح للكوافير عشان خارجه مع دودى حبيبى بيقولى عاملك مفاجأه فى المقطم يلا باى ))



ومن هذا المنظور من الطبيعى أن تغضب باكينام بشده فقد لعبت صديقاتها على وتر غيرة المرأه وهنا تتشابة كل النساء وبالتالى اتصلت باكينام بعرفة لكى ترى ماذا سيصنع ودار ذلك الحوار :




باكينام فى تربص : (( يعنى ماحدش شافك أنهارده فى الكلية ولا كلمتنى هو فى حاجة ؟ ))



فقال بسذاجة مصطنعه : (( لالا بس روحت ومشيت على طول عشان عندى غسيل وطبيخ ودوامة ))



فردت فى أندهاش : (( نعم؟؟ غسيل وطبيخ أنهارده ياعرفه ))



فقال بإستفزاز : (( وفيها أيه ؟يفرق أيه أنهارده عن غيرة مكلها ايام ربنا ))



فقالت بنفاذ صبر: (( هو أنت ماسمعتش حاجة أنهارده ماشفتش ورد كتير ناس خارجة اى حاجة ))



فقال : (( اه صحيح الورد الاحمر كان كتير أنهارده فى البلد ))



فقالت فى تشبث : (( ها ومسألتش لية بقى ؟ ))



فرد ببرود : (( ايوه عرفت أن أنهارده فى حاجة اسمها الفلانتين كده ))



فقالت فى غضب: (( حاجة اسمها الفلانتين ، اه يعنى أنت شايف أنه عادى وحاجة مش مهمة ولا هنخرج ولا حاجة ))



فقال فى براءه : (( من عنيا يا حبيبى عايزة نخرج يلا نخرج حاضر بس يعنى من امتى بيبقى فى يوم معين أو سبب عشان نخرج يا باكينام ))



فقالت وهى اقرب للبكاء : (( خلاص ياعرفة مش عايزة حاجة يلا سلام )) واغلقت السماعة .



هذا الحوار قد أخبرنى به الهالوتى عندما وجدته بعدها بلحظات امام باب منزلى وهو فى حالة من الغضب والتوتر وقال لى :



(( شوفت شورتك يا زفت قال أيه لازم ابقى مختلف – مش عايز ياعم ابقى مختلف اهى أتقمصت وزعلت والمصيبة بقى لاتكون بتعيط – ده اكيد بتعيط ، اة يادزمه ))



فقلت متسائلا : (( طب لية يا أبنى مشرحتش وجهة النظر اللى أنا شرحتهالك كانت هتعرف أنت اد أيه بتحبها ))



فرد فى غضب : (( اشرح أيه ياعم بس ، أنت اصلك ماسمعتش صوتها أنا حسيت أنى ارتكبت جريمة ))



فقلت بهدوء : (( يا أبنى عادى هما البنات كده ناقصات عقل ودين شوية ولما تصالحها وتجبلها هدية كمان يومين هتبقى زى حتة الحلاوة السمسمية ولا كأن حصل حاجة ))



فأجاب نافيا : (( لا يا ذكى ده أول فلانتين وأول مناسبة ماكنش لازم اسمع كلامك – اسمع حتى لو كلامك صح وحتى لو الشعور زى مابتقول احلى بس مش مهم أنا وجهة نظرى أيه يا أحمد ، المهم هى عايزة أيه؟ وأيه يسعدها حتى لو كان ساذج وكان غلط ))



فقلت مؤنبا: (( هى وجهات نظر يااهالوتى-- ومدام أنت قلبك رهيف ومبتستحملش أنها تزعل وفاهم هى بتحب أيه لية سالتنى وخدت رأى؟؟))



فرد فى تلعثم : (( مش عارف بس كان قصدى اخد رئيك فى الهدية أنت كلفتنى فى الكلام واقنعتنى ساعتها ))



فقلت بجديه : (( يبقى أنا ماغلطش أنت اللى غلط لأنك غيرت رئيك وبتسمع رأى واحد ثالث فى علاقة هى بين اتنين وتأكد أن العلاقة دى بالذات ماتستحملش رأى ثالث وده سبب فشل اى علاقة من النوع ده الطرف الثالث صديق ليك أو صديقة ليها كلمة هنا وكلمة هناك خربت الدنيا ))



فرد : (( عندك حق بس دبرنى دلوقتى عشان أصالحها ))



فقلت : ((طب اشترى منى ))



******************************



حينما انتهيت من شرح خطتي للهالوتى لمصالحة باكينام كانت دقات الساعه تعلن تمام الـ سادسه ، وارتسمت على شفتيه ابتسامة رضا وقال:



(( طب يلا ابتدى بقى بسرعة )) فجاوبته بإيمائه من وجهي علامة الموافقة وأمسكت سماعة الهاتف وقلت له :



(( طب أقف على الباب لا أمي تطب علينا ))



وطلبت رقم ثم جائنى الرد فقلت : ((( الووووو هابى زلانطين يا جميل ، هههههههه ما أنا عارف أنها مش عادتى ، دايما كده فقسانى طب بقولك أيه أنا عايزك فى خدمة -، تسلم عنيكى يا غاليه بصى بما أنك زى حلاتى ملكيش فى الزلانطين والمواضيع دى وبتكرهى الولاد اصلا يعنى مش خارجة ولا حاجة و أنا واقع فى ورطة ، مفيش واحد صحبى عملتله مشكله مع المدام وعايز اظبطه فعايزك نتقابل نجبلها هدية جامده وهو اكله بثوابه ، يابت بطلى رخامة والله دول بيحبوا بعض بجد مش عك وهبل يعنى وبعدين أنتى هتقعدى تقطمينى أنجزى هتساعدينى ولا لا ؟))



وارتسمت ابتسامة رضا على وجهى وقلت : (( ده العشم برده ياعنبه – طب خلاص متزعليش أنا قلت ادلعك مش احسن من ايناس ههههه أيه ايناس دى ده موديل قديم قوى ---- هههههههه شكرا مقبوله منك – يلا هقابلك بعد نص فى أول شارع مكرم عبيد ، لالا تعدى عليا أيه ؟؟ أنتى عايزة أمى تدبحنى وتهدر دمى لالا أستنينى بالعربية فى أول مكرم يلا سلام))



وفى الوقت المحدد وجدنا إيناس فى انتظارنا ودلفنا الى السيارة وقلت مبتسما : (( أنوس والله ليكى وحشه اعرفك بقى السيد البشمهندس الفنان الجامد قوى عرفة بيه الهالوتى عين أعيان كرموز اااقصد قنا وهو ده صحبى اللى حكتلك أنى بوظتله الدنيا))



ثم التفت الى هالوتى فى الخلف قائلا : (( ودى بقى يا غالى إيناس صديقة ومحاربة من المحاربين القدماء ومن أصحاب الفكر والرأي وبتكره الولاد قوى وإحنا أصحاب من 3 سنين أتقابلنا فى معرض الكتاب وعلى الرغم أنها مش بتحب الولاد بس تقدر تقول كده هي زى اخويا وهى رجوله قوى يعنى))



فقالت إيناس وهى تدير محرك السيارة : (( أزيك يا عرفه كنت أحب أقابلك فى ظروف أحسن من كده بس يلا وبعدين أيه اللى عرفك بالواد قطب ده، ده سوسه وعامل عبيط ما تبقاش تسمع كلامه تأنى ))



فرد هالوتى فى خجل وهو ينظر فى أرضية السيارة : (( اهلا بيكى يا إيناس هانم تشرفنا والله آسفين على إزعاج حضرتك ))



فقالت وهى تنظر فى المرآة بدهشة : (( أيه يا أبنى الأدب ده ؟-- قولي بقى حبيبتك اسمها أيه ؟))



فرد فى هيام : (( باكينام ))



فقالت فى اشمئزاز : (( باكينام أيه الأسامى المايصه دى – بقولك أيه أوعى تزعل منى أنا مدب زى صاحبك اللي جنبى ده وكمان مش بعترف بالصحبيه والارتباط والكلام الفارغ ده – بس أنا مقدرش اتاخر على قطب – على العموم هظبطك – قولى عايز هدية فى حدود كام ؟ ))



فرد: (( مش مهم الفلوس المهم تعجبها وتبقى جامده ))



فقلت فى خفوت : (( عبيط – طايش - مش عارف مصلحته))



فسمعتنى إيناس وابتسمت ثم قالت : (( ايوه يعنى كام عشان اعرف أوديك فين 500- 1000 -2000 ))



فقال فى دهشة : ((( يااااا ابوووى 500-1000 ))



فقلت ساخرا: (( امال أنت فاكر أيه ياعم أنت عايز تجبلها خلخال ولا سلسلة بدلايه عيره من بتاعت الموالد ))



فصمت – فقالت ايناس قاطعه الصمت : (( بص احنا هنروح (( كبلنج)) اللى فى الثوره نخترلها شنطة حلوة ونشوف ))



وبالفعل ذهبنا ووقع اختيار ايناس على حقيبة مميزه ودفع هالوتى (( 350 جنية ))



ثم ذهبنا لمتجر لف هدايا : (( وتم وضع الشنطة مع بعض الورود والشوكلاتاتت واللبان وزجاجة توت يعنى بتاع 150 جند كمان ))



وبعد ذلك ذهبنا لمتجر ورود تتردد عليه إيناس قام بتجهيز بوكيه رائع مع الخصم المميز فدفع 50 جنية ثم ذهبنا الى كافيه ذو طابع مميز فى (( الكربه- مصر الجديده )) وحجزنا طاوله لهما وبعد أن أنتهينا .



قالت ايناس : (( ها مبسوط ياعرفه ؟؟))



فرد فى خجل: (( أنا مش عارف اقول لحضرتك أيه أنتى بجد رجوله )) قالها بعفوية



فضحكت وضحكت ايناس ثم قالت : (( لالا أنا ما عملتش حاجة وأنا حسيت بجد أنت اد أيه بتحبها وعايز تسعدها—ونصيحة منى ما تسمعش كلام حد تانى وخلى بالك منها ))



فقلت : (( من الناحية دى متقلقيش – بقولك أيه يلا هنروحك تغير وتظبط نفسك الساعة بقت 8 لازم 8 ونص بالكتير تبقى فى أول شارعها وتعمل اللى قلتلك علية ))



فقال : (( اأنى مش عارف اشكركم ازاى – قولى وأنتوا هتعملوا أيه ؟ ))



فقالت إيناس : (( لا أنا هروح شكل الشوارع فى اليوم ده بيوترنى الناس كلها ساذجه ))



وقلت : (( وأنا هكلم مينا عشان احنا بنقضى الفلانتين سوا عند ((حسبلوه )) ))



ووصلنا لمنزل هالوتى وودعنا ايناس وصعدنا سويا وفى اقل من عشر دقائق كان مستعدا وقلت له : (( عارف هتعمل أيه ؟))



فرد فى توتر : (( ايوه – قطب ماتخليك جدع وتيجى معايا لحد ماتنزل احسن ماتوافقش تنزل ))



فقلت : (( يابنى أنا خلفتك ونسيتك – طيب يلا بينا )) وبالفعل ذهبنا بالقرب من منزلها وفى بداية الشارع الذى تقطن فيه وجدنا كشك فاتصل بها على الموبيل وقال :



(( الووو ايوه ياحبيبى - أيه بتعملى أيه ؟ – طيب قدامك 20 دقيقه- وتكونى فى أول شارعكم والا بعد 5 دقايق هبقى قدام باب بيتكم وهخبط واقولهم عايز باكينام، نعم أيه ؟ مش سامع قلتى أيه ،- طيب يلا البسي وأنزلي بسرعه مستنيكى فى أول الشارع – براحتك متجيش وهتلاقينى عندكم فى البيت يلا سلام )) واغلق السماعة



وقال فى توتر : (( تفتكر هتيجى أصلها بترخم وبتقول مش هنزل؟ ))



فقلت فى تساؤل : (( تفتكر أنت أيه ؟ )) فقال محمسا نفسه : (( لالا هتيجى اأنا عارف هتيجى ))



فابتسمت وقلت: (( خلاص أنا هقف بعيد بقى جت خدها وعيشوا مجتش هخدك ( حسبلوا) تجرب الزلانطين بتاعى ))



وبالفعل بعدعشر دقائق فقط وليس عشرين دقيقة كانت باكينام امام الهالوتى والغريب أنها كانت فى كامل أناقتها وعلى ما يبدو أنها كانت شبه متأكدة أن الهالوتى سوف يأتي وهنا اطمأننت عليهما وحينها شعرت بالوحده للحظات ولكنى لم استسلم لهذا الشعور طويلا ( وعلى طول روحت ضارب تلفون للواد مينا )



وقلت : ((( الووووو – عمى لالا ياغالى اتغيرت أيه أنا زى ماأنا – ده أنا بس كنت بعمل واجب كده مع واحد صحبى ، طب قشطة تعلالى فى مصر الجديده عند تشيلز ، ياعم نضفت أيه بس يلا مستنيك ))



[وحضر مينا واتجهنا لملتقى الاحباب وملجأ المتشردين وخروجة من ليس له خروجه وجلسنا هناك بجوار حسبلوا ، وحسبلو هو كشك فى أحمد فخرى بمدينة نصر أمام مستشفى حسبو لذا اطلقنا عليه حسبلوا يتجمع عنده الشباب من مختلف المناطق وجلسنا نحتسى الوجبة المفضلة فى تلك الفترة زجاجة حاجة ساقعه ميرندا برتقال يعنى بمنمزمز ميرندا مع كيس مولتوا خمس قطع واذا كانت الحالة المادية منتعشة يبقى الليلة فيها فلوتس وتويكس]




وقال مينا وهو فى حالة مراجعة مع الذات :(( هو احنا لية بنعمل فى نفسنا كده ومرخمين على روحنا ومش مصاحبين ))



فقلت بتكاسل : (( مش فاكر بس يظهر أننا نسينا أو تقدر تقول مش فاضيين ))



فرد : (( ياعم أنا بتكلم جد دلوقتى ))



فقلت : (( طب ونصاحب ليه اصلا وكمان مابحبش الكلمة دى نقول نرتبط ))



فنظر الى فى استنكار: (( فرقت يعنى مصاحب من مرتبط ما الحصيله واحده بتقول بحبك ووحشتينى وبتخرج فى الفلانتين وبيجيلك هدايا وبتجيب هدايا وبتلاقى حد يقلق عليك يهتم بيك يقرف اهلك فى التلفون يصدعك ويعملك مشاكل، يغيرعليك ، تتمصلح علية يعملك شغل الكليةوتخرج أنت مع صحابك كده يعنى))



فاجبت وأنا استمتع بالميرندا وامزمز : (( لاياراجل تصدق ده طلع موضوع مهم قوى ، طب مصاحبتش أنت لية يافالح ))



فسكت ثم قال : (( واجيب وجع الدماغ لنفسى وقيد حريتى وفى الاخر نتخانق ونقول فرصه سعيده وماينفعش ولا اهلى مايوفقوش ولا اهلها ولا يجلها عريس جاهز واقعد ازعل بقى ولا تطلع مابتحبنيش ولا اطلع مش بحبها وبعدين ده أنا باخد المصروف من ابويا اروح احب واعمل روميو لا ياعم ))



فقلت مؤيدا: (( طيب عرفت لية بقى احنا مبنصاحبش ))



فنظر الى وابتسم : (( ههههه اه عرفت الف شكر ياغالى منك نستفيد مش عارف كانت تايها عنى فين – يا عم أنت سبتنى سالت ورديت على نفسى ،وكل اللى عملته نكشتنى بكلمة فى النص بس ))



فقلت : (( بزمتك مش احسن لسه هقعد اتفلسف واحور معاك ، أديك سالت وفهمت مع نفسك وبعدين كله نصيب ))



واكملت : (( بقولك أيه معاك الست ))



فقال : (( طبعا يا نجم وانا اقدر امشى من غيرها ))



فقلت : (( ها معاك أيه ؟ ))



فاجاب قائلا وهو يمسك بالشرائط بين يديه : ((فات الميعاد- الاطلال ال..............)



فقاطعته قائلا : (( بس بس حط الاطلال ياغالى وسبها تقول ، وضحكنا ولعبنا وعدونا فسبقنا ظلنا ...))



فاجاب : (( ايون طب استني بقى ألف العربية واركن بعيد عن الدوشه دى وهابى فلانتين يانجم ))



وأنتظر ليجد منى رد ولكنني لم أكن معه فقد كان ذهني مشغولا بهالوتى وكيف دار الأمر معه ومع باكينام



*****************************************


ليست هناك تعليقات: