الاثنين، ديسمبر 13، 2010

رواية الهالوتى& باكينام - 1




إهداء المؤلف




إلى أبى وأمي إلى أخوتي وأهلي إلى أصدقائي رفاق الرحلة في كل مكان بداية من أصدقاء الطفولة إلى أصدقاء الدراسة باختلاف مراحلها واختلاف أماكنها 0



إلى أساتذتي في كل مراحل دراستي إلى أول معلمه استقبلتني وأنا ارتعد خوفا وأنا أخطو خطواتي الأولى في الدراسة حينما تركني والدي وشعرت بالخوف وانهمرت دموعي 0



إلى أصدقائي وأغلى الناس أصدقاء تطبيقيه إلى من خرجت تلك القصة من بين حكاويهم إلى الأشقر وجمال إلى عبد المعطى والشال إلى مصطفى وعبد العظيم إلى ميدا وحسين إلى أحمد وسماح إلى شريف وطاهر إلى قسم النسيج بكلية الفنون التطبيقية ، إلى دفعة 2003بكل اقسامها0



إلى رفاقي أصدقاء السلاح فضل وسمير وبدوى إلى أيام التجنيد التي قررت من قسوة لياليها العودة لأداعب قلمي وأوراقي إلى كريم الشيخ وهبه بكرى 0



إلى كل المبدعين والفنانين خريجين هذه الكلية العريقة إلى الملك محمد منير 0



إلى كل من شجعني إلى كل من انتقدني إلى كل من علمني إلى جيلي أهدى أولى كتاباتي التي حرصت أن تكون حدوته من حواديت هذا الجيل بأسلوبنا و بعفويتنا 0




أحمد قطب


كتابة الإهداء فى


23 صفر 1430


18 فبراير 2009


الثانية صباحا – الرياض-السعودية








-1-



كنت أجلس فى كليتى الجديده (كلية الفنون التطبيقيه) عند مدخل حديقة اعلان القديمة والتى أصبحت حاليا مدخل المدرج الجديد وكنت أتفقد الكليه وأشخاصها ومبانيها واذ بــ عينى تقع على شاب يبدوا عليه أنه طالب جديد مثلى (إعدادى) وقد كان ينظر حولة بشكل ملفت ومنبهر لدرجة أن فمه أنزلق منه وأصبح مفتوحا على مصراعيه دون ان يشعر بشكل كوميدى .



أخذت أراقب هذا الفتى الذى يبدوا من مظهره أنه قادم من الريف وعلى الرغم من بساطة ملبسه إلا أنه متناسق وأثناء تفقده للكليه وقع بصره علي ووجدته فى لمح البصر أمامي مباشرة وكأنه غريق وجد القشايه التى سيتعلق بها



وقال لى وأبتسامه واسعه تزين وجهه : ((أخوك عرفه الهالوتى من جنا (قنا ) وأنت اسم حضرتك إيييييييييييييييه ؟))



فأجبت وأنا أبتسم من أسلوبه : ((أحمد قطب اهلا ياغالى حمدالله على السلامه 00هو القطر وصل امتى؟؟))



فرد على بتلقائيه شديده وكأنه لم يعى أن فى كلامي بعض السخرية : ((لا دانى هنا من امبارح أكده ويدوبك السمسار جعدنى (قعدنى) فى البيت وحطيت عزالى وروحت نازل على طول أنا جدام (قدام ) الكلية من امبارح))



فأجبت مندهشا : (( ليه يعنى !!!))



فقال مستهجنا تعليقي : ((ليه ؟ الا ليه ؟ أصل أنت متعرفش ااااأنى عملت أيه عندينا فى البلد عشان أدخل الكليه دى ، أنت عارف يااا محترم ااأنى جالى طب يعنى ابجى (ابقى )) حكيم اد الدنيا وااااأنى رفضت ))



فقلت بامتعاض : ((ليه بقى ياعم النجم من حلاوة كليتنا قوى))



فرد بحماس شديد : ((طبعا حلووووه وزى الفل ، أصل أخوك كمان فنااأن كبير بس متقولش لحد احسن الحاجات دى بتتنظر ده ااأنى حتى رسمت كل حته فى بلدنااا من الترعه للداموسه (للجاموسه)) .



فقلت مبتسما : ((ماشى يا غالى ربنا يوفقك كده وتبقى أحسن فنان وأهلا بيك فى القاهره))



وبمجرد أنتهائى من تلك الجملة لم أشعر بنفسى الا وأنا بين احضانه وكأننا اصدقاء منذ الطفوله ((وتركته يعيش اللحظة والأخ طلع بيفهم ما طولش فى الحضن))



ووجدته يقول بحماس وأمل : ((عارف ياااستاذ أحمد أنا كان حلم حياتى أنى أجى مصر أم الدنيا والحلم التانى أنى أدخل الكليه دى وأدخل قسم زخرفه وعندى إحساس كده أنك بن بلد ، وخلاص أنت بجيت (بقيت) صحبى وعمرى ما هنساك أنت أول واحد عرفته خلاص))



فإبتسمت لتلقائيته وصدق كلماته وقلت محاولا أن اجعل كلماتى خاليه من أى سخريه أو تهكم : ((طبعا طبعا يا نجم إحنا صحاب خلاص وتعالى بالمناسبه التاريخيه دى أعزمك على شوية شاى ومولتو ))



فأمسك بيدى وقال متسائلا : ((طب شاى وعرفناها والنولتو ده يطلع اااه ؟))



فقلت موضحا : ((عارف القرص اللى عندكوا فى الكفر أهى دى زيها كده بس طريه وجواها شكولاته بس أسمها مولتوا مش نولتوا))



فأبتسم فى مرح وقال : ((يا سلام يا ولاد يا بركة دعاكى يا أما ، يلا يا أستاذ أحمد بس أوعى تسبنى ولا تروح هنا ولا هنا أنت عارف أخوك ما يعرفش حد خالص وخايف واحده من بنات مصر تضحك عليا ولا حاجه))



فأجبته بسخريه لم يعيها كالعاده : ((لا ما تخفش أنت بس ألبس نضاره شمس عشان تدارى الشعاع وبنات مصر مش هيقربوا منك ))



ثم أكملت بنفس الأسلوب الساخر : ((وبعدين كمان أنت جذاب قوى يا هالوتى اعمل حاجه فى نفسك كده مش هينفع بعدين المعجبات هيتلموا عليك ويبوظوا أخلاقك ))



ففكر قليلا وقال بجديه تبعث على الضحك : ((عنديك حق أنى بعد كده ااجى مبهدل حبتين))



فنظرت اليه ضاحكا ثم جذبته فى أتجاه الكافيتريا وأثناء جلوسنا على سلم الكافيتريا حيث انه أفضل مكان يمكن الجلوس فيه فمنه تستطيع مشاهدة الساحه الأماميه كلها ومتابعة كل ما يدور بسهوله ويسر فإذ بـالهالوتى يجذبنى بشده وهو يقول فى أنبهار و يشير الي ما يريد بشكل ملفت :



(( يااابووووووووى مين دى ياا استاذ أحمد ))



فنظرت الى المكان الذى يشير اليه فوجدت بنوته جميله فقلت له وأنا اجذب يديه :



(( طب نزل ايدك بطل فلح هتفضحنا ))



فقال : ((ها قولى بقى مين دى ؟ ومنين ؟ وفى سنه كام ؟ وبنت مين ؟ وعنديها كام اخ ؟ وابوها بيشتغل أيه ؟وأمها من أنهى ناحيه ؟ عنديهم أرض ولا لع ؟ من الأريااااف ولا من القاهره ؟))



فنظرت اليه طويلا و ملامح وجهى تحمل علامة تعجب مع قليل من الاستهجان ثم أشحت بوجهى عنه ولم أجيبه ونظرت الى تلك الفتاه ثانية وتأملتها بهدوء فقد بهرتني جاذبيتها وجمالهاو كما يبدوا من حركتها أنها تشع حيويه ونشاط (( جامددده آآآآخر حاجه ))



فقال لى بحنق : ((اييييه يا استاذ أحمد مابتردش عليا ليه هى جريبتك (قربيتك) ولا اأيه ولا يكنش عينك منيها ؟))



فأجبته بهدوء : ((لا ياهالوتى بس هعرف منين يا أبنى كل اللى بتسألنى عنه ده ؟؟ ، على فكره يااهالوتى أنا إعدادى زى زيك أول يوم ليه هنا يعنى فبلاش تحسسنى أنك قابلت مدير مركز شباب تطبيقيه))



فقال بخجل وأضطراب : ((أنا أسف يا أستااذ أحمد بس هى دى اللى كنت بحلم بيها طول عمرى عارف لما يكون حلم واتحجج (اتحقق) هى دى اللى كنت بقعد احكى لسعديه عنيها بقالى 3 سنين ))



فأجبته مستفهما : ((سعدية مين؟))



فقال بتلقائيه وسذاجه: ((سعديييييه المعزه اللى حدانا فى الدوار ))



فقلت ساخر : ((ياا سلاااام !!!!!!!!!!! ، يا أبنى يا حبيبى أنت كده هتتعب قوى دى أول بنت عينك تقع عليها وعملت كده أمال كمان كام يوم هتكتب كتابك ولا أيه ، أهمد شوية أنت جاى تدرس ولا تعاكس))



فقال فى جديه : ((أبدا ياااستاذ أحمد أنا عمرى ما عاكست حد ومفيش واحده فى الدنيااا دى هزت فيا شعره))



ثم اكمل بزهو غير مبرر : ((لااا أخوك جامد قوى - ده حتى بنات الكفر كلتهم عايزين بس أبصلهم بس اااأنى مش بتاع الكلام ده بس أنت مش فاهم هى دى اللى كنت بحلم بيها هى دى اللى خطفت جلبى (قلبى) بنت ال.))



فقاطعته بأستهجان : (( يا عم خطفت أيه دى حتى مبصتلكش ولا تعرف عنها حاجه وبعدين أنا مش شايف ملامحها اصلا وخلى بالك البت حلوه واستايل يعنى مش هتاكل مع الكفر والدوار والجو بتاعك ده يا هالوتى ، انت كفايه عليك اوى بنات الكفر بتوعك ))



فقال بحده وغضب : (( أنت فاكرنى أيه لع ده أنا أبن عمده ونحتكم على جنينة فواكة وسبعين فدان ارض وبهايم تسد عين السمس و............))



فقاطعته قائلا : ((بس يا عم الأقطاعى أنت محسسنى أنك الهالوتى مكرم باشا عبيد أهمد بقى وأفهم ، الحكايه مش حكاية فلوس أنا اقصد التفكير ، بص ولا مش شايف ؟؟؟ دى جو غير بتاعك دى لو شافت سعديه بتاعتك دى ممكن يغمن عليها ))



فقال بتحفز : ((يعنى مش هتقف جنبى وتساعدنى ؟))



فشعرت بشعور غريب شعرت أنى أصدق مشاعره ووجدت نفسى أقول له بصدق وجديه : ((هساعدك يا عم بس نعرف راسنا من رجلينا الأول فى الليله دى وبعدين نشوف قصتك – اتفقنا ؟))



فقال فى سعاده وهو يحتضننى بأسلوب طفولى : ((اهو كده أنت صحبى وحبيبى وأنا مش هنسالك وقفتك معايا ؟))



فأبتسمت رغما عنى وجذبته ودلفنا الى المدرج لحضور اجتماع العميد وبعض أساتذة الكليه مع طلبة الدفعه الجديده واذ بتلك الفتاه تدلف معنا داحل المدرج و هنا عرفت أول معلومه أنها دفعتنا( إعدادى) ، وبعد أنتها ء الاجتماع واثناء خروجنا من المدرج تعرفت ببعض الطلاب الجدد ونسيت الهالوتى تماما



وفجأه وجدته يهرول نحوى قائلا فى غضب : (( هقتله... هقتله ))



فلم أستوعب وأخذت أردد: ((هقتله ؟؟ هو مين يا عم اللى هقتله قصدى اللى هتقتله ده ؟ ))



فقال وهو يشير بعيدا بيديه : ((بص هناك اكده))



فنظرت فى الأتجاه الذى يشير اليه فشاهدت الفتاه التى تعلق بها هالوتى تقف مع شاب ويضحكان سويا



فقلت مندهشا : (( وهتقتله ليه يا عم أدهم الشرقاوى أنت ))



فقال باستهجان وحنق : ((بتسأل لية حد قالك عليا هنومه دااأنى راجل من دهر رااجل اللى بيجرى فى عروجكك (عروقك) ده أيه ؟ دم ولا تانجورين (مشروب شويبس يوسفى ))



فلم أتمالك نفسى من أسلوبه وثورته فأخذت أضحك وهو فى شده الأنفعال وقلت مداعبا : ((استنى بس الأول وقولى عرفت التانجورين ده منين يا ولد الحاج هالوتى))



فقال بزهو : ((لا دا أنى متربى على الغالى قوى إياك فاكرنى عشان من قنا مابقاش مودرن ومطلع على اخر صيحه فى المشروبات ، لع ده اأنى نزيه قوى وفنجرى وأعجبك ))



فأجبته باسما : (( ماشى يا عم النجم تقتله بقى ليه هو ماعملكش حاجه بنت زميلته وواقفين سوا مش يمكن صحاب ، جران ، قرايب بص بقى يا هالوتى أعقل وركز شويه عشان أعرف أظبطك ،عنب ))



فقال متسائلا : ((عنب كيف يعنى))



فقلت : ((عنب يعنى اتفقنا بلغة الروشنه))



فقال باشمئزاز : ((ايوووه بلغة الخنافس يعنى مااشى أنا همشى وراك اما نشوف ))



ثم نظر الى بكبرياء لا يتناسب مع مظهره وأسلوبه وقال : ((عنب))



***********************



ومرت الأيام وتم تقسيمنا الى مجموعات (سكاشن ))تبعا للحروف الابجدية كما هو متبع فى الكليه وأصبحت أنا فى المجموعه الأولى حزب الرجال ((ولا بنت يااخوانا )) وهما أسمين أحمد وابراهيم وعلمنا بعد عدة تحريات أن باكينام بالمجموعة الثالثه وعرفه وهو الأسم الأول للهالوتى أصبح فى المجموعه السادسه .



وبمرور الوقت تم التعارف بينى وبين بااكينام ونحاول ان نلقى الضوء ونقترب بالصوره ((زووم)على أول تعارف تم بينى وبينها حتى نعلم من هى باكينام كما عرفنا من هو هالوتى .



( هاى يا جماعه ) تلك كانت كلمات باكينام الأولى التى ألقتها على مسامعنا عندما حضرت لتصافح فى صباح أحد الأيام مجموعه من اصدقائى كنت اجلس معهم وكما جرت العاده (( واحد بيتطوع أو واحده للقيام بعملية التعارف بين من لا يعرفون بعض كالتالى ده أحمد دى باكينام ، هاى احمد ،هاى باكينام ، قشطه تم التعارف مافيش أسهل من كده ))



باكينام بأنبهار وسعاده : ((اسكتوا يا جماعه اما أنا امبارح كنت فى حتة حفله (ايااااا اى)) تحفه حاجه أورجينال خالص بجد بجد لازم تيجوا معايا المره الجايه ))



فقالت سنجابه وهو الاسم الحركى لصديقتنا ملك : ((بجد الله وكانت فين يا كوكى – ( وكوكى دى مش فراخ ده دلع باكينام ))



كوكى أو باكينام : ((دى كانت فى فيلا فى القطامية هايتس – دى منطقة جديده بس هتبقى حاجه تحفه قوى بعدين ))



ثم أكملت بتزمر وحنق: ((اه صحيح أنتوا مجتوش ماتش التنس اللى قلتلكم علية فى نادى الجزيره الخميس اللى فات ليه ؟ ، بجد أنتوا عيال جبنه ومش هقولكم على حاجه تانى ، يلا سى يوووو بقى عندى سكشن عناصر طبيعيه والدكتور مش طايقنى باى))



وبعد أن تركتنا باكينام أو كوكى أو باكى كما يخاطبها البعض أنخطرطت فى ضحك هستيرى وظن البعض أنى معتوه أو شارب أو ((مبلبع حاجه)) ولكن الأمر غير ذلك فما أن وضعت باكينام والهالوتى فى الكوشه فى مخيلتى وتخيلت ضيوف الهالوتى وضيوف باكينام يجلسون متجاورين فى حفل الزفاف حتى وجدت نفسى على تلك الحاله 0



سعد مندهشا: ((مالك يلا أنا أتهبلت ولا أيه بتضحك على أيه ؟ ))



سنجابه محذره: ((أوعى تكون هتقول حاجه تريقه على كوكى هزعل منك دى صحبتى قوى ))



ففركت وجهى بكفى ونهضت واقفا ثم قلت : ((لا يا جماعه مفيش ، أفتكرت حاجه ضحكتنى بس ، يلا سلام مؤقت هعمل رووووووووند فى الكليه( اى جوله بلغة جيلنا )).



وما أن خطوت خطوتين حتى وجدت الهالوتى يجذبنى تحت سلم قسم زخرفه ، ولبعض الوقت لم نتكلم ننظر الى بعضنا البعض فقط وقد جن جنون الهالوتى بسبب ذلك حتى قال بحنق شديد : ((أأأأأأأأيه؟؟؟؟؟؟؟؟))



فأجبت ببرود : ((أيه؟؟؟))



فرد بحده وغضب : ((قووووووول))



فقلت بفتور وبرود شديد : (( مش فاهمك ؟؟؟ نعم ؟))



فقال وقد استمد به الغضب : (( ما تنطق يا زفت أنا جايد نار ها أحكيلى عرفت أيه عنيها ؟؟ ))



فقلت فى أسى: (( مينفعش ))



فأجاب مستفهما : ((هو أيه ده اللى مينفعش؟؟ ))



فقلت :( ( مافتكرش يا هالوتى أن ممكن يبقى بينكم علاقه من أى نوع يا أبنى البت تحس أنها مستحميه من خمس دقايق تحس كده أنها بنت ناس فاهم ))



فقال بعفويه وحنق : ((الاه يعنى أنا اللى بن كلب ، ما تظبط كلامك أمااال )))



فأجبته ممتعضا : (( ياغبى أفهم دى جامده قوى يا شقيق ده نص كلامها أنا مفهمتوش ورقيقه أخر حاجه دى مقضياها حفلات ونادى الجزيره والقطاميه مش عارف أيه ، شكلها مطرقعة يعنى مش هتنفع عنديكم فى البلد ))



ثم أكملت مازحا: ((دى مش بعيد تكون بتقعد على النت ))



فقال مصدوما: ((يا نهار أسود نت هى حصلت نت


))


فقلت ساخرا : (( شوفت بقى؟؟))



فأجاب مبررا : (( بس يعنى يا أحمد يمكن راحت مره ولا حاجه وتلاقيها مع أخوها ولا جرايبها))



فقلت مندهشا : (( راحت فين ياااخينا أنت ؟؟؟))



فقال كاذبا : (( هو مش نت ده ملهى ليلى فى شارع الهرم عا رفه أنا -- جريب (قريب ) من الزعيم ))



فاجبت فى تهكم: ((ملهى ليلى الله يخرب بيت ال.. يا أبنى يا حبيبى النت ده الشبكه العنكبوتيه تقعد على الكومبوتر وتوصل التلفون فى الكومبيوتر وتكلم ناس من اى حته فى الدنيا وتتعرف عليهم ده بالنسبه للعيال اللى زيينا بس هو ليه استخدمات تانية كتير))



فقال بأنبهار : (( ياااااابوووووى يعنى وأنا جاعد فى البيت ممكن اكلم أمى فى جنا ( قنا ) وأخويا فى العراق ))



فقلت متسائلا : ((هو أنت ليك أخ فى العراق ؟ ))



فأجاب نافيا : ((لا ماليش بس لو راح يعنى ))



فقلت بنفاذ صبر : (( اااه ممكن بس هى أمك تعرف التلفون اصلا أما هتعرف الكومبيوتر أما هتعرف النت بس يا أبنى متحرقش دمى ))



فرد بنفاذ صبر ايضا : ((الخلاااااصه يعنى أيه؟؟ سمعت عنيها كلام اكده ولا اكده ))



فأجبته بهدوءه : (( لا ماقصدش بس اللى أنت هتشوفه غلط هى هتشوفه طبيعى واللى أنت هتشوفه مايصحش هى هتشوفه عادى وبعدين لا يمكن يبقى بينكم لغة حوار دى يا أبنى بتتكلم بالشوكه والسكينه وأنت بتتكلم صعيدى صرف يعنى يا أبن الناس العلاقه الوحيده اللى ممكن تبقى بينكم أنك تبقى مجرد حاجه أورجينال على رئيها حاجة مختلفة جديده مقبلتهاش قبل كده ))



ثم أكملت بنبره حاده : ((أفهم بقى ياااصاحبى وركز وشوف أنت جاى مصر تعمل أيه ))



فظلصاما و ينظر الى لفتره وعلى وجهه تظهر مشاعر متضاربه تشعر أنه يريد البكاء واحياننا يريد الأنفجار ثم تركنى ومضى



كم كنت قاسيا معه كم كنت أريد أن أحتضنه ولكننى كنت أرى أنها نزوه أو أنها مراهقة شباب ويجب أن يفيق فقد أحببت ذلك الفتى فى الفتره التى عرفته فيها على الرغم من أختلاف التفكير والبيئه ولكنى كنت أرى فيه شخصا نقيا لم تلوثه أفكار وهواجس وإغراءات المدينه فقد كان يستحق أن أجعله يفيق حتى وأن ظن أنى أسخر منه فهذا أفضل من أن يسخر منه غيرى وعلى مرئى ومسمع من الجميع فما أسهل النكات فى كليتنا


-2-




ومضت الأيام سريعه متلاحقه وقد أندمجنا فى حياتنا الجديده فالفن لم يعد بالنسبة لنا لوحه على حائط أو معرض فى التلفاز ولكنه أصبح محور حياتنا البعض أندمج فى تلك الحياة والبعض نفر منها ولم يستطع التأقلم وأن كنا نشعر جميعا بأن كليتنا مميزه فكل أعضائها يعرفون بعضهم البعض وأن كان شكلا فقط .



ومع الأيام تبين لى كم كان الهالوتى محقا فهو فنان بحق وقد لفتت موهبته كل من حوله والغريب أن باكينام كانت تحمل نفس الحس الفنى والقدره الفنيه العاليه وهذا الشىء الوحيد الذى كان مشترك بينهما فى تلك الفترة.



وكما تعرفون فإن الهالوتى قد غضب من حديثى معه وقرر مقاطعتى ظنا منه أننى لا أحبه أو أسخر منه وقد تركته فى معتقداته وأن كنت أراقبه من بعيد كما كنت أراقب باكينام التى أصبحت الأن من أصدقائى المقربين مما زاد جفاء هالوتى لى .



وأنتهى الفصل الدراسى الأول ودخلنا الفصل الدراسى الثانى وأصبحنا فى أنتظار النتيجه وقد تأخرت كثيرا نظرا لأن حجم دفعتنا كان كبير جدا بالمقارنه بالدفعات السابقه والتاليه لنا كما أننا كنا ندرس وصفيه تحت يد الطاغيه هشام عبدالقادر وهى احدى المواد التى تدرس لهندسه ولنا وهى ماده لا يقال عنها سوى( لا تعليق )



وكانت نسبة النجاح لا تتعدى نص % والبطبع رفض العميد النتيجه وحاول مع الطاغية لتعديل النتيجه ولكن دون جدوى وقام الطاغيه بتسليم نتيجة الوصفيه فى قسم الشرطه وتسلم كنترول الكليه النتيجه بأخطار رسمى وحاول تعديلها بكل السبل ولكن (( منين يجيها يا أخونا العيال اللى هو إحنا مكناش فاهمين حاجه ولا عارفين حاجه ده أنا فاكر فى الامتحان كنا بنغش الرسومات بالشبه ده لو لاقينا حد يغششنا اصلا))



وأتذكر صديقى عبد المعطى فى امتحان تلك الماده قد أبتكر أسلوب فريد فى الغش ونقل الرسومات حيث يقوم بقياس الرسمه بأداة قياس جديده وهى (الشبر)) حيث يقف بجوار من يريد أن يغش منه ويقول : ((شويه كده يا اأبوالكباتن ويضع أصابعه على الرسمه ويقيس بأصابعه))



فأقول له مندهشا : (( بتعمل أيه يا عبد معطى ؟؟))



فيجيب وهو يضحك ضحكه مميزه جدا : (( ولا حاجه بغش هى كميا )) ويسكت قليلا ويندمج فى الرسم ثم يقول بأنتعاش وزهو بعد أن ينتهى من نقل الرسم : (( أهه مالها زى الفل وتحس ان فيها شبه من اللى رسمها الواد اللى غشيت منه وبعدين هى دى رؤيتى))



فأجيبه ساخرا : (( رؤويتك أيه يا عبدالمعطى بس ، أنت بتعك وبتقنع نفسك وخلاص ))



قد يندهش البعض هل يحدث هذا فى لجنة امتحان ؟؟ اقولها بكل ثقه نعم حدث فى امتحان الطاغيه فقد أحس كل المراقبين حجم المعاناه التى نعانيها فتركونا ننفتح على بعضنا البعض ولكن الكارثه أن ((فى لجان كامله متكامله لا يوجد بنى آدم يوحد ربنا يا أخونا فاهم الكلام ده يترسم ازاى يعنى بأختصار كان تنقص ورقة الأسئله عبارة (حاول أن تجيب أن أستطعت ) مع ملحوظة تخيل الدكتور يخرج لسأنه ))



المهم فى خضم تلك الأحداث الرهيبه كان الهالوتى يتحدث بثقه لكل من حوله أنه سيحصل على امتياز فى الوصفيه بشكل أستفز الكثيرين وجاءت ساعة الحسم وأعلنت النتيجه وكانت مأساه ((تبقى واقف تلاقى البنات بتتساقط كالفراش وسميت بمذبحة عبدالقادر ))



كل الدفعه ((شايله)) وصفيه الا مجموعه قليله واثناء هذا الأنهيار التام لأغلب الطلبه فوجىء الجميع بشخص يقفز فى الهواء ويقوووووووول صائحا : ((عملتها عملتها أنا جبت امتياااااااااااز وصفيه))



وما أن أنتهى من تلك الصيحه حتى ساد صمت وهدوء لبرهه من الزمن ولكن يبدوا أن الجماهير لم تحتمل وهجموا كالتتار لتنتقم من ذلك الشاب 0



وسمعت احدى الزميلات العزيزات تقول : (( أدوله كمان قال امتياز قال فاكر نفسة فى ثانويه عامه بيذاكر بن ال...... ))



وأخرى تقول : (( أشو وووووووووفه اللى جاب امتياز ده ماحدش يحوووشنى جبهولى عايزه اقتله ))



حتى اكثر العقلانيين فى تلك اللحظة ساهموا فى ضرب ذلك الفتى وبعد مجهودات مضنيه وصلت للداخل لمحاوله تخليصه واذ بى أجده الهالوتى .



فهتفت بقووه وبعبارات متفرقه : ( بببببببببس يااخونا ده صاااااحبى ، أوعى ياعم أنت كده ، يابنى أنت بتضرب فين أنت أعمى -أهمدوا بقى )



وتم أنقاذه وقال له عبدالمعطى : (( امتياز يابن ال 00 ،وفرحان قوى مش تسكت وتدارى ، كسفتنا ))



وخرجت الدفعه فى مظاهرة الأحرار لإزالة أثار العدوان الغاشم ((بصراحه النتيجة كانت ززززززززفت))



أثناء جلوسنا مع هالوتى جاءت باكينام وقالت : ((ااأنت عرفه الهالوتى )))



صمممممممممممممممممممممممممممممممممت



((يا أبنى ماللك)) قالتها وهى تشير إليه وتكمل قائله : (( هو أنت عرفه الهالوتى بقى اللى ضيعنا ))



ظل الهالوتى فى حالة ذهول عقدة لسانه فلم اجد سوى زجاجة ماء بجانبى فقمت بالقاء محتوايتها على وجهه لكى يفيق



فنفض وجهه ((كالفرخه)) لازالة الماء ثم قال : (( أحم أحم أيوه أأأأنى أقصد أنا عرفه أأأنتى مين ؟ حد يعرفها يا جماعه )) قال الجزء الاخير بشىء من الاستخفاف



فقلت وأنا أنظر إليه بأندهاش : (( يااااااااااا سلااااام ))



فقالت : (( أنت هتعمل نجم أنا باكينام السيسى ياشاطر أنا بس كنت عايزه أشوف الأمور النايتى اللى كان فاهم وصفية – وطلع شكلك مكعبل زيها – يلا سى يو يا جماعة باى))



فضحك الجميع الا هالوتى ثم قال لى مغتاظا : (( البت دى مغروره قوى هى فاكرة نفسيها أيه بنت مأمور بندر المركز - تفتكر عملت اكده ليه ؟))



فأجبت بتهكم : (( ده هى برده أنت ماشفتش نفسك كلمتها أزاى قال أيه ؟؟ مين دى حد يعرفها ياجماعه – يلا ياحلو أديك لبست فى الحيط وضيعت فرصة عمرك ))



وما أن أنتهيت من توبيخه حتى جاء أحد أفراد الأمن ومعه سكرتير العميد وقال : (( حد يعرف فين عرفه الهالوتى يا رجاله ؟؟))



وفى نفس واحد وبإشارة يد واحده قال الجميع وهم يشيرون الي الهالوتى : (( ااااهوووووه ))



فقلت متسائلا : (( هو فى حاجه - عمل أيه ؟؟))



فقال السكرتير : (( لابس العميد عايز يسأله بما أنه امتياز وصفيه هل هو فهم من الدكتور وشرح كويس والدفعه هى اللى فاشله ولا لا؟؟ ))



واصبح مصير الدفعه فى يد الهالوتى وأنتشر الخبر فى أرجاء المحروسه أقصد الكليه وعلم الجميع أن كلمه من هالوتى تعنى الرأفه والنجاح وكلمه اخرى تعنى الرسوب فى بئر من الحرمان من الرأفه ((يعنى هيشيلها للسنة الجايه ))



صعد الهالوتى الدرج وكانت عيون الدفعه كلها تحاصره البعض يستعطف والبعض يتوعد والجميع فى حالة صمت رهيب ومرت الدقائق ثقيله ولا أخفى عليكم لقد توترت على الرغم أنى كنت من القلائل الناجحين بدعاء الوالدين ولكن الحاله العامه كان تدعوا للتوتر وبعد فتره لم ندرى كم ؟ - ظهر هالوتى على مرمى البصر.



وتناثرت الأسئله من حوله وهو يسير فى اتجاهنا ::



(( عملت أيه يا أبنى ؟؟ ))



((قالك أيه وقلتله اأيه ؟؟))



((فى رأفه يا أبنى ولا مفيش ؟؟ ))



(( ما ترد يابن المفكوكه ))



واشياء من هذا القبيل ولكنه لم يجيب ثم جاء وجلس بجانبى فقال له أشقر : (( ماترد على العالم ياعم ، أنت هتعمل نجم ولا أيه ؟ ، ماتخلنيش بقى اعملها معاك ))



فقال جيمى بهدوء متوعدا: (( أهدى بس يا أشقر من غير عصبيه ، ها يا هالوتى يا حبيبى هننجح ولا لاقدر لا قدر الله هتخلينى ادوسك بالعربيه ؟؟ ))



فنظر إليه هالوتى نظره خاليه من أى تعبير وأصبح مستفز جدا فقلت له :



(( ماترد يا عرفه على الناس ماينفعش كده ؟؟ ))



فقال : (( أنا جلت(قلت) اللى يخلص ضميرى جدام ربنا جلت الحجيجه ))



فقال عبد المعطى منفعلا : (( يا أبن المضايقه أيه هى بقى الحجيجه بتاعت أهلك دى ؟؟ ))



فقال : (( جلت (قلت) أنى كنت باخد درس بره وفهمت من الدرس لكن الدكتور بتاعنا ده مكنش بيفهمنا ببصله وجلت كمان للبيه العميد أنكم غلابه ومظلومين وهو جالى (قالى) خلاص ياعرفه شكرا وبشر زمايلك هنرفع الدفعه على قد مانجدر (مانقدر) ))



وهنا عم الهرج والمرج وحمل الهالوتى على الاعناق وعم الهتاف (( الهالوتى يا يعيش الهالوتى غيره مفيش ))



*************************



واصبح الهالوتى أبن المرحله وصديق لكل الدفعه وأنتشر أسمه كانتشار النار فى الهشيم وأصبح الكل يحبه ليس فقط من اجل مافعله ولكن لأن كل من تعامل معه بعد ذلك عن قرب عرف شخص تلقائى على الفطره وجاءت الرياح بما تشتهى السفن ففى احد الايام :



شاهدت الهالوتى يجلس تحت الشجره المقابله لسلم قسم زخرفه على اليمين قليلا يفترش الأرض ويرسم وكنت ابحث عن أحد يساعدنى لرسم لوحه لماده تسمى طبيعه صامته تدرس لنا فى كليتنا العجيبه لأننى (( كالبطه البلدى فى تلك الماده)) فأنا لا اجيد الرسم وما أن رايت هالوتى حتى ذهبت الية وقلت :



(( متاخد تشدلنا خطين هنا ياابو الكباتن ))



فنظر الى وقال ببرود : (( ماينفعش ))



فقلت ساخرا : (( لية يا دافنشى العرب ))



فقال بجديه : (( لأن أيدى غير أيدك فلو رسمتلك مره لازم هرسملك كل اللوح عشان مايحصلش أختلاف ))



فقلت موافقا : (( طيب يا سلام ما أنت ناصح أهوه يلا بقى شد خطين وبعدين يبقى يحلها ربنا خد دى المكعبات والحوارات اللى حطنهالنا تحت خد اى زاوية رؤيه تعجبك وأنا هبقى اقعد زى ما أنت رسمت ))



ثم اكملت محفزا : ((هروح اجيب لنا مولتو و تانجورين لحد ما تخلص ، أأنجز )) قلت الكلمه الاخيره بأستعلاء



وبالفعل أنطلقت وعند عودتى وجدت أنه قد أنتهى ولكننى حينما شاهدت ما قام برسمه صرخت فيه قائلا : (( حرااااااام عليك يا أبنى حد قالك أن احنا هنعرضها فى الأوبرا أنا قلت شديلنا خطين، كده هروح فى داهية ، بوظها شويه ))



فقال مندهشا : (( أبوظها؟؟؟))



فقلت مؤكدا : (( أينعم يا فلتة عصرك ))



فحرك وجهه ممتعضا دون أن ينطق وأبدأ فى تعديلها قليلا وأثناء جلوسنا سويا حضرت باكينام وقالت مازحه: (( هاى – ازيك يا قطب عامل أيه ؟ وأيه اخبار الدفعه ؟ ماحدش سأل عليا؟؟ ))



فأجبت ساخرا : ((تومام الحمد لله بنبوس أديكى ياغاليه والدفعه سيقت الصبح ورشينا قدام المحل والدكاتره بيشوفوا شغلهم وبعتنا نجبلك الفطار لحد ماتيجى))



فأبتسمت ثم قالت : (( وأنت عامل أيه؟؟))) قالتها وهى تشير بأصبعها فى نحو الهالوتى



فقال ببرود مصطنع وعينيه لم تغادر اللوحه : (( أحسن منك ))



فقالت فى عناد طفولى :(( طب كويس بس أحسن منى فى أيه بقى أن شاء الله ))



فقال فى جديه وهو لايزال ينظر فىما يفعل : (( جيت بدرى حضرت محضراتى وشوفت مصلحتى مش جى الساعة 12 كانى رايح نادى ولا مركز شوباب اخد الدرنك بتاعى ))



وحينما نطق بعبارة ((الدرنك )) ويقصد العصير لم تتمالك باكينام نفسها وأصيبت بهسترية ضحك ثم قالت فى أدب جم : (( طب ممكن أسألك سؤال ؟ ))



وهنا رفع بصره ونظر اليها وقال : (( ممكن ))



فقالت مستفهمه : (( وأنت عرفت منين أنى لسه جايه مش يمكن أكون جيت من بدرى – هو أنت بتراقبنى بقى ولا أيه ؟؟– ولا تكنش معجب ؟ ))



قالتها وهى تضحك ولكنها لاتدرى أنها الحقيقة فهو يتنفس الهواء من أجلها فقد ملك حبها جوارحه وأصبحت محور حياته ولكنه يبدو قد أخذ بنصيحتى وأصبح أكثر هدوءا وحاول إخفاء ما يعتمل بداخله حتى يصون كرامته



فنظر اليها قليلا وهو محدقا فى عينيها مباشرة بشكل جرىء حتى أنها أشاحت بعينيها عنه وقال بمنطق سليم : (( لا مش براقبك ولا حاجة بس أنتى جايه من ناحية باب الكليه وكمان شنطتك لسه على كتفك ولوحاتك فى أيدك يعنى لسه جايه من بره ))



كانت تعليقاته منطقيه وذكيه فلم تجد أمامها سو أن مدت يدها إليه وقالت : (( باكينام السيسى وأنا أسفه على سوء التفاهم اللى حصل قبل كده بس أنت كنت مستفز قوى ، وووو معنديش مانع نبقى أصحاب )) قالت الجزء الاخير ووجها يضىء بأبتسامه ودلال تذيب الجليد.



فعلى الرغم منه تلعثم الهالوتى وأرتجفت شفتاه وأرتعشت يداه وهو يصا فحها وقال : (( وأنا كمان أحب نبجى أقصد نبقى ااصحاب ))



كل هذا يحدث وأنا أراقب ولم أشاء أن أقاطعهما وتركت لهما العنان ولكنى شعرت أنه يجب أن أتدخل الأن والا سينفضح الهالوتى من نظراته الصامته وتعبيرات وجهه الحالمه وتوتر كلماته واضراب حركته



فقلت مازحا: (( أاااااايه نحن هنا ، خلص يا أبنى اللوحه وأنتى يلا شوفى مصلحتك يا بتاعت مصر الجديده ،قال بيتعلموا وداخلين كليات ، أيه جابك تتعلمى اصلا أنتى تتجوزى وتقعدى فى البيت وتاخدى الدرنك زى الراجل مقالك ))



واتخذ النقاش بينى وبينها طابع المزح والمناكفه فى محاولة منى أن اجعل الهالوتى يعيش فى مشاعره ويشعر بها قريبه منه يراقبها بهدوء وينظر لرد فعلها دون أن تدرى أو تشعر بما يعتمل فى نفسه حتى لا ينفضح فلم تحن بعد تلك اللحظه .


***************************************



وكنا فى السنه الأولى بالكليه ( إعدادى ) كل يوم أربعاء وخميس نذهب الى جامعة حلوان لحضور محاضرات عامه فى القانون والرياضه والكيمياء والفيزياء وما الى ذلك وكان يدرسها لنا أساتذه من كلية العلوم وكلية الحقوق ..



وحيث أننى من قاطنى مدينة نصر فكان أمامى وسيلتين للذهاب الى الجامعه بعين حلوان يا اما عن طريق أتوبيس الجامعه ويمر فى شارع مصطفى النحاس مبكرا أو ان أستقل مايكروباص من أمام نادى السكه مباشرة الى الجامعة وبالطبع كانت منطقة نادى السكة ملتقى فنون تطبيقية ساكنى مدينة نصرومصرالجديده والعباسيه كل أربعاء وخميس .



أما الهالوتى فكان من سكان الجيزه وهى أقرب لحلوان منا واتجاهه مختلف عنا تماما واقصد بعنا باكينام وأنا وبعض الاصدقاء وهذا الامر كان يسبب له ضيق شديد ، وفى صباح أحد أيام الخميس كنت أتناول إفطارى فإذ بجرس الباب يدق الساعه السابعه صباحا0



وعندما فتحت الباب وجدت الهالوتى أمامى ويقول وعلى وجهه ابتسامه كبيره : ))صبااااح الخير يا باشا أوعى تكون فطرت ده أنا جايبلك شوية فول بالزيت الحار أصلى وجاى أفطر معاك ))



ودفعنى ودلف الى الداخل وكأنه يلهو فى ممر منزلهم فأغلقت الباب وقلت بأندهاش: (( معاك 5 ثوانى تفهمنى أيه جابك من الجيزه لمدينة نصر الساعة سابعه الصبح واحنا رايحين حلوان أصلا ))



فأجاب وهو يجلس على مائده الطعام ويقوم بفل الجرائد التى يغلف بها السندوتشات والمخلل: (( بالظظظظبط مشوار حلوان هى مش باكينام بتروح معاك أهو أنا جاى بجى عشان أروح معاكم وبعدين شوفلى سمسار عنديكم يجبلى شوجه (شقه) فى المنطجه ((المنطقة)) دى عشان عجباانى ))



فأجبت مذهولا : (( يعنى أنت جاى من الجيزه لمدينة نصر عشان تركب نص ساعه ميكروباص هتبقى فيه باكينام ))



فأجاب فى مرح : (( وهى دى شويه ياا صاحبى ده دجيجه (دقيقه) جنبيها بالعمر كله ))



وقاطعتنا أمى وهى تقول : (( صباح الخير ياعرفه يا أبنى أستنى احضرلك فطار مع أحمد ))



فقال بود وعفويه : (( لا ياخالتى ربنا يخليكى أنا جايب شوية سندوتشات عجب بالزيت الحار ماتخدى شجه أهوه ))



فقلت بفظاظه : ( خالتك أيه ياعم المعزه أنت -- أنت شايفاها قاعده تحت الفرن عندكم فى الكفر ))



فقال بخجل : (( اسف والله ماقصدش معلش يا تنت ، صعيدى بقى وبدب الكلام بس ده عشم والله ))



فأجابت مبتسمه فى محاوله لمحو فظاظتى : (( لا يا أبنى ولا يهمك ربنا يوفقكم وأنت ياأحمد عيب كده رحب بضيفك وشوفوا يشرب أيه؟ ))



فقلت فى أستهجان : (( ضيف أيه ده اللى جايلى سابعه الصبح ، دى عالم بتستهبل قوم يلا ، يلا بينا عشان نلحق ولا عايز نروح نلاقيهم مشيوا ))



فقال وهو يقفز من كرسيه : (( مشيوا لا مشيوا أيه داا أنا أروح فيها سلاموا عليكم يا تنت ))



فقلت بسخريه ونحن نغادر : (( تنت أيه يا أبنى – اسمها طنط ))



وعندما وصلنا أمام نادى السكه وجدنا أصدقاء لنا ومايكروباص يستعد للرحيل ولم تكن باكينام موجوده فرفض الهالوتى أن نركب وظللنا هكذا حتى جاءت (الكونتيسه) باكينام بعد نص ساعه



فقالت مندهشه وهى تمزح : ((( أيه ده هالوتى أيه جابك هنا يا أبنى مش خايف أحسن تتوه ))



فقال كاذبا : (( أنى بايت عند أحمد من أمبارح أصل كنت بشرحله شوية حاجات كده ))



فقلت بأمتنان مصطنع : (( لا فيك الخير أنا مش عارف من غيرك كنت عملت أيه؟ ))



فقال بزهو زائف : (( طول عمرى يابنى خيرى عليك ))



ومع نهاية كلماتى صعدت باكينام الى المايكروباص وهممت بالصعود خلفها ففوجئت بيد تجذبى للخلف فكدت أن أسقط ولقد كان بالطبع االهالوتى وصعد قبلى ليجلس بجانبها ثم صعدت خلفه وانا ابتسم واثناء الطريق وبعد فترة صمت بدأ الركاب فى دفع الأجره ففتحت باكينام حقيبتها ففوجئت بالهالوتى يغلقها



فنظرت اليه بدهشه وقالت : (( فى أيه يا ابنى ؟ هطلع الفلوس ))



فقال نافيا : (( لايمكن أنى اللى هدفع ))



فأجابت متزمره: (( تتدفعلى ليه ان شاء الله ؟ ))



فقال بحده غير مبرره: (( كيف حرمه تدفع فلوس وأنى معاها ماتجيش خلى فلوسك فى شنطتك يا شابه ))



فقالت فى عناد : (( لا معلش يا ريا ، ده عندكم فى الصعيد ، أنا هدفع لنفسى ولو عايزنى أدفعلك كمان ماعنديش مانع))



فقال بغضب ونبرة صوته تعلو : (( طب والله العظيم لأدفع أنتى عايزه تمشى كلامك عليا ولا أيه ))



فقالت فى أستهجان وهى تنظر لى : (( ماله ده ماتقوله حاجه ياأحمد ))



فقلت بخبث وقد أنتويت أن أعلمه درس : (( بص ياهالوتى كده ماينفعش تتدفعلها لوحدها الناس تقول أيه بص الميكروباص كله من كليتنا عايز تعمل واجب وجب مع الميكروباص كله كده يبقى عداك العيب وأزح ))



ونظرت لباكينام نظرة ذات مغزى فقالت : (( أيوه صح كده وأنا موافقه تتدفع للكل أوك لكن أنا لوحدى ماينفعش الناس تقول أيه خطيبى ، قريبى ، بن البواب ، يا اما الكل يا بلاش ))



فقال وقد اخذته العزه والكرم : (( وحجكم على طرف لسانكم يا غاليين هندفع للكل تحيه منى ليكم ))



وبالفعل دفع 14 جنيه هى أجرة المايكروباص كاملة وكان هذا بعد مجهود مضنى مع باقى اصدقائنا التطبيقين ممن لا يعرفونه حتى يسمحون له بالدفع عنهم وأنتهينا من قصة تحصيل الأجره بعد مرور 3/4 الطريق حتى أن السائق كان يريد قتلنا



وأثناء الطريقفتحت باكينام حقبيتها مرة اخرى فقال : ((هتعملى أيه ما خلاص ))



فقالت فى ضيق وهى تشير إليه بشىء فى يدها : (( تاخد جم ))



فقال باندهاش : (( أيه دى كرمله دى ولا أيه ؟))



فقلت وكان المايكروباص كله يضحك : (( لا ده لبان يا غالى ))



فقال بأسلوب ينم عن الفهم : (( اااااه سماره يعنى ) فأبتسمت باكينام من تعبيره وأسلوب كلامه



فاجبته مازحا : (( اه سمارة بس من بتاع الخنافس والفرنجه يا هالوتى واسكت بقى فضحتنا ))



فقال نافيا مخاطبا باكينام : (( لالا مش عايز الرداله(الرجاله) متندغش لبان كيف الحريم ))



وساد صمت مطبق لبعض الوقت ثم قال متسائلا فى أذنى بخفوت :(( هى الكلونيه اللى هى حطاها دى أسمها أيه دى ريحتها دوختنى يا بووى ))



فقلت بنفس أسلوبه وفى اذنه ايضا : (((افتكر أنها كريستين ديور))



فقال بحذر : (( أنت بتضحك عليا قال الحاج دبور قال ))



فنظرت اليه بامتعاض وقلت : ( أبوس أيدك اسكت )



وكما تعرفون فقد يحدث تلامس بالأكتاف بين الجالسين بجوار بعضهم البعض وخاصة فى المايكروباص نظرا لضيق مساحة مقاعده وبالتالى تكرر هذا الأمر كثيرا بين الهالوتى وباكينام وفى كل مره حينما يحدث ذلك الأمر اجد الهالوتى يقفز قفزة خفيفة ليجلس على رجلى مما اصابى بالحنق بعد تكراره كثير فقلت حانقا: (( فى أيه يابنى ؟؟ ))



فأجاب فى أضطراب وتوتر : (( مافيش ياعم ))



فقلت مندهشا :(( مافيش أيه ده أنت زانق أهلى فى الشباك وراكب فوق رجلى ، مالك ؟))



فهمس لى بصوت خافت وقال :(( أصل الميكروباص من حركته وفى الملفات بيخلينى ألمسها فبتكهرب وبعدين أنى لازم أعرفها أنى بخاف عليها ومش غرضى أكده ولا أكده))



فقلت بنبره حاده ومرتفعه بعض الشىء : (( أصحاب العقول فى راحه ، أكده ولا أكده أيه بس اما أنت عاملى فيها الشاب الخجول ركبت جنبها ليه ))



فقال وهو يجز على أسنانه فى خفوت : (( أسكت يادزمه أنى غلطان أنى جبتك معانا ))



فقلت فى أستهجان : (( داأنت اللى جايبنى معاك ))



فأجاب بعناد : (( أيون ))



فقالت باكينام وقد احست بتوتره : (( أهمد بقى يابنى وترتنا واقعد فى مكانك زهقت الولد أنت زى اختى الصغيره ماتقلقش )) قالتها وهى تضحك من سذاجته وعفويته وظللنا على تلك الحاله ما تبقى من الطريق حتى وصلنا ويعد هذا اليوم من ايامنا التى لا تنسى وعرف فيما بعد بيوم الميكروباص




*************************



-3-



مرت الأيام متلاحقه وسريعه ووصلنا لليوم الأخير فى أمتحانات نهاية العام وقررنا جميعا كمجموعة نذهب فى اليوم التالى لدريم بارك وقد أتفق السعدنى وهو أحد أصدقائنا مع أتوبي صغير (مينى باص) سعة ثلاثون شخصا ليحملنا الى هناك وأتفقنا أن التجمع سيكون أمام ميدان الساعه فى أول شارع النزهه وتعد منطقه وسطيه بين ساكنى مدينة نصر ومصر الجديده حيث نسكن جميعا



وهنا أمسك الهالوتى معصمى وقال : (( أتصل بالست أم أحمد خليها تحضر غداء جامد لحد ما نروح))



فأجبت متسائلا : (( أم أحمد مين ؟؟))



فأجاب فى دهشة : ((أمك يا قطب ؟))



فرددت ساخرا : (( يا سلام أمى بقت أم أحمد – ها وأيه كمان ياهالوتى باشا النحاس؟))



فقال فى جديه : (( ويلا تعالى معايا نشيل عزالى نحطه عنديكم فى البيت ونروح بكره الملاهى ولما نرجع تودينى القطر فى رمسيس أنا حاجز فى قطر الساعه 1 بليل ))



فقلت فى تهكم : (( وماله ماجيش أوديك بلدكم كمان وأطمن عليك وأسلمك لأبوك وأمك وأرجع ؟))



فقال بنبرة فخر : (( أنت بتتمألس عليا ياد ده أنت ليك الشرف أنى أبات حداكم وأن كنت ناسى افكرك مين اللى رسملك عناصر طبيعية ))



فقلت وانا اتلفت حولى : (( بس يا هالوتى ))



فاكل بإصرار: (( مين اللى قعد جهز أسكتشات أسس تصميم ))



(( خلاص ياهالوتى))



(( ابدااااااااا مين اللى رسم طبيعه صامته وطبيعه حيه ومنظور حر وخطوط ))



(( الله يحرقك ياهالوتى فضحتنا خلاااااااص تعالى فين بيتكم ، كان يوم أسود ))



فقال بزهو لا يتناسب مع مظهره: (( تعالى ورايا يا ولد ))



فقلت ساخرا : ((حاضر يا سى علاء ))



فتوقف وتسائل : (( علاء مين ؟ ))



فقلت : ))لا متخدش فى بالك بس والنبى متعش أنك البرنس علاء وأنا على بن الجناينى أحسن أتجنن عليك وأرميك من فوق اكتوبر ))



فقال بأسلوب ينم عن الفهم : )) ااااه بتوع رد قلبى والمماليك والثوره وبتاع ))



فلم اجبه بل تسائلت قائلا لمن حولى : (( هو الولا أشقر فين ؟ ))



فأجاب سعدنى : (( ده أنا شفته مع البت صفاء القللى عند الكشك بره ))



فقلت أسفا : (( أهلا يبقى غطس الزبون وراح يعيش ))



فقال هالوتى بغباء: (( يعنى أيه ؟؟؟؟))



فاجبته بأهمال: (( بس يا شاطر لما تكبر هقولك - ميناااااااا )) نطقت الأسم الأخير وصديقنا مينا يقترب



فأجبنى مينا بنره مرتفعه : (( باشا عملت أيه فى الأمتحانات طمنى ياغالى ))



فقلت متلهفا : (( تومام ياريس ، بس قولى سهى معاك ؟ ))



فقال :(( طبعا يا أبنى أنا عندى عطه أنهارده فقلبتها من أمى ))



فقلت باسما :(( عنب هاتها بقى نروح نجيب شنط الواد هالوتى من بيته عشان هيبات عندى عشان خروجة دريم بكره))



فقال بمرحه المعتاد : (( أنت تؤمرنى ياغالى أنا راكنها عند مترو هلف وأجيلك قدام باب الكليه))



وحينما تركنا مينا وجدت الهالوتى يقول بصوت خافت :



(( أنا مردتش أسال أحسن أبان غبى هى مين سهى دى اللى سألته عليها وقلبها من أمه وراكنها عند مترو ؟))



فقلت بخفوت مماثل فى أذنه : (( دى أسم عربيته مهو أنا كل عربيه من بتوع صحابى بسميها بأسم))



فقال : ((( ااااه واشمعنى سهى يعنى ))



فأجبت قائلا : (( اصل عربية مينا 127 فيورا صغنتوته كده تحس أن سهى عليها أنها عربيه – وبعدين متتغاباش أهو أسم وخلاص ))



وبعد مجهودات مضنية وصلنا لمنزل الهالوتى ونقلنا اغراضة فى السياره واثناء عودتنا قال مينا: (( اسكت يا قطب اما أنا رايح حتة ديسكوتك أنهارده من اللى وصى عليهم الزينى بركات ))



فقلت متسائلا : (( لايا راجل ورايح مع نفسك ولا مع مين يا خفاش ؟ ))



فأجاب متهكما : (( مع نفسى ليييييييه ؟؟ رايح أطعم لا يا كبير دى حته ايرلندى من بتاع بلده اللى لسه بالسلوفانه ))



فقلت محذرا : ((( ماشى يا غالى بس أهمد يا مينا نهايتك هتبقى سوده )))



فقال بأستخفاف : (( ياعم صلى قول ياباسط ))



فقال الهالوتى مقاطعا : (( احم احم هو مش الاخ مينا برده من الاخوه الاقباط ))



فاجابه مينا ضاحكا : (( من الأخوه الأقباط ازاى يعنى ؟- هههههههه أيه مسلسل الثلاثينات اللى أنت واقع فية ده ، يا عم فك ، أيوه ياعم أنا مسيحى ))



فرد الهالوتى متلعثما : ((( أنا ماقصدش أنا بس لاقيتك عادى كده ودايما تهزر وبتقول وياعم صلى وكنت عارف الفاتحه وكنت معانا فى الفطار اللى عند قطب فى رمضان وماشوفتكش ولا مره فى الكليه فى رمضان بتاكل ولا بتشرب حاجه ))



فأجبت بوطنيه وجديه واضحه : (( هى دى مصر ياهالوتى مفيش مسلم ومسيحى تعرف أنا مره كنت رايح الحمام وكان مينا وألبير وديفيد هناك وكانوا بيشربوا سجاير فى حته مداريه فى رمضأن – أول ماشفونى رموا السجاير ومينا قعد يقولى لامؤاخذة ياباشا بتاع ساعه مع أنهم براحتهم بس احنا كده اخوات وأصحاب وحبايب ومسلم ومسيحى مش بتاعتنا وبنحافظ على شعور بعض ))



فابتسم مينا وقال بمرح: (( احنا بتوعك ياباشا ، وبعدين أيه هى دى مصر يا هالوتى فكرتنى بهي دى مصر يا عبله ههههههههههههه ))



فأبتسم الهالوتى وقال متمنيا : (( أنتوا عارفين يااخونا لو الروح دى موجوده فى النجوع والقرى والصعيد والدلتا وكل مصر كنا هنبقى احسن كتير))



هممنا أنا ومينا بالرد ولكن دق جرس الموبيل وكان الموبيل فى تلك الفترة شىء ثمين وكانوا قله من يملكونه ليس كالأن وكان ميناا من الصفوه الذين يملكون هذا الموبيل



وأجاب مينا بمرح : (( الوووو مينا يتكلم ؟؟ ))



وفجاءه تغير لون وجهه وقال بتلعثم : (( ااه ازيك يا باكينام معلش اصلى معرفش رقمك وقلت أروش على اللى بيتكلم – ها اه معايا عايزاه ؟ ))



ثم قال وهو يعطينى الهاتف خد يا ريس باكينام فأجبت وانا امسك الهاتف : (( أيون أزيك ياأنسه – اها وبعدين – لالا مفيش مشكله هاتيها معاكى احنا كده كده بتاع 25 والاتوبيس 30 – يابت عيب عليكى - وبعدين كترى لو حلوين زيك كده الولاد هيدعولك – وكل ما الحريم تكتر هننبسط أكتر- ههههههههه خلاص خلاص متزقيش –ها ...))



فألتفت الى الهالوتى بطرف عينى وقلت : (( اه هالوتى بايت عندى اه وجاى كمان معانا بكره- هههههههه لالا مش هقوله أحسن يزعل – مااشى يا جميل بقولك أيه لما الفاتوره بتاعت النوبيل ده تجيلك قوليلى ابوكى طردك ولا لا - يلا سلام ))



وحاول الهالوتى أن يتماسك حتى لاينكشف ستره أمام مينا ولكن مينا كان يراقبه بلغتنا ( واخدله كدر) فى المرآه وكان يشاهد وجهه



فقال ساخرا :(( أيه ياعم أنت قاعد على بوتجاز ولا أيه؟؟ – أنا شامم ريحة عاطفيات وحب وترمس ولب وبطاطا على النيل وبتاع—أيه يا أبنى ، قولى يلا متخبيش هظبطك ))



فأكتفى هالوتى بنفى مقتضب وشرد فقال مينا وهو يخاطبنى : ((مالها باكينام فى حريم من بره جايين صح- فرح قلبى وقولى صح ؟ ))



فأجبت وانا ااغمز بعينى مبتسما : (( ايون صح ))



فأجاب متحمسا: (( طب أيه لازم يتحد الهلال مع الصليب يا ريس ، لازم تجيب مسيحيات معاها ولا هنقضيها ودى فى الرحله الهباب بتاعتكم دى ))



فأبتسمت ثم قلت مقترحا : (( عيونى ياغالى بس هو أنت محتاج متجيب بتاعت أيرلندا بكرة معانا ))



ففكر برهه ثم قال موافقا : (( تصدق فكره قشطه هدخلكم التاريخ يأولاد))



*********************************



واخيرا وصلنا المنزل ومن حظ الهالوتى العسر المصعد كا معطل وبالتالى لم يكن أمامنا سوى الصعود للطابق الثامن عن طريق السلالم فتركنا حقائب الهالوتى عند (البيه البواب) حتى يتم إصلا ح المصعد وعندها يرسلهم حارس العقار إلينا



وقبل أن نصعد قال الهالوتى مخاطبا البواب : (( سعيد أوعى الشنط تضيع ولا حاجه تروح أكده ولا أكده ))



فرد سعيد : (( عيب يابشمهندس ماتخافش اطلع ربنا يسهل طريقك ))



وصعدنا درجتين ثم عاد مرة أخرى يقوول : (( أنا مش مطمن ماتخبيهم فى مكان ولا حاجه سايبهم أكده هيتسرقوا ياااعم ))



فرد سعيد بنفاذ صبر: (( يابيه قلنا ماتخافش هو أنت حااط فيهم دهبا ت ولا أيه ماتخافش يابيه ))



ثم نظر الى مخاطبا : ((( قوله يابشمهندس مايخافش وخده فى ايدك الله لا يسيئك أنا ورايا حاجات كتييرر ))



فأبتسمت : (( يلا يابنى مين مجنون يسرقك ياهالوتى اخلص بأه لسة ورانا مشوار ))



وأثناء صعودنا قال الهالوتى: (( باكينام سألتك عليا صوح ؟ ))



فقلت : (( صوح ))



فأجاب فى لهفة : (( طب ماتجول ((ماتقول )) جالت أيه وجولتلها أيه وأيه اللى خلاك تجول مش هجوله احسن يزعل ))



فقلت فى لا مبالاه : (( مفيش كانت بتقولى أنها هتجيب بنت صحبتها معاها من بره الكليه وسألت عليك أنت سافرت ولا جى معانا بكره وقالتلى اقولك أوعى تكون فكرها ملاااهى زى بتاعت الموالد اللى فى بلدكم ))



فرد فى غضب : (( اه يا بنت ال – بجى (بقى) أكده هى تطول تروح بلدنا أصلا ولا تدخل دوار العمده اللى هو دوار ابوى ))



وأنتهى الحديث فقد وصلنا ودلفنا داخل المنزل وبعد السلام والتحيه والأستحمام كانت ملابس الهالوتى قد وصلت بعد إصلاح المصعد وتناولنا طعام الغداء وجلسنا بعد ذلك فى غرفتى لكى نستريح ولكن الهالوتى لم يشعر بالراحه الا بعد أن أعدت له أمى كوب من الشاى الصعيدى (حبر) وليس ( من ابو فتله ) على حد تعبيره وما ان انتهى الهالوتى من تناول الشاى حتى دخل فى ثبات عميق وبدأ سيمفونية من العزف المنفرد خخخخخخخخخخخخخخخخخخخ



ولم أستطع النوم بالطبع وأثناء ذلك سمعت طرقات على باب الغرفة فأجبت : (( ادخل ))



واذ بهما ابراهيم ومحمد أخوتى فقال ابراهيم مبتسما :(( مش هنعمل واجب مع الأخ أبو زماره فى منخيره ده ))



فقلت محذرا : (( بقولكم أيه ده أهبل ويفضحنا وصعيدى يعنى ممكن يطالب بالتار ))



فقال محمد مطمئنا : (( ياعم متخفش ده احنا بس هنديله واجبه مش لازم نتحيه يا أبوحميد أطلع أنت بس منها واعمل نفسك نايم ))



فقلت متسائلا : (( ماما فين ؟؟))



فرد ابراهيم مطمئنا : (( نزلت يا عم عندها مشوار مع خالتك ماتقلقش كله تحت السيطره وبعدين أنت فاكرنا هنعمله أيه ده شوية هزار خفيف كام قرطاس فى صوابع رجله صغنتتين كده على شوية ثلج فى قفاه ))



وتم تركيب القراطيس وتجهيز الثلج وحانت ساعة الصفر وقام محمد بإشعال القراطيس وأنتظرنا ولكت العجيب فى الأمر أن القراطيس أشتعلت وأنطفاءت دون أن يشعر الهالوتى بأى شىء كل ما حدث أن الهالوتى فرك قدمية فقط



فقال ابراهيم مندهشا : (( ياعم ده نايم ولا ميت هو فى كده يا جدعان ))



فأجابه محمد ساخرا : (( يا أبنى أنت مش شايف رجله عامله أزاى دى مش رجلين بنى ادم ))



فقال ابراهيم مخاطبا محمد : (( خلاص بقى ماقدمناش حل تانى أعملى كام قر طاس يا أبنى هنركب فى اديه ورجليه ونشوف ))



وتمت عملية تركيبها بنجاح وقاما الاخوين باشعالها جميعا وأنتظرنا وهذه المره كان الوضع مختلف فعندما اقتربت النار من اصابع يدية فتح عينيه ثم رفع يديه ونظر اليهما والنار بهما وأنتظر قليلا ثم صرخ قائلا : ((((حررررررررررريقة ألحقوووووووونى الهالوتى بيولع يا جدعان ))



ولكن هيهات أن يساعده احد فقد كنت انا وإبراهيم مستلقيين على الارض من شدة الضحك وكان محمد خلفه تماما لكى يكمل المهمه وعندما جلس هالوتى عاجله محمد بالثلج فى ظهره فأزداد الامر سوء وجلسنا اكثر من ثلاث ساعات بعد ذلك الموقف نسترضيه ولم يقبل بالصلح الا بعد أن جلس على الكومبيوتر ودخل على الأنترنت ولقد كان يوما ممتعا فقد أحبه أخوتى جدا وأصبح صديق لهم وجلسنا حتى بعد منتصف الليل فى حاله من السعاده والنشوه نتجاذب أطراف الحديث فالهالوتى شخص الجلوس والحديث معه ممتع .



وأستيقظ الهالوتى فى السادسه صباحا وبدأ فى أيقاظى وهو يقول : (( أصحى ياقطب عشان نروح الرحله يلا ياعم الأتوبيس هيفوتنا ))



وظل على هذا الحال حتى السابعه فكل هذا أنا لم أستوعب بعد وعندما استوعبت قلت له : (( رحلة أيه ياعم بس اللى هتفوتنا أهمد هنام نص بس كده وننزل على طول ))



ولكن دق جرس الهاتف وكأنه يساعد الهالوتى فأجبت فى تثاؤب : (( الو – ايوه مين – اه صباح الخير – طيب هننزل دلوقتى ))



فقلت وأن نصف مغمض العينين : (( قوم ألبس العيال واقفين مستنينا عند الساعة وجيمى واقف مستنينا تحت ))



فلم يجيبنى ففتحت عينى فوجدتة ينظر الى فى غضب فقد كان مرتديا ملابسه كامله فأتجهت للحمام مباشرة دون كلام وبعد ثلث ساعه كنا فى سيارة جمال متجهين لمكان تجمعنا .



وصعدنا الى الأتوبيس وتوجهنا لدريم بارك التى كانت فى ذلك الوقت حديثه جدا وشىء مبهر فأنا اتحدث عنها منذ تسع سنوات واثناء الرحلة كالعاده كان الاتوبيس مابين الغناء والضحك البعض يلعبون ( أونو) والبعض يلعبون (ترنيب) وما الى ذلك من مظاهر الرحلات وقرر الأوغاد وأقصد أصدقائى أن يداعبوا الهالوتى :



فقال اشقر بخث : (( أيه ياعم هالوتى ، أنت لا بتغنى ولا بتلعب ولا بتكلم حد مش مستنضفنا ولا أيه ؟ ))



فرد جيمى بمكر : (( لالا متقولش كده يا اشقر ده بس الولا مخضوض شكلها أول مرة يطلع رحله ))



فتابع عبد المعطى فى ود مصطنع : (( لالا ياهالوتى ياحبيبى خد رحتك على الاخر احنا صحاب وأوعى تكون مكسوف ))



فقالت بكينام محفزه : (( يا جماعة متضغطوش عليه شكله مالوش فى الجو ده ولا بيعرف يعمل حاجه ))



وهنا رد الهالوتى فى عناد : (( اأنى بس مش رااضى أتفاعل عشان هاكل الجو أنا سايبكم تاكلوا عيش وتعبروا عن نفسيكم ))



فاجابه مينا قائلا : (( لالا احنا زهقنا بقى من شغل الهواه عايزين شغل االمحترفين يا حج هالوتى فرجنا ))



وبصوت واحد صاح كل من فى الأتوبيس : (( هالوتى هالوتى هالوتى ))



وصوت من هنا غنى يا غالى وصوت من هناك قول ياعندليب واخر ( قسم وسمعنا ) ويبدو أن الهالوتى أندمج وقرر الغناء ، وبعد أن قام بعملية التسليك فوجئنا يغنى :



(( البت بيضه بيضه بيضه البيت بيضه وأنننىىىى أعمل ااأيه ))



وهنا سقط كل من فى الاتوبس من الضحك حتى السائق أنحرفت منه عجلة القياده فقد كان على مايبدو متابع لمايحدث واصيب بهسترية ضحك كالجميع :



وهنا غضب هالوتى وقرر ألا يغنى ولكن كل الاتوبيس شجعه وأنطلق مرة اخرى :




(( البيت بيضة وأنا اعمل أيه يا ولدى يا ولد ى أنى حبيت من نار الهوى أنكويت ضيعت مالى ......))



وكل من فى الاتوبيس يردد وراءه حتى السائق ولقد أداها بتمكن رائع وقد ظللنا نغنيها طول الطريق وتفاعلنا معها جدا وبدل من أن يكون الهالوتى مصدر للسخريه فقد بهر الجميع وكان مصدر للسعاده وأثبت الهالوتى مرة أخرى أنه ليس كما يراه الناس بل هو شخص يملك الكثير فى شتى المجالات ولا يجب أن نحكم على الأنسأن من شكله وصوته ولونه ولكن نحكم عليه بافعاله ومواهبه ، بأمكانياته هذا ماكان يفتقده الكثير ممن قابلتهم فى الكليه ولكن شخص كالهالوتى يصحح لهم المسار ويثبت عكس ما يعتقدون .



ووصلنا وعند الأبواب بدأ بعضنا فى إلتقاك الصور التذكاريه ورفض البعض على اعتبار أنها طفوله وسذاجه وأظن أن هؤلاء عندما مر بهم الزمن قد ندموا على ذلك فما اجمل أن تسجل لحظات السعاده فى حياتك والصور هى اقدر ما يسجل تلك اللحظات دون الحاجه الى كلمات يكفى أن تنظر فى الوجوه لتعرف .



ودخلنا دريم بارك البعض قد جاءها من قبل والبعض لأول مره وكان الهالوتى ممن يدخلونها لأول مره وكانت مبهره بحق وقد حان وقت المرح والمقالب وقد كنت قد أتفقت أنا وأشقر وبعض الأصدقاء فى أول مقلب وكان أبطاله أى الضحايا هما الهالوتى وباكينام



لكى تستوعبوا الحاله التى سيكون عليها الهالوتى وباكينام بعد المقلب يجب عليكم أن تتخيلوا الأتى الهالوتى ((نازل من البيت على سنجة عشره ويمنى نفسه بلحظات رومانسيه ويوم لطيف مع باكينام))



وباكينام كانت رائعة الحسن فى ذلك اليوم ويبدوا أنها فى الليله التى سبقت الرحلة راحت عند الحلا ق عفوا أقصد الكوافير ((ظبطها أخر حاجه وشعرها عاملاه ((كيرلى )) وبتاع ومتاخد غسيل ومكوه تمام)) وأحضرت معها صديقه من أحب صديقاتها وتمنى نفسها بيوم رائع وأنطلاق وحيويه.



وعند دخولنا البارك فى الساعه العاشره انحرفنا يمينا وسيرنا جميعا وقد سبقنا البعض عدوا والبعض كان يستمتع بما حولة وقبل مكان معين متفق عليه قال جمال : (( باكينام تعالى بقى هخدلك حتة صوره فى أجمد مكان فى دريم ))



فقالت مبتسمه : (( قشطة تعالى يا نونو يلا ))



فقال عبد المعطى : (( مبلااااش نونو )) فأمسك اشقر يده وقال : (( اسكت ياعم هتخليها تشك كده هى عايزه نونو معاها خليها تخدها ))



فقال عبد المعطى : (( أنا قلت نسيب حد تعرفه بعيد عن المصيبه اللى هتحصل أهى تتسند عليه بعد كده ))



وهنا قلت لهالوتى : (( دى بقى فرصه جامده تعالى يا نجم هخدلك صوره مع باكينام وتبقى للذكرى ))



فنظر الى وكادت عينيه تدمع : ((أنا مش عارف اقولك أيه ياقطب أنت صاحب جدع ))



فأجبت فى خجل مصطنع : (( أحنا مبنعملش غير الواجب ياغالى تعالى تعالى ده أنت هتدعيلى ))



وفى المكان المحدد وقفت باكينام وبجوارها نونو وبجوار نونو جمال وأنا أوقفت هالوتى بجانب باكينام ووقفت على الطرف ايضا مثل جمال ومن بعيد كان يقف أشقر وعبدالمعطى لإلتقاط الصوره المزعومه وفجاءه قال اشقر بصوت مرتفع : ((( يلاااااااا ))



فركضت أنا وجمال للأمام ووقف هالوتى وباكينام ونونو لايدرون ما الامر ولكن هذا لم يستغرق سوى لحظات وبعدها عرفوا السبب :



فقد كانت خليفة المكان الذى يقفون فيه هو مهبط لعبة الشلال وحينما تهبط المركب من ذلك الارتفاع الى الارض تتطايرالمياه فى تلك المنطقه بصوره كبيره وبالفعل فقد أصبح كل من هالوتى وباكينام ونونو فى لمح البصر كالفرخه المبلوله .



وتوقف الزمن للحظات فأنا وجمال واشقر ومعطى فى هيستيرية ضحك وكل من شاهد ذلك الموقف فى هستريه مماثله وهالوتى وباكينام ونونو مازالوا يقفون فى نفس المكان لم يستوعبوا الأمر بعد وكان الماء يتساقط منهم ثم نظروا لبعضهم البعض وأنطلقوا فى اتجاهنا محاولين الأمساك باحد منا .



باكينام تصرخ فى هيسترية ونونو تعدوا قليلا ثم تقف لتبكى ثم تعدوا وتقف لتبكى وهكذا وهالوتى فى حالة غضب شديد ووجهه ينبىء بالشر ثم أعياهم التعب فجلسوا يفكرون ماذا يفعلون فمازال اليوم فى بدايته وكيف سيظلون هكذا طوال اليوم ثم نظرت نونو لباكينام ثم اخذا فى الضحك ولم نفهم لما ولكن دار هذا الحوار :



قالت نونو : (( أنا مش قلتلك أهو طلع كلامى صح ))



فقالت باكينام : (( اه والله برافوا عليكى بس شعرى يا نونو أتبهدل قوى ياخسارة الكيرلى وال3 ساعات بتوع الكوافير ))



ثم قاما ونظرا الينا فى اشمئزاز وأنطلقا فى اتجاه الحمامات وكان يحملن حقيبتين كبيرتين فى ايديهما وجلس الهالوتى وحيدا يكاد يبكى فأقتربنا منه وحاولنا إضحاكه ولكنه كان عصبى جدا



وقال بغضب وعصبيه شديده: (( يا ولاد الدزمه هتحرك ازاى أنا دلوقتى الله يخرب بيوتكم ضحكتوا عليا الناس كلتها ))



فقلت : (( خلاص بقى ياعم بنهزر معاك ومش أنت لوحدك يعنى ))



وقال جمال : (( متزعلش ياهالوتى الشمس جامده وهى ساعه وهتنشف خلاص بقى ))



وفجاءه أشار الأشقر فى أحد الاتجاهات وهو يقول : (( يا ولاد القرده ))



فنظرنا فقد كانتا باكينام ونونو قادمتين نحونا بملابس جديده تمام فقال عبدالمعطى



: (( أن كيدهن عظيم فى حد يعمل مقلب فى البنات دول عفاريت ياابا))



فقلت لهما حينما أقتربتا : ((( يخرب عقولكم هو أنتوا جايبين لبس تانى فى الشنط دى ))



فقالا: (( اه طبعا ماحدش عارف الظروف لازم نجيب لبس احتياطى )) ثم القيا نظره على هالوتى وأبتسمتا ولوحا لنا وهما يسيران بإتجاه الالعاب : (( يلا باااااااااااى ))



*********************************


وهنا شعرنا بالذنب من أجل الهالوتى ومكثنا معه ننقله من مكان لأخر فى إتجاه الشمس حتى جفت ملابسه وبدأ يومنا فى حوالى الساعه الواحده وركبنا كل الالعاب وفى كل مره يركب هالوتى أىة لعبه كان كل من حولنا يصيبه الضحك من أسلوبه وعفويته وضحكته العاليه الصادقه والصافيه وكان يوم ممتع .



وقد قررت أن أساعد هالوتى هذه المره دون مقالب وأقتربت من باكينام فقالت :



(( عااايز أيه ؟ أمشى من قدامى أنا مش طيقاكم كلكم – كده أنا تعملوا فيا كده – طب بلاش عشانى عشان صاحبتى اعملولى برستيج أنا مخمصاكم فعلا ))



فقلت مبتسما : (( خلاص بقى يا أنسه ده احنا كنا بناغشك وخلى قلبك كبير بس بزمتك موقف جامد ولا لا ))



فقالت صديقتها فى غضب : (( تعالى أغرقك بالميه ولبسك يغرق والميكب وكل الناس تضحك عليك ونشوف هيبقى موقف جامد ولا لا ))



فقلت مخاطبا باكينام مشيرا لصديقتها : (( قلبها أسود بلحه ، شريره خالص وبعدين أنا مابحطش ميكب ))



فضحكت باكينام وغضبت صديقتها وقالت : (( أنا نرمين يا شاطر مش بلحه ))



فقلت فى تهكم : (( مين يعنى الديك الرومى لا بقى بلحه ))



فقالت باكينام وهى تغمز بطرف عينها : (( عيب ياأحمد دى صحبتى وبعدين هى مش طيقاك فماتهزرش بقى ))



فقلت باستفزاو : (( عيونى عشان خاطرك بس هنعفوا عنها ))



ثم تابعت قائلا: ((بقولك أيه أنتى لعبتى قطر الظلام ))



فردت بالايجا ب ثم اضافت : (( اااااه ، بس عايزه أروحه تانى ومش لاقيه حد يروح معايا ))



فقلت بسرعه : (( عيب عليكى رفيقك عندىىى --- هلووووتىىىى ))



فجاء الهالوتى فقلت وأنا اغمز له : (( أهوه ياعم باكينام عايزه تركب القطر تانى روحوا سوا بقى ومحدش غيركم عايز يروح ))



فقال وهو يخاطب باكينام : (( ماشى بس بقولك أيه مش عايز روشه ولا صويت ولا حاجات من دى أنا جتتتى اصلا مش خالصه ))



فقالت وهى تضحك : (( تعالى يا فقرى ))



وأنطلقا ووجدت نفسى وجها لوجه امام نرمين فقلت فى برائه : (( سبونا ومشيوا ))



فقالت فى تهكم : (( والنبى أيه !!! – أوعى تفتكر أنك هتقف معايا بقى ونرغى ونبقى صحاب – هىء هىء ده أنت بتحلم ))



فنظرت اليها طويلا فأصبها التوتر ومما زاد توترها اأننى لم اتكلم واقتربت منها ثم قلت بصوت خافت : (( أنا هعمل نفسى ماسمعتش حاجة وهقولك تعالى نشرب 2 سفن أب هناك ))



فنظرت قليلا الى وقد اعتقدت أنى مجنون ثم قالت بأستسلام وتوتر وخوف : (( طيب ))



واثناء جلوسنا جاء الهالوتى وباكينام وهما فى منتهى السعاده ولا يكفان عن الضحك ومكثا يتحدثان ويحكيان ثم يقاطعان بعضهما البعض فى الحديث وكانا فى منتهى السعاده



وأثناء ذلك قالت باكينام : (( عرفه هو أنت مسافر أنهارده صحيح؟ ))



فقال : (( أيوه فى قطر الساعه واحده))



فقالت : (( ومش جاى تانى غير لما الدراسة تبدأ))



فأجاب فى لئم : (( ايوه اصل هاجى اعمل أيه ولا لمين ؟ ))



فقالت: (( تيجى نشوفك يابنى هو مش أحنا اصحابك ))



فنظر إليها ونظرت إليه ثم قال: (( أن شاء الله هحاول أجى بس أنتى خلى بالك من نفسك وأبعدى عن الواد الشيطان ده )) قال الجزء الأخير وهو يشير الي ولم أعلق فقد كنت سعيدا بحديثهما ولم أشاء المقاطعه



فقالت متسائله :(( هو أنت معاك موبيل يا عرفه ؟ ))



فقال بعنجهيه زائفه: (( اااأنى بترفع عن الحجات دى وبعدين إزعاج وأنى راجل بحب التأمل ))



ولم اتمالك نفسى فقلت فى تهكم : (( اه اصل هالوتى رجل حالم ومهم ومش هيجيب موبيل ويبقى سهل كده أى حد يلاقيه لازم نتعب وراه- قولى ياهالوتى هو أنتوا التلفون دخل بيتكوا اصلا ))



فرد فى تسامح وجديه : (( أنى نفسى تشرفونى كلاتكم وتيجوا بيتنا نوريكوا واجب الصعايده ))



فأبتسمنا جميعا وقد حان موعد المغادره وتجمعنا كلنا سويا وصعدنا الىالأتوبيس وكان الكل ما بين نائم ومغمض العينين فقد كان يوما مرهقا ولكن هناك عيون لم تكن لتغفل فالشوق يغلف جفونها وأخذ الهالوتى يختلس النظر الى باكينام فقد كانت فى المقعد المجاور لنا والعجيب أن باكينام كانت تختلس النظر بين الحين والأخر ايضا .



وحينما هبطنا من الاتوبيس تصافح الجميع مع الهالوتى لأنه سيسافر وحينما صافحت باكينام الهالوتى



قالت: (( هتوحشنا ياعرفه ))



فأجاب : (( لكن أنتوا لا – عشان أنتوا دايما معايا ))



واثناء ذلك الحديث كان على وجهيهما مشاعر متضاربه فاباكينام ملامحها يبدو عليها الدهشة والحنين والشوق ولعلها لاتفهم ماسر ذلك الشعور ، اما الهالوتى فقد كان يعرف بماذا يشعر من أول يوم وتم الوداع وأوصلت الهالوتى الى القطار وأتفقنا أن يأتى فى الأجازه يجلس عندى ونبحث له عن شقه بجوارى مع وعد بالاتصال به دائما .

هناك تعليقان (2):

MoHaMeD TaLaT يقول...

to7faaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaa

غير معرف يقول...

yah! eftakart zaman lama kont bafta7 el sobh makhsous 3alahsn a2ra halouty we pakinam