الأربعاء، مارس 02، 2011

قضبان القطار

الاسفنج نوعين طبيعي وصناعي ، الاسفنج الطبيعي عبارة عن حيوان ينموا فى البحاروليس نبات كما كنا نعتقد، لكن معظم الاسفنج الذي نستخدمىة فى مناحي حياتنا هو الاسفنج الصناعي.
من خصائص الاسفنج انه يمتص الماء ويظل يمتص الى ان يتشبع بالماء وعندها يتوقف عن امتصاص الماء ثم يبدأ الماء مرة اخرى فى الانسياب من بين مسام الاسفنج .
المقدمة اللى فاتت ليست درسا فى المعلومات العامة ولكنها واجبة لكي نوضح اننا كبشر كالاسفنج نمتص لفترة ما حولنا من افكار وخبرات وفى مرحلة ما ، نصل لدرجة التشبع وتبدا الافكار تنساب من خلالنا مرة اخرى وهو ما نسميه وجهات النظر .
وبهذا المنطق يمكن ان نقول ان وجهات نظرنا تعتمد بالاساس على الافكار والرؤى والخبرات التى اكتسبنها من قبل ثم اعدنا تصديرها للمجتمع مرة اخرى ولكن ببصمة وصبغة كل شخص .
وفى هذه المرحلة الدقيقة من تاريخنا اكتشفت اننا اكتسبنا من مجتمعنا اسوأ مافيه والان نقوم بتصدير تلك الافكار السيئة مرة اخرى بعد ان قام البعض منا بثورة على الاوضاع .
وبدلا من ان تكون ثورة على الاوضاع بالفعل اجدها ثورة على اشخاص ولكن بنفس الافكار التى كنا نظن اننا نرفضها ولا نريدها ، فالحزب الوطني استأثر بمصر وظنها ملكية خاصة له ولا يحق لاحد ان يتدخل والا يكون من اعداء حزب النجاح وعميل وخائن .
وهو ما يحدث الان فمن يعتصم بالتحرير هو المناضل والثورى ومن يعترض يريد العيش فى المهانة والذل واتعود على ضرب القفا ومش قادر يستغنى عنه .
من يختلف مع افكار من يريدون ان تتغير مصر فى يوم وليلة يعتبر عدو للثورة وعميل وساذج ومصدق ان الحكومة هتغير حاجة والمفروض يسكت من باب اللى عنده كلمة حلوة يقولها والامعندوش يسكت
اعترضنا على اسلوب الداخلية فى القمع والسحل والضرب والذل وانتهاك حرمات الناس واستباحة الحقوق والمنازل فقامت ثورة للتصحيح
فماذا كان يفعل الشباب حينما يمسكون احدا يحاول السرقة كانوا يقومونا بكل ما رفضناه من الداخلية مع العلم انه ليس من حقنا ضرب وسحل وقتل احدا فلم اعلم ان حد الله فى السرقة هو القتل والسحل
رفضنا من النظام السابق اعتمادة على اهل الثقة ونبذة اهل الكفاءة ، فوجدتنا اليوم نقوم بنفس الدور فمن لم يهلل او ينزل الشارع ويكون مع الثورة ليس من اهل الثقة وبالتالى هو عميل وله اغراض لذا لا يجب ان يشارك فى شىء
اتفقنا على ان النظام السابق سرق البلد ودمر اقتصادة وسرق ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا ، فوجدتنا اليوم نقوم بتدمير الاقتصاد مثلة بتصرفاتنا وانقسامتنا وبالتالى ندمر حاضرنا ومستقبل من ياتوا بعدنا ، ومن يتكلم فى هذه النقطة يكون الرد بسيط (احنا خسرنا مصر كام مليار مش مهم ما هى طول عمرها بتسسرق مجتش علينا احنا) ، طب سؤال يبقى اية الفرق بينا وبينهم ، المحصلة واحدة تدمير للاقتصاد اى كانت آليات التدمير ، سرقة ام ثورة
كنا نتكلم عن وضع مصر الاقليمى وان النظام السابق ضيع هذا الوضع واصبحنا بلا تأثير يذكر فى قضايا المنطقة، فهل يقول لى احدا اين نحن الان ، ومع حالة السيولة والتخبط الشديدة فى مجتمعنا اى دور نقوم به ، واين نحن بعد ان وقعت بروندى على اتفاقية حرمان مصر من حقها التاريخ في مياه النيل
كان النظام السابق يتشكك فى كل الاشخاص والجماعات والحركات والاحزاب، فوجدتنا اليوم مثلهم لدرجة ان رجال مشهود لهم بالكفاءة والنزاهه اصبحوا اليوم فى دائرة الشك لانهم شاركوا فى حكومة يروا انها ستحقق مطالب الثورة
واذا كان النظام السابق يستخدم فزاعة الاسلاميين والاخوان ليبرروا القمع ، فوجدتنا نستخدم فزاعة الثورة المضادة حتى لا يستريح احدا او ناخذ هدنه لكي نرى اين نحن وماذا نريد بمنطقية وبتعقل
قدمت وجهة نظر تختلف مع الاتجاه السائد حاليا فى وطني ، وليست تختلف مع ماحدث ، فانا مع الثورة وضد الفوضى ومع التغيير وضد الانهيار وانا احب وطني كما يحبها من اختلف معهم ، لن اخون احد ولن يخونني احد ، فان الامة كالقطار تحتاج لقضيبين لكى تسير و وجهتى النظر كقضيبيى القطار لن يتقابلا ابدا متوازيان دائما ولكن اختلافهما للتكامل وليس التضاد

ليست هناك تعليقات: