الثلاثاء، أكتوبر 21، 2008

الجزء الرابع..... مين اللى سرق بحسن ؟؟؟

-4-

كان بحسن منهك القوى بشكل كبير فهو لم يذوق طعم النوم من ليلة امس فقد قضاها بالمستشفى لتجهيز اجراءات دفن زينب واستخراج كافة التصاريح اللازمه وبعد صلاة الضهر كان بحسن قد انتهى من كل شىء ووراى جثمان السيده الثرى .


و طوال عودته من المقابر كان شارد الذهن فقد كان ذهنه مشغول بما قالته له وهى تلفظ انفاسها الاخيره فقد اصابته كلماتها بدهشه حقيقيه فزينب عبدالسلام هى زوجة حسين بكرى الرجل الذى تعرف عليه بحسن منذ سنين طويله بجوار كشك بسيط وبناتها هم بنات ذلك الرجل الفقير البسيط ومنذ قابل بحسن ذلك الرجل وتغيرت حياته كما انه غير حياة الرجل واسرته تماما.

ففى صباح اليوم التالى كان بحسن يتصل بوالدته ويحكى لها عن تفاصيل الفكرة المجنونه التى قرر ان ينفذها وبعد شد وجذب من قبل والدته استطاع بحسن ان يقنعها بفكرته وان يحظى بدعواتها ومباركتها له وليس هذا فحسب بل انها دعمته ماديا ليستطيع تحقيق فكرته وطلبت منه الذهاب لخاله ليحصل على مايريد وقد كان بحسن قد طلب منها خمسة وعشرون الف جنيه .

وحينما ذهب بحسن لخاله فوجىء بخاله يعطى له اربعون الف وحينما استفسر عن هذه الزياده علم منه ان والدته هى من امرت بذلك لكى يبدأ وقلبه مطمئن وليس هذا فحسب بل قرر خاله دعمه بخبرته فى مجال الديكور والانشاءات وعلاقاته ليحقق فكرته وبعد فترة قصيره كان بحسن وخاله يقتربون من عم حسين بكرى ويجلسون معه واخذ بحسن يسرد على مسامع الرجل فكرته التى كانت تتلخص فى ان يدخل بحسن معه شريك فى الكشك على ان يقوم بحسن بادارته وتجديده ويكون الربح بالنصف سنوى على ان يعطى بحسن لعم حسين مبلغ ثابت شهريا يعينه على مطلبات اسرته وفى نهاية العام تتم المحاسبه .

وحينما سمع الرجل ذلك استبدت به الدهشة فاى مجنون يلقى بامواله فى كشك فقير بسيط كهذا لكن نظرة بحسن الثاقبه التى درست المنطقه جيدا اكدت له ان هذا الكشك منجم ذهب اذا تم ادارته بصورة صحيحه وتوافرت له عناصر ومقومات النجاح فففى محيطه توجد مدرسه وايضا ملعب كوره والعديد من الكافيهات التى بدات تنتشر فى نهاية التسعينات كم انه ياخذ ناصية شارعين وقد شاركه خاله الرأى نفسه حينما شاهد الموقع وبعد وقت ليس بالطويل تم الاتفاق بين بحسن وعم حسين واصبحا شريكين .


وقد كانت هدية خال بحسن له تصميم رائع جديد للكشك وتسهيل كل الاجراءات فى الحى التابع له الكشك وبعد اقل من شهر كان الكشك فى ابهى صورة وبتصميم غير تقليدى وتزينه كلمة( عم حسين كشك) وبخط انيق فى الطرف الايسر ادارة بحسن ولقد كانت هذه وجهة نظر بحسن تقديرا للرجل الكبير ولقد كانت نظرة الامتنان التى اطلت من عين الرجل حينما راى مافعلة بحسن ابلغ من اى كلمة شكر .

وبدأ بحسن مشروعه وكان يستيقظ مبكرا يصلى الفجر ويجلس يدعوا الله ويقرأ بعض آيات القرءان وان اسعفه الوقت يقرا فى اى من مواد دراسته وينزل سريعا ليفتح الكشك لطلبة المدارس والجامعات وللموظفين المتوجهين الى اعمالهم وحينما تقل الحركه على الساعه العاشره يكون عم حسين قد جاء ليجلس مكان بحسن من العاشره حتى الواحده او الثانيه ليذهب بحسن لكليته وعادة مايحرص بحسن على التواجد قبل خروج المدارس ففى ذلك الوقت تكون حركة البيع على أشدها .

ويوم بعد يوم كان الكشك يحقق اكبر مما تخيله بحسن بفضل ابتسامة وجهه وامانته كما انه اجتهد وعرف كيف ينمى موارده فاقام صداقات مع كل حارسى العقارات فى المنطقه كما انه صادق كل الاطفال والشباب وحرص ايضا على المعامله المهذبه مع كبار السن مما جعله محبوبا من جميع الفئات وبالتالى كشك بحسن اصبح علامه من علامات المنطقه بخلاف صداقته للموردين والموزعين التى ساعدته ان يدير رأس ماله بصوره جيدة.

وبعد العام الاول استطاع بحسن انا يدبر المبلغ الذى اقترضه من والدته بزيادة عشرة الالاف جنيه وفى احد الايام ذهب بحسن الى خاله وفاجأه وهو يعطيه المبلغ ويطلب منه ايداع اربعون الف فى حساب والدته ويطلب منه قبول العشرة الالاف جنيه منه اجرا على تصميم الكشك واجراءات تجديد التراخيص وما قام به خاله من اعمال وبعد شد وجذب قبل خاله ان ياخذ نقود والدته ليضعها لها ولكنه لم يقبل الحصول على اجر من بحسن عن التصميم وعلى الرغم من عند بحسن الى انه شعر بالحرج من توبيخ خاله وشكره على مساعدته له .

وعام تلو الاخر كان نجاح بحسن على المستوى التعليمى وعلى المستوى التجارى محل سعادة والدته وخاله وزوجته التى كانت ترى فى بحسن ذلك الشاب الذى استطاع ان يفطم نفسه بنفسه وتخلص من موروثات خاطئه وهى ان الاب والام المسؤلين تماما عن رعاية ابنائهم حتى سن ال21 وربما لسن الستين ايضا استطاع يحرر تفكيره ويتخلص من تلك الافكار التقليديه.

استطاع ان يصنع فارق فى حياته ومن شدة اعجابها به كان بحسن ومشروعه هو عنوان احد مقالاتها فى الجريده التى تعمل مراسله لها فقدمته على انه نموذج للانسان الذى استطاع ان يحقق فكرة ان الايمان بمبدأ او عقيده معينه هى طريقك لتحقيقها اى كانت الصعوبات ودائما كانت تحث ابنائها على الرغم من صغر سنهم على التعلم من بحسن .


لكن بحسن كان ينغص عليه ان والده لا يعرف حتى الان بامر الكشك حتى اخوته لم يعرف منهم احد سوى شريفه وفى العام النهائى لبحسن فى الكليه ومع اقتراب الامتحانات حدث مالم يكن فى الحسبان فقد توفى عم حسين وقبل وفاته اخذ العهد من بحسن على رعاية اولاده وبناته وقد وعده بحسن وكان على العهد لكن وفاة عم حسين سببت لبحسن مشكلة فم سيجلس فى الكشك فى اوقات الامتحانات والمذاكرة فهو لن يستطيع ان ياتمن احد ولن ستطيع اغلاقه .

وفى احد الايام وبحسن شارد الذهن يفكر فى تلك المشكله جاءه مراهق فى الرابعة عشر من عمره وقال له :

على استحياء: (( الاستاذ بحسن ؟؟))

فاجابه بحسن فى لامبالاه : (( اى خدمه ))

فقال فى تأدب ملحوظ: (( انا على مش فاكرنى ؟؟؟))

فاعتدل بحسن وقال فى استفهام: (( مش واخد بالى فكرنى))

فقال المراهق : (( انا كنت باجى اشترى من عندك ايام مكنت فى المدرسه اللى فى اخر الشارع))

فقال بحسن وقد قطب حاجبيه: (( معلش يا حبيبى اصلى دماغى مدوشه هو انا مش فاكر اوى بس أمر اى خدمه))

فقال المراهق وقد استبد به الاحراج : (( انا حضرتك سبت المدرسه من سنه عشان اصرف على امى واخويا لما ابويا مات واشتغلت كذا شغلانه بس اتبهدلت اوى وبعدين عم عويس بواب العماره بتاعت الرحمه قالى اجى ليك يمكن يكون عندك شغل ليا وبيقولك بأمارة العنب))

فنظر اليه بحسن بنظره فحاصه فعلى الرغم من حداثة سنه الا انه يتمتع بطول فارع كما ان علامات الذكاء تبدوا فى عينيه وملامحه تنم عن طيبه شديده فقال له بحسن متسائلا : (( انت ساكن فين ياعلى ))

فقال على فى حماس: (( فى الشارع اللى وراك حضرتك انا بن سعيد بواب عمارة التيسير ))

فقال على مندهشا : (( اللى اتوفى فى حادثة الميكروباص السنه اللى فاتت ؟؟))

فقال على فى تأثر: (( ايوه))


فقال بحسن ليغير حالة الحوار: (( قولى ياعلى شاطر فى الحساب ))

فقال فى حماس : (( اه والله انا كنت شاطر اوى بس الظروف بقى))

فقال بحسن بابتسامته المميزه التى تأثر القلوب :(( طيب عدى عليا بكره بعد العصر يا على ))

فغادره الفتى وظل بحسن يفكر فى مكانه ويشعر ان الله قد ساق له هذا الفتى ليحل له تلك المشكله وهو على هذا الحال مر عليه عويس الحارس الذى ارسل اليه علي فاستفسر منه بحسن عن الفتى وسمعته واهله وحاله وكانت كلها اجابات مطمئنه جدا خصوصا انه بن المنطقه واهله بها فلو حدث لاقدر الله شىء سيستطيع بحسن العثور عليه كما الولد يتسم بالذكاء وسرعة البديهه وعليه قرر بحسن التوكل على الله وتشغيله معه .

وعند تلك النقطه توقف بحسن عن جر الذكريات فقد وصل لمنزل عم حسين وحينما صعد ليطمئن على الفتايات كانت هناك مفاجأه فى انتظاره .

*********************************
حينما قرأ على الكلمات المدونه فى الورقه التى اعطاها له صديقه وهوى على المقعد مرددا عبارة(( مش ممكن مش ممكن)) كان ذلك لان الورقه كانت تحمل كلمات بسيطه : (( غير مسموح بالاطلاع على الملف دواعى امنيه عليا ))

مع ملحوظه قالها صديقه له شفويا بعد ذلك وهى : (( على الموضوع ده كبير قول لحماك ميدعبثش كتير ورا ابنه المره اللى فاتت سابوه لانه معرفش غير اللى هما عايزينه يعرفه المره الجايه محدش عارف وانت عارف كويس المسائل اللى زى دى محدش هيهرج فيها ))

فقال على وهو يجاهد لتخرج الكلمات: (( بس انا مش فاهم يعنى هو متورط فى حاجة كبيره اوى كده ولا ايه الموضوع لازم اطمن يا شادى مينفعش انا كده قلقت ))

فقال شادى : (( اللى اعرفه واللى وصلنى لما جاتلهم معلومات انى بسأل وبتحرى عن العنوان اللى قلتلى انه بيتردد عليه قولتهولك معنديش حاجه تانى صدقنى))

فسكت على برهه ثم نهض مودعا صديقه فهو يعلم جيدا معنى تلك العباره وسواء كان صديقه يعلم شيئا او لا يعلم فعلا فلن يتفوه بكلمه طالما الامر على هذا النحو ولكن هذا لم يمنعه ان يستبد به القلق على زوجته واهلها وعلى نفسه فلو ان بحسن متورط بالسلب فى امر يضر بمصلحة مصر فهى نهاية الجميع كل تلك الافكار كانت تدور فى ذهنه.

ووجد انه على هذه الحاله لن يستطيع مواجهة زوجته فذهب لمكتبه فقد كان الفجر اوشك على الاذان وظل فيه حتى الصباح وفى حوالى الساعه العاشره انطلق عائدا الى المستشفى

وحينها حاول ان يرسم ابتسامه على وجهه حتى لا ينقل قلقه الى الاخرين وبادر زوجته قائلا : (( ازى عمى دلوقت ؟؟))

فتنهدت تنهديه حاره وهى تقول بصوت باكى : (( لسه مفقش من الغيبوبه – انا خايفه اوى ياعلى احسن بابا يجراله حاجة؟))

فربت على كتفها وهو يحتضنها مطمئنا: (( ان شاء الله هيقوم منها بس انتوا ادعولوا))

ثم اكمل : (( لسه بحسن معرفش؟؟؟))

فقالت : (( لا كالعادة مبيردش على موبايله شاكله راميه فى البيت بس شرف سافرله ))

فقال وهو يجذبها فى اتجاه امها: (( تعالى نشوف مامتك وخليكى قويه عشان هى متتعبش ))

فى جانب اخر كانت شاهيناز فى حالة انهيار تام وكانت والدة على واخته يحاولان التهدئه من روعها دون جدوى وكان شريف فى تلك اللحظه يجلس مع الطبيب محاولا ان يفهم منه طبيعة حالة والده بالظبط وماهى نسبة الخطوره وفجاءه وفى خضم كل تلك الاحداث علت فجاءه اصوات هرج ومرج ودق جرس الطوارىء فى المستشفى وهرع الاطباء والممرضات الكل فى اتجاه واحد باب الطوارىء.

وبدون وعى وبتصرف تلقائى هرول شريف خلف الطبيب وهرول على وشريفه وشاهنده واهله الكل فى نفس الاتجاه حتى انهم لم يسمعوا كلمة والدتهم التى انتابها الذعر وهى تقول: (( طمنونى يا ولاد فى ايه ؟؟؟))

وحينما وصل الجميع كانت فى انتظارهم مفاجأه سيارات اسعاف تأتى من كل حدب وصوب محملة بجثث ومصابين بشكل يفوق التصور وبدون تفكير بدأ الجميع فى المساعده الكل اجتمع على قلب رجل واحد هذا على ينطلق ليحمل المصابين مع الاخرين وهذا شريف يستقبل الحالات ويحاول الاسعاف فهو طبيب ووالد على يساعد فى نقل الجثث بعيدا الى المشرحه وهو يردد عبارة (( لا اله الا الله)) وشريفه وشاهنده وحماتها واخت زوجها اصبحن ممرضات ينقلن الادويه والمواد لمساعدة الاطباء والممرضات واصبحت المستشفى كخلية نحل حتى ان الجميع نسى ان يعرف ما الامر .

ووجدت شريفه على ينطلق نحوها وهو يقول على نحو عاجل : (( شريفه انا جالى استدعاء حالا معلش هبقى اتصل كل شويه أطمن على عمى))

فامسكت به وهى تقول فى توتر : (( فى ايه ياعلى ؟؟؟ ايه الحكايه؟؟ ايه اللى حصل؟؟؟ طمنى ))

فقال وهو يتجه صوب الباب وهى تهرول خلفه: (( فى قطرين دخلو فى بعض والدنيا مقلوبه ))

فوضعت شريفه يدها على قلبها بصوره عفويه وهى تصرخ: (( يالهوى ))

ثم قالت وهى تجاهد للحاق به : (( طب طمنى ياعلى كل شويه )) ولكن كلماتها ضاعت وسط الضجيج .

حينما وصل على موقع الحادث كان المشهد يفوق التصور كان الخراب لا يحتاج لتعبير وكانت الحرائق مزالت مشتعله فى القطارين وعمليات الانقاذ مازالت تسرى على قدم وساق فلمح صديقه عادل فى موقع الحادث فانطلق اليه قائلا وعينيه تفحص الحطام : ( القطر ين تم اخلائهم ولا لسه فى نا س جوه ))

فنظر عادل بحزن قائلا فى غضب: (( الجثث بالمئات يا على الناس محبوسه جوه مش عارفين نطلعهم دى مصيبه ))

فقال على وهو يعتلى احد العربات المقلوبه وخلفه عادل: (( حصلت ازاى المصيبه دى ؟؟))

فقال عادل : (( قطر من ال2 خرج عن القضبان ودخل فى التانى عند المزلقان زى ماانت شايف 18 عربيه ادمروا غير انهم دخلو فى المحلات وطلعوا بره القضبان خالص))

فقال : (( وكانت الساعه كام ؟؟))

فاجاب عادل: (( الساعه 11 قبل الضهر ))

فقال على وهو يساعد رجال الدفاع المدنى وهم يحاولون كسر احد الابوب لاخراج بعض الاحياء من الداخل : (( عايز تقرير عن العربيات اللى لسه الناس جواها وتقدير مبدئى عن عددهم بسرعه)) قال ذلك وهو يقفز للداخل قبل الجميع بعد ان نجحوا فى احداث فجوه للمرور .

دعونا نقف قليلا لنرى المشهد بصوره اكثر عمق ففى هذا المكان تستطيع ان تشم رائحة الموت جيدا تستطيع ان تعرف قيمة الحياه كما انك تستوعب وربما للمره الاولى فى حياتك قيمة الوقت وجبروت الزمن الذى تحاول ان تسابقه تستطيع ان ترى الوجوه الحقيقيه للبشر وليست تلك التى نراها فى حياتنا اليوميه ترى الشجاعه والبطوله تتجلى فى ابهى صورها ترى التضحيه والفداء ساطعة كالشمس ترى الرحمه نعم الرحمه تراها تزين كل تصرف من التصرفات .

ترى المصرى كريم العنصرين فقط دون ان تستطيع ان تفرق بين مسلم وقبطى غنى و فقير مهندس و عامل فهل هذا يجعلك تفكر لما فى تلك اللحظات العصيبه فقط نرى حقيقتنا ؟؟

حينما قفز على داخل تلك العربه كان الدخان يتصاعد واصوات الاستغاثه تأتى من الداخل تحمل معها رائحة الموت ولقد حدث مالم يكن فى الحسبان فقد حدث انفجار فى مؤخرة تلك العربه واشتعلت النيران وتعالى الصراخ والنقيب علي بالداخل واشتعل الموقف اكثر من اشتعال القطار.

********************************
على غير عادتها استيقظت نشوى السباعى متأخره فى هذا اليوم وربما يرجع ذلك لانه قد اصابها ارق ليلة امس ولم يفارقها الا عند الفجر فقد كان ذهنها يحاول ربط الخيوط ببعضها فى محاوله مستميته لتكوين صورة لتلك القضيه ولكنها لم تستطيع فالمعلومات شحيحه جدا وشخصية المقتول غامضة كما ان اخذت تتسائل اين مفتاح سيارة القتيل الجديده ؟ولما يحتفظ بالمفتاح القدي؟م واين السياره القديمه؟ ولما قتل؟وماهى علاقة بحسن بالقتيل ؟ كلها اسئله لم تستطع الرد عليها مما جعلها تصاب بالارق حتى غلبها النوم من كثرة التعب والارهاق.

وحينما نظرت فى ساعتها وكانت عقاربها تشير للحادية عشرة صباحا قفزت على نحو عاجل فى اتجاه الحمام وهى تصرخ : (( يانهاااااار اسود ؟؟؟))

واغسلت ووجهها على عجل ثم تذكرت انها لم تنظف اسنانها فعادت مرة اخرى مسرعه ثم عادت لغرفتها ثم شرعت فى ارتداء ملابسها فى سرعه واثناء ذلك نظرت الى هيئتها فى المرءاه فوجدت انها عااااار فتشنجت وضربت الهواء بيدها بحركه طفوليه وهى تصدر اصوات تذمر وقفزت فى اتجاه الحمام لتاخذ حمام بارد ينعشها ويطرد اثار الارهاق وقلة النوم من وجهها كل هذا ووالدتها تراقبها من بعيد واخيرا انتهت .

وحينما خرجت من غرفتها وجدت والدتها تنظر اليها نظره تعرفها جيدا فقالت فى مرح: (( ايه ؟؟؟ ناويالى على ايه؟؟))

فقالت والدتها وهى تتنهد تنهيده حاره: (( مفيش فايده فيكى انتى لو كنتى طلعتى ولد كان هيبقى احسن))

فقالت نشوى وهى تحتتضنها وتقبلها : (( طب بزمتك فى واد هيبقى زى القمر كده زى بنتك ))

فقالت والدتها بسخريه: (( القمر مبهدل نفسه فى شغلانة مجرمين ولابسلى لبس ولاد ايه اللى انتى لابساه دة؟؟))

فقالت نشوى وهى ترشف رشفه من فنجان الشاى التى اعدته لها والدتها : (( مامتى هنعيد الكلام تانى انا بنت اموره بيقولوا لكن كمان مش هخلى جمالى وكونى بنت يقضوا على شخصيتى ونجاحى انا بحب شغلى وشايفه انه ليه هدف احسن كتير من الوقفه قدام المرايه ولا قعدة النوادى ))

فاجابت والدتها فى استياء: (( محدش قالك اعملى كده بس اشتغلى حاجه تانى بلاش الحوادث والتحقيقات دى يابنتى دول مجرمين ممكن يخلصوا عليكى اكتبى فى الفن فى الموضه اكتبى نكت كده يعنى ))

فقالت نشوى بنبرة ساخرة : (( طب ولما انا اعمل كده الهايفين هيكلوا عيش منين ؟؟؟))

ثم اكملت قبل ان تستطرد والدتها فى المحاضرة المعتاده : (( ماما عشان خطرى ادعيلى وبلاش كل شويه تحسسينى انى مزعلاكى كده خلاص ياست الكل ))

فنظرة اليها والدتها نظره حانيه وحتضنتها بقوه وهمست فى اذنها قائله : (( ربنا يحميكى يابنتى ))

وبكن تلك اللحظه الدافئه فقد دق رنين الهاتف الخلوى لنشوى فاجابت فى سرعه قائله : (( والله اسفه اوى يا سالم معلش راحت عليا نومه ربع ساعه واكون عندك و........))

ثم تغيرت ملامح وجهها فجاءه وقالتف ى لهفة: (( يانهار اسود—والضحايا كتير لالا انا جايالك على طول مسافة السكه بس سلمى تحضر بيانات عن القطرين وركابهم بسرعه ))

ثم انطلقت ووالدتها تقول فى فزع : (( فى ايه يانشوى طمنينى يابنتى ))


فقالت نشوى قبل ان تغلق الباب: (( افتحى ياماما التلفزيون وانتى تعرفى)) ثم اغلقت الباب خلفها .

فهرولت الام للتلفاز وشغلته وما ان اضاء حتى طالعتها صورة لموقع حادث القطارين وعمليات الانقاذ فهوت على اقرب مقعد وامسكت صدرها بشده فقد احست بنقباضه واخذت تتابع ماتنقله وسائل الاعلام.

حينما وصلت نشوى الجريده قابلها سالم على سلم الجريده فقد كان فى انتظارها مع عربية بها مصورين ومراسلين يستعدون للانطلاق لموقع الحادث وطوال الطريق اخذ فريق العمل فى متابعة احدث التطورات عن طريق الهواتف وتلقى البيانات عن طريق الانترنت كل هذا داخل سياره ميكروباص عادية المظهر من الخارج ولكنها فى الداخل كانت خلية نحل .

وعلى الساعه الرابعه عصرا وصلت السياره الى موقع الحادث الذى كان مكتظ بوكالات الانباء والصحف وقبلهم رجال الشرطة والدفاع المدنى والاسعاف بخلاف فرق الانقاذ التى تكونت تلقائيا من المواطنين العاديين ومازالت بعض العربات مشتعله ومازال هناك جثث ومازال هناك مصابين وكانت الامور تزداد سوء وعلى الفور انطلق المصورين يلتقطون الصور للحطام وللضحايا ولكل شبر فى الموقع والمراسلين البعض انطلق للمستشفيات والبعض الاخر ظل فى الموقع لمتابعة الازمة .

وانطلقت نشوى واذ بها تجد ام تبكى وتصرخ بحثا عن اطفالها وهذا رجل يهرول كالمجنون يبحث عن زوجته بين الحطام وهذا شاب ملقى على الارض ينزف من جبهته وقد شلت الصدمه لسانه وحركته وهذا عجوز لا يملك سوى الدموع ليشارك بها والعديد والعديد من المشاهد التى لن يفيد الخوض فى تفاصيلها سوى الالم والحسره .

واثناء ذلك وجدت نشوى تجمع كبير فى منطقه معينة ومحاولات حثيثه لاخماد حريق كبير وحينما استرقت السمع والاخبار علمت ان بالداخل رجال انقاذ ومصابين وضحايا والنار تحاصرهم وحديد القطار يقسوا عليهم ولا يريد ان يلين كما قست عليهم الحياه .

وانطلقت نشوى تسجل وتدون روايات الشهود وبعض المصابين فى ساحة التصادم واثناء حركتها السريعه والنشطه لمحت عينيها شبح تعرفه ولكن من كثرة الزحمه لم تتبينه جيدا وعادت لعملها وفجاءه اذا بها امام اخر شخص يمكن ان تتوقع رؤيته فى هذا المكان وانعقد لسانها من هول المفاجأه .

ودائما للحديث بقيه............... ال ن ســــــــــــــــــاج

**********************************************

هناك تعليق واحد:

Hossam Khafagy يقول...

بجد تحففففففففففففففففة كملها بقا