السبت، نوفمبر 26، 2011

مواطن وثوري ومركزي



فى شارع جانبي متفرع من احد ميادين القاهرة الشهيرة وقف ثلاثة مواطنين  امام مبرد مياة يطل صنبورة من داخل احد المساجد وكان هناك شاب فى العشرين من عمره يشرب بنهم شديد وانفاسة تتلاحق بشدة ويبدوا علية الاعياء الشديد فاذ بيد تربت على ظهرة وسمع شخص يقول له  :- ( كباية مياة وحياة ابوك احسن هموت من العطش )

فاذ بالشاب يسرع ليملاء الكوب ليعطية للسائل والتفت نحوه بسرعه ليعطيه الماء وما ان وقعت عينيه على طالب الماء حتى توقفت يده فى الهواء وظهرت امارات الغضب على وجهه فقد كان طالب الماء احد عساكر الامن المركزي .

لاحظ الموقف السابق مواطن تبدو عليه البساطه ، ويبدو انه فى  العقد السادس من عمرة اشيب الشعر باسم الوجه على الرغم من تجاعيد وجهه الشديدة فامسك الرجل العجوز الكوب من يد الشاب واعطاه للعسكري قائلا :- ( اشرب يابني من ايد اخوك )

فاخذ العسكري الكوب وشرب بسرعه ومع اخر قطرات الماء التى تسقط من الكوب سمع الشاب يضحك بانفعال وهو يوجه حديثه للرجل العجوز قائلا :- ( اخوه ايه يا راجل ياطيب دول عمالين يقتلوا فينا زي الفراخ )

فقال العسكري :- ( احنا مبنقتلش حد ولا بنروح لحد انتوا اللى بتيجوا عندينا وعايزين تدخلوا الوزارة فبندافع عن نفسينا )

فامسك العجوز بيد العسكري والشاب وجذبهما الى داخل المسجد وقال لهما وهو يدعوهما للجلوس :- ( تفتكروا لو كل واحد بدل ملابسة مع اخوة اية اللى هيتغير ؟ )

فرد الشاب بسرعه :- ( اللى هيتغير كتير مش هقتل بايدى متظاهرين مسالمين ، مش هقف فى معسكر بلطجية الداخلية )

وقال العسكري:- ( مش هنزل من بيتنا واقف فى الشوارع واعطل المرور واضرب العساكر بالطوب )

فنظر العجوز للشاب وساله :- ( طيب لو لاقيت ناس جاية عليك بتضربك وبتصيب زمايلك وعايزة تدخل الوزارة وانت واجبك تحمى رمز من رموز سيادة الدولة  ، هتعمل اية ؟)

فسكت الشاب برهه ثم اجاب  :- ( هدافع عن الوزارة باى طريقة الا القتل )

فنظر العجوز للعسكري وقال :- ( ولو انت كنت فى بيتك ولاقيت مستقبلك ومستقبل عيالك بيتسرق هتقف تتفرج ؟ )

فاجاب العسكري :- ( اكيد لا هنزل واجيب حقي بس بالادب منغير مأذي حد )

فاكمل العجوز :- ( ولما نزلت لاقيت ناس مسالمين زيك بتموت قدام عنيك بدون ذنب ، ولاقيت العساكر والظباط بيفتروا عليكوا ، هتقف تتفرج ؟)

فسكت العسكري طويلا ثم هز رأسه قائلا :- ( اكيد لا هدافع عن نفسي وعن ااصحابى )

فقال الشاب متسائلا :- ( انت عايز تقول اية يا والدي ؟)

فرد العجوز مبتسما :- ( اللى عايز اقوله ان كل واحد منكم بيأدي واجبه على حسب قناعته ودوره فى الحياه ، العسكري بينفذ اوامر وبيبص للموقف من زاويته ، وانتي يا ثوري بتبص للموقف من زاويتك  وعلى ضوء قناعتك اللى هى اكيد صح زى مالعسكري ايضا صح )

فقال العسكري بعفوية  :- ( امال مين اللى غلطان يا حج )

فرد العجوز قائلا :- ( الغلط على اللى خلاكم فى مواجهة بعض ، اللى كان فى ايدة ميخليش الشاب ينزل من بيتهم وميخليش العسكري واقف ليل ونهار يفض مظاهرات )

فنظر العسكري والثوري لبعضهما البعض ثم سال الشاب العسكري بهدوء :- ( انت بتقتلنى لية ؟)

فرد العسكري :- ( وانت بتضربني ليه ؟ )

فاجاب الشاب  :- ( انا مش بضربك انا بدافع عن نفسي )

فرد العسكري :- ( وانا مش بقتلك انا بأدي واجبي )

فقال العجوز :- ( متتعبوش نفسكم كل واحد منكم شايف الصورة من زاويته وصعب يشوفها بعين التاني )

فسال الشاب العجوز :- ( وانت فين من دة كلة اية موقفك ؟)

فابتسم العجوز ثم قال  :- ( انا لا معاك ولا معاه ومش شايف ان مصر هتبقى افضل بتصرافتكم دي وفى نفس الوقت مقدرش انكرها عليكم ، انت حر تقول وجهة نظرك منغير خوف والعسكري يأدي واجبه ويحافظ على الامن بدون تراخي )

فقال الشاب مخاطبا العجوز :- ( ااه يعنى انت من حزب الكنبه )

فقال العجوز :- ( هو لو ماتفقتش معاك ونزلت ووقفت فى الشارع وعبرت عن وطنيتى باسلوبك ابقى فى نظرك سلبي ؟)

فرد الشاب بحماس :- ( طبعا )

فابتسم العجوزقائلا :- ( انا ايجابيتى يا بني ووطنيتى فى الصندوق مش فى البوق )

------------------

صوتك امانه ومصر امانه ومستقبل عيالك امانه حاول تحافظ على االامانه

مواطن مصري





ليست هناك تعليقات: