السبت، نوفمبر 29، 2008

الجزء السادس مين اللى سرق بحسن ؟؟؟

-6-

حينما دلف الرائد سعد النمر الى الغرفة واغلق الباب خلفه والتفت ليرى مستقبليه فوجىء بما لم يكن يتوقعه مما جعل جسدة ينتصب بقوة ويرفع يده مؤديا التحيه العسكريه وهو يقول : ( تمام ياافندم)

فقد كان يجلس فى الغرفه خمسة اشخاص يعرف منهم سعد أربعه والاخير لم يره من قبل الا ان هيئته ونظراته تدل على انه شخصيه مهمه فقد كان فى الغرفه وزير الداخليه ومدير مباحث امن الدوله ومدير مباحث مكافحة المخدرات واللواء عزمى صادق مساعد وزير الداخليه ومدير الامن العام .

بادره وزير الداخليه فى جديه وحزم قائلا : (( اتفضل يا سعد ))

فاقترب سعد من الحاضرين فقال رئيس مباحث امن الدوله قائلا : (( سمعتك فى الوزارة ياسعد هى اللى رشحتك للمهمه دى ))

فاجاب سعد وهو مازال فى حالة استنفار جسدى وذهنى : (( ده شرف كبير ليا ياافندم ))

فقال له الرجل الذى لا يعرفه وقد كان يجلس فى طرف الغرفه وهو يتحرك نحوه ويمد يده ليصافحه : (( نسيم عبدالقادر من المخابرات العامه ))

فصافحة سعد فى شىء من الدهشه وهو يقول : (( اهلا ياافندم ))

وهنا اقترب الجميع من طاولة فى منتصف الغرفه وجلسوا وقال اللواء عزمى مخاطبا سعد: (( المهمه اللى انت هتكلف بيها خطيره وعلى قدر كبير من السريه واظن واضح ليك مدى اهميتها لدرجة ان السيد وزير الداخليه بنفسه موجود معانا ))

فأومأ سعد برأسه علامة الاستيعاب فاكمل عزمى : (( العمليه دى عملية مشتركة بين الداخليه والمخابرات لانها بتتم داخل مصر وخارجها فلازم تتعاون تماما مع العقيد نسيم عبدالقادر عشان نجاح المهمه ))

وهنا قال نسيم مخاطبا سعد : (( تسمع طبعا عن المافيا يا سيادة الرائد ))

فقال سعد فى دعابه : (( اه طبعا وشوفتهم فى افلام السيما الامريكانى )) قالها وهو يبتسم الا ان صرامة الوجوه من حوله جعلته يشعر بالحرج .

فقال نسيم فى هدوء: (( بس المرة دى مش هتشوفها فى السيما يا سعد المرة دى هتشوفهم بجد--- وفى الحقيقه مش لازم الخير ينتصر على الشر وكمان فى الحقيقة الغلطه .. ))



فقاطعه سعد : (( الغلطه بعمرى ))

فقال مدير مباحث امن الدوله : (( لا ياسيادة الرائد الغلطة بمستقبل مصر وأمنها بحياة الاف الابرياء ))

فأكمل نسيم : (( من حوالى سنه احد عملائنا فى الخارج اخبرنا عن عمليه اسمها سقوط القيصر هتتنفذ فى مصر ، العمليه دى عبارة عن مخطط كامل لتدمير مصر وهى عمليه غير عاديه فهى عملية طويلة الاجل مش محدد بزمن معين وبتتم بهدوء شديد وبحركات محسوبه ))

وسكت قليلا ليرى رد فعل سعد الذى كانت ملامحه تنم عن الانتباه الشديد فقال سعد وقد فطن لما يريده نسيم : (( يعنى نقدر نقول انها مخدرات على دعاره على ارهاب على فتنه طائفيه على تحرش جنسى على زرع جواسيس على تدمير المجتمع كله ))

فقال مدير مكافحة المخدرات بهدوء: (( بالظبط ))

فاكمل نسيم : (( وبعد جهد غير عادى قدرنا نوصل للجهات اللى ورا الموضوع وقدرنا نوصل للجهة اللى هتنفذ ))

فقاطعه سعد: (( معنى كده ان الممول للعمليه دى دوله وهتنفذها بايد المافيا عشان المسؤليه ؟؟؟))

فقال وزير الداخليه : (( مش دولة واحده دول 3 ورصدوا ميزانيات مفتوحه لسقوط القيصر او بمعنى ادق لسقوط مصر ولكن كالعادة بأدين قتله ومأجورين ومنظمات إجراميه عشان تبعد عنهم الشبهه تماما وكمان المسؤليه قدام المجتمع الدولى ))

فأومأ سعد براسه علامة الفهم فاكمل نسيم : (( باختصار يا سعد المافيا بدات عمليتها فى مصر من حوالى 6 شهور وكانت البدايه هى تجنيد كل اتباعهم فى مصر للعمليه دى))

واكمل : (( وزى معرفنا المهمه هتتم على مراحل الاولى نشر السموم والمخدرات فى المجتمع لتدمير العنصر البشرى وسهولة السيطرة عليه ومع انتشار الادمان هينهار الاقتصاد ويمكن السيطره على اعداد ضخمه لتنفيذ عمليات ارهابيه بايدى مصريه وزرع الفتنه الطائفيه وازدياد التحرش وعمليات السرقه بالاكراه بمعنى ادق مصر تصبح دوله غير امنه ))

فقال سعد : (( يعنى دمر اقتصاد داخلى ودمر السياحه ودمر القيم والاخلاق ودمر الانتماء ودمر الناس نفسهم يا نهار اسود دى مش هتبقى بلد ))

فقال الوزير : (( دمر القيصر عايزين يفقدوا مصر زعامتها ووزنها عايزين نسقط ونبقى اتباع ))

وهنا قال مدير المكافحه : (( فى الفترة اللى فاتت رصدنا دخول انواع جديدة من المخدرات وبكميات كبيرة وكان الغريب هى ان الانواع دى كانت اسعارها رخيصه جدا وبدا التجار والموزعين فى نشرها فى كل حته من اسوان لاسكندريه طبعا هما لسه تحت السيطرة وبيتحركوا بهدوء عشان كده احنا سايبنهم عشان نقدر نلم كل الفران فى مصيدة واحده ))

فقال سعد : (( طبعا مفهوم سيادتك ومفهوم ليه ابتدوا بالمخدرات عشان يسيطروا على العقول الاول وبعدين يبتدوا ينفذوا كل اللى هما عايزينه ))

فاجابه نسيم : (( بالظبط ))

فقال عزمى : (( ومن فترة جالنا شخص مديرية الامن وطلب مقابلة سيادة الوزير ورفض انه يتكلم مع اى حد وبالفعل قابله وكانت لدية معلومات عن الشبكة اللى جت مصر ))

فقال سعد متسائلا : (( عملية بالحجم ده مفتكرش ابدا ان هيبقى فيها هفوات الراجل ده عرف منين ؟؟))

فابتسم عزمى وهو يقول: (( لانه كان واحد منهم ))

ثم اكمل : (( ده رجل اعمال مصرى كان شغال فى غسيل الاموال ولان سكة ابوزيد كلها مسالك حاولوا يسيطروا عليه زى مسيطروا على غيرة من ضعاف النفوس بالتهديد بفضح نشاطه وفعلا فى البداية تجاوب لكن لما عرف المطلوب منه حس ان الموضوع رهيب وبدون تفسيرات منطقيه لاقى نفسة جاى وبيعترف بكل حاجه ))


فقال سعد : (( ممكن الواحد يغلط وممكن يقع مره لكن فى ناس مهما خدتهم الدنيا مش ممكن يدمروا بلدهم يدمروا نفسهم ممكن لكن مصر لا ))

فقال الوزير بهدوء: (( بالظبط ياا سعد ))

فاكمل مدير مباحث امن الدوله : (( وبالتنسيق مع المخابرات تم الاتفاق على الاستفادة منه للحصول منه على كل الخطط والمعلومات اللى هتتاح ليه وكمان الافراد اللى هيتعامل معاهم لان دول اللى هيعرفونا افراد الشبكة بالكامل وكان كل شىء على مايرام لحد من كام يوم ))

فقال سعد متسائلا : (( متقولوش ان ادهم اللى اتقتل فى مدينة نصر هو الشخص المقصود ))

فقال نسيم فى اسى : (( للاسف هو-- والمشكلة اننا لحد دلوقتى مش عارفين ازاى اتكشف وايه سبب قتله لانه لو كان انكشف كل خططنا هتبوظ لاننا هنفقد عنصر المفاجاه وممكن كل فراد الشبكة تتغير وساعتها هنبتدى من الصفر ))

فقال سعد مفكرا : (( طب ايه المطلوب منى ؟؟))

فقال نسيم : (( القضية هتتقفل مؤقتا وتقيد ضد مجهول وانت هتشتغل بواب ))

فقال سعد : (( ياريت توضحلى اكتر ))

فقال نسيم : (( هتشتغل بواب للعمارة اللى انقتل فيها ادهم وهتكون انت وحلقة الوصل اللى كان بيتعامل معاها ادهم عشان يوصلنا المعلومات فريق تحاولوا كشف سبب القتل بصورة غير رسميه لان ده مهم لينا جدا ))

فقال سعد مفكرا : (( يعنى انا مهمتى هى ليه الراجل ده اتقتل ومين اللى قتله ))

فقال نسيم : (( بالظبط بس لازم بصورة غير رسميه عشان يطمنوا ))

فقال سعد موافقا : (( طب مين الشخص اللى هيتعاون معايا او حلقة الوصل زى مبتقولوا ))

فجذب نسيم شنطة جليدة وفتحها واخرج ملف وقدمه الى سعد قائلا : (( هنا هتلاقى كل التفاصيل وطريقة التعارف وكل المعلومات اللى تهمك فى المرحلة دى ))


وهنا وقف وزير الداخليه فوقف الجميع واقترب من سعد وهو يصافحه ويشد على يديه : (( بالتوفيق المهمه دى مش مهمه جنائيه يا سعد المهمه دى فيها كرامة مصر ))

قالها وغادر الغرفه وخلفة الجميع الا سعد ونسيم الذى قال : (( حضرتك هتفضل هنا لحد متقرا كل كلمة فى الملف دة وبعد كده هنتناقش فى بالكامل )) ثم نظر فى ساعته وقال قدامك لحد الصبح لاننا ورانا واجب عزاء.

فقال سعد مندهشا : (( عزاء !!!))

فقال نسيم : (( فى المنصورة )) قالها وهو يغادر الغرفه ويغلق الباب خلفه فظل سعد ينظر الى الباب فترة ثم حرك رأسه بلا معنى وفتح الملف ليجد صورة ادهم القتيل وصورة اخرى مكتوب تحتها حلقة الوصل .

وقد كانت الصورة لشخص معروف لدينا جميعا .

******************************************

فى ظهر اليوم التالى كانت مدينة المنصورة قد خرجت على بكرة ابيها لتوديع شهداء الواجب وكان فى مقدمة المشيعين المحافظ ومندوب عن رئيس الجمهورية ووزير الداخليه واغلب القيادات الامنيه فى محافظة الدقهليه التى عاصمتها مدينة المنصورة وكان مشهد النعوش وهى محموله على الاعناق ملفوفه بعلم مصر مشهد تقشعر له الابدان وتدمى له القلوب وتزرف له العيون اخر قطراتها من الدمع فقد جف ونضب من هول الصدمه وكثرة البكاء

وكان فى مقدمة النعوش نعش الشهيد على السمرى ومن خلفه نعوش جنود الدفاع المدنى الذين استشهدوا اثناء محاولتهم انقاذ الضحايا المحبوسين داخل القطار .

وظلت النعوش تسير ومن خلفها الاف المشيعين حتى وصلت لمثواها الاخير ووقف بحسن واخوته ووالد الشهيد واقاربه امام المدفن واستقبلوا النعش ودلفوا به للداخل بعد جهد شاق من كثرة تدافع المشيعين مممن يريدون حملة ووداعه وهبط بحسن داخل المقبرة ونحى العلم ورفع الغطاء وكان جسد الشهيد مسجى فى كفنه الابيض فشهقت النفوس وارتفع البكاء ورفع الاهل الجسد الطاهر وتساقطت قطرات الدمع كالحمم ووالده يقبله فى كل ارجائة لا يعرف راسه يقبل ام قدمه وبجهد بالغ وعلى اصوات لا اله الا الله استلم بحسن الجسد هو ورجل دين صالح يعرفه بحسن لدفنه على السنه .

دقائق عصيبه مرت على بحسن وهو يوارى جسد زوج شقيقته وصديقه الثرى هو يجد نفسه فجاءه تحت الارض وسيترك عزيز لديه يدفن فى التراب ويكون طعام لدود الارض مااتفه الحياه فى تلك اللحظات وذلك الموقف ماا أسرع الزمن ومرت الدقائق ثقيله وتماسك بحسن ورفضت دموعه ان تكون هى كلمات الوداع لصديقه فاستجمع رباطة جأشه وهو يحل الكفن من على صديقه

وقال بنفس مطمئنه وراضيه بقضاء الله (( اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نُزُله . ووسع مُدخلهُ . واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار ))

وماان انتهى حتى قبله وخرج واغلق القبر واحتضن والد على بشده ويبدوا انه لم يعد يحتمل وانهارت الدموع كالفيضان ولكنها للحظات وبعد ان دعا الحضور للشهيد وقف الاهل ليتلقوا واجب العزاء قى فقيد مصر

وتوافدت الجموع ووسط تلك الجموع الغفيرة اقترب شخصين يرتديان ملابس داكنه ويخفيان جزء كبيرا من وجهيهما خلف نضارت سوداء وحينما اقترب اولهما من بحسن قال له : (( عظم الله اجرك ))

فاجابه بحسن : (( غفر الله ذنبك ))

فاكمل الرجل : (( الشهيد عاش راجل ومات بطل ومصر هتفضل غاليه علينا ))

وهنا رفع بحسن بصره بسرعه فى وجه الرجل الذى شد على يده وهو يقول: (( مستنينك بره خد وقتك ))

ثم تبعه رفيقه بتقديم واجب العزاء وهو يتفرس فى وجه بحسن ، واكمل بحسن تلقى التعازى ولكن ذهنه كان شاردا فكلمة الرجل له : (( مصر هتفضل غاليه علينا )) دى وسيلة التعارف بين بحسن وبين اى احد من طرف المخابرات المصريه او الامن بوجه عام ، وبعد ان انتهى بحسن استاذن لحظات وخرج خارج المدفن ليجد الرجلين يقفان بجوار سيارة بيجو سوداء ذات نوافذ داكنه تقف بعيد نسبيا عن حركة المشيعيين .

اقترب بحسن منهما وصافحهما مرة اخرى فطلب منه اولهما الدخول الى السياره وركب الجميع السياره ودار الحديث التالى :

فقال نسيم وقد كان احد الرجلين: (( البقاء لله ياا بحسن ))

فقال بحسن : (( ونعم بالله ))

فرد نسيم : (( انا صقر ))

فتغيرت ملامح بحسن فقد كان الاسم يعنى بالنسبة له ظابط المخابرات المسؤل عن المهمه: (( اهلا ياافندم انا عارف انتوا جايين ليه عشان ادهم اتقتل ))

فقال سعد فى موده: (( لا يا بحسن احنا جايين نعزى فى الشهيد علي قبل اى حاجة دة بطل وزميل ونقف جنبك زى ماانت واقف جنب بلدك ))

فتاثر بحسن من صدق الكلمات وقال : (( دة مش غريب عليكم بس خلينا فى المهم دلوقتى ادهم اتقتل يعنى العملية باظطت ؟؟ ))

فقال نسيم : (( سيادة الرائد سعد هيشتغل بواب فى العمارة اياها واحنا منتظرين تتعاون معاه اكتر من اى وقت فات مش هفهمك يا بحسن لازم نعرف مين قتله واتقتل ليه والا كل حاجة هتبوظ ))

فقال بحسن : ( طب وعطوه البواب هيروح فين ؟؟))

فقال سعد : (( عطوه رجع بلدهم اشترى حتة ارض وراح يزرعها بقى من الاعيان ))

فقال بحسن : (( طب بالنسيه لعلياء والطفلين ؟؟))

فقال نسيم : (( افتكر انها لسه معرفتش الخبر لان طبعا مفيش جرايد بتطلعلها ولا حد يعرف مكانها المهمة دى عليك انت بقى يا بطل ))

فقال بحسن مفكرا : (( بس دى مهم صعبه اوى ياافندم ))

فقال نسيم : (( انت ادها يا بحسن اه وعلى فكرة احنا اسفين لسوء التفاهم اللى حصل بينك وبين والدك بسبب الموضوع دة دة خطا امنى مننا ومش هيتكرر تانى ))

ثم ااضاف باسما : (( بس ابوك معارفه كتير يااخى بس متقلقش فى الوقت المنااسب اكيد هنعرفه اد ايه ابنه لازم يفتخر بيه ))

فقال بحسن : (( لا متقلقش نفسك ياافندم بس عايزين ننقلها لبيت تانى لان ممكن ابويا يروحلها وتبقى مشكله ))

فقال نسيم : (( دة طبيعى انها هتتنقل عشان ترتيبات الامن وابوك حتى لو راح مش هيعرف يطلع ))

فأوما بحسن برأسه علامة الفهم فتبعه سعد قائلا : (( هستناك يا بحسن ان شاء الله فى مصر هتلاقينى شحاته البواب ))

فقال بحسن : (( ان شاء الله ياافندم بس بعد اذنكم مش هيكون قبل الثلاث ايام بتوع العزاء ))

فقال نسيم : (( طبعا مفهوم والبقاء لله مره تانيه ))

وهبط بحسن بعد ان ودعهما وانطلقت السيارة وحينما هبط منها وجد نشوى تقترب منه وهى ترتدى ملابس حداد وتظهر على وجهها علامات الحزن : (( البقاء لله يا بحسن ))

فرد بحسن وهو يحاول الفكاك من نظرات عينيها : (( ونعم بالله يا نشوى انتى لسه هنا انا افتكرتك سافرتى مع الصحفيين اللى سافروا ))

فقالت نشوى : (( ازاى بقى كنت لازم اعزى شريفه وطنط واهلك وكمان اعزيك ))

فقال بحسن بوجه خالى من اى تعبير : (( فيكى الخير ))

فقالت فى خجل: (( على العموم انا هسافر دلوقتى خلى بالك من نفسك ))

فاجاب مستفهما : (( هتسافرى ازاااى ؟؟))

فابتسمت : (( مهو انا كان لسه معايا العربيه وناس بيغطوا الجنازة هنسافر سوا ))

فقال : (( طيب ))

فهمت بالرحيل ثم التفتت وهى على بعد خطوات وقالت : (( بحسن ابقى خلينا نشوفك )) وانطلقت بخطوات اقرب للعدو دون ان تسمع اجابه

وياليتها التفت مرة اخرى للخلف لعلها كانت تلمح تلك النظرات المفعمه بالحنين ولكنها غادرت خوفا من ان تصطدم بجفاء اعتادت عليه منذ فترة .


****************************************
حينما ركبت نشوى السياره عائده الى القاهره اختارت مقعدا فى اخر السياره بعيدا عن النقاش الدائر حول الحادثه والضحايا فقد كانت لا تريد ان تتحدث فى شىء فما قابلته هنا اعاد لها حنين الماضى ونظرت من النافذه وشردت الى ماقبل خمسة اعوام حينما تعطلت سيارتها فى طريق النصر فى ساعة متاخره من الليل وفى جو ممطر شديد البروده ولم تجد اى شخص ممكن ان يساعدها فظلت تجلس فى سيارتها الى ان وجدت شاب يدق على زجاج السياره وهو يركب دراجه بخاريه من نوع (( فسبا ))

ففتحت الزجاج فسمعته يقول : (( العربيه عطلانه ولا ايه ؟؟؟))

فقالت فى لهفه : (( اه العجله ضربت ومش معايا استبن ومش عارفه اعمل ايه ؟؟))

فقال فى مرح: (( اعملى عبيطه وتعالى ورايا على الفسبا اروحك بيتكم ))

فنظرت باستهجان وهى تقول: (( لا شكرا اركب وراك بتاع ايه هو انا اعرفك ))

فرد الشاب : (( لا متعرفنيش ولما اهلك جابوكى الدنيا دى مكنتيش تعرفى حد كبرتى ماشاء الله وبقيتى عروسه وعرفتى اهلك وصحابك وزمايلك فى الكليه والمدرسه والنادى وطول ماانتى عايشه هتعرفى ناس جديده وتتعرفى عليهم ))

فنظرت اليه بااستغراب وقالت : (( ايوه بس مش اى حد اقابله فى الشارع اتعرف عليه كده ))

فاجابها : (( مهو لو متعرفتيش عليا هسيبك كده وامشى ومش هتلاقى حد يعبرك ))

فقالت فى عناد : (( طظ فيك امشى )) تبعتها باغلاق النافذه فى عناد طفولى .

فدق الشاب مره اخرى فلم تجيبه فظل يدق النافذه برفق فقالت فى غضب : (( عايز ايه ؟؟))

فقال فى رخامه: (( اعتبر اللى عملتيه ده انك مش عايزة تعرفينى ))

فتأففت بشده وقالت : (( ماشاء الله نبيه اوى ايوه مش عايزة اعرفك ))

فقال : (( اوك يبقى تكاليف تصليح الكاوتش واتعابى 20 جند يمشى معاكى ؟؟))

فقالت فى اندهاش : (( انت هتاخد منى فلوس ؟؟؟))

فقال فى اندهاش مصطنع : (( طبعا هو انا اعرفك ؟؟؟))

فقالت : (( اه انت بترودهالى بقى ))

فاجاب : (( ماشاء الله نبيها اوى ))

فابتسمت رغما عنها فقال لها مبتسما : (( انزلى بقى عشان ارفع العربيه واصلحلك الكاوتش فى اقرب بنزينه ))

وبالفعل قام الشاب بفك الاطار وذهب لاصلاحه وعاد وقام بتركيبه فقالت له فى امتنان وخجل: (( انا اسفه انى كنت رخمه معاك ))

فقال لها باسما : (( اهلا ا جو الحنيه ده معناه انك ناوية تضربى على ال20 جند ))

فابتسمت فاجابها : (( ولا يهمك ياافندم يلا روحى بقى زمان اهلك قالبين الدنيا عليكى )) قالها وهو يهم بركوب دراجته البخاريه .

فقالت على استحياء: (( هو انت اسمك ايه ؟؟))

فقال : (( اسمى بحسن ))

فقالت باستغراب : (( نعم بحسن يعنى ايه ده ؟؟ اول مرة اسمعه ))

فاجابها وهو ينوى الرحيل : (( لو اتقابلنا تانى هقولك معناه لكن لو مش اتقابلنا اكيد مش هتنسى الاسم )) وغادر دون ان يقول كلمة اخرى .

ومرت الايام والاسابيع والشهور وتلك الصدفه الغريبه مازالت تشغل بال نشوى الى ان كانت فى معرض الكتاب واثناء خروجها من أمسيه رائعه للشاعر عبدالرحمن الابنودى وجدت نفسها امام بحسن

فنظر اليها لحظات ثم قال : (( ايه ده انتى ماشية ورايا ولا ايه ؟؟؟))

فقالت بعد أن تغلبت على دهشتها بصعوبه : (( انت بتعمل ايه هنا ؟؟))

فقال فى مرح: (( كنت جاى اتسلطن واسمع الخال عبدالرحمان ))

فابتسمت وهى لا تخفى اندهاشها وقالت فجاءه : (( انت مين ؟؟))

فقال فى هدوء : (( انا بحسن ))

فقالت بلهفه وكانها تذكرت شىء : (( ايوه ادينا اتقابلنا تانى اهوه قولى بقى يعنى ايه بحسن ))

فقال : (( بشرط تخلينى اعزمك على مهلبيه من عند خالك المالكى))

فقالت موافقه : (( معنديش مانع ))

فقال : (( اه بس هنروح بالفسبا ))

فقالت فى عناد: (( اهو ده اللى مش ممكن ابدا هنروح بعربيتى الفسبا بتاعتك دى تبيع بيها ترمس ))

فقال فى امتعاض : (( عبيطه مش عارفه مصلحتك انتى تطولى تركبى ورايا على الفسبا ))

فقالت : (( لا مطولش عشان كده مش هركب ها هتركب معايا ولا بلاش ))

فقال بحسن : (( نو هنتقابل هناك انتى بجاميكا بتاعتك دى وانا بفسبتى حبيبتى ))

فابتسمت وانطلقا وبالفعل جلسا امام المحل المنشود يتناولان المهلبيه وقد لفت نظرها مدى تلذذ بحسن بها فقالت : (( انت شكلك بتحبها اوى ))

فقال موافقا : (( المهلبيه دى انجى بتاعتى يا على ))

فقالت فى عدم استيعاب: (( نعم ؟؟))

فقال : (( يعنى هى صحبتى وحبيبتى هى الجو ))

فقالت بتهكم : (( ربنا يخليكوا لبعض فعلا لايقيين اوى ))

ثم اكملت : (( قولى بقى يعنى ايه بحسن ؟؟))

فقال : (( بصى يا ستى ))

ودائما للحديث بقيه............... ال ن ســــــــــــــــــاج
***********************************

هناك 3 تعليقات:

Unknown يقول...

جاااااااااااااامد يا قطب بجد والله ما عرفت اقوم غير ماخلصت الجزء
طول عمرك شديد
عجبني كل حاجه في الجزء ده
الى الامام و في انتظار جديدك

غير معرف يقول...

هو انت غاوى تعذبنا
كل ما الوالواحد يندمج مع جزء تقفله؟
بس بصراحة انا وراك للاخر
وربنا يوفقك, بجد تحفففففففففة

غير معرف يقول...

بصراحه انت كاتب رائع
ان شاء الله هايكون ليك مستقبل جامد جدا
بس ممكن ماتعذبناش وتاخر الاجزاء